عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 23-04-2022, 07:45 AM   #3
رضا البطاوى
عضو شرف
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 6,894
إفتراضي

"ظنوا أنه سبحانه وتعالى مما يشبه الأجسام ويتعلق به الرؤيا تعلقها بها –أي الأجسام- على طريق المقابلة في الجهات والأحياز ولا ريب في استحالته، وإنما الممكن في شأنه تعالى الرؤية المنزهة عن الكيفيات بالكلية وذلك للمؤمنين في الآخرة". ا. هـ.
وفي ص/227 يقول: "قال عليه الصلاة والسلام:" ءاية الكرسي سيدة ءاي القرءان "، لما ترى من انطوائها على أمهات المسائل الإلهية المتعلقة بالذات العلي والصفات الجلية فإنها ناطقة بأنه تعالى واجب لذاته موجد لغيره، لما أن القيوم القائم بذاته المقيم لغيره منزه عن التحيز والحلول، مبرأ عن التغير والفتور، لا مناسبة بينه وبين الأشباح ولا يعتريه ما يعتري النفوس والأرواح، متعال عما تناله الأوهام عظيم لا تحدق به الأفهام". "
وأنهى حديثه بالثامن وكلامه فقال :
8 ـ الشيخ الشريف رامز بن محمود الملك الحسني الطرابلسي (توفي سنة 1408 هـ):
اشتغل بالعلم وتحصيله حتى كان يعد في وقته من أعلم علماء طرابلس وكان من أبرز مشايخه الشيخ محي الدين الخطيب والشيخ وهيب البارودي والشيخ عبد المجيد المغربي والشيخ محمود نشابة والشيخ عبد الكريم عويضة انتسب إلى كلية أصول الدين بالأزهر ثم عاد إلى طرابلس مدرسا في بعض مساجدها وجامعها الكبير تحول إلى أمانة فتوى طرابلس ومن ثم إلى إفتاء طرابلس بعد وفاة الشيخ نديم الجسر له عدة رسائل في الوقف ومصطلح الحديث، وتفسير الجزء التاسع من القرءان الكريم في أيامه قام البعض بنشر عقائد فاسدة كنحو القول بفناء النار وعدم تكفير ساب الله أو الرسول صلى الله عليه وسلم وإطلاق بعض العبارات التي فيها نسبة التشبيه لله تعالى. فقام بعض الغيورين من أبناء طرابلس بعمل رسائل يرد فيها هذه التحريفات وينصر عقيدة أهل السنة والجماعة في أن النار باقية لا تفنى ولا يفنى أهلها كما ورد في القرءان الكريم، والتنبيه على أن ساب الله أو الرسول صلى الله عليه وسلم كافر ولو كان في حال الغضب، وذكر عقيدة السلف والخلف في تنزيه الله عن المشابهة للخلق.
وقدمت هذه الرسائل إلى الشيخ رامز الملك الذي كان مفتيا في ذلك الوقت لتوزع كمنشورات، فعمل على نشرها بين أبناء مدينته وهي تحمل توقيعه وموافقته ومنها إمساكية صدرت في شهر رمضان سنة 1403 هـ وهذا نصها:
"إن تنزيه الله تعالى عن مشابهة المخلوقين أفضل عمل يقوم به العبد وقد اعتنى به العلماء سلفا وخلفا رحمهم الله وقد جاء في ذلك عن الإمام علي كرم الله وجهه أنه قال: كان الله ولا مكان وهو الآن على ما عليه كان أي أنه تعالى موجود بلا مكان لأنه هو خالق المكان فلا يحتاج إليه.
قال الإمام أحمد الرفاعي الكبير رضي الله عنه: غاية المعرفة بالله الإيقان بوجوده تعالى بلا كيف ولا مكان.
وقال الإمام علي أيضا: إن الله خلق العرش إظهارا لقدرته ولم يتخذه مكانا لذاته.
أي أن الله خلق العرش الذي هو أكبر المخلوقات حجما وهو سقف الجنة، وهو غني عنه فلا يحتاج إليه ولا إلى السماء التي هي مسكن للملائكة فلذلك لا يجوز تفسير ءاية {الرحمن على العرش استوى} بمعنى الجلوس، بل كما قال أبو حنيفة والغزالي وغيرهما، الله مستو على العرش استواء منزها عن المماسة والاستقرار والتمكن والحلول والانتقال لا يحمله العرش، بل العرش وحملته محمولون بلطف قدرته تعالى"
والخطأ في الحديث السابق هو كون العرش سقف الجنة لأن الجنة والنار الموعودتين موجودتان حاليا في السماء كما قال تعالى:
" وفى السماء رزقكم وما توعدون"
زمن ثم إما سقف الاثنين وإما ليس لهما بسقف لأن الكرسى داخل السماء والملائكة يطوفون حوله ولو كان سقفا لك يكن هناك مجال للطواف حوله لأنه نهاية المكان وإنما لكى يطوفوا حوله لابد أن يكون داخل الكون وليس حافته النهائية
والعرش في القرآن على معانى :
الأول العرش بمعنى الكون وهو ما خلقه من ماء بقوله :
" وكان عرشه على الماء"
الثانى كرسى العرش وهو المحمول فوق الملائكة وهو رمز لملك الله للكون فقط
الثالث العرش وهى البيوت المصنوعة
وأنهى الطرابلسى كتابه بأن تشبيه الله بخلقه بالحلول في مكان كفر بوحى الله فقال :
"فائدة مهمة:
يجب على من شبه الله بخلقه أن يقلع عن هذا الكفر وينطق بالشهادتين وهما: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله بنية الدخول في الإسلام، كالذي يسب الله أو نبيا أو ملكا من الملائكة أو يستهزئ بهم، أو يعتقد فناء جهنم، وذلك كفر بإجماع الأئمة". "
وكما استهل الكتاب أنهاه بذكره اعتماده في المسألة على الرجال السبعة دون كتاب الله فقال :
"نحمد الله أن وفقنا إلى جمع سبعة تراجم لأعلام عرفوا في تاريخ طرابلس الشام على مدى مائة سنة، وتضمنت هذه التراجم نصوصا في تنزيه الله عن المكان والجهة وقد قمنا بذلك للدلالة على أن هذه العقيدة هي عقيدة أهل طرابلس التي نشأوا عليها وتوارثوها من علمائهم خلفا عن سلف طيلة مائة سنة وما قبل ذلك، سمعوها منهم على منابر مساجد المدينة وفي مدارسها ودرجوا على تعليمها أبنائهم في كتاتيبها ونحن ندعو أهل طرابلس وغيرهم من المسلمين في أقطار الأرض إلى التمسك بهذه العقيدة النقية"
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس