عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 18-12-2021, 08:51 AM   #1
رضا البطاوى
عضو شرف
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 6,967
إفتراضي

2 - وإما أن يهنؤونا بأعيادهم ومناسباتهم الدينية، فإن فعلوا فلا نجيبهم؛ لعدم شرعيتها ولما في قبولها من الإقرار لهم على باطلهم.
وفي كلام ابن عثيمين المنقول ضمن هذا البحث ما يستأنس به فيما ذهبنا إليه فليراجع."
المبحث الثامن: حكم تهنئة الكفار:
اختلف أهل العلم في حكم تهنئة الكفار، فذهب بعضهم إلى المنع، وبعضهم إلى الجواز.
قال ابن قدامة في (المقنع): "وفي تهنئتهم وتعزيتهم وعيادتهم روايتان. قال في الشرح: "تهنئتهم وتعزيتهم تخرج على عيادتهم، فيها روايتان إحداهما: لا نعودهم؛ لأن النبي (ص)نهى عن بداءتهم بالسلام، وهذا في معناه.
والثانية: تجوز؛ لأن النبي (ص)أتى غلاما من اليهود كان مريضا يعوده فقعد عند رأسه، فقال له: أسلم فنظر إلى أبيه وهو عند رأسه، فقال: أطع أبا القاسم فأسلم، فقام النبي (ص)فقال: "الحمد لله الذي أنقذه بي من النار" رواه البخاري. انظر (المقنع مع الشرح 10/ 456).
أما تهنئة الكافر بالأمور العادية غير ذات الصلة بالعقيدة والدين كالتهنئة بالولد أو بسلامة الوصول من السفر أو نحو ذلك فالأصل الجواز؛ لقوله _تعالى_: "لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين"
ولأن قدوم الولد سيكون على أصل الفطرة وهو الإسلام فلربما كان هذا الخارج كان هذا الخارج من صلب الكافر عابدا لله، وقد استأنى النبي (ص)بقومه فلم يأمر ملك الجبال أن يطبق الأخشبين عليهم، وقال: "أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله" والحديث أصله في صحيح مسلم وغيره.
ومثله التهنئة بسلامة الوصول، فلعل هذا الإفساح في الأصل والتهنئة به ترقيقا لقلبه وتشجيعا له على الإسلام.
وأما تهنئتهم بما يؤثر على عقيدة البراء من الكفار فحرام لا يجوز؛ لعموم قوله تعالى: "لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله" ومن ذلك التهنئة بشعائر الكفر المختصة بهم فإنه حرام بالاتفاق كما ذكره ابن القيم في (أحكام أهل الذمة 1/ 144).
وأما إذا هنؤونا بأعيادهم، فقد قال ابن عثيمين "فإننا لا نجيبهم؛ لأنها ليست بأعياد لنا، ولأنها أعياد لا يرضاها الله تعالى لأنها إما مبتدعة في دينهم وإما مشروعة، لكن نسخت بدين الإسلام" ا. هـ ملخص (مجموع الفتاوى 3/ 69).
المبحث التاسع: ضوابط التهنئة:
1 - ألا يترتب عليها ميلان القلب، ونشوء المودة _كما تقدم في ضوابط الهدية_ سواء كانت التهنئة منا أو منهم.
2 - ألا تكون التهنئة للكافر بسبب عمل شركي أو كفري أو بدعي أو فسقي كمن يهنئ الكفار بمناسبة احتفالاتهم بأعياد ميلاد المسيح أو بمناسبة الأيام الوطنية لما في ذلك من الإقرار على الشركيات والبدع.
3 - ألا تكون تهنئة الكافر مبدوءة بسلام للحديث الصحيح "لا تبدؤوا اليهود والنصارى بالسلام .. ".
4 - ألا تتضمن تهنئة الكافر تعظيما وتسييدا له للحديث الصحيح "لا تقولوا للمنافق يا سيد .. " الحديث.
5 - ألا تكون التهنئة بشعائر الكفر المختصة بهم. قال ابن القيم في (أحكام أهل الذمة 1/ 144): "وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالاتفاق مثل أن يهنئهم بأعيادهم وصومهم، فيقول: عيد مبارك عليك، أو تهنأ بهذا العيد ونحوه، فهذا إن سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات، وهو بمنزلة أن يهنئه بسجوده للصليب، بل ذلك أعظم إثما عند الله وأشد مقتا من التهنئة بشرب الخمر وقتل النفس وارتكاب الفرج المحرم ونحوه، وكثير ممن لا قدر للدين عنده يقع في ذلك ولا يدري قبح ما فعل فمن هنأ عبدا بمعصية أو بدعة أو كفر فقد تعرض لمقت الله وسخطه"، وأما إذا هنؤونا بأعيادهم فلا نجيبهم لما في ذلك من الإقرار لهم والرضا عنهم وبنحو هذا أفتى العلامة ابن عثيمين في فتاويه (3/ 54).
6 - ألا تكون تهنئة الكفار بسبب اعتلائهم المناصب؛ لأنه نوع من الركون إليهم والموالاة لهم. قال الله: "ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار" ولم يكن من هدي سلف الأمة تهنئة الكفار بمناصبهم ووظائفهم مما أحدثه أهل الوقت، والله المستعان.
قال العلامة الشيخ حمود العقلاء "إن تهنئة الكفار والتبريك لهم بمناسبة اعتلائهم المناصب أمر محرم شرعا؛ لأن ذلك ركون إليهم وموالاة لهم ... " "
وما قيل فى التهنئة وتحريمها لا دليل عليه فهناك المحرم وهناك المحلل فى التهنئة فأما تهنئتهم لنا فمحسوبة عليهم إن كان بها مخالفة للإسلام وأما تهنئتنا لهم فيجب ألا تكون بمثابة دعاء لهم لحرمة الدعاء لهم بالاستغفار والاستغفار يشمل أى لفظ يستفاد منه أنه مسلم مثل كل سنة وأنت طيب فهذا دعاء لهم بأن يدخلوا الجنة وهى للطيبين والطيبات وهم المسلمين وإنما يقال فى تهنئتهم كلام له علاقة بتمنى الخير لهم فى الدنيا مثل:
عيد سعيد عيد مبارك يعطيكم الله الصحة أسعد الله عيدكم
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس