عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 29-07-2022, 08:36 AM   #2
رضا البطاوى
عضو شرف
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 6,894
إفتراضي

والسؤال : هؤلاء القوم وهم يقسمون على أن محمدا ــ (ص)ــ يأتي بالوحي من عند هذا الغلام أليسوا كانوا كاذبين عند أنفسهم ؟
بالطبع هم كانوا كاذبين عند أنفسهم ولولا ذاك لآمنوا من فورهم حين عرفوا أن هذا الغلام لا ينطق العربية
إنهم فقط يبحثون عن حجة كي يطفئون بها نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون
وهذا حال من لا يريد الحق وإنما يريد طمث الحق بأي شيء هذا هو سعيه وجهده "
الحكاية هنا مثلها ما استشهد به القصاص من حكايات التاريخ التى يروجها ويخترعها الكفار للضحك علينا فالرجل يظن أن العربى والأعجمى هنا يعنى اللغة العربية واللغات الأجنبية مع أن العربى يعنى الكلام الواضح الذى يفهمه الكل والأعجمى يعنى الكلام الغامض المتضارب الذى لا يفهم منه شىء
وحكى لنا حكاية أخرى وهى :
"مشهد آخر !
تحدثت قريش أن اليهود أهل كتاب ولديهم علم بالكتب والرسالات ، فقالوا :لو أننا ذهبنا إليهم ونسألهم عن محمد ـــ (ص)ــ
ويعطي اليهود الأمارة : سلوه عن فتية ذهبوا في الدهر الأول ما كان أمرهم ؟ سلوه عن رجل طواف قد بلغ مشارق الأرض ومغاربها ما كان نبؤه ؟ سلوه عن الروح ما هي ؟ ويعطونهم صفة الإجابة ، وتعود رسل قريش من عند اليهود ، ويحشر الملأ القوم منادين فيهم : جئنا بالقول الفصل بيننا وبين محمد (ص)، ويعطيهم الصادق الأمين الأمارة تامة
ثم ماذا حدث ؟ الموقف لا يتغير ولا يتبدل ، يظهر الحق ويستيقن فريق من الناس ، ثم يعاندون
هذا الفريق من الناس هو لا يبحث أساسا عن الحق وإنما يبحث عن شبهة يطفئ بها نور الله والله متم نوره ولو كره الكافرون "
والرواية التى تدخل اليهود فيها كونهم من أعطوا قريش الأسئلة لا يوجد دليل عليه في كتاب الله فالله يقول " يسألونك عن الروح" و" يسألونك عن ذى القرنين"
واما أهل الكهف فلم يسأل النبى(ص) أحد عنها وإنما اعتقد النبى(ص)أنها من آيات الله العجيبة ومن ثم قصه له كما قال تعالى :
"أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا"
وتحدث القصاص عن السادة الأكابر وديدنهم مع الرسل (ص) والأتباع فقال :
"هذا حال من يسميهم القرآن الملأ الذين استكبروا في كل العصور وليس فقط في عهد النبي محمد (ص)
ودعوني أسلط الضوء سريعا على القرون الغابرة أبين فيها حال الملأ الذين استكبروا وكيف أن النفوس متشابه ، ولا يتغير إلا الأشخاص فقط كما يقول ربنا تبارك اسمه : " كذلك قال الذين من قبلهم مثل قولهم تشابهت قلوبهم
قوم نوح يجادلون نبيهم عليه السلام فيدحض حجتهم حتى لا يبقى لهم ما يدافعون به عن باطلهم الطبيعي بعد هذا هو الإيمان ، ولكن انظر إلى كلامهم ما أعجبه [ قالوا يا نوح قد جادلتنا فأكثرت جدالنا فأتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين ]
وقوم عاد ينادون نبيهم هودا - عليه السلام - : [ قالوا أجئتنا لنعبد الله وحده ونذر ما كان يعبد آباؤنا فأتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين ]فهم إذن يفهمون الرجل ، ولا يكون ذلك إلا بإظهار الحجج والبراهين ، ثم انظر إلى موقفهم بعد هذا البيان ، وكيف أنه يطابق موقف من كان قبلهم ( ائئتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين ) أما أن يؤمنوا فلا ؟
وقوم ثمود يطلبون الآية فتأتيهم ، ثم ماذا ؟ هل آمنوا ؟ أبدا لا بل عقروا الناقة وقالوا قولة من قبلهم [ فعقروا الناقة وعتوا عن أمر ربهم وقالوا يا صالح ائتنا بما تعدنا إن كنت من المرسلين ]
وقوم لوط [ وما كان جواب قومه إلا أن قالوا أخرجوهم من قريتكم إنهم أناس يتطهرون ]لم يا قوم ؟ [ إنهم أناس يتطهرون ]ألهذا ؟
وقوم خليل الله إبراهيم - عليه السلام - : [ فما كان جواب قومه إلا أن قالوا اقتلوه أو حرقوه فأنجاه الله من النار إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون ]
وإن تعجب فمن أهل مدين قوم شعيب - عليه السلام - نبي الله شعيب عليه السلام يبلغ رسالة ربه فيؤمن البعض ، ويكفر البعض الآخر ، ويأخذ الرجل بمبدأ المسالمة : [ وإن كان طائفة منكم آمنوا بالذي أرسلت به وطائفة لم يؤمنوا فاصبروا حتى يحكم الله بيننا وهو خير الحاكمين ]أفي هذا عيب ؟ ينادي بحرية الاعتقاد ولم يرفع سلاحا ولم يعلن جهادا
ولكن انظر ما رد الملأ :
[ قال الملأ الذين استكبروا من قومه لنخرجنك يا شعيب والذين آمنوا معك من قريتنا أو لتعودن في ملتنا ]
أيها الكرام !
الموقف من الدعوة ورجالها هو هو ، المنطق نفسه يتكرر ، ولا يكاد يتغير ، يعرفون الحق ويستيقنون منه تماما ثم لا يتبعونه ، وليت الأمر بقي على هذا فالبلية به خفيفة ، بل يعلنون أنه لا هوادة ، ولا مقام مع الحق وأهله "
القصاص هنا محق تماما فالكفار في كل العصور السابقة كانوا يعرفون الحق من خلال رؤية الايات المعجزات مع وجود الآيات المقروءة قبلها ومن ثم فهم يكفرون ويرفضون مع وضوح البراهين المعنوية والبراهين الظاهرة
وبعد ذلك تحدث إضلال السادة لغيرهم فقال :
فقط أريد أن أسلط الضوء على هذا النوع المجرم من الناس الذي لا يريد الحق أبدا يكره الحق وهو يعرفه ، ويعرف ما فيه من الخير يلبس الحق على عوام الناس يحاول أن يضلهم
هذا النوع من الناس موجود في كل زمان ومكان ، وهو الذي يختلق المتشابه في القرآن هو الذي يفتعل المتشابه كذبا وبهتانا كي يلبس على الناس دينهم
تعالوا نستقري ما يحدث اليوم في غرف البالتوك وفي غرف النصارى لنبين كيف أن السبب فيما أشكل على الناس في كتاب الله ، وخاصة النصارى ، سببه الوحيد هو رهبان النصارى وعلمائهم وليس أبدا هو كتاب الله العظيم"
والسادة في النصرانية هم الكهنة ومنهم قساوسة ورهبان وهم يحاولون دوما اضلال الناس عن الحق والسبب بالقطع الحصول على متاع الدنيا التى يعلنون في الظاهر معاداتهم لهاوفى هذا قال القصاص:
"أيها الكرام !
يقول الله تعالى:
" يا أيها الذين آمنوا إن كثيرا من الأحبار والرهبان ليأكلون أموال الناس بالباطل ويصدون عن سبيل الله "
" والله يقول عن هؤلاء " وإن منهم لفريقا يلون ألسنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب وما هو من الكتاب ويقولون هو من عند الله وما هو من عند الله ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس