عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 30-01-2022, 08:55 AM   #2
رضا البطاوى
عضو شرف
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 6,891
إفتراضي

(6655) بلفظ: (إذا فاتل أحدكم أخاه، فليجتنب الوجه، فإن الله خلق أدم على صورته)ورواه أبي الزناد عن الاعرج عن أبي هريرة عند أحمد (2/ 244)،وابن حبان في صحيحه (5605) إحسان بلفظ:"إذا ضرب أحدكم فليجتنب الوجه، فإن الله خلق أدم على صورته ورواه محمد بن عجلان عن سعيد المقبري عن أبي هريرة عند البخاري في الأدب المفرد (173) بلفظ:"لا تقولن قبح الله وجهك ووجه من أشبه وجهك، فإن الله عز وجل خلق أدم (ص) على صورته"
وقد جاء عن الإمام مالك إنكار الحديث فروى العقيلي في كتاب الضعفاء (2/ 647) عن مقدام بن داود قال ثنا أبو زيد أحمد بن أبي الغمر والحارث بن مسكين قالا حدثنا عبدالرحمن بن القاسم قال سألت مالك عن من يحدث بالحديث الذي قالوا إن الله خلق أدم على صورته فأنكر ذلك مالك إنكارا شديدا، ونهى أن يتحدث به أحد، فقيل له كإن ناسا من أهل العلم يتحدثون به، فقال: من هم؟ فقيل محمد بن عجلان وأبي الزناد فقال: لم يكن يعرف ابن عجلان هذه الأشياء ولم يكن عالما وذكر أبا الزناد فقال إنه لم يزل عاملا لهؤلاء حتى مات وكان صاحب عمال يتبعهم
أقول الحديث لم ينفرد به محمد بن عجلان فقد توبع عليه قال الإمام الذهبي في ميزان الاعتدال (2/ 419):الحديث في أن الله خلق آدم على صورته لم ينفرد به ابن عجلان، فقد رواه همام، عن قتادة، عن أبى موسى أيوب (أقول الصواب: أبو أيوب يحيى بن مالك المراغي)، عن أبى هريرة ورواه شعيب، وابن عيينة، عن أبى الزناد، عن الاعرج، عن أبى هريرة ورواه معمر، عن همام، عن أبى هريرة ورواه جماعة كالليث بن سعد وغيره، عن ابن عجلان، عن المقبرى، عن أبى هريرة ورواه شعيب أيضا وغيره، عن أبى الزناد، عن موسى بن أبى عثمان، عن أبى هريرة ورواه جماعة عن ابن لهيعة، عن الاعرج، وأبى يونس، عن أبى هريرة ورواه جرير، عن الاعمش، عن حبيب بن أبى ثابت، عن ابن عمر، عن النبي (ص)وله طرق أخر، قال حرب: سمعت إسحاق بن راهويه يقول: صح عن رسول الله (ص)أن آدم خلق على صورة الرحمن وقال الكوسج: سمعت أحمد ابن حنبل يقول: هذا الحديث صحيح قلت: وهو مخرج في الصحاح وأبو الزناد فعمدة في الدين، وابن عجلان صدوق من علماء المدينة وأجلائهم ومفتيهم، وغيره أحفظ منه وقال في سير أعلام النبلاء (5/ 450):الخبر لم ينفرد به ابن عجلان، بل ولا أبو الزناد، فقد رواه شعيب بن أبي حمزة عن أبي الزناد، ورواه قتادة عن أبي أيوب المراغي، عن أبي هريرة، ورواه ابن لهيعة، عن الأعرج وأبي يونس،عن أبي هريرة، ورواه معمر، عن همام، عن أبي هريرة، وصح أيضا من حديث ابن عمر وقد قال إسحاق بن راهويه عالم خراسان: صح هذا عن رسول الله (ص) فهذا الصحيح مخرج في كتابي البخاري ومسلم وقد عذر الذهبي الإمام مالك في ذلك فقال في السير (8/ 104): (أنكر الإمام مالك ذلك، لأنه لم يثبت عنده ولااتصل به فهو معذور"

الرجل هنا وصل إلى أن هناك من صح عنده الحديث ومع هذا هناك من حذر من تصديقه
الحديث بكل رواياته التى جاء فيها حديث كاذب يخالف قوله تعالى " "فاضربوا فوق الأعناق"
فضرب ما فوق الأعناق يعنى ضرب الوجه وضرب الرأس فهما ما فوق العنق فلو كان ضرب الوجه محرما ما أوجب الله ضربه هو أو ضرب البنان فى الحرب
وأما الروايات الأخرى التى ورد فيها ذكر طول آدم(ص) فمتناقضة ما بين السبعين ذراع والستين ذراع
ثم تناول السبيعى مرجع الضمير فى كلمه صورته فقال:
"فصل في اختلاف أهل العلم إلى ما يعود إليه الضمير في قوله (ص):"خلق الله أدم على صورته":
القول الأول:خلق الله آدم (ص)على صورته أي على صورة آدم!أي أن الله صور صورة أدم قبل خلقه ثم خلقه على تلك الصورة!وهذا القول ذكر للإمام أحمد عن بعض محدثي البصرة وعزاه ابن قتيبة إلى قوم من أصحاب الكلام وقال به أبو ثور إبراهيم بن خالد بن أبي اليمان الكلبي البغدادي الفقيه، كما في ترجمة عبدالوهاب الوراق المتوفى سنة 251هـ ،وفي ترجمة أبي جعفر الوراق المعروف "بحمدان" المتوفى سنة 271هـ وقال به أيضا محمد بن حبان البستي ("والهاء" راجعة إلى آدم ) واختاره فخر الدين الرازي وقد روى هذا عن الإمام أحمد، وألا يصح عنه لأمرين:
أولا: أنكر الحافظ الذهبي ذلك عن الإمام احمد وأبطله في ترجمة حمدان بن الهيثم، قال الإمام الذهبي: أتى بشيء منكرا عن أحمد بن حنبل في معنى قوله (ص): (إن الله خلق أدم على صورته)زعم أنه قال على صور الله صورة أدم قبل خلقه، ثم خلقه على تلك الصورة، فأما أن يكون خلق الله أدم على صورته فلا، فقد قال تعالى: (ليس كمثله شيء)

قال يحيى بن منده في مناقب أحمد قال المظفر بن أحمد الخياط في كتاب السنة وحمدان بن الهيثم يزعم أن احمد قال صور الله صورة أدم قبل خلقه، وأبو الشيخ فوثقه في كتاب الطبقات
ثانيا: أن الإمام أحمد صح عنه خلاف هذا القول فقد قال الحافظ الذهبي ويدل على بطلان روايته ما رواه حمدان بن علي الوراق الذي هو أشهر من حمدان بن الهيثم، وأقدم أنه سمع أحمد بن حنبل، وسأله رجل عن حديث "خلق أدم على صورته"على صورة ادم! فقال أحمد: فأين الذي يروى عن النبي (ص)"إن الله خلق ادم على صورة الرحمن"؟! ثم قال أحمد: وأي صورة لأدم قبل أن يخلق والضمير لو كان عائدا إلى أدم فإن المعنى لايستقيم، والا فائدة من ذلك وقد أنكر ذلك الإمام أحمد في رواية أبي طالب وقال: من قال إن الله خلق آدم على صورة آدم فهو جهمي، وأي صورة لأدم قبل أن يخلق قال ابن قتيبة: ولو كان المراد هذا , ما كان في الكلام فائدة , ومن يشك في أن الله تعالى خلق الإنسان على صورته , والسباع على صورها , الأنعام على صورها؟!
قال الإمام ابن تيمية:
(أنه إذا قيل: إذا قاتل أحدكم فليجتنب الوجه فإن الله خلق آدم على صورة آدم , أولا تقبحوا الوجه , ولا يقل أحدكم قبح الله وجهك ووجه من أشبه وجهك ,فإن الله خلق آدم على صورة آدم , كان هذا من أفسد الكلام , فإنه لا يكون بين العلة والحكم مناسبة أصلا , فإن كون آدم مخلوقا على صورة آدم , فأي تفسير فسر به فليس في ذلك مناسبة للنهي عن ضرب وجوه بنية , ولا عن تقبيحها وتقبيح ما يشبهها , وإنما دخل التلبيس بهذا التأويل حيث فرق الحديث المروي فروى قوله (إذا قاتل أحدكم فليتق الوجه) مفردا , وروي قوله (إن الله خلق آدم على صورته) مفردا , أما مع أداء الحديث على وجهه فإن عود الضمير إلى آدم يمتنع فيه , وذلك أن خلق آدم على صورة آدم سواء كان فيه تشريف لآدم أو كان فيه إخبار مجرد بالواقع فلا يناسب هذا الحكم) فذكر ثلاثة وعشرون وجها تدل على فساد هذا القول وبطلانه، بما لا مزيد عليه فانظرها
قال الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن أبابطين : إذا كان الضمير راجع إلى أدم فلا فائدة من ذلك، بأنه إذا ليس يشك أحد أن الله خالق كل شيء على صورته وأنه خلق الأنعام والسباع على صورها فأي فائدة في الحمل على ذلك؟!
القول الثاني:

أن الضمير يعود للمضروب وقال بهذا القول:الإمام محمد بن خزيمة قال : معنى قوله (خلق أدم على صورته) الهاء في هذا الموضع كناية عن اسم المضروب والمشتوم أراد رسول الله (ص)أن الله خلق آدم على صورة هذا المضروب! وابن حبان قال عن الحديث: (يريد به صورة المضروب , لأن الضارب إذا ضرب وجه أخيه المسلم ضرب وجها خلق الله آدم على صورته وأبو الشيخ الأصفهاني وعزاه الحافظ ابن حجر للأكثر وقد رد الإمام أحمد ذلك ففي كتاب السنة للطبراني حدثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل قال: قال رجل لأبي إن رجلا قال: خلق آدم على صورته أي صورة الرجل فقال كذب هو قول الجهمية وأي فائدة في هذا! وقد رد هذا القول الإمام ابن تيمية من ثلاثة عشرة وجها في كلام نفيس جدا لا مزيد عليه وقال الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن أبابطين: ورد تأويله بأن الضمير عائد على ابن أدم المضروب بأنه لا فائدة فيه إذ الخلق عالمون بأن أدم خلق على خلق ولده وأن وجهه كوجوههم، فيرد على هذا التوجيه كله بالرواية المشهورة " لا تقبحوا الوجه , فإن ابن آدم خلق على صورة الرحمن"
القول الثالث: أن هذا من باب إضافة الخلق إليه قال الإمام ابن خزيمة في الكلام على حديث خلق الله أدم على صورة الرحمن:معنى هذا الخير عندنا أن إضاقة الصورة إلى الرحمن في هذا الخبر إنما هو من إضافة الخلق إليه لأن الخلق يضاف إلى الرحمن، وكذلك الصورة تضاف إلى الرحمن لأن الله صورها، ألم تسمع قوله عز وجل (هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه )
قال محمد بن عثيمين في الكلام على حديث: (خلق الله أدم على صورته):
الإضافة هنا من باب إضافة المخلوق إلى خالقه فقوله (على صورته) مثل قوله في آدم (ونفخت فيه من روحي) ولا يمكن أن الله عز وجل أعطى آدم جزءا من روحه بل المراد الروح التي خلقها الله عز وجل لكن إضافتها إلى الله بخصوصها من باب التشريف كما نقول: عباد الله، يشمل الكافر والمسلم والمؤمن والشهيد والصديق والنبي، لكننا لو قلنا: محمد بن عبد الله هذه إضافة خاصة ليست كالعبودية السابقة فقوله: (خلق آدم على صورته) يعني صورة من الصور التي خلقها الله وصورها، كما قال تعالى: (ولقد خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا للملائكة اسجدوا لآدم) والمصور آدم،إذا: فآدم على صورة الله يعني أن الله هو صوره على هذه الصورة التي تعد أحسن صورة في المخلوقات (لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم) فإضافة الصورة إليه من باب التشريف كأنه عز وجل اعتنى بهذه الصورة ومن أجل ذلك لا تضرب الوجه فتعيبه حسا، ولا تقبحه فتقول: قبح الله وجهك ووجه من أشبه وجهك، فتعيبه معنى فمن أجل أنه الصورة التي صورها الله وأضافها إلي نفسه تشريفا وتكريما لا تقبيحها بعيب حسي ولا بعيب معنوي ثم هل يعتبر هذا الجواب تحريفا أم له نظير؟ نقول له نظير، كما: في بيت الله، وناقة الله، وعبد الله، لأن هذه الصورة (أي: صورة آدم) منفصلة بائنة من الله، وكل شيء أضافه إلى نفسه وهو منفصل بائن عنه فهو من المخلوقات
والصواب أن هذا من باب من باب إضافة الصفات إليه ومن باب إضافة الصفة إلى موصوفها

رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس