عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 29-01-2022, 08:24 AM   #2
رضا البطاوى
عضو شرف
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 6,890
إفتراضي

فيكون ذلك لو اقتصر عليه كافيا في فتح الحنجرة فمن عضل الفتح زوج عضلة يأتي من العظم الشبيه باللام ويتصل بمقدم الدرقي كله، فاذا تشنج جذبه إلي فوق والي قدام فنزله عن ملاصقة الذي لا اسم له ومن ذلك زوج مشترك بين الحنجرة والحلقوم يصعد من العسي ويجاوز الدرقي ويستمر إلي مؤخر الذي لا اسم له ومقدم الحلقوم، فاذا تشنج جذب الحلقوم إلي أسفل الذي لا اسم له إلي خلف ففرق بينه و بين الدرقي، وربما عضده في الفرد من الناس زوج آخر شبيه به وهو نادر ويوجد في عظيمي الحناجر من الناس، وأما في الدواب فدائما وأما اللسان فتحركه بالتحقيق ثماني عضل: منها عضلتان تأتيان من الزوائد السهمية التي عند الأذن يمنة ويسرة تتصلان بجانبي اللسان ، فاذا تشنجتا عرضتاه ومنها عضلتان تأتيان من أعالي العظم الشبيه باللام وتنفذان وسط اللسان ، فإذا تشنجتا جذبتا جملة اللسان إلي قدام فتبعها جزء من اللسان وامتد وطال ومنها عضلتان من العضلين السافلين من أضلاع هذا العظم ينفذان بين المعرضين المطولين ويحدث عنهما توريب اللسان ومنها عضلتان موضوعتان تحت هاتين، واذا تشنجتا بطحتا اللسان وأما تمييلة إلي فوق و داخلا فمن فعل المعترضة والموربة"
وكل ما قاله هو كلام يتعلق بالتشريح الطبى ومما قرأته فى الطب الحالى يوجد ست غضاريف وحوالى عشرين عضلة وما يهمنا هو أن تعلق صدور الصوت بالحنجرة والحجاب الحاجز وغير هذا هو مجرد نظرية فالصوت كما هو فى واقعنا يصدر أمامنا من الفم خاصة اللسان ولذا سمى الله اللغات الألسن فالاختلاف هو اختلاف الألسن كما قال تعالى:
" ومن آياته خلق السموات والأرض واختلاف ألسنتكم "
ونظرا لاتصال اللسان بالحنجرة وغيرها فإنه عندما يصدر الصوت يحرك المتصل به من الأعضاء حسب قولهم لكل فعل رد فعل ومن هنا اتخذ القوم حكاية صدور الحروف من الأعضاء الأخرى لتحركها بالتبعية للسان المتصل بها
وحدثنا فى الفصل الرابع عن تلك النظرية المشهورة عن أن لكل حرف مصدر خروج وهى نظرية وليست حقيقة لأن الكلمات عند تخرج تكون متكونة من عدة حروف فلا تلحق عند خروجها أن تخرج من كل تلك المصادر لأنها تصدر بسرعة وفى مخارج الحروف العربية قال :
"الفصل الرابع في الأسباب الجزائية لحرف حرف من حروف العرب
أما الهمزة فإنها تحدث من حفز قوي من الحجاب وعضل الصدر لهواء كثير ومن مقاومة الطرجهالي الحاصر زمانا قليلا لحصر الهواء ثم اندفاعه إلي الانقلاع بالعضل الفاتحة و ضغط الهواء معا
أما الهاء فإنها تحدث عن مثل ذلك الحفز في الكم والكيف الا أن الحبس لا يكون حبسا تأما بل تفعله حافات المخرج وتكون السبيل مفتوحة والاندفاع يماس حافاته بالسواء غير مائل إلي الاوسط
وأما العين فيفعلها حفز الهواء مع فتح الطرجهالي مطلقا وفتح الذي لا اسم له متوسطا وارسال الهواء إلي فوق ليتردد في وسط رطوبة يتدحرج فيها من غير أن يكون هذا الحفز خاصا بجانب
والحاء مثلها، إلا أن فتح الذي لا اسم له أضيق والهواء ليس يحفز علي الاستقامة حفزا بل يميل إلي خارج حتي يقسر الرطوبة ويهزها إلي قدام فتحدث من انزعاج أجزائها الي قدام هيئة الحاء
وأما الخاء فإنها تحدث من ضغط الهواء إلي الحد المشترك بين اللهاة والحنك ضغطا قويا مع اطلاق يهتز فيما بين ذلك رطوبات يعنف عليها التحريك إلي قدام فكلما كادت أن تحبس الهواء زوحمت و قسرت إلي خارج في ذلك الموضع بقوة
والقاف تحدث حيث تحدث الخاء و لكن بحبس تام، وأما الهواء فمقداره ومواضعه فذلك بعينه
وأما الغين فهو اخرج من ذلك يسيرا و ليست تجد من الرطوبة و لا من قوة انحصار الهواء ما تجده الخاء، والحركة فيه إلي قرار الرطوبة أميل منها إلي دفعها إلي خارج، لأن الحركة فيها أضعف وهوانها تحدث في الرطوبة الحنكية كالغليان والاهتزاز
وأما الكاف فإنها تحدث حيث يحدث الغين و بمثل سببه، إلا أن حبسه حبس تام، ونسبة الكاف إلي الغين هي نسبة القاف إلي الخاء
وأما الكاف التي تستعملها العرب في عصرنا هذا بدل القاف فهي تحدث حيث تحدث الكاف إلا أنها أدخل قليلا والحبس أضعف
وأما الجيم فيحدث من حبس بطرف اللسان تام و بتقريب الجزء المقدم من اللسان من سطح الحنك المختلف الاجزاء في النتوء والانخفاض مع سعة في ذات اليمين واليسار واعداد رطوبة حتي اذا أطلق نفذ الهواء في ذلك المضيق نفواذا يصغر لضيق المسلك إلا أنه يتشذب لاستعراضه ويتمم صفيره خلل الأسنان وتنقص من صفيره وترده إلي الفرقعة الرطوبة المندفعة فيما بين ذلك متفقعة ثم تنفقأ، إلا انها لا يمتد بها التفقع إلي بعيد و لا تتسع بل تفوقها في المكان الذي يطلق فيه الحبس
وأما الشين فهي حادثة حيث يحدث الجيم بعينه و لكن بلا حبس البتة، فكأن الشين جيم لم يحبس و كأن الجيم شين ابتدأت بحبس ثم أطلقت
وأما الضاد فإنها تحدث عن حبس تام عند ما تتقدم موضع الجيم وتقع في الجزء الأملس اذا أطلق أقيم في مسلك الهواء رطوبة وحدة أورطوبات تنفقع من الهواء الفاعل للصوت ويمتد عليها منحبسا حبسا ثانيا ويتفقأ فيحدث شكل الضاد
وأما الصاد فيفعله حبس غير تام أضيق من حبس السين وايبس واكثر أجزاء حابس طولا إلي داخل مخرج السين والي خارجه حتي يطبق اللسان أو يكاد يطبق علي ثلثي السطح المفروش تحت الحنك والمنخر ويتسرب الهواء عن ذلك المضيق بعد حصر شيء فيه من وراء ويخرج من خلل الأسنان
وأما السين فتحدث عن مثل حدوث الصاد الا أن الحابس من اللسان فيه أقل طولا وعرضا فكأنها تحبس العضلات التي في طرف اللسان لا بكليتها بل بأطرافها
وأما الزاي فإنها تحدث من الاسباب المصفرة التي ذكرناها، الا أن الجزء الحابس فيها من اللسان يكون ما يلي وسطه ويكون طرف اللسان غير ساكن سكونه الذي كأن في السين بل ممكن من الاهتزاز، فاذا انفلت الهواء الصافر عن المحبس اهتز له طرف اللسان واهتزت رطوبات تكون عليه وعنده ونقص من الصفير الا أنه باهتزازه يحدث في الهواء الصافر المنفلت شبيه التدحرج في منافذه الضيقة بين خلل الأسنان فيكاد أن يكون فيه شبيه التكرير الذي يعرض للراء، وسبب ذلك التكرير اهتزاز جزء من سطح طرف اللسان خفي الاهتزاز
وأما الطاء فهي من الحروف الحادثة عن القلع- دون القرع أو مع القرع- وانما تحدث عن الطباق سطح اللسان أكثر من سطح الحنك والمنخر و قد يبرأ شيء منهما عن صاحبه و بينهما رطوبة فاذا انقلع عنه وانضغط الهواء الكثير سمع الطاء
وأن كأن الحبس بجزء أقل و لكن مثله في الشدة سمع التاء
وأن كأن الحبس مثل حبس التاء في الكم واضعف منه في الكيف سمع الدال
وأن لم يكن حيث التاء حبس تام و لكن اطلاق يسير يصفر معه الهواء غير قوي الصفير كصفير السين لأن طرف اللسان يكون أرفع واحبس للهواء من أن يستمر في خلل الأسنان جيدا و كأنه ما بين تماس أطراف الأسنان سمع الثاء
وأن كأن حبس كالاشمام بجزء صغير من طرف اللسان واجراء الهواء المطلق بعد الحبس علي سائر سطح اللسان علي رطوبته و حفز له جملة سمع الظاء
وأن كأن الحبس بالطرف أشد و لكن لم يستعن بسائر سطح اللسان و لكن ينقل الهواء عن الحبس بما يلي طرف اللسان من الرطوبة حتي يحركها ويهزها هزا يسيرا وينفذ فيها وفي أعالي خلل الأسنان قبل الاطلاق ثم يطلق كأن منه الدال
والذال يقصر به عن الزاي ما يقصر الثاء عن السين وهوانه لا يمكن هواؤه حتي يستمر جيدا في خلل الأسنان بل يسد مجراه من تحت ويمكن من شمه من أعاليه و لكن يكون في الذال قريبا من الاهتزاز الذي في الزاي
وأن كأن حبس بطرف اللسان رطب جدا ثم قلع والحبس معتدل غير شديد و ليس الاعتماد فيه علي الطرف من اللسان بل علي ما يليه- لئلا بكون مانعا من التزاق الرطوبة ثم انقلابها- حدث اللام
وأن كأن الحبس أيبس و ليس قويا و لا واحدا بل يتكرر الحبس في أزمنة غير مضبوطة كأن منه الترعيدات والايقاعات و ذلك لشدة اهتزاز حبس سطح اللسان حتي يحدث حبسا بعد حبس غير محسوس حدث الواو
وأما اذا كأن حبس الهواء بآخر الثنية من الشفة وتسربه في آخر الثنية من غير حبس تام حدث الفاء
وأن كأن في ذلك الموضع بعينه مع حبس تام الاطلاق في تلك الجهة بعينها حدث الباء ونسبة الباء إلي الفاء عند الشفة نسبة الهمزة إلي الهاء عند الحنجرة
وأما اذا كأن حبس تام غير قوي و كأن ليس كله عند المخرج من الشفتين و لكن بعضه إلي ما هناك و بعضه إلي ناحية الخيشوم- حتي يحدث الهواء عند اجتيازه الخيشوم والفضاء الذي في داخله دويا- حدث الميم وأن كأن بدل الشفتين طرف اللسان وعضو اخر حتي يكون عضو رطب أرطب من الشفة يقاوم الهواء بالحبس ثم يتسرب أكثره إلي ناحية الخيشوم كأن النون وأما الواو الصامتة فإنها تحدث حيث تحدث الفاء و لكن بضغط و حفز للهواء ضعيف لا يبلغ أن يمانعه في انضغاطه بسطح الشفة
والياء الصامتة فإنها تحدث حيث يحدث السين والزاي و لكن بضغط و حفظ للهواء ضعيف لا يبلغ أن يحدث صفيرا
وأما الألف المصوتة واختها الفتحة فأظن أن مخرجها مع اطلاق الهواء سلسا غير مزاحم
والواو المصوتة واختها الضمة فأظن أن مخرجها مع اطلاق الهواء مع أدني تضييق للمخرج وميل به سلس إلي فوق
والياء المصوتة واختها الكسرة فأظن أن مخرجها من اطلاق الهواء من أدني تضييق المخرج وميل به إلي سلس إلي أسفل
ثم أمر هذه الثلاثة علي مشكل و لكني أعلم يقينا أن الالف الممدودة المصوتة تقع في ضعف أو اضعاف زمان الفتحة، وأن الفتحة تقع في أصغر الازمنة التي يصح فيها الانتقال من حرف إلي حرف وكذلك نسبة الواو المصوتة إلي الضمة والياء المصوتة إلي الكسرة"
وكل هذا الكلام نظرية وليست حقيقة فأى حرف من الممكن أن يخرج من اى مواضع متعددة من اللسان أو الفم وقد جربت هذا فقد جربت الدال مثلا تخرج من مقدمة اللسان أو الفم ومن أخر اللسان
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس