عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 04-06-2022, 08:01 AM   #3
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 6,057
إفتراضي

وكل ما نقله المؤلف كلام عام لا يناقش أى أدلة لا من القرآن ولا من الأحاديث
وكما سبق ما نسب للنبى(ص) من إخراج الناس من النار هو كذب محض فلا يوجد دليل واحد من القرآن يقول بدخول بعض المسلمين النار ولا دليل واحد على خروج هذا البعض منها والآية الوحيدة والتى يمكن فهمها خطأ تقول بدخول كل الناس بما فيهم الرسول الخاتم والرسل الآخرين (ص) النار هى قوله تعالى :
" وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا"
والخطاب في الآية للكفار وليس لكل الناس وإلا كان كل الناس لابد من دخولهم النار مسلمين وكفار وهم ما يتعارض مع قوله تعالى :
"وهم من فزع يومئذ آمنون"
ثم قال :
سابعا : من خلال العلاقة الحميمة بين سيادته وأعلام الصوفية أذكره بأنه خالف بقوله إجماعهم وضيع بمقالته آمالهم فمنع شفاعة الحبيب لهم وياللحسرة التى حلت بهم قال الكلاباذى فى معتقد شيوخ الصوفية الأوائل فى كتابه التعرف لمذهب أهل التصوف ص54 : ( قولهم في الشفاعة أجمعوا على الاقرار بجملة ما ذكر الله تعالى في كتابه وجاءت به الروايات عن النبي في الشفاعة ) "
منطق الرجل غريب فمن يستدل بهم من الصوفية كا أهل الحديث الذين استدل بهم كالبخارى فهم بشر وليسوا الله رب العالمين والخطأ جائز منهم ومن غيرهم فإن نفى الخطأ عنهم فقد جعلهم أربابا وجعل لهم عصمة من الخطأ ليست لأحد من الناس
ثم قال :
"ثامنا : قول فضيلته : ( والقرآن هو الكتاب الوحيد الذى تولى رب العالمين حفظه بنفسه من أى تحريف وقال فى كتابه المحكم { إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون } ولم يقل لنا رب العالمين أنه حفظ كتاب البخارى أو غيره من كتب السيرة )
ما أوجهه للدفاع عن سنة صاحب المقام المحمود إلى مصطفى محمود مصطفى محمود وغيره من المنكرين والمشككين فى قواعد الدين بحسن النية طبعا أن القول بالاكتفاء بالقرآن فقط ورد السنة بأسرها قول باطل بالضرورة العقلية لأنه هدم للدين من أساسه وبرهان ذلك أن الله أمر فى القرآن بالصلاة والزكاة فى مواضع كثيرة منها : { إن الإنسان خلق هلوعا إذا مسه الشر جزوعا وإذا مسه الخير منوعا إلا المصلين الذين هم على صلاتهم دائمون والذين في أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم }
ومعلوم أنه لم يرد فى القرآن تفصيل لكيفية الصلاة وأعدادها المقبولة عند الله أو المقدار المحدد فى الزكاة سواء زكاة المال أو الزروع أو عروض التجارة فلا بد من الأخذ بالسنة لبيان الأحكام وهذه المسألة لا يقدر أحد على النزاع فيها كما قال فى آخر مقال : (ليس إنكارا للسنة ) "
,اما الصلاة فموجودة في القرآن وهى مخالفة تماما للمعروف عند الناس والزكاة فيها استنباط من القرآن أنها نصف الربح وأما روايات الزكاة وحتى الصلاة في كتب السنة فمتناقضة فهناك أحاديث الخمس وهناك أحاديث فرض صلاتين مثل " صلوا كذا في حين كذا وصلوا كذا في حين كذا " وحديث من صلى البردين دخل الجنة "وكل الأحاديث موجودة في كتب البخارى ومسلم وهى تثبت عدم صحة الكثير من تلك الروايات لتناقضها مع كتاب الله الذى أثبت صلاتين الفجر والعشاء فقط
وكما سبق القول لابد من محاكمة الروايات للقرآن فمن اتفق معه فهو الصحيح وما عارضه فلم يقله النبى(ص) ولو اتفق الناس على صحته وأما أن نصدق الكل فهذا هو الجنون الذى يجعل الكفار ينقدون الإسلام ويتهمونه بالتناقض
ثم قال :
"لكن المحك أن مصطفى محمود مصطفى محمود ادعى أن القرآن هو المحفوظ فقط أما سنة الحبيب محمد التى جمعها البخارى أمير المؤمنين فى الحديث أو غيره بنقل العدل الضابط عن مثله إلى منتهاه من غير شذوذ ولا علة فليس هذا هو الضابط المعتمد عند سيادة والسؤال الآن الذى يتوجه لفضيلته : على أى ضابط نعرف الصحيح من صحيح البخارى ونحكم على الضعيف كما حكمت ؟ هل عقلك هو الفاصل أو عقل مشتهرى الذى شكك فى قواعد السنة أيضا على صفحات مجلة الجيل ؟ أو ما يراه غيركما من أمثالكما ؟ حاول أنت أولا أن تضع الضوابط المنطقية والقواعد الأساسية لفرز السنة دون أن ترجع فى حديث واحد إلى علماء الحديث فهؤلاء كما قدمت كتاب سير ولا عبرة بقواعدهم عندكم جرب أنت وغيرك ممن هو على منهجك فإن اتفقتم على الأحاديت التى يجب أن تدين بها الأمة فنحن وجميع العقلاء معكم ؟ أو اكتبوا لنا سنة جديدة نفهم بها القرآن بدلا من سنة الحبيب وتذكروا بعد ذلك أنكم ستدعون الناس إلى سنتكم لا سنة محمد ويكفى أن أذكرك بما قاله أبو طالب المكى وإن كان من الصوفية : ( فإنا قوم متبعون نقفوا الأثر غير مبتدعين بالرأى والمعقول نرد به الخير وفى رد أخبار الصفات بطلان شرائع الإسلام من قبل أن الناقلين إلينا ذلك هم ناقلوا شرائع الدين وأحكام الإيمان فإن كانوا عدولا فيما نقلوه من الشريعة فالعدل مقبول القول فى كل ما نقلوه وإن كانوا كذبوا فيما نقلوا من إخبار الصفات فالكذب مردود القول فى كل ما جاءوا به ) قوت القلوب 2/124
وأقول لمصطفى محمود : حفظ دين الإسلام ليس فى حفظ القرآن فقط كما أكدت فى كلامك بل هو قائم على أمرين لازمين تكفل الله بهما :
الأمر الأول : حفظ دستور الإسلام على الدوام من جهتين الجهة الأولى حفظ القرآن بإعجاز تركيبه وبلاغة كلماته كنظم معجز يتحدى العالم أجمع والجهة الثانية حفظ السنة التى تميزت فيها الأمة الإسلامية عن غيرها فى براعة نادرة بالأسانيد ووضع قواعدها التى تميز بين المقبول والمردود أو الصحيح والضعيف مما نسب إلى رسول الله وهو ما عرف بعلم مصطلح الحديث والذى ظهر من مقالة سيادة مدى ضعفه الشديد وبضاعته المزجاه فى هذا العلم "
وهذا الكلام عن حفظ السنة هو ضرب من الخبل ويبدو أن الرجل لم يقرأ كتب الحديث حيث يجد أبواب الكتاب المتناقضة خلف بعضها مثل حرمة الشرب وقوفا وإباحة الشرب وقوفا ومثل باب وضع اليدين على الركبتين وباب عدم وضع اليدين على الركبتين
حفظ السنة له طريق واحد وهو عرضها على القرآن لبيان صحة الحديث من بطلانه وإلا سنظل نصدق القول وعكسه وسنظل أضحوكة لكل الأمم
أقول هذا رغم إيمانى بوجود كتابين لله القرآن وتفسيره الإلهى الذكر الذى يفسر القرآن المنزل كما قال تعالى :
"وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم"
وكلاهما محفوظ في كعبة الله الحقيقية وهى ليست الكعبة الحالية
ثم قال :
تاسعا : قول سيادة : ( وقرأنا فى أكثر من كتاب من كتب السيرة أن النبى عليه الصلاة والسلام مات ودرعه مرهونة عند يهودى وهو كذب وافتراء لا يعقل فما حكاية هذه الدرع المرهونة عند يهودى إلا أن تكون إسرائيليات مدسوسة ) أقول اتقى الله : { ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا } فحديث الدرع لم يرده فى تاريخ الإسلام من المنتسبين لأهل السنة إلا أنت وهو حديث صحيح أخرجه البخارى برقم (4467) عن عائشة رضي الله عنها قالت : ( توفي النبي ودرعه مرهونة عند يهودي بثلاثين ) تعنى ثلاثين صاعا من شعير لأهله وأخرجه عن ابن عباس الترمذى برقم (1214) والنسائى برقم (4651) وابن ماجة برقم (2483) وأحمد عن أسماء بنت يزيد برقم (27040)
ولو أردت المزيد فارجع إلى كتب السنة لا إلى كتب السير فهل يصدق العقلاء من القراء أن هؤلاء جميعا نقلوا بالسند الصحيح ما هو مكذوب على رسول الله وفات جميع المسلمين من العامة والمتخصصين على طول الأيام والسنين ما توصل إليه مصطفى محمود فى حديث الدرع ؟"
والحديث مردود بالفعل فلا يمكن أن يكون الرسول(ص) مديونا ليهودى وأغنياء المسلمين موجودين حوله كعثمان كما تحكى الأحاديث أم أنه سيستخسر المال في والد زوجتيه أو أن عبد الرحمن بن عوف لن يسلفه إنه كلام غير منطقى كما أنه ليس منطقيا أن يستدين الرسول(ص) وقد جعل الله راتب من الزكاة باعتبار المشرف على العاملين عليها وله سهم من الغنيمة ومن الفىء
وقال :
"عاشرا : نظرا لعامية الصحافة وانشغالها بأحزابها ظن أصحابها أن الكلام فى أصول الدين كالكلام عن سائر الأخبار أو التهاون فى نقلها ففتحوا الصحافة بأبوابها لكل ما يثير قراءها ويسحب من السوق أعدادها فتكلم على صفحاتها كثير من غير المتخصصين وأظهروا للجميع بمقالاتهم أنهم من الجاهلين بأصول الدين وقواعده ولم يعلم هؤلاء الكتاب أن الأمر سيكون من حيث لا يشعرون عليهم لا لهم وأن طبيعة القرآن والسنة كالماء الذى يبقى بعد زوال الخبث من فوقه وكالذهب إذا سعى أحد لخدشه ازداد بريقا ولمعانا هكذا ضرب الله مثلا للقرآن والسنة فقال سبحانه وتعالى : { أنزل من السماء ماء فسالت أودية بقدرها فاحتمل السيل زبدا رابيا ومما يوقدون عليه في النار ابتغاء حلية أو متاع زبد مثله كذلك يضرب الله الحق والباطل } "
وهذا الكلام وهو احتكار تفسير كلام الله للدراسين في مدرسة ما هو من ضمن الخبل فعلى حد قول القرآن العلماء هم من تعلموا في مدرسة النبوة وليس في الأزهر أو في الحوزة أو القرويين أو غيرهم أم عندكم نص يقول أنكم وحدكم القائمون بتفسير الدين وهو حرام على غيركم ؟
وطلب المؤلف في نهاية كتابه الشفاعة لمصطفى محمود وهو قوله:
"وأقول فى نهاية الأمر سامحك الله يامصطفى محمود فقد شغلت سائر المسلمين وشغلتنا بما خالفت فيه علماءنا وهو متفق عليه فى ديننا واستنفذت جهدنا وعطلتنا من كثرة القيل والقال بيننا ولو أنك بذلت جهدك فى برنامج العلم والإيمان لأسعدتنا وأرحتنا فقد عهدنا فيك الإيمان بالتخصص والتحقيق والنظر فى الأمور العلمية بفهم دقيق ولك من المحاسن ما يثبت للمسلم الإيمان العميق فهلا تبت إلى الله قبل اليوم الموعود ورجعت إلى ما وضعه المحدثون من الضوابط والقيود واتبعت صاحب المقام المحمود فاللهم شفعه فى مصطفى محمود"
وبالقطع الفهم الخاطىء لمعنى الشفاعة وهو المناصرة التى تخرج من النار للجنة بينما هى شهادة الحق في حق المسلمين جميعا والتى لا تخرج من نار ولا تدخل جنة لأن الحاكم وهو الله عليم بكل شىء وهو غير محتاج لشىء من الاثباتات ولكنه يثبت عدالته للكل بكل الوسائل في الآخرة حتى لا يكون لأى أحد حجة على الله
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس