ثم تحدث عن المقصد الإعلامى من التسمية فقال:
"4/ المقصد الإعلامي: من المقاصد الشرعية التي يبينها المدلول الاسمي لسورة البقرة، أي المصلحة الشرعية التي يراد تحصيلها عند الأمة، وهي الانتباه إلى الحرب الإعلامية المضادة ضد الدعوات التصحيحية أو التجديدية، ففي أثناء عملية التحول الاجتماعي وفي الكثير من لحظات الضعف واليأس نحو ما تقرره السورة الكريمة من معاناة السفر للمجتمع الإسرائيلي من مصر إلى أرض فلسطين التي وعدوا بدخولها أو كحالة غياب المرشد حالة غياب سيدنا موسى عليه السلام لمناجاة ربه سبحانه فإن الكثير من أفراد الأمة من ذوي النفوس الضعيفة ينساقون وراء الإشاعات والخدع التي يثيرها بعض أفراد الأمة المعارضين لحركة التغيير أو أولئك الذين يريدون أن يحوزوا السبق للحصول على بعض أنواع الطموح المركوز في نفوسهم، نحو حب قيادة الآخر، والسلطة عليه كحالة السامري والذي تمكن أن يحقق هذا الطموح النفسي في غياب موسى عليه السلام ووجود أسباب مناسبة لهذا العمل في نفوس المجتمع الإسرائيلي
ومن هنا، فإن مقاصد معنى السورة أن تنبهنا أن قوة الدعاية والخداع قد تكون في بعض الأحيان أقوى من قوة الحق لمدة من الزمن وتحجبه بعدد من السنين أو القرون، وهذا الأمر يخلف آثارا وخيمة على أفراد الأمة وعلى دينها وقيمها وانتمائها الحضاري"
والخطأ فى كلام عزوز هو تقرير السورة سفر بنى إسرائيل من مصر إلى فلسطين فلا يوجد دليل واحد على اسم فلسطين ولا حتى على أى بلد غيرها فالقوم أقاموا بعد البحر فى ا{ض التيه والأرض المقدسة هى مكة وليس غيرها لأن الجغرافيا الحالية مزورة فأسماء البلاد ليست هى ما فى القرآن فمصر فيها أنهار متعددة وحاليا مصر الحالية المزعومة فيها واحد فقط والغريب أن القرآن لم يذكر اسم النيل على الإطلاق مع اطباق الكتب على تسمية النهر ونجده يسميه اليم فلو كانت هى مصر الحالية المزعومة لأطلق عليه النيل مع شهرته المطبقة كما يقال
وخلص زوزو إلى نتيجة تخريفية وهى :
"وفي الأخير، نخلص إلى أن القرآن الكريم ينبهنا إلى الربط بين معنى اسم السورة ومدلولها العام لنستخلص العبر ونقف على مقاصد التشريع، وترتيب حياتنا وما يقع لنا وفق رتب الضروري والحاجي والتحسيني"
وهذا كلام ليس صحيح فالتسمية باسم حيوان ى تدل على المدلول العام نظرا لكثرة الموضوعات التى تناولتها السورة منافقون أهل كتاب البيت الحران والقتال والزواج والطلاق والربا والديون وقصص مختلفة كقصة آدم(ص) فلا علاقة لها على الإطلاق ببنى إسرايل وكذلك قصة إبراهيم(ص) وإسماعيل(ص) وإسحاق لأن كل هؤلاء كانوا قبلهم تاريخيا
ثم دخل بنا إلى سورة العنكبوت ليطبق عليها ما ظنه فقال :
"إن من الأهمية لقارئ القرآن الكريم أن ينتبه في قراءته لعنوان السورة وبين مدلولها العام حتى يتمكن من الربط بين المدلول المقاصدي لاسم السورة ولمعناها العام، وإن القارئ لسورة العنكبوت بإمكانه أن يتوقف عند العديد من المقاصد الكلية التي اشتملت عليها السورة الكريمة، إذ اسمها مدخل -أي العنكبوت- لمقاصد شرعية ومصالح عظيمة، والتي يمكن أن نذكر منها:
1/ مقصد التدبر في عظمة الخالق: إن من أهم دلالات اسم سورة العنكبوت أنها ترتبط بكلية الدين التي رعيت من جهة الوجود، إذ الناظر فيها لا محالة سيقف على تحقق هذا المقصد، فالحفاظ عليه باستمراره في حياة الناس، يتحقق بإثبات حقيقته، وكذا ببيان الحقائق الموصلة والمعرفة بتوحيد الله سبحانه وتعالى، وإن العنكبوت هذا المخلوق الضعيف والذي ضرب به المثل في القرآن الكريم ما هو إلا مقدمة ووسيلة لمصلحة عظمى، فالإنسان مطالب بالنظر في شكل هذا المخلوق وطريقة تكاثره وعيشه وارتباطه في عيشه بغيره من الكائنات الحية وإلى أنواعه، وإن هذا المخلوق الضعيف يدفع الإنسان إلى التفكير في عظمة الخالق سبحانه، ولهذا نجد أن الكثير من علماء الأحياء في الغرب تخصصوا فقط في دراسته لسنوات عديدة ووقفوا على الكثير من أسرار حياته
ومن هذا المنطلق فلا غرابة أن يكون اسم السورة، أي العنكبوت هو الوسيلة التي يلج من خلالها قارئ القرآن للوقوف على حقائق الأشياء في الكون والتدرج من الأدنى نحو الأعلى، نحو السماوات والأرض والنجوم وغيرها من العوالم وليقف على دليل العناية الشامل للإنسان
وإن هذا الدليل، أي ما يترتب من أعمال وخدمات يقدمها هذا العنكبوت للإنسان وإن كانت في الظاهر بعيدة أي دائرة خدمته لو بعيدة نوعا ما إلا أنه لا يخلو مخلوق من خدمة مقدمة للإنسان
فالناظر العاقل المتدبر لنسيج العنكبوت مثلا وتناسقه وتناسب شكله الهندسي وترتيبه يهتدي إلى مقصد التدبر، وذلك من خلال استفادة هذا الإنسان من الطبيعة عموما ومن العنكبوت خصوصا في التعامل مع الحياة وفي إعطائه مجموعة من الأفكار التي تعينه في حياته أليست شبكة الصياد شبيهة بنسيج العنكبوت؟ وهي المعنى الآخر لتعليم آدم الأسماء، فالتعليم يعني الاستفادة من العلوم المبثوثة في الطبيعة، وبذلك يحفظ الإنسان حياته أو كلية النفس بما يحصل عليه من الطعام؟ كما أن في النظر إلى نسيجه التدبر في عظمة الخالق سبحانه "
وكل هذا الحديث هو كلام بلا دليل فالعنكبوت سواء كانت حشرة حيوانية أو دويبة لا تدل على كل ما قاله الرجل
وكعادة بعض المحدثين تحدث عما يسمونه الإعجاز العلمى فقال :
"2/ مقصد إثبات صحة النبوة: لقد تناولت السورة الكريمة الحديث عن بيت العنكبوت وبينت ضعفه وعلى أنه أضعف البيوت على الإطلاق، وهي حقيقة عملية يقرها العلم المعاصر، وهذا مما يدعم صحة النبوة الخاتمة، إذ كيف لهذا النبي الأمي صلى الله عليه وسلم أن يأتي بهذه الحقيقة العلمية ونحن نعرف ظروف المكان والزمان اللذين عاش فيهما النبي الخاتم صلى الله عليه وسلم؟ وهكذا فإن السورة تقرر قاعدة ودستورا في الكون أن الضعف في حقيقة نفسه قوة، إذ أن وهن بيت العنكبوت سيصبح قوة دامغة لإثبات صدق النبوة وصحتها عبر اختلاف المكان والزمان كما رد زعماء قريش خائبين عند غار ثور"
والرجل يقرر هنا كلام ليس عليه أى دليل من السورة فالمحدثون يقولون أن خيوط نسج العنكبوت هى أقوى المواد على الإطلاق ومع هذا تبدو فى الظاهر ضعيفة وهذا غير موجود فى الآية ومعناها واضح وهو أن من يأوى إلى بيت العنكبوت من الحشرات الأخرى كالذباب والناموس يجد الهلاك كما يجد الكفار هلاكهم عندما يحتمون بالآلهة المزعومة حيث يدخلون النار
وأما حكاية عنكبوت غار ثور فأكذوبة لأن العنكبوت وكذلك الحمام مرئى شاهده الكفار وهو ما يناقض أن الله نصر الرسول(ص)وصاحبه بجنود غير مرئية فقال :
"إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثانى اثنين إذ هما فى الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها"
|