لأنه سارق أما إذا أعطيتها له يأكلها بجوارك لأنك أعطيتها له من الحلال فالإنسان الذى أعطاه الله زينة العقل لا يعرف الحلال المحض لا يعرفه ولكن يكابر ."
وكلام الحوينى عن التقسيم الثلاثى تخالف كتاب الله فكل شىء بين واضح ولا يوجد ما يسمى المشتبهات لقوله تعالى :
" ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شىء"
وآتانا الحوينى ببدعة من عنده وهى أن البدعة ليست معصية فقال :
"والبدعة أحب إلى إبليس من المعصية قال بذلك علمائنا قال بها سفيان الثورى وغيره من العلماء البدعة أحب إلى أبليس من المعصية لأن البدعة لا يتاب منها أما المعصية يتاب منها ، ومن أظهر الدلائل على أن إبليس لا يقترف بالمعصية ، حديث جابر الذى رواه الأمام مسلم فى صحيحه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أن إبليس يضع عرشه على الماء . . " ومعنى يضع عرشه على الماء هو الكرسى ويجلس عليه ويرسل سراياه تترا إلى بنى آدم وتترا أى بعضها خلف بعض ولو أننا نعمل كالأبالسة لكنا من المصطفين الأخيار ، فهم لا يكلون لا ينامون لا يهدئون وإبليس لا يحاسب كل شهر أو كل أسبوع إنما يحاسب كل يوم فيرسل سراياه تترا ويقفوا بعد ذلك طابور وهو جالس على الكرسى وكل واحد يعطيه التقرير فيقول الأول : ما تركته حتى فعل كذا وكذا ونحن من الممكن نستنبط من عندنا كذا وكذا . . فمثلا يقول ما تركته حتى زنا ، فيقول إبليس لم تصنع شيئا ثم يسأل الأخر وأنت فيقول لم أتركه حتى قتل أخاه ، فيقول : لم تصنع شيئا ثم يسأل وأنت ماذا فعلت فيقول لم أتركه حتى شرب الخمر فيقول لم تصنع شيئا ثم يسأل الأخر وأنت فيقول لم أتركه حتى سرق فيقول لم تصنع شيئا ثم يسأل الأخر وأنت فيقول لم أتركه حتى فرقت بينه وبين أهله حين إذن يقوم من على الكرسى ويعتنقه ويلتزمه ويقول له : نعم أنت أنت أنت ، الطلاق حلال أم حرام ؟ طبعا حلال ، حتى الطلاق بدون سبب مباح والذى يجعل للطلاق عله مخطىء فالرسول عندما طلق حفصه جاءه جبريل قال له أن الله يأمرك أن ترد حفصة فأنها صوامة قوامة ، أيوجد أكثر من ذلك ؟ الطلاق مباح ولكن هل الزنا حلال الخمر حلال السرقة حلال ؟ أبدا وكان من المفروض أن إبليس لما يقول له لم أتركه حتى زنى أن يعانقه ، فكيف يعظم إبليس شىء من المباحات ولا يقترف بالكبائر، لأن العبد أن ملىء الأرض خطايا وقلت يا رب تبت قال : غفرت ، فيذهب كل جهد إبليس هدر، لذا إبليس لا يهتم بالمعصية لأن العبد أن تاب تاب الله عليه ، لأن العبد أن ظل مائة عام يعصى الله فوفقه الله للتوبة وعمل الصالحات غفر الله له وذهب كل جهد إبليس سدى ولا أدل على هذا إلا قصة الرجل الذى قتل تسعة وتسعون نفسا وعندما سأل العابد وقال له هل لى توبه فأكمل به المئة فرجل قتل مئة نفس غفر الله له إذن المعصية لا قيمة لها عند إبليس إذ يتاب منها ."
وكل ما سبق هو كلام بلا دليل يخالف كتاب الله فإبليس فى النار منذ أن عصى الله فقد خرج من الجنة إلى النار كما قال تعالى:
"اخرج منها مذءوما مدحورا"
فالذءم والدحر يكون فى النار
وأما من يوسوس لنا فهى أنفسنا كما قال تعالى:
|"ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه"
فالوسواس الخناس هو هوى نفوسنا أى شهواتنا كما قال تعالى :
"فارأيت من اتخذ إلله هواه "
إبليس إذا بلغتنا الحالية الشماعة التى نعلق عليها ذنوبنا وهو منها برىء بالفعل فكل ما فعله الرجل هو أنه أول من عصى الله ونحن نقلده وكل من يتهم إبليس بذلك لا يفكر كيف يتواجد إبليس فى مليارات البشر فى نفس الوقت وهو أمر محال ؟
وحدثنا الحوينى عن البدعة لا يتاب منها وهو كلام غير صحيح فالحوينى نفسه وكلنا فى مرحلة الطفولة والشباب كنا نقلد مجتمعنا حتى درسنا وفكرنا ومن ثم تركنا تلك البدع كبدعة المولد والمواسم مواسم الأكل فى 27 رجب و15 شعبان وأنا موقن تمام اليقين أن الحوينى وهو طفل كان يسير فى احتفالات المولد ويأكل حلوى المولد كما كنا نفعل ولما كبرنا ودرسنا تركنا البدع الشائعة وكلامه هو :
"أما البدعة فلا يتاب منها لأن العبد يعتقدها دينا ومن الأدلة الواضحة التى ذكرت بكتب التاريخ قصة الجعد بن درهم وهو رأس الجهمية القدرية رأس المعطلة أخذ البدعة عن أبن سمعان ، وأبن سمعان أخذها عن طالوت ، وطالوت أخذها عن لبيب بن الأعقم اليهودى الذى سحر للرسول عليه الصلاة والسلام فانظر إلى الأسانيد لهذا المذهب الردىء ،"
وكلام الحوينى يخالف كلام الله فالرسول(ص) لا أحد يقدر على آذاه ومن ذلك الأذى السحر كما قال تعالى :
" والله يعصمك من الناس"
ثم قال :
"والجعد بن درهم قال أن الله لم يكلم موسى تكليما ولم يتخذ أبراهيم خليلا وهذا مضاد لما جاء بالقرآن (وكلم الله موسى تكليما) (وأتخذ الله أبراهيم خليلا) فلماذا أنكر هذا الرجل ؟ قال لأن الكلام يحتاج للسان وشفتين وسقف حنك وحنجرة وهواء والله منزه عن ذلك إذن الله لم يتكلم لأن إثبات الكلام يعنى اثبات الجارحة والله ليس كمثله شىء إذن الله غير متكلم وهكذا . . . حتى نفى كل صفات الله ، فصار يعبد عدما لأنه إله لا سميع ولا بصير ولا عليم ولا متكلم ما هذا أخلقه أحسن منه ؟! فالإنسان بصير سميع متكلم إذن هذا المعطل لصفات الله يعبد عدما ، فلما أظهر هذه المقالة الشنيعة طالبه الحاكم آن ذاك وكان خالد بن عبد الله القسرى وأرسل الشرطة فقبضوا عليه ، فتم تقييده وحبسه وكان من الممكن أن يتوب ولكن أبدا لم يتب ولم ينزع وظل محبوس لعيد الأضحى وجاءوا به مقيد ووضع تحت المنبر وخطب خالد بن محمد القسرى خطبة العيد فختم خطبته بقوله : " يأيها الناس ضحوا فأنى مضحى بالجعد بن درهم " فإنه يزعم أن الله لم يكلم موسى تكليما ولم يتخذ إبراهيم خليلا فنزل فذبحه فى أصل المنبر فشكر له علماء المسلمين ذلك ."
|