عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 02-02-2022, 07:46 AM   #2
رضا البطاوى
عضو شرف
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 6,967
إفتراضي

تمييز المسلم من الكافر وهم العلم بمن المسلم ومن الكافر كما قال ناقلا فى أول سبب فوله تعالى: " ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين"
وثانى سبب هو :
أن يرجع الكفار عن كفرهم من خلال الابتلاء بالعذابات وهى العقوبات أى ألضرار كما قال تعالى:
"وبلوناهم بالحسنات والسيئات لعلهم يرجعون"
وتحدث عن آداب المؤمن أثناء الفتن وقد سبق أن أشار لها بالشكر فى السراء والصبر فى الضراء فقال :
"كيف تكون آداب المؤمن أثناء الفتن ؟
يجب على المؤمن أثناء المحن والفتن أن يكون سلوكه وفقا لما يرضي الله عز وجل ورسوله (ص)، وأن يتحلى بالآداب التي يقرها الشرع حتى ينجو وهو معتصم بالله ، ومن هذه الآداب ما يلي :-
" - الإيمان الصادق بقدر الله سبحانه وتعالى ، وأن ما أصابه لم يكن ليخطئه ، مصداقا لقول الله تبارك وتعالى : { قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون } ، ويقول رسول الله (ص)" واعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك ، وأن ما أخطأك لم يكن ليصيبك " (متفق عليه).
" - الرضا التام بما أراده الله حتى يرضى الله سبحانه وتعالى عليه ، ودليل ذلك قول رسول الله (ص)" إذا أحب الله قوما ابتلاهم ، فمن رضي فله الرضا ، ومن سخط فله السخط " (رواه الترمذي).
" - الصبر الجميل على ما يكره لعل فيه الخير الكثير وهو لا يعلم ، يقول الله تبارك وتعالى : " { ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون }
" - الثبات وتجنب الهرج والمرج والتحلي بالحلم والأناة : يقول الله تبارك وتعالى : { يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون }
" - الأخذ بالأسباب للنجاة من عواقب الفتنة ، فعلى سبيل المثال في حالة المرض يجب التداوى مصداقا لقول رسول الله (ص)" ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء" (رواه البخاري) ، وفي حالة الموت يلجأ إلى الله بالدعاء بأن يخلفه في مصيبته.
" - الاستعانة بأهل العلم والصلاح والبر والإحسان والخير لتقديم العون للنجاة من المحنة والفتنة ، يقول الله تبارك وتعالى : { وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان } ويقول رسول الله (ص)" مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى " (البخاري ومسلم) .
" - التوبة والاستغفار لتكفير الذنوب ، حتى يلقى المؤمن ربه وليس عليه خطيئة ، ودليل ذلك قول الله تبارك وتعالى : { وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين } ويقول رسول الله (ص)" إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها " (رواه مسلم) .
" - التضرع إلى الله سبحانه وتعالى بالدعاء الخالص للنجاة من الكرب والهم وكشف الضر والسوء ، ورفع البلاء ، وزيادة الأجر ، ودليل ذلك قول الله تعالى : { أم من يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض أإله مع الله قليلا ما تذكرون } وقول رسول الله (ص)" الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل ، فعليكم عباد الله بالدعاء " (الترمذي) ، كما أوصانا رسول الله (ص)بالدعاء الآتي عند وقوع البلاء : " بسم الله الرحمن الرحيم ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم " ، فإن الله يصرف بها ما شاء من أنواع البلاء " (رواه ابن السني) ."
وكل ما قاله الرجل هو تكرار لنفس المعنى فالايمان من ضمنه الرضا وهو نفسه الثبات ومن ضمنه الصبر ومن ثم واجب المسلم عند أى ابتلاء شىء واحد وهو :
طاعة حكم الله فى كل حال
ثم ذكر شحاته بعض فتن الدنيا فقال:
" من فتن الحياة الدنيا :
لقد استنبط الفقهاء والعلماء من القرآن والسنة ومن سير الأنبياء والرسل والدعاة إلى الله نماذج من المحن والفتن ، من أهمها ما يلي :-
- فتنة الشيطان الرجيم لغواية الإنسان عن الطريق المستقيم ليقع في الذنوب والخطايا .
- فتنة النفس الأمارة بالسوء التي تزين لصاحبها الوقوع في الخطايا والمفاسد والمعاصي.
- فتنة النساء التي توقع الرجال في الفاحشة والرذيلة .
- فتنة المال التي تجعل الإنسان يطغى ويفسد في الأرض .
- فتنة الأولاد التي قد تصيب الإنسان بالتفاخر أو تعوقه عن الدعوة في سبيل الله .
- فتنة الجاه والمنصب التي تصيب الإنسان بأمراض العجب والغرور والتعالى على الآخرين ، وربما تقوده إلى الكفر والشرك بالله .
- فتنة الخيلاء والتكبر على عباد الله استعلاء في الأرض .
- فتنة الاضطهاد والإيذاء والظلم التي يتعرض لها الدعاه إلى الله سبحانه وتعالى .
- فتنة السجون التي يلقى فيها الدعاة إلى الله ظلما وعدوانا .
- فتنة المرض الذي يتعرض له الإنسان .
- فتنة الموت أو مصيبة الموت التي هي من آيات الله سبحانه وتعالى للاختبار.
وهذه الفتن وغيرها توجب على المسلم أن يتدبرها ويدرس سير الرسل والأنبياء وغيرهم ممن ساروا على نهجهم ليعرف السبيل للنجاة منها "
وهذا الكلام يتعارض مع أن كل لحظة فى حياتنا هى ابتلاء بشىء سواء كان خيرا أو شرا ولكننا لا نضع هذا فى حسابتا فالهواء الذى نشمه بلاء إن كان هواء ملوثا أو هواء ممزوج برواح المخدرات أو بروائح طيبة والماء الذى نشربه أو نستعمله فى حياتنا هو ابتلاء من حيث السرف والشح والاعتدال وحتى التبول والتبرز ابتلاء
وكرر الرجل ما طرحه فى الاجابة على سؤال ما هى آداب المؤمن فى الفتن بسؤال بألفاظ أخرى وهو:
" كيف السبيل للنجاة من الفتن ؟
أمل المؤمن المبتلى بمحنة أو بفتنة أن ينجو منها دون أن يسلك سلوكا لا يرضي الله ورسوله ، بمعنى كيف يحصن المؤمن نفسه من السخط والغضب والضجر والتجهم ، أو أن يصيح ويتلفظ بألفاظ تعبر عن سخطه ، فعلى سبيل المثال عندما يصاب المؤمن بفتنة موت حبيب أو عزيز ماذا يكون سلوكه ، فإذا صبر واحتسب وقال ما يرضي الله ورسوله (إنا لله وإنا إليه راجعون) فقد نجا من الفتنة وأخذ الثواب من الله ، أما إذا دعا بدعوى الجاهلية ولطم الخدود وشق الجيوب أو صرخ وتلفظ بكلمات فيها اعتراض على قدر الله ، فقد أذنب وتحمل الوزر وحرم من الثواب .
ويحتاج المؤمن إلى معرفة كيف السبيل أو السبل للعصمة والنجاة من أن يسلك سلوكا لا يرضى الله ورسوله عند المحن والفتن "
فالسبيل للنجاة واحد وهو طاعة حكم الله
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس