عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 20-12-2022, 09:25 AM   #2
رضا البطاوى
عضو شرف
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 6,894
إفتراضي

لأن مبادئه تعتمد علي أساس اللين وسعة الصدر واللاعنف وقادته الكرام النبي (ص)وأهل بيته جسدوا هذه المبادئ السليمة بصدق وإخلاص الأمر الذي زاد من قوته وانتشاره في الأرجاء وخلوده."
وحكاية اللين والعنف وهو القسوة فهمها الشيرازى وغيره خطأ فليس مطلوبا من المسلم أن يكون لينا فى كل أموره لأن مطلوب منه الغلظة فى أمور معينة كالتعامل مع الكفار المحاربين كما قال تعالى :
" أشداء على الكفار رحماء بينهم"
وقال :
" يا أيها النبى جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم"
وقال فى تعذيب أهل الذنوب التى ثبتت عليهم:
" فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة "
وقال فى ضرب الزوجات العاصيات لله :
" فاضربوهن"
وذكر لنا حكاية أخرى من سيرة على فى كتب التاريخ فقال:
"من سيرة أمير المؤمنين :
ابن الكواء هذا المنافق الخارجي، كان مشاكسا لأمير المؤمنين وهو في أوج حكومته الواسعة التي كانت ذلك اليوم أوسع حكومة علي وجه الأرض مساحة وعددا، إضافة إلي أنه مفروض الطاعة من الله ورسوله، فقد كان ابن الكواء يؤذي الإمام بعناده واعتراضاته المتكررة في السوق والمسجد وبأسلوب خال من اللياقة، وفي رواية عن كتاب البحار للمجلسي: «كان علي في صلاة الصبح فقال ابن الكواء من خلفه: "ولقد أوحي إليك وإلي الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين" فأنصت علي تعظيما للقرآن حتي فرغ من الآية ثم عاد في قراءته، ثم أعاد ابن الكواء الآية فأنصت علي أيضا، ثم قرأ فأعاد ابن الكواء فأنصت علي ثم قال : "فاصبر إن وعد الله حق ولا يستخفنك الذين لا يوقنون" ثم أتم السورة وركع» .
أنظر .. مع أن الإمام كان الرئيس الأعلي للدولة، ويتمكن أن يتخذ موقفا صارما ضد ابن الكواء الذي كان مواطنا عاديا ولنفاقه ومشاكسته المتكررة للإمام أصبح منبوذا في المجتمع، ومع استحقاقه للعقوبة الرادعة إلا أن الإمام لم يبد أي موقف صارم أو شديد تجاهه. وهذا جانب بسيط من معاملة الإمام أمير المؤمنين والحاكم الأعلي للبلاد الإسلامية آنذاك، فقد تمتع بالحكمة والصبر وسعة الصدر ولين الجانب مع أعداءه من المشركين والمنافقين."
والرواية باطلة فكيف يسكت الإمام والمأمومين على رجل يقرأ فى الصلاة والإمام يقرأ وهذا ليس مرة وإنما عدة مرات
واستطاع على بذلك أن يديم هذه العقيدة الإسلامية ويرسخها في القلوب والضمائر التي أثبت ركائزها رسول الله (ص) وخاتم الأنبياء عليهم السلام بفعل أخلاقه وسيرته الكريمة وتعامله مع الناس باللين واللاعنف"
بالقطع فى موقف كهذا لابد من قيام أمة الخير بالأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ولابد من وعظ الرجل أو اخراجه من المسجد إن أبى ألا يكرر فعلته
وتحدث عن سياسة اللين مع المنافقين فقال :
"أسلوب القرآن
قال الله تعالي: "والذين اتخذوا مسجدا ضرارا وكفرا وتفريقا بين المؤمنين وإرصادا لمن حارب الله ورسوله من قبل وليحلفن إن أردنا إلا الحسني والله يشهد إنهم لكاذبون" .
نزلت هذه الآيات علي الرسول الأعظم (ص) حول مسجد ضرار الذي بناه المنافقون في مقابل مسجد الرسول ومسجد قباء، ومع ذلك فإن أسلوب القرآن الحكيم لم يتصف بالعنف فقد جاء الأمر هكذا بقوله تعالي: "لا تقم فيه أبدا لمسجد أسس علي التقوي من أول يوم أحق أن تقوم فيه" وفي سبب نزول هذه الآيات وتفسيرها قال الطبرسي «قال المفسرون ان بني عمرو بن عوف اتخذوا مسجد قباء وبعثوا إلي رسول الله (ص) ان يأتيهم فآتاهم وصلي فيه فحسدهم جماعة من المنافقين من بني غنم بن عوف فقالوا نبني مسجدا فنصلي فيه ولا نحضر جماعة محمد وكانوا اثني عشر رجلا، وقيل خمسة عشر رجلا، منهم ثعلبة بن حاطب ومعتب بن قشير ونبتل بن الحرث، فبنوا مسجدا إلي جنب مسجد قباء، فلما فرغوا منه أتوا رسول الله (ص) وهو يتجهز إلي تبوك، فقالوا يا رسول الله إنا قد بنينا مسجدا لذي العلة والحاجة والليلة المطيرة والليلة الشاتية وإنا نحب أن تأتينا فتصلي فيه لنا، وتدعو بالبركة. فقال (ص)«إني علي جناح سفر ولو قدمنا أتيناكم إن شاء الله فصلينا لكم فيه، فلما انصرف رسول الله من تبوك نزلت عليه الآية في شأن المسجد».
وفي معني الآية قال الطبرسي: «ثم ذكر الله سبحانه جماعة أخري من المنافقين بنوا مسجدا للتفريق بين المسلمين وطلب الغوائل للمؤمنين فقال تعالي: "والذين اتخذوا مسجدا" والمسجد موضع السجود في الأصل وصار بالعرف اسما لبقعة مخصوصة بنيت للصلاة فالاسم عرفي فيه معني اللغة "ضرارا" أي مضارة يعني للضرر باهل مسجد قباء أو مسجد رسول الله (ص) ليقل الجمع فيه "وكفرا" أي ولإقامة الكفر فيه .. "وتفريقا بين المؤمنين" أي لاختلاف الكلمة وإبطال الإلفة وتفريق الناس عن رسول الله (ص) "وإرصادا لمن حارب الله ورسوله من قبل" أي أرصدوا ذلك المسجد واتخذوه وأعدوه لأبي عامر الراهب وهو الذي حارب الله ورسوله من قبل وكان من قصته انه كان قد ترهب في الجاهلية ولبس المسوح، فلما قدم النبي (ص) المدينة حسده وحزب عليه الأحزاب ثم هرب بعد فتح مكة إلي الطائف فلما أسلم أهل الطائف لحق بالشام وخرج إلي الروم وتنصر ... "وليحلفن إن أردنا إلا الحسني" معناه أن هؤلاء يحلفون كاذبين ما أردنا ببناء هذا المسجد إلا الفعلة الحسني من التوسعة علي أهل الضعف والعلة من المسلمين فأطلع الله نبيه علي فساد طويتهم وخبث سريرتهم فقال: "والله يشهد إنهم لكاذبون" وكفي لمن يشهد الله سبحانه بكذبه خزيا .
والخلاصة: إن أسلوب القرآن مع المنافقين والمتآمرين لم يكن بدرجة من العنف، وإنما هو أسلوب فضح وخزي للمتآمرين، وأما الرسول الأعظم (ص) فلم يقم بالانتقام من القائمين علي بناء المسجد والمنافقين ولم يرسل إلي جلبهم لمحاكمتهم أو عقابهم، وحتي أبو عامر الراهب الذي تقدمت قصته وهو رئيس المنافقين والمتآمر مع الروم لم يوجه له الرسول الأعظم (ص) حكما أو من يقتص منه وإنما اكتفي الرسول (ص) بتهديم المسجد وفضح من بناه عن طريق الآيات القرآنية وامتناعه من الصلاة فيه.
والذي أثر في هؤلاء المنافقين أكثر أن النبي (ص) عاملهم بلين وعطف دون أي عنف يذكر."
سياسة القرآن مع المنافقين لم تكن دوما لينا وإنما عندما كثرت أضرارهم أظهر الله أنهم إن لم يتوقفوا عما يعملون فستكون العاقبة هى قتلهم فقال تعالى :
"لئن لم ينته المنافقون والذين فى قلوبهم مرض والمرجفون فى المدينة لنغرينك بهم ثم لا يجاورونك فيها إلا قليلا ملعونين أين ما ثقفوا أخذوا وقتلوا تقتيلا سنة الله فى الذين خلوا من قبل"
وتحدث الرجل عن كون المسلمين أمة واحدة مهما اختلفت ألوانهم ألسنتهم وقبائلهم فقال :
"واقعنا المعاصر
في منطق القرآن الكريم جميع المسلمين بلغاتهم وقومياتهم وألوانهم المختلفة أمة واحدة حيث يقول تعالي: "إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون" .
وقال تعالي: "وإن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون" .
كما أن البلاد الإسلامية كلها بلد واحد، وقانون واحد، وحكومة واحدة في نظر الإسلام، وهذه الوحدة كانت متجسدة في حياة المسلمين لقرون عديدة، حتي إذا دخل الاستعمار بلادنا وأثار النعرات والتفريقات بين المسلمين فساقهم إلي التشتت لكي يعيش عليه."
وحدثنا عن أن الله حرم الفرقة بين المسلمين لأنهم كلهم مجمعون على حكم الله ولكن ما يحدث الآن هو فرقة وتفرقة ممنهجة فقال :
"حرمة التفرقة
إن أي تفريق بين المسلمين يعتبر من أشد المحرمات في الإسلام لأنه معاونة علي الإثم والعدوان الذي يهدفه الاستعمار هذا أولا. وثانيا: انه تشتيت للأمة الواحدة وتسهيل لسيطرة الكفار علي بلاد الإسلام، سواء كان التفريق بالأراضي ووضع الحدود الجغرافية بين بلاد المسلمين أو بالجنسيات المتعددة أو ما أشبه ذلك.
إننا نجد الآن العراقي خارج حدود العراق في البلاد الإسلامية الأخري يعتبر أجنبيا، ويعامل معاملة الأجانب، وكذلك المسلمون الآخرون يعتبرون داخل العراق من الأجانب، وهذا الأمر لا يختص بالعراقي بل ينطبق علي المصري والإيراني والأفغاني وسائر المسلمين، وهذا عمل لا يرتضيه الإسلام ولا ينطبق مع مبادئه الوحدوية.
فهذه الحدود الأرضية بين المسلمين وضعها الاستعمار من أجل تشتيتهم، والقضاء علي رابطة الأخوة والأمة الواحدة التي تجمعهم، لتسهل السيطرة عليهم ويكونوا مغنما لبلد الكفر.
والأنكي من ذلك أن المستعمر الذي وضع هذه الحدود لم يكتف بترسيمها وتفريق جسد الأمة الواحدة، بل عمد إلي ترك مناطق حدودية محايدة ومساحة يكتنفها الغموض بين أغلب البلاد الإسلامية، حتي تكون هذه المناطق مادة للنزاع والخلاف وبؤرة للتوتر بين البلدان الإسلامية دائما ليتمكن ساسة الغرب من إثارتها في أي وقت شاءوا، بل أحيانا نفس الدول الإسلامية متي ما أحست بشيء من القوة فانها سرعان ما تترجم هذه القوة إلي نزاع حدودي وحرب طاحنة بينها وبين جارتها المسلمة، وتتوزع بقية الدول الإسلامية بين مناصر لهذا الطرف وذاك، ويكون الهم الأكبر لحكام أغلب الدول الإسلامية هو بناء القوة العسكرية علي حساب حتي رغيف الخبز لا لمواجهة الأعداء الحقيقيين للأمة، وإنما لانتزاع بعض الأشبار من أرض البلد المسلم الجار ودون أي حساب للخسائر الحقيقية التي يتكبدها الطرفان، والآثار القريبة والبعيدة المترتبة علي ذلك من امتصاص كل الطاقات المادية وتحطيم القيم المعنوية للمسلمين، فضلا عن إيقاع المزيد من الخلاف والتشتت بينهم."
وحدثنا عن واجب المجتمع وهو القضاء على مظاهر الفرقة أيا كانت فقال:
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس