عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 11-07-2014, 11:24 AM   #99
اقبـال
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2009
المشاركات: 3,422
إفتراضي

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

المختار : تحرير العراق يكتمل فقط باسقاط العملية السياسية وطرد ايران من العراق
شبكة البصرة

احمد صبري
كشف السياسي العراقي والمحلل الاستراتيجي المختص بالسياسة الامريكية صلاح المختار النقاب عن ان ايران تدخلت في اللحظة الحاسمة لمنع سقوط بغداد بعد سيطرة الثوار على محافظتي نينوى وصلاح الدين واكد المختار من مقر اقامته في بروكسل فيرده على اسئلة العرب اليوم. ان ايران تعتبر ما يجري في العراق معركة وجود تتوقف على نتائجها نواة حلمها الامبراطوري.
واوضح ان القوى الفاعلة التي تقود العمليات العسكرية ضد القوات الحكومية هي فصائل المقاومة والبعث والعشائر والمجالس العسكرية.
ويرى المختار ان حل ازمة العراق يكمن في تحرير العراق واسقاط العملية السياسية بعناوينها كافة. ويعتقد ان ردة الفعل الامريكية ازاء ما يجري في العراق بانه يتطابق مع الموقف الايراني،
وفيما ياتي نص الحوار:
سؤال : تطورات الازمة العراقية بعد انتصارات الثوار في نينوى وصلاح الدين ومناطق اخرى وانعكاسها على مستقبل العراق والمنطقة عموما
صلاح المختار: ان تحرير اكثر من 60% من مساحة العراق تطور نوعي خطير وكبير في الانتفاضة العراقية المسلحة فقد انتقلت الثورة من الدفاع ضمن الانبار الى الهجوم الكاسح في اغلب العراق وتمكنت من السيطرة على اكثر من 60% من مساحته. وهذا التطور يضع المنطقة والعالم بأسره امام حالة جديدة خرجت عما كان سائدا قبلها.
ومن بين اهم التطورات اللاحقة اجبار ايران على التدخل العسكري الكامل رسميا في العراق لمنع تحرير بغداد واحكام سيطرة الثوار على اغلب مناطق ديالى وهي اقصر واهم الطرق الستراتيجية الرابطة بين ايران والعراق، وما اسقاط طائرات مهاجمة من ايران ويقودها طيارون ايرانيون الا مثال للتدخل المسلح في العراق.
ورغم ان التدخل سوف يشكل ضغطا اضافيا على الثورة العراقية الا انه محسوب بدقة وفي المحصلة النهائية سوف يكسر ظهر ايران لانها عاجزة عن خوض حربين كاملتين في ان واحد واحدة في العراق والاخرى في سوريا بالاضافة للاعباء التي تتحملها من جراء تدخلها في اليمن والبحرين ولبنان وغيرها.
ان ايران التي لعبت دورا اكثر خطورة في تهديد وحدة العراق وامنه وشعبه بعد الانسحاب الامريكي تواجه الان وضعا مختلفا تماما سوف يدفع بها الى حافة الانهيار من الداخل نتيجة العجز عن توفير تمويل الحربين بالمال والرجال. وهذه التطورات انعكست على دول المنطقة والعالم فالدول العربية شعرت لاول مرة بان التهديد الايراني الخطير لها يمكن ان ينتهي عن طريق تحرير العراق لذلك تغيرت الكثير من المواقف السابقة ليوم 9-6 واقتربت دول عربية من تفهم ودعم الثوار اعلاميا على الاقل، وهذا امر مهم جدا ادى الى كسر التشوية الاعلامي الواسع النطاق والذي جعل الثورة عبارة عن عمليات لداعش واخفى حقيقة بارزة وهي انها ثمرة جهاد قوى وطنية وقومية والاسلامية عديدة .

سؤال : وكيف تعاملت واشنطن مع الازمة واين يكمن الدور الايراني من مستجدات الاوضاع في العراق وماهو أفق الحل بتقديركم
صلاح المختار: تعاملت واشنطن مع التطور الجديد بصفته تهديدا لترتيبات خاصة اقامتها في العراق بعد احتلاله فدستور الاحتلال وما جرى خلال سنوات الاحتلال من تغييرات هدامة داخل العراق يمكن ان تنتهي بانتصار الثورة ويعود العراق قويا ويلعب دورا حاسما في الاقليم وهذا ما ترفضه واشنطن وغزت العراق لوضع حدله، ان عودة العراق قويا وفاعلا يعرض امريكا الى هزيمة اكبر من هزيمة اجبارها على الانسحاب نتيجة عمليات المقاومة العراقية،
لذلك كان رد الفعل الامريكي مطابقا لموقف ايران رغم الادعاءات الكلامية الامريكية الفارغة، فهي وايران قدمتا الدعم الفعال لحكومة المالكي عسكريا وسياسيا : ايران قامت بتدخل شامل بينما امريكا تدخلت بصورة انتقائية لانها عاجزة عن التدخل الشامل من جهة ولا تريده من جهة ثانية لان هدفها هو اشعال حرب اهلية وليس ايقاف الحرب فمن وجهة نظر واشنطن يجب تواصل الحرب وعدم توقفها الا بانهيار العراق وتقسيمه، فقدمت المستشارين العسكريين والعتاد الحربي والطائرات بلا طيار للمالكي كي يقمع الثورة عسكريا مع انها تعلم بانه عاجز عن ذلك لكنها دعمته اولا واخيرا لدفع العراق الى محرقة الحرب الاهلية، لذلك رايناها تبشر بقرب تقسيم العراق مؤكدة انها تنفذ نفس مخططها القديم القائم على تقسيم العراق والذي افشلته المقاومة العراقية وستفشله الان مجددا.
اما ايران فانها وجدت في الثورة المسلحة التهديد الاكبر لمشروعها القومي الامبراطوري الذي خصصت له كافة موادرها المالية والبشرية منذ وصول خميني للحكم ونجحت في تحقيق تقدم كبير في عدة اقطار عربية من بينها العراق وسوريا واليمن والبحرين ولبنان ودول الخليج العربي والسودان ووصلت الى المغرب العربي واعتقدت انها تجاوزت العقبات الاساسية واهمها وجود عراق قوي كان يمنعها من تحقيق حلمها الامبراطوري التوسعي، لكنها صدمت بان العراق مازال يشكل اكبر الغام نسف مشروعها الامبراطوري.
ان المشروع القومي التوسعي الايراني يعتمد على فكرة لم تعد سرا وهي انشاء هلال فارسي يمتد من ايران الى لبنان مرورا بالعراق وسوريا، ويكون هذا الهلال مقدمة لتحوله الى بدر فارسي كامل الاستدارة، بمعنى انه نواة الامبراطورية الايرانية الكبرى التي تتشكل من كل الاقطار العربية والاسلامية، فقوة الهلال الفارسي البشرية والاقتصادية تشكل العماد الاول لقيام الامبراطورية لذلك فان ثورة العراق تعد نسفا للمشروع القومي الفارسي وانهاء له.
لهذا فان ايران تعتبر معركة العراق معركة وجودها ومستقبلها فاذا لم تنتصر فيها فانها لن تفقد حلمها الامبراطوري فقط بل الاخطر انها ستتعرض الى التفكك الداخلي لاسباب عديدة، ولهذا تقاتل في العراق رسميا وتزج برجالها ومالها وسلاحها في معركة العراق. ورغم كل ذلك بل وبسببه سوف تهزم ايران في النهاية لانها ان كانت قادرة على خوض حرب واسعة في العراق فهذا مقيد بزمن محدود وعندما تخرج حرب تحرير العراق عن الاطار الزمني الذي تستطيع ايران تحمله فانها ستواجه خيارين احلاهما سم زعاف فاما ان تنهار من الداخل اذا اوصلت الحرب او تنسحب من العراق مهزومة وهذا انتحار لانه سيؤدي الى تفجر كافة تناقضاتها الداخلية.
اما عن افق الحل فلا حل وطني حقيقي الا بتحرير العراق واسقاط العملية السياسية بكافة رموزها ومكوناتها والغاء كل ما جاء به الاحتلال واعادة بناء العراق ليكون لاهله وليس للغرباء،موفرا الامن والامان والحرية والكرامة والرفاهية لكل ابناء العراق بلا اي نوع من انواع التمييز، لذلك فان الثورة تقف ضد الاقاليم وضد الفدرلة وتلتزم بتحرير كل العراق وليس جزء منه ملتزمة بقوة بحق القومية الكردية بالحكم الذاتي. فالعراق المحرر بهذا المعنى هو عراق ديمقراطي تعددي يحكمه من يفوز في الانتخابات وليس بالاعتماد على الدبابات او السيوف.

ومن هي القوى الفاعلة التي تقود الثورة في العراق
صلاح المختار: القوى الفاعلة في الثورة هي فصائل المقاومة العراقية التي قاتلت امريكا وهزمتها وثوار العشائر وجيش العراق الوطني الذي حله الاحتلال وحزب البعث العربي الاشتراكي والقيادة العليا للجهاد والتحرير والخلاص الوطني والمجالس العسكرية في المحافظات والمجلس السياسي العام لثوار العراق، هؤلاء وغيرهم هم القوة الاساسية في الثورة وهي كما تلاحظون قوى مقتدرة ومجربة عسكريا وقادرة على اعادة بناء العراق وتوفير الامن والاستقرار والحرية له، لهذا فنحن واثقون من ان الثورة ستحقق اماني الشعب العراقي وستكون مقدمة لسلسلة تغييرات عاصفة ايجابية في الوطن العربي.
العرب اليوم الاردنية 9-7-2014
شبكة البصرة
الخميس 12 رمضان 1435 / 10 تموز
اقبـال غير متصل   الرد مع إقتباس