والحكاية السابقة لا يصح وقوعها فالله لا يريد مجرد كلمة حتى وإن صدقها الفرد فى قلبه بل يريد تصديقا وعملا صالخا وهذا هو سر تكرار الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلا إيمان بلا عمل ولا عمل بلا إيمان ونقل الرجل حديثا لا يصح فقال :
"هذه الكلمة الطيبة كما جاء في حديث النبي (ص): أنه يؤتى بعبد يوم القيامة فتوضع له سجلاته؛ فإذا هي تسعة وتسعون سجلا مد البصر من المعاصي، والعياذ بالله.
فيقال له: هل تنكر شيئا منها؟
فيقول: لا.
فيقال له: هل ظلمناك؟
فيقول: لا.
فيقول الله تبارك وتعالى: وإن لك عندنا حسنة.
فيقول الرجل: وماذا تفعل هذه الحسنة مع هذه السجلات؟
فيقول الله تبارك وتعالى له: إنك لا تظلم، إنه لا ظلم اليوم.
فيؤتى بهذه الحسنة، فإذا هي شهادة أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله.
فتوضع هذه الشهادة في كفة و السجلات تلك في كفة، فتطيش السجلات، تثقل بهن لا إله إلا الله.
فقال النبي (ص): " فلا يثقل مع لا إله إلا الله شيء أبدا "."
وهذا الحديث يخالف كتاب الله فى كون السجلات وهى الكتب كتاب واحد كما قال تعالى:
"اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا"
ويصر الخميس على كون الكلمة قلبية فيقول :
"هذه الكلمة الطيبة التي من مات عليها دخل الجنة، ومن مات بدونها دخل النار هذه الكلمة الطيبة هي التي يستقبل العبد الحياة بها، فأول ما يولد يؤذن في أذن الصبي (أشهد أن لا إله إلا الله و أشهد أن محمدا رسول الله)، ثم إذا مات العبد قيل له: لا إله إلا الله عند موته، عند احتضاره.
فهي بدايته و هي نهايته (من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة)."
وقطعا الأحاديث السابقة لا تصح فقد قالها فرعون عند موته ودخل النار كما قال تعالى:
"وجاوزنا ببنى إسرائيل البحر فأتبعهم فرعون وجنوده بغيا وعدوا حتى إذا أدركه الغرق قال آمنت أنه لا إله إلا الذى آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين"
ويخالف كتاب الله فى كون سبب دخول الجنة العمل ككل كما قال تعالى :
" وتلك الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون"
ويصر الخميس على أن الرسول(ص) كانت دعوته أن يقول الناس فقد لا إله الله الله دون ان يأمرهم بأى عمل فيقول|:
هذه الكلمة الطيبة التي دعا إليها النبي (ص) في مكة ثلاث عشرة سنة، جلس في مكة صلوات الله و سلامه عليه ثلاث عشرة سنة لا يدعو إلا لهذه الكلمة، ما أمر الله بصلاة، و لا أمر الله بصيام، و لا أمر الله بزكاة، و لا بحج، و لا بجهاد، بل أمر الله تبارك وتعالى أن يقولوا لا إله إلا الله فقط."
وهو كلام من يجهل الدين فالعبادة وهى طاعة الله وحده كانت هى المطلوبة فلو أن الكلمة فقط كانت المطلوبة لقالوها بدليل أن قوم شعيب (ص) أرادوا الضحك عليه بقولها مع عدم طاعة الله فى المال وفى هذا قال تعالى :
"قالوا يا شعيب أصلاتك تأمرك أن نترك ما يعبد آباؤنا أو أن نفعل فى أموالنا ما نشاء إنك لأنت الحليم الرشيد"
وأكمل الرجل كلامه المبنى بغير دليل على عدم فرض أى شىء على المسلمين عدة سنوات سوى قول الكلمة فقال :
"ما فرض الله الصلاة على الصحيح إلا قبل الهجرة بسنة و شهرين فقط، وما أمر الناس بصيام و لا أمروا بزكاة و لا أمروا بحج، و لا أمروا بغيرها .. إلا بلا إله إلا الله.
هكذا جلس صلوات الله و سلامه عليه يدعو إلى هذه الكلمة الطيبة، قولوا لا إله إلا الله تفلحوا.
و لما هاجر صلوات الله و سلامه عليه إلى المدينة شرعت الصلاة، شرع الصيام، شرعت الزكاة، شرع الحج، شرع الجهاد، ومع هذا ما زال يدعو إلى لا إله إلا الله"
وهذا الكلام يخالف كتاب الله سواء حسب التفسير الظاهرى الخاطىء كما فى قوله تعالى " فصل لربك وانحر" وقوله " أرأيت الذى ينهى عبدا إذا صلى"أو حسب التفسير الصحيح فقد فرضت الصلاة فى أول سنة من الدعوة وعندما كثر المسلمون شيئا شيئا فرضت الزكاة وهى الحق المعلوم بقوله" والذين فى أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم" وكل ما تغير فى المرحلة المدنية هو زيادة مصارف الزكاة
وتعلل الخميس بأننا نقول لمن يريد الإسلام قل لا إله إلا الله فقال:
"إلى يومنا هذا إذا أراد الإنسان أن يدخل في الإسلام نقول له قل: لا إلا إلا الله، بهذه الكلمة يدخل و بدونها يخرج و العياذ بالله.
ولذلك كفار مكة فهموا معنى هذه الكلمة التي لم يفهم معناها كثير من الناس.
هذه الكلمة التي معناها " لا معبود بحق إلا الله " أو " لا يستحق العبادة إلا الله جل وعلا ".
هذه الكلمة فهم معناها كفار مكة، و لذلك قال الله عنهم: " وعجبوا أن جاءهم منذر منهم وقال الكافرون هذا ساحر كذاب أجعل الآلهة إلها واحدا إن هذا لشيء عجاب " سورة ص، علموا أن معنى لا إله إلا الله أن يترك كل ما دون الله تبارك وتعالى .. أن تترك الأصنام .. أن لا يدعى إلا الله .. ألا يخاف إلا من الله .. ألا يسجد إلا لله، ألا يطاع إلا الله جل وعلا، و أن يطاع نبيه فيما أمر لأنه المبلغ عن الله جل وعلا."
وفى الفقرة السابقة نجد الخميس وصل للمعنى الصحيح للتوحيد وهو كونه طاعة الله فى كل شىء مناقضا ما قاله قبل هذه الفقرة وعاب الخميس على مسلمى العصر عدم فهمهم للكلمة فقال :
"فهموا معنى هذه الكلمة الطيبة التي غاب معناها الصحيح عن كثير من المسلمين، فتجد المسلم اليوم يقول: لا إله إلا الله و يخاف من غير الله
يقول: لا إله إلا الله و يدعو غير الله
يقول: لا إله إلا الله و يحلف بغير الله
يقول: لا إله إلا الله و يذبح و ينذر و يتوكل و يخشى غير الله تبارك وتعالى.
كل هذا جاء من ماذا؟؟
كل هذا جاء من عدم فهمنا لهذه الكلمة الطيبة.
ولذلك لما جاء أبو جهل للنبي (ص) فقال له: يا محمد ماذا تريد؟؟
سفهت أحلامنا .. سببت آلهتنا .. آذيتنا في أنفسنا .. في أزواجنا .. في أموالنا .. في أولادنا .. ماذا تريد؟؟
تريد ملكا؟ ملكناك.
تريد جاها؟ وجهناك.
تريد زوجة؟ زوجناك.
تريد مالا؟ جمعنا لك من المال حتى تكون أغنانا .. فماذا تريد؟؟
قال: أريد كلمة.
فاستغرب أبو جهل من هذا الجواب الغريب من النبي (ص).
قال: كلمة؟؟!!
قال: كلمة.
قال: و أبيك أعطيك مئة كلمة.
قال: قولوا لا إله إلا الله.
قال: أما هذه فلا.
لماذا؟ لأنه عرف معنى هذه الكلمة الطيبة .. عرف أنه إذا قال: لا إله إلا الله أنه لن يعبد إلا الله جل وعلا وهذه الدعوة هي دعوة جميع الرسل صلوات الله و سلامه عليهم ولذلك قال الله جل وعلا: " وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون " "
والحكاية السابقة لا تصح إن كانت المقصود بلا إله إلا الله مجرد قول الكلمة فالكلمة تعنى الدين كله بأكمله دون ترك أى حكم
|