( فأقبل بعضهم على بعض يتساءلون قال قائل منهم إني كان لي قرين يقول أئنك لمن المصدقين أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما أئنا لمدينون قال هل أنتم مطلعون فاطلع فرآه في سواء الجحيم قال تالله إن كدت لتردين ولولا نعمة ربي لكنت من المحضرين أفما نحن بميتين إلا موتتنا الأولى وما نحن بمعذبين إن هذا لهو الفوز العظيم)
تلك الآيات هى (بانوراما) حية لإحدى مكونات الإنسان وهو (القرين)ورغم أن (القرين) تابعا للإنسان إلا أنه أحد مكوناته الأساسية فلا إنسى على ظهر البسيطة منذ بداية الخليقة وحتى الفناء وليس له (قرين)"
هنا القرين أحد مكونات الإنسان وهو ما يناقض قوله فى فقرة قادمة أنها نسخة من الإنسان وهو قوله" ولكون (القرين) نسخة طبق الأصل من (الإنسى) التابع إليه"
وقال :
"والقرناء هم الخلقة الثانية لله تعالى بعد خلقته جل شأنه للملائكة ( وقيضنا لهم قرناء فزينوا لهم ما بين أيديهم وما خلفهم وحق عليهم القول في أمم قد خلت من قبلهم من الجن والأنس إنهم كانوا خاسرين)
وهؤلاء (القرناء) أول الأجناس التناسلية على وجه البسيطة أول من أقاموا (بيت الله الحرام) أول من عبدوا الله تعالى فى الأرض أول من تجبروا وكفروا على ظهر الخليقة أول من سفكوا الدماء وشربت منها الأرض"
الخطأ الأول هو كون القرناء الخلقة الثانية بعد الملائكة وهو كلام بلا دليل فلا وجود لنوع اسمه القرناء كما يوجد الجن والإنس
والخطأ الثانى أن القرناء أول من كفروا وهذا تكذيب لكون إبليس أول الكافرين فلو كان هناك غيره ما قالت الجن:
"وأنه كان سفيهنا يقول على الله شططا"
فساعتها كانوا سينسبون الكفر لأول من قاله وهم القرناء ثم قال :
"هؤلاء هم (القرناء) الذين من بعد خلقتهم خلق الله تعالى بنى (الجن) وعندما ازداد طغواهم وكفرهم نزل الله تعالى إلى الأرض ومعه أوائل رءوس الملائكة وبعض طوائف الجن وعلى رأسهم الطاووس الأمهر (إبليس) فأبادوا جميع القرناء الموجودين على ظهر الخليقة ومن استطاعوا الفرار (سلخ) الله تعالى عنهم أجسادهم وأصبحوا (هلاميين) لا أبدان ملموسة لديهم" نزل الله تعالى إلى الأرض ومعه أوائل رءوس الملائكة وبعض طوائف الجن وعلى رأسهم الطاووس الأمهر (إبليس) فأبادوا جميع القرناء الموجودين على ظهر الخليقة"
ونلاحظ فى الفقرة السابقة التناقض فالقرناء جميعا أبيدوا بقول جمعة "نزل الله تعالى إلى الأرض ومعه أوائل رءوس الملائكة وبعض طوائف الجن وعلى رأسهم الطاووس الأمهر (إبليس) فأبادوا جميع القرناء الموجودين على ظهر الخليقة "ومع هذا ناقض كلامه بهروب بعضهم فقال " ومن استطاعوا الفرار (سلخ) الله تعالى عنهم أجسادهم وأصبحوا (هلاميين)"
وهو كلام من لا يعقل فمن يقدر على الهرب من الله ؟
لا أحد كما قال تعالى " وما أنتم بمعجزين فى الأرض ولا فى السماء"
المقولة اتهام مباشر لله بالعجز والجهل بهروب بعض خلقه منه وبالقطع لن نناقش نزول الله المزعوم للأرض
ثم أكمل أوهامه فقال :
وعندما خلق الله تعالى (الإنس) ورفض (إبليس) السجود لأول المخلوقات الإنسية تمت المعاهدة الشهيرة بين الله تعالى وبين (إبليس) حول (غواية وفتنة) بنى الإنس وكان الضوء الأخضر من الله تعالى ( واستفزز من استطعت منهم بصوتك وأجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم في الأموال والأولاد وعدهم وما يعدهم الشيطان الأ غرورا)
من تلك اللحظة كان لزاما على الله تعالى عند ولادة الأنسى أن يتبعه بولادة أخرى تابعة أبدية له وهى (القرين) فيكون شيطانه الذى يوسوس له بالغواية والكفر وعدم الايمان والطاعة والحبور لإبليس ويلازمه منذ مولده وحتى مماته إلى يوم الحساب العسير فيقفان أمام الله تعالى متنصلا كل منهما عن الأخر ويلقى كل منهما على الأخر بتبعية السوء واقتراف الذنوب"
والخطأ فى الكلام هو ولادة القرين مع ولادة الإنسان وهو شيطانه وهو كلام يتناقض مع كون الوليد لا يعلم شىء حتى يعمل خيرا أو شرا فكيف يولد معه القرين المزعوم؟ وفى هذا قال تعالى:
" والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا"
ثم قال :
" ( وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد وقال قرينه هذا ما لدي عتيد مناع للخير معتد مريب الذي جعل مع الله إلها آخر فألقياه في العذاب الشديد قال قرينه ربنا ما أطغيته ولكن كان في ضلال بعيد قال لا تختصموا لدي وقد قدمت إليكم بالوعيد ما يبدل القول لدي وما أنا بظلام للعبيد يوم نقول لجهنم هل امتلات وتقول هل من مزيد)
كما يقول الله تعالى فى شأن (القرين):
( ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين وإنهم ليصدونهم عن السبيل ويحسبون أنهم مهتدون حتى إذا جاءنا قال يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين فبئس القرين)
وهكذا أفرد الله تعالى كافة الايضاحات والبيانات حول (القرين) ذلك التوأم الأبدى والمنسوخ الكامل والصورة العامة لمن يسكنه من بنى الأنس"
وهذا الكلام مخالف عن وجود القرين وهو شيطان مع الإنسان فقط يناقض أن الشيطان وهو الشهوات أى الهوى الضال للمخلوق يوسوس للجن والإنس معا فى قوله تعالى :
" من شر الوسواس الخناس الذى يوسوس فى صدور الناس من الجنة والناس"
فالقرين إذا ليس فى البشر وحده وإنما فى الجن وهو نفسه الإنسان لأنه من يوسوس لنفسه كما قال تعالى:
"ونعلم ما توسوس به نفسه"
ومن ثم فهناك نوعين من القرناء
الأول شهوات النفس التى توسوس
الثانى صاحب الفرد من الكفار وهو من النار
ثم أكمل خرافاته فقال :
" أما فى حالة موت (الإنسى) طبيعيا فإن (القرين) يلازم الجثة لمدة 45 يوما لا يفارقها اطلاقا ويكون فى حالة من الحزن الكئيب لضياع مسكنه الدائم أما فى حالات تعرض (الإنسى) للموت الفجائى الناجم عن كافة العوامل الغير اعتيادية فإن (القرين) يكون فى حالة هيجان شديدة ويظل قابعا فى مكان الحادثة لمدة 45 يوما ثم بعد ذلك فى كلتا الحالتين يرحل إلى أى مكان خرب يترائى له أو يسكن المقبرة أو يقتحم أى جسد آخر يوائمه سواء إن كان عنوة أو بارتضاء القرين الأخر وقد يسكن داخل الأنسى أكثر من قرين فى وقت واحد
أما عن العمر الافتراضى للقرين فهو أكثر قدرة من الجان فى تعداد سنوات العمر التى تصل إلى بضعة آلاف من سنوات أعمارنا الاعتيادية
ولكون (القرين) نسخة طبق الأصل من (الإنسى) التابع إليه ولكونه قد عاش معه كافة لحظات وساعات وأيام وشهور وسنين عمره ولم يفارقه لحظة واحدة فإنه يعلم كافة تفاصيل حياته بلا أدنى مواربة"
وهنا الكلام تخريفى تماما فلا يزجد نص فى الوحى يقول بتلك الأقوال التخريفية من ملازمة القرين للجثة45 يوم ولا شىء عن أعمارهم ثم تحدث عن خبل استدعاء القرناء والجان فقال :
" وبما أن كافة مخلوقات الله تعالى – ماعدا الأنس – محكومين بالأسماء أما (الأنس) فهم محكومين بالأفعال فإنه من المستطاع والإمكان استدعاء كافة (القرناء) المتوفى عنهم إنسهم شأنهم شأن استدعاء كافة (الجان)
|