عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 15-02-2022, 08:40 AM   #2
رضا البطاوى
عضو شرف
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 6,891
إفتراضي

فالمسلم الذي لا يتعصب سيجيب بالاثبات، بل زيد عليه بأن هذه الأشياء مطلوبة أيضا وكتاب الله وسنة رسوله مليئان بها تأكيدا وترغيبا فعند إذ قلنا لهم: إن الطريق لنيل هذه الصفات والمقاصد هو الطريق الذي سماه الناس في القرون الأخيرة بالتصوف."
والرجل إما أن يكون قد فهم أم أنه لا يفهم فإذا كان التصوف غير الإسلام نفسه فهو خروج عليه وأما إن كان غيره بزيادة أو بنقص فهو اتهام مباشر لله بأنه فرط فى الوحى وهو لم يفرط كما قال :
"ما فرطنا فى الكتاب من شىء"
فإذا كان الوحى يحتوى على كل شىء كما قال تعالى:
"ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شىء"

فالتصوف إما أن يكون هو وإما أن يكون جزء منه وإما أن يكون خروجا عليه فالتصوف لا يمكن أن يكون أعظم من الإسلام ولا أصحابه أعظم من بقية الناس فإنما هم بشر ممن خلق البله
وكان السؤال الثالث عن أسماء التصوف فأجاب فقال :
"س: هل للتصوف أسماء أخرى؟
ج: نعم، إن للتصوف أسماء عديدة معروف بها، ولكن أشهرها التصوف. فالتصوف في اصطلاح القرآن الكريم هو "التزكية"، وفي اصطلاح الحديث يسمى "الإحسان"، وعند بعض المتأخرين "فقه الباطن" وكلها منصوص عليها، ولكنه صار معروفا بكلمة التصوف، ومعروف أيضا أن لكل فن مصطلحاته، ولكن المهم أن المحققين مصرون دائما على المقاصد ولذلك كان مشهورا عن النقشبندية "إلهي، أنت مقصودي ورضاك مطلوبي"، وهو ما انتهت إليه الطرق الصوفية في مطلبهم ومقصدهم"
وهذه الإجابة تقول أن التصوف جزء من الإسلام ولكن بلفظ مغاير لما فى الوحى
ومع هذا الاعتراف فإن تفاصيل الكلام عند الصوفية هى فى الغالب على خلاف ما فى الإسلام فهى تعظم بشر هم شيوخ الطرق وتعطيهم حقوقا ليست لهم وتجعل لهم على المريدين واجبات ليست عليهم فى الإسلام ومن ثم لا يمكن أن يكون التصوف بما فيه من شيخ ومريد وذكر واختراع أوراد وأحزاب وصلوات جزء من الإسلام فالله لم يعط أحد حق تشريع شىء
وكان السؤال التالى عن مكانة التصوف في الإسلام والذى أجاب عنه فقال :
"س: وما مكانة التصوف في الإسلام؟
ج: وللتصوف مكانة سامية في هذا الدين الحنيف، لأنه عبارة عن التطبيق العملي لمقام الإحسان بالمقارنة إلى مقام الإيمان الذي هو العقيدة، ومقام الإسلام الذي هو الشريعة، وذلك حسب نص الحديث المشهور: "عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم بارزا يوما للناس، فأتاه جبريل فقال: ما الإيمان؟ قال: الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وبلقائه ورسله، وتؤمن بالبعث، قال: ما الإسلام؟ قال: الإسلام أن تعبد الله ولا تشرك به، وتقيم الصلاة وتؤدي الزكاة المفروضة وتصوم رمضان، قال: ما الإحسان؟ قال: أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك، قال: متى الساعة؟ قال: ما المسؤول عنها بأعلم من السائل، وسأخبرك عن أشراطها إذا ولدت الأمة ربها، وإذا تطاول رعاة الإبل البهم في البنيان، في خمس لا يعلمهن إلا الله، ثم تلا النبي عليه الصلاة والسلام "إن الله عنده علم الساعة ... " الآية. ثم ادبر فقال ردوه فلم يروا شيئا، فقال: هذا جبريل جاء يعلم الناس دينهم" "
الحديث الذى اعتمد الكردى فى إجابته غير صحيح فتعريف الإيمان يخالف كتاب الله فليس فى تلك الرواية الكتب المنزلة وليس فيها الغيب وليس فيها اليوم الأخر كما قال تعالى :
قل آمنا بالله وما أنزل علينا وما أنزل على إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتى موسى وعيسى والنبيون من ربهم"
وقال:
"آمن الرسول بما أنزل عليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله"
وقال:
"يؤمنون بالله واليوم الأخر"
كما أنه جعل الإسلام ناقصا فعرفه الإسلام أن تعبد الله ولا تشرك به، وتقيم الصلاة وتؤدي الزكاة المفروضة وتصوم رمضان أى بأربعة أو خمسة أشياء ومن ثم فلا وجود للحج أو الجهاد أو غير ذلك من أحكام الإسلام
وذكر السؤال عن الفرق بين التصوف وذكر الله فقال :
"س: يتساءل البعض عن كنه العلاقة بين التصوف وذكر الله، فما قولكم؟
ج: إذا كنا قد قلنا –لدى الحديث عن مكانة التصوف في الإسلام- أن التصوف هو التطبيق العملي لمقام الإحسان، بالمقارنة إلى مقام الإيمان الذي هو العقيدة، ومقام الإسلام الذي هو الشريعة، فإننا نقول إنه لما كان الذكر هو ما يجري على اللسان والقلب بأحب الكلام إلى الله من تسبيح وتنزيه وحمد وثناء عليه سبحانه وتعالى؛ فقد افترض الله ذكره – كما أخرج ابن جرير الطبري في تفسيره عن قتادة – عند أشغل ما تكونون، عند الضراب بالسيوف – فقال عز وجل: (يا أيها الذين ءامنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله ذكرا كثيرا لعلكم تفلحون) فكان لا ريب أن الذكر هو الوسيلة المؤكدة للوصول إلى مقام الإحسان رديفا للتصوف وملازما له لا يفترقان"
وذكر الله يختلف عن التصوف المزعوم فالذكر يطلق على عدة معانى فى الوحى فهو الوحى المفسر للقرآن كما فى قوله " والقرآن ذى الذكر" وهو طاعة أحكام الله كما فى قوله :
" ألا بذكر الله تطمئن القلوب"
وهو ترديد آيات القرآن فالصلاة كما فى قوله :
" فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع "
ومن ثم لا يمكن أن يكون الاثنين متلازمين ولا بمعنى واحد وهو يقول لأن الذكر أساس من أسس التصوف وهو قوله:
"لذلك لا عجب أن يتفق أهل التصوف جميعهم على أن الذكر دعامة من دعامات التصوف في كل وقت، قياما وقعودا وعلى جنوبهم.
يقول الحكيم الترمذي: في ذكر الله تعالى خمس خصال: رضا الله تعالى، ورقة القلب، وزيادة الخير، وحرز من الشيطان، ومنع من ركوب المعاصي.
وللذكر ثلاثة مقامات: ذكر باللسان، وهو ذكر عامة الخلق، وذكر بالقلب وهو ذكر خواص المؤمنين، وذكر الروح، وهو لخاصة الخاصة، وهو ذكر العارفين بفنائهم عن ذكرهم، وشهودهم إلى ذاكرهم ومنته عليهم.
والذكر تختلف أنواعه وتتعدد صيغه، والمذكور واحد لا يتعدد ولا يتحدد، وأهل الذكر أحباب الحق من حيث اللوازم "
وقطعا هذا الكلام لا وجود له فى كتاب الله فلا وجود لخاصة الخاصة فهذا اختراع من اختراعات الكفر فالشرع قال :
"إنما المؤمنون اخوة"
ولم يقل أن بعضهم فوق بعض
ثم قال :
"وذكر الله دنوه من العبد، ودنوه على قدر مسير العبد إليه، ولذلك قال صلى الله عليه وسلم، فيما روى عن ربه عز وجل: "أنا مع عبدي ما ذكرني وتحركت بي شفتاه" رواه الطبراني وابن حبان "
وكون الله مع العبد غير مرتبط بذكر الله لقوله :
" وهو معكم أينما كنتم"
فالله مع المسلمين والكفار فى أى حال بمعنى علمه بهم
ثم قال:
"وروي أنه صلى الله عليه وسلم قال: "ما من يوم ولا ليلة ولا ساعة إلا ولله فيها صدقة يمن بها على عباده، وما من على عبد مثل أن يلهمه ذكره" "
والحديث موضوع لأن اليوم والليل مكون من الساعات ومن ثم لا يستقيم ذكرهم وذكر الساعة وأما نعم الله ففى كل لحظة فيكفى التنفس
ثم قال :
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس