عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 06-06-2022, 09:01 AM   #2
رضا البطاوى
عضو شرف
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 6,890
إفتراضي

وقال الطبري: وهذا الحديث من أبين البيان أن ذلك كما قلنا ولو كان كما قال ابن عيينة -يعني: يستغني به عن غيره- لم يكن لذكر حسن الصوت والجهر به معنى
4- وسئل الشافعي عن تأويل ابن عيينة فقال: نحن أعلم بهذا لو أراد به الاستغناء لقال: لم يستغن بالقرآن ولكن لما قال: يتغنى بالقرآن علمنا أنه أراد به التغني
5- وقال عمر بن شيبة: ذكر لأبي عاصم النبيل -الضحاك بن مخلد- تأويل ابن عيينة فقال: لم يصنع ابن عيينة شيئا
6- وممن أنكر تفسير يتغنى بيستغني أيضا الإسماعيلي فقال: الاستغناء به لا يحتاج إلا استماع لأن الاستماع أمر خاص زائد على الاكتفاء به 7- قال الطبري: وأما ادعاء الزاعم أن تغنيت بمعنى استغنيت فاش في كلام العرب فلم نعلم أحدا قال به من أهل العلم بكلام العرب وأما احتجاجه لتصحيح قوله بقول الأعشى:
وكنت امرءا زمنا بالعراق عفيف المناخ طويل التغن
وزعم أنه أراد بقوله: طويل التغني: طويل الاستغناء فإنه غلط منه وإنما عنى الأعشى بالتغني في هذا الموضع: الإقامة من قول العرب: غني فلان بمكان كذا: إذا أقام به ومنه قوله تعالى: { كأن لم يغنوا فيها }
8- وقال الطبري أيضا: ومما يبين فساد تأويل ابن عيينة أيضا أن الاستغناء عن الناس بالقرآن من المحال أن يوصف أحد به أنه يؤذن له فيه أو لا يؤذن إلا أن يكون الأذن عند ابن عيينة بمعنى الإذن الذي هو إطلاق وإباحة وإن كان كذلك فهو غلط من وجهين أحدهما: من اللغة والثاني: من إحالة المعنى عن وجهه أما اللغة فإن الأذن مصدر قوله أذن فلان لكلام فلان فهو يأذن له: إذا استمع وأنصت /76/ كما قال تعالى: { وأذنت لربها وحقت } بمعنى: سمعت لربها وحق لها ذلك كما قال عدي بن زيد:
إن همي في سماع وأذن بمعنى: في سماع واستماع فمعنى قوله: « ما أذن الله لشيء » إنما هو: ما استمع الله لشيء من كلام الناس ما استمع لنبي يتغنى بالقرآن
9- ومع أن الحافظ ابن حجر حاول جاهدا الدفاع عن تفسير سفيان بن عيينة ومن تابعه لكنه لم ينكر أيضا أنه أيضا بمعنى تحسين الصوت به والجهر والترنم عن طريق التخزين لتظافر ظواهر الأخبار الصحيحة على ترجيح هذا المعنى فقال: « والحاصل أنه يمكن الجمع بين أكثر التأويلات المذكورة وهو أنه يحسن به صوته جاهرا به مترنما على طريق التحزن مستغنيا به عن غيره من الأخبار طالبا به غنى النفس راجيا به غنى اليد وقد نظمت ذلك في بيتين:
تغن بالقرآن حسن به الصوت حزينا جاهرا رنم
واستغن عن كتب الألى طالبا غنى يد والنفس صم الزم
10- وإذا جمعت هذه الآراء والتأويلات إلى الأحاديث الصحيحة التي سوف نسوقها بعد قليل تبين صحة تأويل من قال أنه بمعنى تحسين الصوت والتطريب والغناء المعقول "
صال معروف وجال بين أقوال القوم مثبتا ونافيا من خلال كتب اللغة وهى ليست حجة في الدين لورود الكلمة فيها بمعانى متعددة وهذا هو دليله ألأول في حديثه عن الدليل ودليله الثانى روايات حسن الصوت وهى روايات باطلة لأنها تمنع من صوته ليس بحسن كالصوت الخشن والصوت الرفيع من قراءة القرآن لانعدام حسن الصوت عن البشر وهو ما يناقض وجوب قراءة القرآن من كل المسلمين كما قال تعالى :
" فاقرءوا ما تيسر من القرآن"
ودليله الثالث أقوال الرجال كالشافعى وغيره وكل البشر ومنهم أنا لا قيمة لكلامنا طالما تعارضت مع كتاب الله
ولو استخدمنا كلمة لحن فقد وردت في سياق تحريم الكلام الملحن فهو صفة من صفات المنافقين قال تعالى فيها:
"ولتعرفنهم في لحن القول"
وتحدث عن دليله الثانى فقال :
الدليل الثاني:
أخرج أحمد في مسنده والبخاري ومسلم في صحيحها وأبوداود في السنن من حديث عبدالله بن مغفل قال: « رأيت النبي (ص)يقرأ وهو على ناقته -وهي تسير به وهو يقرأ سورة الفتح- أو من سورة الفتح- قراءة لينة يقرأ وهو يرجع »
وبين عبدالله بن مغفل كيفية ترجيعه وأنه آ آ آ ثلاث مرات قال شعبة عن معاوية بن قرة المزني راوي الحديث عن عبدالله بن مغفل: ثم قرأ معاوية يحكي قراءة ابن مغفل وقال: لولا أن يجتمع الناس عليكم لرجعت كما رجع ابن مغفل يحكي النبي - صلى الله عليه وسلم - فقلت لمعاوية: كيف كان ترجيعه قال: « آ آ آ ثلات مرات » أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما
وزعم القرطبي أن ذلك مجموع على إشباع المد في موضعه ويحتمل أن يكون حكاية صوته عند هز الراحلة كما يعتري رافع صوته إذا كان راكبا من انضغاط صوته وتقطيعه لأجل هز المركوب وإذا احتمل هذا فلا حجة فيه
وهذا الذي ذهب إليه القرطبي مردود بمن هو أفضل منه في فهم حديث رسول الله (ص)قال العلامة ابن القيم: « أن هذا الترجيع منه (ص)كان اختيارا لا اضطرارا لهز الناقة له فإن هذا لو كان لأجل هز الناقة لما كان داخلا تحت الاختيار فلم يكن عبدالله بن مغفل يحكيه ويفعله اختيار ليؤتسى به وهو يرى هز الراحلة له حتى ينقطع صوته ثم يقول: كان يرجع في قراءته فنسب الترجيع إلى فعله ولو كان من هز الراحلة لم يكن منه فعل يسمى ترجيعا »
وقال الحافظ ابن حجر متعقبا القرطبي: وهذا فيه نظر لأن في رواية علي بن الجعد عن شعبة عند الإسماعيلي: « وهو يقرأ قراءة لينة فقال: لولا أن يجتمع الناس علينا لقرأت ذلك اللحن » وكذا أخرجه أبوعبيدة في « فضائل القرآن » عن أبي النضر عن شعبة "
لو صحت الحديث فالقراءة اللينة تعنى القول السهلة الواضحة والترجيع يعنى التكرار وليس آآآ كما زعموا
والحديث راويه شكك فيه هل قرأ السورة كاملة أو بعضها ومن ثم فهو مردود لعدم معرفة راويه للحدث بالضبط
زد على ذلك أن قراءة القرآنم وهى صلاة لا تكون بصوت مسموع يعرفه الناس وإنما بصوت لا هو جهرى ولا هو سرى وهو ما يعنى عدم معرفة السماع لما يقرأ المصلى كما قال تعالى :
" ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا"
وتحدث عن الدليل الثالث فقال :
الدليل الثالث:
أخرجه البخاري ومسلم والترمذي من حديث أبي بردة عن أبي موسى الأشعري قال: قال رسول الله (ص)لأبي موسى: « لو رأيتني وأنا أستمع لقراءتك البارحة لقد أوتيت مزمارا من مزامير آل داود »
وأخرج البيهقي بإسناد مسلم نفيه « داود بن رشيد قال: حدثنا يحيى بن سعيد قال: حدثنا طلحة عن أبي بردة عن أبي موسى » زيادة أنه قال لرسول الله (ص)« لو علمت لحبرته لك تحبيرا » وقد نص البيهقي على أن هذه هي رواية مسلم ومع أن الزيادة ليست فيه فهي زيادة صحيحة لورودها بالإسناد نفسه فكأنما مسلما اقتصر منه على ما ذكر
وأخرجها ابن سعد أيضا من حديث أنس بإسناد على شرط مسلم وفيها: وكان حلو الصوت
قال الخطابي: قوله « آل داود » يريد داود نفسه لأنه لم ينقل أن أحدا من أولاد داود ولا من أقاربه كان أعطي من حسن الصوت ما أعطي وداود عليه السلام إليه المنتهى في حسن الصوت بالقراءة
وفي هذا الحديث شبه (ص)حسن الصوت وحلاوة نغمته بصوت المزمار وأصل الزمر: الغناء قال النووي: قال العلماء: المراد بالمزمار هنا الصوت الحسن وأصله الآلة أطلق اسمه على الصوت للمشابهة "
الحديث باطل فالمزامير لا تنسب لآل داود وإنما تنسب لداود (ص) كما هو معروف
أن كلمة المزمور والمزامير تطلق عند أهل الكتاب على عبارات الكتاب وليس على الصافرة التى تسمى مزمار
أن الله وصف عمل داود(ص) بالتسبيح وليس بالغناء أو بالتزمير فقال :
"وسخرنا مع داود الجبال يسبحن والطير"
وأما الدليل الربع عنده فقال فيه:
"الدليل الرابع:
أخرج مالك في الموطأ وأحمد في مسنده والحميدي والبخاري ومسلم في صحيحيهما وابن ماجه وأبوداود /81/ والترمذي والنسائي في سننهم وابن خزيمة في صحيحه من حديث البراء بن عازب قال: « سمعت النبي (ص)يقرأ في العشاء بالتين والزيتون فما سمعت أحدا أحسن صوتا منه »
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس