عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 27-07-2022, 07:55 AM   #4
رضا البطاوى
عضو شرف
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 6,891
إفتراضي

وقد يتعارض هذا مع ما جاء من آثار في الترغيب بسكني المدن، ويجمع بينها في كون ذلك يختلف باختلاف الشخص ومقصده فمن خاف على نفسه من فتن المدن، وأحب أن يعتزلها وكانت شواغل المدن صارفة له عن حظه الأكبر كان الاعتزال خيرا له ومن أراد القيام بدينه؛ وتتبعه للعلم ونشره فسكنى المدن أفضل له
ومما ورد في فضل الاعتزال عند الفتن، فعن أبي سعيد الخدري أنه قال قال رسول الله (ص)(يوشك أن يكون خير مال المسلم غنم يتبع بها شغف الجبال ومواقع القطر يفر بدينه من الفتن)
وعن فضل المخالطة والسكن ما ورد عن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله (ص)(المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أعظم أجرا من المؤمن الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم) "
هذا كلام يكذب قوله تعالى فى كون المنافقين بعضهم من العراب وهم كما قال تعالى يحدثون فتنا كبرى كل سنة كما قال تعالى :
"أو لا يرون أنهم يفتنون فى كل عام مرة أو مرتين ثم لا يتوبون ولا هم يذكرون"
ثم قال :
"الصفة الخامسة أنهم أكثر شجاعة من أهل المدن والقرى
قال ابن خلدون والسبب في ذلك أن أهل الحضر ألقوا جنوبهم على مهاد الراحة والدعة وانغمسوا في النعيم والترف، ووكلوا أمرهم في المدافعة عن أموالهم وأنفسهم إلى واليهم والحاكم الذي يسوسهم والحامية التي تولت حراستهم، واستناموا إلى الأسوار التي تحوطهم، والحرز الذي يحول دونهم فلا تهيجهم هيعة و لا ينفر لهم صيد
وأهل البدو لتفردهم عن التجمع وتوحشهم في الضواحي و بعدهم عن الحامية وانتباذهم عن الأسوار و الأبواب قائمون بالمدافعة عن أنفسهم لا يكلونها إلى سواهم و لا يثقون فيها بغيرهم فهم دائماً يحملون السلاح، ويتلفتون عن كل جانب في الطرق ويتجافون عن الهجوع إلا غراراً في المجالس، وعلى الرحال وفوق الأقتاب ويتوجسون للنبات، والهيعات ويتفردون في القفر والبيداء فدلين بيأسهم واثقين بأنفسهم قد صار لهم البأس خلقاً والشجاعة سجية يرجعون إليه متى دعاهم داع أو استنفرهم صارخ
قلتما أكثر هذه الصفات الحميدة التي توارثتها تلك القبائل أبا عن جد تحت مظلة الإسلام وتهذيبه حتى صار بعض القبائل مضرب المثل بطاعة الله ورسوله وطاعة ولي أمر المسلمين حين انقادوا لمنهج سلف الأمة الصالح
قال عمر بن عبد العزيز"ما رأيت قوماً أشبه بالسلف من الأعراب لولا جفاء فيهم"
وقال غَيْلان إذا أردت أن تسمع الدعاء؛ فاسمع دعاء الأعراب
وقال الجاحظ ليس في الأرض كلام هو أَمتع ولا أَنفع ولا أنقى ولا ألذَ في الأسماع؛ ولا أشد اتصالاً بالعقول السليمة؛ ولا أفتق للسان؛ ولا أجود تقويماً للبيان؛ من طول استماع حديث الأعراب العقلاء الفصحاء
وقال ابن المقفع أي حكمة تكون أبلغ أو أحسن؛ أو أغرب أو أعجب من غلام بدوي لم يَر رِيفاً؛ ولم يشبع من طعام؛ يستوحش من الكلام؛ ويفزع من البشر؛ ويأوي إلى القَفر واليرابيع والظباء؛ وقد خالط الغيلان؛ وأنس بالجان
قلت هذه الصفات اليوم لا تكاد تذكر إلا ما شاء الله والخير في الأمة لا ينقطع"
وحكاية شجاعتهم دون غيرهم يكذبها أن أوائل المسلميت كانوا مهاجرى مكة وغيرهم والأنصار أهل المدينة وهم من خاضوا الحروب الأولى
ثم قال :
"الصفة السادسة معرفة أنساب العرب:
يعيش بعض الناس اليوم على هامش الحياة فحين قطعت أرحام وتباعدت قلوب، وضعف العلم لا يستطيع ممن أترف، واغتر بالحضارة معرفة نسبه وإلى أي قبيلة ينتسب فضلا عن هويته الإسلامية، وتاريخه العريق، وقصة يزيد ابن شيبان التميمي أحد سادات العرب مع الأعرابي القصاعي، وكيف لقنه درسا في معرفة أنساب العرب، وذلك أن يزيد بن شيبان بن علقمة بن زرارة بن عُدس بن زيد بن عبد الله بن دارم، قد خرج للحج فلما انتهى من الحج، استعجل الرحيل قبل جماعته والتحق بجماعة من الحجاج العائدين وكانوا من مهرة ومهرة من قضاعة فسألهم يزيد عن نسبهم فقالوا من قضاعة فكأنه لما سمع ذلك استصغر شأنهم وصد عنهم طبعا هم استغربوا من فعله قالوا لهمالك سألتنا عن نسبنا فلما انتسبنا لك صددت عنا فقال لهملما عرفت إنكم من مهرة بن حيدان قلت أنكم قوم لا تعرفون نسبي ولا اعرف نسبكم فلهذا أعرضت عنكم وكان معهم شيخ كبير فقال ليزيد بن شيبانلعمري إن كنت من جذم العرب لأعرفنك أي إذا كنت من أصل العرب
فقال يزيد في نفسه من هذا الذي يسألني؟؟ فقلتُ له نعم فأنا والله من جذم العرب فقال العرب على أربع فرق ربيعة ومضر وقضاعة واليمن فمن أيهم أنت؟ فقلتُأنا من مُضر قال أفمن الفرسان أم من الأرحاء؟ قلتُ عرفت أنه يقصد بالفرسان قيس وبالأرحاء خنذف
فقلت له بل من الأرحاء فقال الشيخ إذا من خنذف....
فقال يزيد وأبيك أي معرفة
قلت وقوله وأبيك حلف بغير الله فعن أبي هريرة قال قال رسول الله (ص) " لا تحلفوا بآبائكم ولا بأمهاتكم ولا بالأنداد ولا تحلفوا إلا بالله ولا تحلفوا بالله إلا وأنتم صادقون "
ومعرفة هؤلاء القوم بالأنساب والأحساب كانت من دوافع العصبية حتى جاء الإسلام فهذبها
وأذهب عنهم حمية الجاهلية الحمقاء والتعال البغيض على غيرهم , ودلهم على أن تعلم الأنساب والأحساب قربة وصلة قال عمر الخطاب وهو على المنبر "تعلموا أنسابكم ثم صلوا أرحامكم"
وعن أبي هريرة قال قال رسول الله (ص)" تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم فإن صلة الرحم محبة في الأهل مثراة في المال منسأة في أثره "
وهذا الكلام عن الأنساب ومعرفة البدو بهم دون غيرهم كذب فالأنساب محفوظة عند معظم المسلمين إلا ما ندر كما أن أنساب المسلمين لابد أن تحفظ فى كل محكمة فى كل قرية أو مدينة أو أى تجمع سكنى لمعرفة المحرمين من الزواج من المحللين
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس