وكل هذه الأحاديث باطلة لا يمكن نسبتها للنبى(ص)فمثلا حديث الصوتان الملعونان وتحديده بمزمار عند نعمة، ورنة عند مصيبة يناقض أن الصراخ وهو الرنة عند الفرح وعند غيره محرمة أيضا لكونه إزعاج كما يناقض التفسير المعروف لأنكر الأصوات والكل يناقض تحريم الله الجهر بقول السوء أيا كان إلا عند الظلم كما قال تعالى :
"لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم"
ومن ثم كل الأصوات العالية محرمة بالسوء وهو الباطل محرمة إلا ما استثنى الله وهو سب المظلوم للظالم عند غضبه
وتحدث عن غيب أيضا فقال :
"وعن عمران بن حصين أن رسول الله (ص)قال: في هذه الأمة خسف ومسخ وقذف خسف بالأرض مسخ: من الهيئة البشرية إلى شكل القرد والخنزير وقذف: بشيء من السماء كالحجارة يقذفون، ويخسف بهم ويمسخون قال رجل من المسلمين: يا رسول الله، ومتى ذلك؟ قال: إذا ظهرت القينات والمعازف وشربت الخمور رواه الترمذي وهو حديث صحيح القينات يعني المغنيات المعازف"
وكما سبق القول لا يمكن للنبى(ص) معرفة الغيب ممثل في المسخ والخسف والقذف لأنه لا يعلم حتى ما يحدث له كما قال تعالى على لسانه:
"وما أدرى ما يفعل بى ولا بكم"
وتحدث عما ظهر في عصرنا من ألات الموسيقى فقال :
" الآلات الموسيقية لقد ظهرت في عصرنا بهذه القنوات الفضائية ومواقع الإنترنت والأسطوانات الموزعة في كل حدب وصوب وموجات الإذاعات ظهرت ظهورا لم تظهر في العالم بمثله من قبل لا يوجد أي وقت من الأوقات في العالم سابقا ظهرت القينات والمغنيات والمعازف مثل الظهور الذي يحصل الآن ولذلك بقي نزول العذاب: خسف ومسخ وقذف وهو حديث صحيح رواه الترمذي وهذا وحي، ولا بد أن تسمع يوما أو يسمع من بعدك يا عبد الله بخسف ومسخ وقذف لأن القينات والمعازف قد ظهرت فاستجلب سبب العذاب بهذا الظهور، الإعلان على الملأ"
وهذا الكلام عن ظهور القينات والمعازف كلام خاطىء ففى كل عصور الكفر تزدهر تلك الصناعة في كل الأمم ولا يوجد استثناء وما حدث في عصرنا هو استحداث وسائل نشرها ومن الممكن أن يكون هذا موجودا في عصور قديمة
والمنجد لا يفرق بين الغناء وهو كلام وبين الآلات الموسيقية فهى ليست كلام وإنما أصوات لا معنى لها تصدر عن الآلات ويعطيها الإنسان المعنى الذى يوافق هواه وحرمتها ليست بسبب الأصوات لكونها بلا معنى وإنما بسبب الإسراف في تصنيع الآلات دون فائدة وبسبب إضاعتها للوقت فيما لا نفع منه
ثم حدثنا حديثا أخر فقال :
"وجاء عن عائشة رضي الله عنه أن بنات أخيها خفضن: يعني ختن فألمن أصابهن الألم نتيجة الختان، والختان مستحب للمرأة وليس بواجب فقيل لعائشة: يا أم المؤمنين، ألا ندعو لهن من يلهيهن يعني البنات في ألا ندعو لهن من يشغلهن عن الألم؟ قالت: بلى فأرسلوا إلى فلان، أحد المنشدين، فأتاهم ليس معه معازف، يغني بصوته فقط فمرت به عائشة في البيت فرأته يتغنى ويحرك رأسه طربا وكان ذا شعر كثير رأته يتغنى ويحرك رأسه طربا كما يفعل بعض المنشدين الآن في مهرجانات الأناشيد التي يسمونها إسلامية والإسلام بريء منها ومنهم يتغنى ويحرك رأسه طربا هذا ما معه معازف، هذا يحرك رأسه طربا القضية فيها طرب، فيها طرب ونشوة، وكان ذا شعر كثير وهاهم الآن يتمايلون باسم الأناشيد الإسلامية، يتمايلون ويرفعون أياديهم وأمامهم النوتات، وفيديو كليب ومهرجانات، ويسمونها إسلامية ثم صار لها دورات، مسابقات، إنتاجات، طرب، طرب، طرب، لا تربي أخلاق حسنة في النفوس ولا السامعون أصلا حول المعاني، السامعون مع الألحان، مع المؤثرات الصوتية التي شابهت أصوات المعازف الأثر في النفوس هو هو، والنتيجة بعد المؤثرات الصوتية هو هو فرأته عائشة يتغنى ويحرك رأسه طربا، وكان ذا شعر كثير فقالت عائشة: أف، شيطان، أخرجوه، أخرجوه فأخرجوه "
والحديث باطل لأن الختان لا يقره دين الله لأنه تغيير لخلقة الله استجابة لقول الشيطان الذى قصه الله وهو:
"ولآمرنهم فليغيرن خلق الله"
والختان هو اعتراض على خلقة الله الحسنة بتغييرها وفى إحسان خلقه قال :
" الذى أحسن كل شىء خلقه"
ثم نقل كلاما أخر فقال :
"وجاء عن عبد الله بن مسعود أنه قال: الغناء ينبت النفاق في القلب كما ينبت الماء البقل صحيح موقوفا
وقال شيخ الإسلام: مذهب الأئمة الأربعة أن آلات اللهو كلها حرام، ولم يذكر أحد من أتباع الأئمة في آلات اللهو نزاعا طبل عود كمنجة قانون أورج، الذي هو، كل أنواع المعازف محرمة وقال رحمه الله: المعازف خمر النفوس، تفعل بالنفوس أعظم مما تفعل حميا الكؤوس يعني الخمر وقال عمن يكثر من سماع الغناء ويعتاده: ولذلك يوجد من اعتاده واغتذى به، لا يحن إلى سماع القرآن، ولا يفرح به، ولا يجد في سماع الآيات كما يجد في سماع الأبيات بل إذا سمعوا القرآن سمعوه بقلوب لاهية، وألسن لاغية وإذا سمعوا المكاء والتصدية خشعت الأصوات وسكنت الحركات وأصغت القلوب ولذلك قال العلماء عن الغناء: رقية الزنا وشرك الشيطان وخمرة العقول يصد عن القرآن أكثر من غيره من الكلام الباطل، لشدة ميل النفوس إليه ورغبتها فيه وقال الإمام أبو بكر الطرطوشي: أما مالك فإنه نهى عن الغناء وعن استماعه وقال: إذا اشترى جارية فوجدها مغنية كان له أن يردها بالعيب وسئل مالك رحمه الله عمن يرخص الغناء فقال: إنما يفعله عندنا الفساق أما أبو حنيفة فيجعله من الذنوب وأهل الكوفة كسفيان وحماد والشعبي لا اختلاف بينهم، وكذلك أهل البصرة من الفقهاء على المنع منه الغناء بدون معازف، الغناء بدون معازف يقول الشافعي: يشبه الباطل ومن استكثر منه فهو سفيه ترد شهادته، وصرح أصحابه العارفون بمذهبه بتحريمه وقال عبد الله بن أحمد: سألت أبي عن الغناء فقال: - هذا غناء بدون معازف، بدون معازف – قال: الغناء ينبت النفاق في القلب لا يعجبني ثم ذكر قول مالك: إنما يفعله عندنا الفساق فإذا الغناء بحد ذاته، الغناء بحد ذاته بدون مؤثرات صوتية وبدون معازف، الغناء بحد ذاته مكروه عند بعض العلماء محرم عند آخرين
فإذا صار بالمعازف أو ما يشابهها من الآلات الصوتية والآلات الحديثة والتامبلر وغير ذلك فهو حرام قطعا فإذا صار بصوت المرأة الأجنبية البالغة فهو حرام أشد تحريما والآن القنوات بأصوات النساء مع المعازف بجميع وسائل تنقية الصوت والمؤثرات صباح مساء على آذان العباد تصب فوق رؤوسهم الحميم وذكر ابن قدامة في المغني أن آلة اللهو كالطنبور والمزمار آلة للمعصية بالإجماع وقال ابن الصلاح –من فقهاء الشافعية- فليعلم أن الدف والشبابة إذا اجتمعت فاجتماع ذلك حرام عند أئمة المذاهب وغيرهم من علماء المسلمين ولم يثبت من أحد ممن يعتد بقوله من الإجماع والاختلاف أنه أباح هذا السماع
وقوله: ممن يعتد بقوله: لأن هنالك ناس لا يعتد بقوله، وبعضهم ممن يدعي العلم في العصر الحديث يبيحونه ولذلك قال لك ابن الصلاح: ممن يعتد بقوله فإذا هنالك من لا يعتد بأقوالهم يبيحونه ومنهم من يبيح الموسيقى الهادئة ومنهم من يبيح القليل من سماع المعازف ومنهم ومنهم وما أخطرهم وأكثرهم الذين يشرعون بالتلاعب بالأدلة إباحة الغنا يشرعون ويؤلفون فيه ويريدون أن يكون هذا الأمر عاديا، حتى لا يشعر المسلم وهو يسمع أنه يعصي "
وكل ما قاله المنجد هو كلام بشر وليس كلام الله فالحل والحرمة بكلام الله وليس بأقوال بشر مهما قيل أنهم علماء فأى علم هذا الذى لا يفرق بين الكلام الباطل والكلام الحق فالغناء وهو كلام منه ما يوافق كتاب الله وهو الحلال ومنه ما يعارض كتاب الله وهو المحرم فمثلا قوله تعالى :
" وقولوا للناس حسنا"
وهو الكلام الحق لم يحدد الله طريقة توصيله هل هو كلام عادى أم كلام غناء أو شعر ....ومن ثم فكل طريقة توصل المعنى مباحة طالما هدفها هو ايصال الحق
والكلام المحرم هو كلام السوء أى الباطل إلا كلام المظلوم كما قال تعالى :
"لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم"
ولم يحدد الله كونه عاديا أم شعر أم غناء
ومن ثم مناط الحكم هو حسن القول أو سوءه وليس وسيلة توصيله وحاول المنجد أن ينكر الأحاديث الدالة على إباحة بعض الغناء فقال :
"فيقولون: هذا يعني مباح أين هذا من حداء أنجشة الذي كان يحدو بالإبل؟ أين هذا من إنشاد البنات الصغيرات بشعر في الجاهلية عن يوم بعاث في العيد؟ أين هذا من استثناء الدف المجرد للنساء في الأعراس والأعياد؟ فالنصوص واضحة في استثناء الدف للنساء، الدف أصلا محرم من المعازف، لكن استثناه الشرع وهو يعلم ما يصلح للنفوس، والنساء تحديدا أباحه لهن في الأعراس والأعياد، وليس طيلة السنة، والدف المجرد وغناء النساء البالغات لا يجوز أن يسمعه الرجال، والنبي عليه الصلاة والسلام إنما سمع صوت البنات غير البالغات، الجاريات، جويريات، يضربن بالدف ولذلك لو وصل إليك صوت البنات الصغيرات يضربن بالدف في العيد أو في العرس غير البالغات فلا إثم عليك والنبي عليه الصلاة والسلام وصل إليه ولم يتقصد سماعه، ولم يذهب إليه ليجلس عنده ولكن وصل إليه الصوت ونهى أبا بكر عن منعهن بنات غير بالغات في العيد يضربن بالدف بأشعار مباحة، فهذا مباح لهن هذا الاستثناء الآن يريدون أن يجعلوه شرعة ومنهاجا"
ونجد الرجل خرج من الموضوع تماما فتحدث عن الدف وهو آلة بينما أصل الكلام هو الغناء فحداء أنجشة وإنشاد البنات كان كلاما ولم يكن موسيقا
وتحدث عن انتشار الغناء من خلال الأجهزة المستحدثة فقال :
"عباد الله!
|