عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 28-04-2022, 08:14 AM   #3
رضا البطاوى
عضو شرف
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 6,894
إفتراضي

قال القرطبي والمعنى يقتضي تقديم الحوض على الصراط فإن الناس يخرجون من قبورهم عطاشا فناسب تقديمه لحاجة الناس إليه قال ابن عباس - رضي الله عنهما «سئل رسول الله (ص) عن الوقوف بين يدي الله تعالى هل فيه ماء؟ قال إي والذي نفسي بيده إن فيه لماء وإن أولياء الله ليردون إلى حياض الأنبياء (ص)» " (قال جامعه ذكره ابن كثير في تفسيره 3/ 243 من رواية ابن مردوية في تفسيره وقال هذا حديث غريب)
ورجح القاضي عياض أن الحوض بعد الصراط وأن الشرب منه يقع بعد الحساب والنجاة من النار ...قال الجلال السيوطي وقد ورد التصريح في حديث صحيح عند الحاكم وغيره بأن الحوض بعد الصراط فإن قيل إذا خلصوا من الموقف دخلوا الجنة فلم يحتاجوا إلى الشرب منه فالجواب بل يحتاجون إلى ذلك لأنهم محبوسون هناك لأجل المظالم فكان الشرب في موقف القصاص ويحتمل الجمع بأن يقع الشرب من الحوض قبل الصراط لقوم وتأخيره بعده لآخرين بحسب ما عليهم من الذنوب والأوزار حتى يهذبوا منها على الصراط ولعل هذا أقوى انتهى قال العلامة الشيخ مرعي في بهجته وهذا في غاية التحقيق جامع للقولين وهو دقيق " لوامع الأنوار البهية 2/ 195وانظر التذكرة للقرطبي 1/ 246 النهاية في الفتن والملاحم 1/ 140 ولعل الحديث الذي ذكره السيوطي المتضمن أن الحوض بعد الصراط هو ما رواه أنس بن مالك قال سألت النبي (ص) أن يشفع لي يوم القيامة فقال (أنا فاعل) قال قلت يا رسول الله فأين أطلبك؟ قال (اطلبني أول ما تطلبني على الصراط) قال قلت فإن لم ألقك على الصراط؟ قال (فاطلبني عند الميزان) قلت فإن لم ألقك عند الميزان؟ قال (فاطلبني عند الحوض فإني لا أخطئ هذه الثلاث المواطن) رواه أحمد (12848) والترمذي (2433) والضياء في المختارة (2693) وأبوبكر الدينوري في المجالسة وجواهر العلم (30) واللالكائي (1803) قال الترمذي حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذ الوجه وانظر كلام ابن كثير التالي قال ابن كثير الحوض المورود قبل الصراط الممدود وما أفهم عكس ذلك ضعيف أو مردود أو مؤول إن قال قائل فهل يكون الحوض قبل الجواز على الصراط أو بعده قلت إن ظاهر ما تقدم من الأحاديث يقتضي كونه قبل الصراط لأنه يذاد عنه أقوام يقال عنهم إنهم لم يزالوا يرتدون على أعقابهم منذ فارقتهم فإن كان هؤلاء كفارا فالكافر لا يجاوز الصراط بل يكب على وجهه في النار قبل أن يجاوزه وإن كانوا عصاة فهم من المسلمين فيبعد حجبهم عن الحوض لاسيما وعليهم سيما الوضوء وقد قال (ص)" أعرفكم غرا محجلين من آثار الوضوء " (قال جامعه رواه أحمد (21785) وصححه الحاكم (3784) من حديث أبي الدرداء وهو حديث حسن بالمتابعات وأصله في الصحيحين من حديث أبي هريرة)" ثم من جاوز لا يكون إلا ناجيا مسلما فمثل هذا لا يحجب عن الحوض فالأشبه والله أعلم أن الحوض قبل الصراط فأما الحديث الذي قال الإمام أحمد حدثنا يونس حدثنا حرب بن ميمون عن النضر بن أنس عن أنس قال سألت رسول الله (ص)أن يشفع لي يوم القيامة قال " أنا فاعل قال فأين أطلبك يوم القيامة يا نبي الله قال اطلبني أول ما تطلبني على الصراط قلت فإن لم ألقك؟ قال فاطلبني عند المنبر قال فإن لم ألقك؟ قال فأنا عند الحوض لا أخطىء هذه الثلاثة المواطن يوم القيامة " ورواه الترمذي من حديث بدل بن المحبر وابن ماجه في تفسيره من حديث عبد الصمد كلاهما عن حرب بن ميمون بن أبي الخطاب الأنصاري البصري من رجال مسلم وقد وثقه علي بن المديني وعمرو بن علي الغلاس وقوفا بينه وبين حرب بن ميمون بن أبي عبد الرحمن العبدي البصري أيضا صاحب الأدعية وضعفا هذا وأما البخاري فجعلهما واحدا وحكى عن سليمان بن حرب أنه قال هذا أكذب الخلق وأنكر الدارقطني على البخاري ومسلم جعلهما هذين حديثا واحدا وقال شيخنا المزي جمعهما غير واحد وفرق بينهما غير واحد وهو الصحيح قلت وقد حررت هذا في التكميل بما فيه كفاية وقال الترمذي هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه والمقصود أن ظاهر هذا الحديث يقتضي أن الحوض بعد الصراط وكذلك الميزان أيضا وهذا لا أعلم به قائلا اللهم إلا أن يكون ذلك حوضا ثانيا لا يذاد عنه أحد والله سبحانه وتعالى أعلم ا هـ النهاية في الفتن 1/ 139 ..." وقد روى البخارى عن أبى هريرة أن رسول الله (ص)قال "بينا أنا قائم على الحوض إذا زمرة حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بينى وبينهم فقال لهم هلم فقلت إلى أين؟ فقال إلى النار والله قلت ما شأنهم؟ قال إنهم ارتدوا على أدبارهم فلا أراه يخلص منهم إلا مثل همل النعم" قال فهذا الحديث مع صحته أدل دليل على أن الحوض يكون فى الموقف قبل الصراط لأن الصراط إنما هو جسر ممدود على جهنم فمن جازه سلم من النار"
ومما سبق نجد قولين في الحوض :
الأول هو نهر الكوثر والثانى الحوض غير الكوثر وهو تناقض
كما نجد الحوض مرة في الجنة ومرة خارج الجنة وهو تناقض
كما نجد تناقضا في مكان الحوض فمرة روايات تثبت كونه قبل الصراط وروايات أخرى تثبت أنه بعد الصراط
وتناقض الأخبار يدل على عدم صحتها كلها فلا وجود لذلك الحوض فلم يذكره الله في كتابه وكذلك الصراط لأن الله بين أن دخول الجنة والنار سكون عن طريق الأبواب وليس بالسقوط من عليه في النار للكفار والعبور عليه من المسلمين للسقوط في الجنة من فوق فقال :
"وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا حتى إذا جاءوها وفتحت أبوابها وقال لهم خزنتها سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين"وقال :
"وسيق الذين كفروا إلى جهنم زمرا حتى إذا جاءوها فتحت أبوابها وقال لهم خزنتها ألم يأتكم رسل منكم يتلون عليكم آيات ربكم وينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا بلى ولكن حقت كلمة العذاب على الكافرين قيل ادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها"
وهنالك الكثير من الأحاديث تقول أن دخول الجنة والنار يكون من أبوابهم وليس بالسقوط من فوقهم مثل " فأكون أن أول من يطرق باب الجنة"
ورغم التعارض الظاهر الواضح بين قبل وبعد وبين الوجود داخهل أو خارج الجنة إلا أن الحمد ينفى وقوع التعارض وهو كلام لا أساس له فيقول:
"قلت وليس بين أحاديث رسول الله (ص)تعارض ولا تناقض ولا اختلاف وحديثه كله يصدق بعضه بعضا وأصحاب هذا القول إن أرادوا أن الحوض لا يرى ولا يوصل إليه إلا بعد قطع الصراط فحديث أبى هريرة هذا وغيره يرد قولهم وإن أرادوا أن المؤمنين إذا جازوا الصراط وقطعوه بدا لهم الحوض فشربوا منه فهذا يدل عليه حديث لقيط هذا وهو لا يناقض كونه قبل الصراط فإن قوله "طوله شهر وعرضه شهر" فإذا كان بهذا الطول والسعة فما الذى يحيل امتداده إلى وراء الجسر فيرده المؤمنون قبل الصراط وبعده فهذا فى حيز الإمكان ووقوعه موقوف على خبر الصادق والله أعلم ا هـ زاد المعاد 3/ 682"
ورغم ذلك يذكر الحمد قول من قالوا ببعد أو بقيل فيقول:
"وممن قال الحوض قبل الصراط شيخ الإسلام ابن تيمية المستدرك على مجموع الفتاوى 1/ 104 والعلامة ابن باز معللا ذلك بقوله إن صحت الأخبار أنهم يردون بعد الصراط فهذا نهر يردونه في الجنة؛ لأن الصراط ممدود على متن جهنم يصعد الناس عليه إلى الجنة فمن جاوز الصراط وصل إلى الجنة والحوض في الأرض فلا يرجعون إلى الأرض مرة ثانية بعد صعودهم إلى الجنة "
وأما سفر الحوالى فأقر بأن الأحاديث متناقضة ومن ثم اعتبر هذا من علم الغيب فقال كما نقل الحمد عنه:
"وللشيخ سفر الحوالي رأي فقد قال " الحقيقة أن هذه المسألة ليس فيها نص قاطع وهي تحتمل هذا وذاك وهي من أمور الغيب التي لا يجوز الخوض ولا القول فيها بالظن ولا بمجرد الاستنباط الذي يبدو لصاحبه رجحانه ولو دقق فيه لتبين خلافه ولهذا لو قيل في هذه المسألة إن الأرجح فيها هو التوقف وأن يرد علم ذلك إلى الله سبحانه وتعالى فيقال في ذلك الله أعلم فنسبة العلم إليه سبحانه وتعالى أسلم فهذا الذي نميل إليه ونختاره"
ورغم هذا الاقرار والاعتراف إلا أن الحمد مصر على ذكر الأحاديث فيقول:
"رسول الله (ص)يقول (أنا فرطكم على الحوض) والفرط الذي يسبق إلى الماء وهذا الحوض مربع الشكل زواياه سواء كما في حديث عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله (ص)(حوضى مسيرة شهر وزواياه سواء وماؤه أبيض من الورق وريحه أطيب من المسك وكيزانه كنجوم السماء فمن شرب منه فلا يظمأ بعده أبدا) كما سبق ذكر عرضه وطوله في حديث أبي برزة وأبي ذر"
وهذا الحديث مناقض لحديث سابق في عدد الآنية وهى الكيزان فهنا عدد نجوم السماء وفى الرواية ألأخرى أكثر وهو قوله "لآنيته أكثر من عدد نجوم السماء وكواكبها "
كما نجد بياضه أبيض من الورق وهو الفضة وفى الرواية الأخرى أبيض من اللبن وهو قوله" ماؤه أشد بياضا من اللبن"
كما نجد الروايات تتناقض في مساحته أو أبعاده فمرة من آيلة لمكة ومرة من آيلة لعمان وهناك روايات أخرى تذكر مدن وقرى أخرى
وتحدث الحمد عن وجود صحابة مسلمون لا يردون الحوض فقال :
"وهناك أقوام لا يردون الحوض وقد ذكرهم النبي (ص)في أحاديث منها ما رواه أنس عن النبي (ص) قال (ليردن علي الحوض رجال ممن صاحبنى حتى إذا رأيتهم ورفعوا إلي اختلجوا دوني فلأقولن أي رب أصيحابى أصيحابي فليقالن لي إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك) ...
وممن يرد عن حوضه (ص)ما رواه حذيفة عن النبي (ص) قال (إنها ستكون أمراء يكذبون ويظلمون فمن صدقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم فليس منا ولست منهم ولا يرد علي الحوض ومن لم يصدقهم بكذبهم ولم يعنهم على ظلمهم فهو مني وأنا منه وسيرد علي الحوض) "
وهذا الكلام كله كذب على الله ورسوله(ص) فهم يجعلون الرسول(ص) هنا يكذب كلام ربه في قوله" رضى الله عنهم ورضوا عنه" فلا يوجد صحابة أى مسلمون آمنوا بالرجل يمنعون من نعيم الله لأن كل المسلمون آمنون من الفزع كما قال تعالى :
" وهم من فزع يومئذ آمنون"
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس