عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 16-10-2022, 08:19 AM   #1
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 6,042
إفتراضي نظرات فى كتيب آثار صفة الرحمة

نظرات فى كتيب آثار صفة الرحمة
الكتاب بقلم ماجد بن أحمد الصغير وفى مقدمته تحدث عن أن من عرف رحمة ربه حصلت له آثار الرحمة وفى هذا قال :
"تقديم
أما بعد:
فإن من عرف ربه سبحانه وتعالى بالرحمة الواسعة لابد أن يحصل له عدد من الخيرات والثمرات والآثار ..."
وبالقطع معرفة رحمة الله أو عدم معرفتها أو حتى إنكار وجود الله لا يمنع من وجود الرحمة وهى الخير الذى يبتلى به الله الكل كما يبتلى بالشر وهو الضرر وفى هذا قال:
" ونبلوكم بالشر والخير فتنة"
ثم حدثنا عن بعص الآثار فقال :
"ومن تلك الآثار:
أنه على قدر حظ الإنسان من هذا الخلق الكريم ترتفع درجته عند الله؛ ولهذا كان الأنبياء (ص) أرحم الناس، وكان خاتمهم محمد (ص)أوفرهم نصيبا من هذا الخلق حتى كانت رسالته رحمة للعالمين قال الله سبحانه (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين)، (فبما رحمة من الله لنت ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك). وقد لازم هذا الخلق في أشد الأوقات،"
والخطأ عنا تفريق الصغير بين الرسل فى مقدار الرحمة وهو ما يخالف ما قصه الله علينا أن عقيدة المسلمون أن يقولوا:
" لا نفرق بين أحد من رسله"
وتحدث عما حكته الأحاديث من مواقف الرحمة المحمدية فقال:
"فلما آذاه أهل مكة وكذبوه وأخرجه أهل الطائف ورموه بالحجارة؛ خرج كسير النفس، مجروح الفؤاد يتلمس الفرج، جاءه ملك الجبال وعرض عليه إهلاكهم فقال صلى الله عليه وسلم: ((بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئا)). "
والحديث هنا كاذب يتناقض مع منع الله الأذى عنه كما قال تعالى :
"والله يعصمك من الناس"

وأكمل حديثه مفرقا كما سبق فقال :
"رحمة لم تعرف البشرية نظيرا لها والمؤمن الصادق له نصيب من هذه الصفة على قدر حبه لنبيه (ص)واتباعه له وأولى الناس بالرحمة الوالدين خاصة عند الكبر: (واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا)، ثم ضعفاء المسلمين أيتاما وأرامل، فرحمة هؤلاء باب من أوسع الأبواب التي تنال بها رحمة الله"
والرحمة التى تحدث عنها هى رحمة الناس بعضهم بعضا ثم حدثنا عن رحمة الحيوان فقال :
" وإذا كانت امرأة بغي دخلت الجنة في كلب سقته شربة ماء فكيف بالإنسان المؤمن الكريم على الله؟
قال رسول الله (ص):
(غفر لامرأة مومسة مرت بكلب على رأس ركي يلهث قال كاد يقتله العطش فنزعت خفها فأوثقته بخمارها فنزعت له من الماء فغفر لها بذلك) "
الحديث لا يصح إلا إذا كانت تابت من الدعارة فالله لو غفر بالعمل الصالح فقط لدخل كل الناس الجنة حتى الكفار فما من أحد إلا وله عمل صالح أو أكثر فحتى فرعون ربى موسى(ص) وهو عمل صالح
وأكمل فقال :
"لقد كان (ص)رحيم القلب يرق للضعفاء ويرحم حتى الدواب والحيوانات ويوصي بها، فقد جاء رجل إلى النبي (ص)فقال يا رسول الله: (إني لأرحم الشاة أن أذبحها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن رحمتها رحمك الله)"
الحديث باطل لمخالفته كتاب الله فى الإمساك عما أحل الله وهو ذبح الأنعام وأكلها كما قال تعالى :
" أحلت لكم بهيمة الأنعام إلا ما يتلى عليكم"
فالحديث لم يقع لأن الرجل يمتنع عن ذبح البهيمة رحمة بها
ثم قال :
"ومن الآثار:
أن الرحمة تفتح أبواب الرجاء والأمل، وتثير مكنون الفطرة، وتبعث على صالح العمل، وتغلق أبواب الخوف واليأس، وتشعر المؤمن بالأمن والأمان؛ لأنه سبحانه الرحيم الذي سبقت رحمته غضبه، ولم يجعل في الدنيا إلا جزءا يسيرا من واسع رحمته يتراحم به الناس ويتعاطفون، وبه ترفع الدابة حافرها عن ولدها رحمة وخشية أن تصيبه
عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع رسول الله (ص)يقول: (جعل الله الرحمة مائة جزء، فأمسك عنده تسعة وتسعين جزءا وأنزل في الأرض جزءا واحدا، فمن ذلك الجزء يتراحم الخلق حتى ترفع الفرس حافرها عن ولدها خشية أن تصيبه)
وفي رواية قال صلى الله عليه وسلم: (إن الله خلق الرحمة يوم خلقها مائة رحمة، فأمسك عنده تسعا وتسعين رحمة، وأرسل في خلقه كلهم رحمة واحدة، فلو يعلم الكافر بكل الذي عند الله من الرحمة لم ييأس من الجنة، ولو يعلم المؤمن بكل الذي عند الله من العذاب لم يأمن من النار) "
وهذا الكلام هو عن الرجاء فى رحمة الله والأحاديث قد لا تصح بسبب الأجزاء المقسم إليها الرحمة لأن معناها مثلا أن الجنة ستنتهى بعد 99 ضعف لمدة رحمة الدنيا وهو ما يناقض أن الجنة والنار باقيتان ومن فيهما كما قال :
" ما عندكم ينفد وما عتد الله باق"

ثم تحدث عن رحمة المذنبين مع أنهم يعصون الله بهدايتهم فقال :
"ومن الآثار:
الرحمة بالمخطئين والمذنبين بالأخذ بأيديهم إلى طريق الله بالموعظة الحسنة باللطف لا بالعنف والتعامل معهم على أنهم غرقى محتاجون من ينتشلهم فلا يتركهم يتعرضون لعذاب الله. ومن ثم النظر إليهم بعين الرحمة لا الشدة والنقمة، ومعاملتهم معاملة الرحماء لا معاملة أهل الكبر والازدراء والخيلاء."
ثم تحدث عن خوف المؤمن من النار وعمله على طاعة الله فقال :
"أن المؤمن مع تقربه إلى الله بكل عمل، وتوقيه لكل ذنب إلا أن قلبه خائف وجل من الآخرة ; متطلع إلى رحمة ربه وفضله. فهو على كل أحواله متطلع إلى رحمة الله وفضله ;مع مراقبته لله هذه المراقبة الواجفة الخاشعة.
(أمن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولو الألباب) والأخيار من خلق الله، من الملائكة، أو الجن، أو الإنس يحاولون بكل طريق أن يتقربوا إلى الله، وأن يتسابقوا إلى رضاه، يرجون رحمته ويخافون عذابه، وقد كان بعضهم يدعو عزيرا ويأمله , وبعضهم يدعو عيسى ويرجوه، وبعضهم يدعو الملائكة ويعبدهم ويسألهم , وبعضهم يدعو غير هؤلاء فأخبر الله عن أولئك جميعا: بأن أقربهم إلى الله يبتغي إليه الوسيلة , ويتقرب إليه بالعبادة , ويرجو رحمته , ويخشى عذابه - وعذاب الله شديد يحذر ويخاف
(أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه إن عذاب ربك كان محذورا)
حتى أولئك الذين يؤذون في سبيله هم على رجاء الرحمة لا على يقين منها ; ولا ييئس منها مؤمن عامر القلب بالإيمان
(إن الذين آمنوا والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله أولئك يرجون رحمة الله ,والله غفور رحيم)
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس