عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 15-07-2021, 07:52 AM   #2
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 6,025
إفتراضي

وبالقطع المجزى عليها لا يمكن أن تكون سوى مقبولة لأنه لو لم يقبلها لعاقب عليها ولم يثيبه عليها
والخطأ السادس أن مقام العابدين غير مقام الموحدين فى قوله:
"ولو اجمالا كل ذلك توجه اليه من حيث أمر الا ان مقام العابدين تحت مقام الموحدين وكلها مقامات المعبود سبحانه "
ونجد هنا الخبل أن مقامات الخلق وهم العابدين والموحدين أصبحت مقامات الخالق بلا فرق بينهم وهو كلام خاطىء لا يصح فالخلق غير الخالق كما أن مقامات الناس المسلمين كلها واحدة فهو عباد ومعناها موحدين ومعناها موحدين معناها مسلمين ومعناها متقين...إلخ
ونجد كلاما غريبا وأسماء غريبة فى القول:
"وإذا كانت في باقي الافعال حكمية كانت بمنزلة روح النائم في جسده هي مجتمعة في القلب فبشعاعها السفلي الذي هو وراءها وخلفها كانت متعلقة بالبدن وأما وجهها فهو متوجه الي جابلسا وجابلقا وهورقليا فمن جهة أنها في القلب كالنية الفعلية في التكبير وشعاعها السفلي في سائر البدن حالة النوم كالنية الحكمية"
ثم ذكر السؤال الثانى فقال :
"قال سلمه الله تعالي: و قد روي عن جعفر الصادق أنه قال لقد تجلي الله لعباده في كلامه ولكن لا يبصرون وروي انه كان يصلي في بعض الأيام فخر مغشيا عليه في أثناء الصلوة فسئل بعدها عن سبب غشيته فقال ما زلت أردد هذه الآية حتي سمعتها من قائلها قال بعض العارفين إن لسان الصادق كان في ذلك الوقت كشجرة الطور عند قول اني أنا الله، افيدوا إن هذا السماع من القائل أي معني له فلو قيل إياي أعبد وإياي استعن بقول اياك نعبد واياك نستعين فالقول قول العابد لا قول المعبود وهذا الاستماع بهذا الاذن الجسماني أي معني له."
وكان الجواب هو :
"أقول الحديث مشهور والأدلة النقلية والعقلية تؤيده ومعني تجليه في كلامه ظهوره بكلامه في كلامه ومعني ذلك ان الكلام لا يقوم بدون ما يستند اليه و ذلك المستند اليه هو جهة التكلم من المتكلم علي حد ما سبق في المسئلة الأولي فراجع تفهم فمن أشعر بظهوره له فقد نفسه لأنه عرفها وهو قول علي لكميل جذب الأحدية لصفة التوحيد ومن لم يشعر جهل نفسه فكان الصادق لما اشعر بالتجلي فقد نفسه اذ عرفها فخر مغشيا عليه حيث لا يقدر علي الاستقرار و كثيرا ما تكون هذه الحالة علي جده (ص) والاوصياء لأنه تجلي له كما تجلي لموسي الا ان المتجلي لموسي مثل سم الابرة من نور الستر وجعفر تجلي له جميع نور الستر ويجب معه ذلك وبيانه علي ما ينبغي مما لا ينبغي لأنه من علمهم المكنون وأما علي مذاق غيرهم فهو سهل و ذلك لان الشيء لا يتقوم الا بالوجود والماهية فهو مجموعهما لا أحدهما فالوجود بدون ماهية لا يحس والماهية بدون وجود لا حيوة لها فليس أحدهما شيئا الا بالايجاد و شرط قبول الا يجاد انضمام احدهما الي الاخر فالوجود وجه فعل الله والماهية نفس الوجود من حيث نفسه فاذا أشعر العبد بالتجلي فانما يشعر بوجوده والوجود نور الله قال اتقوا فراسة المؤمن فانه ينظر بنور الله يعني بوجوده ولا يلتفت الي الماهية اصلا فينفك تركيبه في شعوره لا في ظاهره لأنه لم يتجل للجبل فيقع لأن القيام بالتماسك وقد فقد في غيبه وأما مغشيا عليه فلأنه ساجد تحت العرش بين يدي الله سبحانه قد استولي عليه نور الظهور كاستيلاء حرارة النار علي الحديدة المحمية فان النار حقيقة هي الحرارة واليبوسة وهي لا تحس والحرارة التي ظهرت علي الحديدة فإنما هي من صفة النار وظهورها فظهرت النار بفعلها علي الحديدة كما ظهر المتكلم بكلامه علي قلب الامام والظهور هو المرتبة الخامسة للذات فقول بعض العارفين ان لسان الصادق كشجرة الطور مجاز أو تمثيل للمجهول بالمعلوم وإلا فشجرة الطور هي ثاني رتبة في الظهور للسان الصادق ولو قال شجرة الطور كلسان الصادق لكان كالصادق فقوله حتي سمعتها من المتكلم يراد به من المتكلم ما اشرنا اليه في المسئلة السابقة وفي هذه من ظهور المتكلم فيما يستند الكلام اليه من صفة فعله التي هي فعله بكلامه سبحانه له وهذا السماع هو في الحقيقة قابلية الوجود التشريعي الذي هو روح التشريع الوجودي وهو ان تكون حقيقة الامام اذنا واعية للملك العلام وقولك فلو قيل اياي اعبد الخ، لا يصح هذا الكلام الا اذا كان المتكلم يتكلم بما يخصه لا بالمخاطب فانه حينئذ يجري الكلام في حكاية المظهر فلا يصح أن يعني نفسه بالخطاب المحكي وإذا كان المتكلم يتكلم بالمخاطب للمخاطب كان المخاطب هو النصف الأسفل من وجود الخطاب فلا يحسن أن يقال اياي أعبد فلا يتوجه الخطاب الي الحاكي إلا بقرينة فالقول قول المعبود بالعابد فافهم.
واما قولكم أيدكم الله تعالي: فهذا الاستماع بالأذن الجسماني الخ، فجوابه ان هذا الاستماع أعلي مراتبه فؤاده وأذنه اذ ذاك الحقيقة الأولية التي هي فلك الولاية المطلقة ومقام أو أدني وبعده اذن قلبه وهي قاب قوسين ثم اذن روحه عند عروجه في الحجاب الاصفر حجاب الذهب الي ذلك المقصود الاكبر ثم اذن نفسه وهكذا الي اذن جسمه ثم اذن جسده فكل مقام سمع فيه كلام المتكلم من المتكلم هومظهره لانه ظهر فيه و قد تقدم ان معني ظهر فيه ظهر به فافهم و قد اختصرنا الجواب اعتمادا علي حسن الاستماع والفهم اللماع ولضيق الوقت واستعجال الجواب"
ناقض الإحسائى قوله تعالى" فلما تجلى ربه للجبل"بقوله أن الله تجلى لموسى(ص) ومحمد(ص) والأوصياء فى الفقرة التالية:
"فكان الصادق لما أشعر بالتجلي فقد نفسه اذ عرفها فخر مغشيا عليه حيث لا يقدر علي الاستقرار وكثيرا ما تكون هذه الحالة علي جده (ص) والأوصياء لأنه تجلي له كما تجلي لموسي الا ان المتجلي لموسي مثل سم الابرة من نور الستر "
ونجد الإحسائى يكذب قوله تعالى " فلما تجلى ربه للجبل"بقوله فى الفقرة "لأنه لم يتجل للجبل"
ويصر الإحسائى على حكاية تجلى الله لجعفر فى قوله"
"وجعفر تجلي له جميع نور الستر ويجب معه ذلك وبيانه علي ما ينبغي مما لا ينبغي لأنه من علمهم المكنون"

وهو ما يخالف أنه لا يتجلى للناس لقوله" لن ترانى"
ونجد الرجل يناقض نفسه عندما يقول أن وجود الله ليس ماهيته فى قوله:
"قال اتقوا فراسة المؤمن فانه ينظر بنور الله يعني بوجوده ولا يلتفت الي الماهية اصلا"
والخطأ أيضا كون الإمام وحده أذن واعية لله فى قوله "وهو أن تكون حقيقة الامام اذنا واعية للملك العلام" وهو ما يخالف أن الوعى هو لمن يريد الوعى من الناس كما قال تعالى " وتعيها أذن واعية"
ونجد الإحسائى يخترع من عنده كلاما ليس من وحى الله وهو اذن الروح وإذن النفس وإذن الجسم وإذن الجسد ويحدثنا عن الحجاب الأصفر حجاب الذهب فى قوله"
"ثم اذن روحه عند عروجه في الحجاب الاصفر حجاب الذهب الي ذلك المقصود الاكبر ثم اذن نفسه وهكذا الي اذن جسمه ثم اذن جسده"
وكل هذا كلام مخترع ليس منه كلمة واحدة من الوحى
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس