عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 08-02-2023, 06:56 PM   #4
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 6,067
إفتراضي

اخلاق الحسنة مفتاح الجنة
قال رسول الله (ص):
«عليكم بحسن الخلق فإن حسن الخلق في الجنة لا محالة، وإياكم وسوء الخلق فإن سوء الخلق في النار لا محالة»
إن المعصومين اربعة عشر كانوا القمة والأفضل في الالتزام بالأخلاق الحسنة في قولهم وعملهم، لذلك فهم يريدون من أتباعهم وشيعتهم أن يكونوا كذلك
لقد عاش مولانا رسول الله (ص) في مكة المكرمة بعد بعثته ثلاث عشرة سنة لاقي فيها من المشركين أنواع الأذي والتهم فضربوه بالحجارة، وآذوا أرحامه وأقاربه وأتباعه، وبعد أن هاجر إلي المدينة حاربوه خلال ثماني سنوات أكثر من ثمانين مرة، واستمروا في أذاهم له (ص)، وقتلوا العديد من أصحابه، لكنه (ص) عندما فتح مكة عفا عنهم جميعا
فقد ذكرت كتب الحديث المعتبرة وكتب التاريخ أن من الذين آذوا النبي كثيرا هو ابن ابي الذي كان يبث الدعايات والتهم والأباطيل والكذب ضد النبي، وكان دور ابن أبي حينها كدور مؤسسة إعلامية في زمننا الحاضر، واستفاد في ذلك من فصاحته وبلاغته وبإلصاقه التهم بالنبي (ص) والاستهزاء به وكان يؤلب الناس علي النبي ويجندهم لمحاربته وكان عاملا أساسيا في أكثر المشاكل التي واجهها الرسول (ص)، حتي أن النبي قال بحقه: ألد أعدائي
لقد كان اللين في التعامل مع الآخرين من أبرز الخصائص اخلاقية للنبي (ص) وهذه الخصيصة اخلاقية كانت أيضا عند باقي ائمة المعصومين فلم يكن تعامل النبي (ص) شديدا دوما مع اعداء والمخالفين، بل إذا أراد أحد أن يستجير أو يشفع لأحد من الأعداء كان (ص) يقبل ذلك ويعفو عن عدوه
لقد آذي ابن ابي النبي كثيرا فأباح النبي (ص) دمه فعندما رأي ابن ابي أن النبي (ص) قد فتح مكة وأسقط أكبر معقل للكفار والمشركين لم يجد أمامه سوي التسليم، لذلك طلب من أم سلمة وكانت من سادات نساء مكة ومن خيرة زوجات النبي (ص) أن تشفع له عند النبي ففي مضمون الرواية جاءت أم سلمة إلي النبي وطلبت منه أن يقبل بشفاعتها بالعفو عن ابن أبي فقال لها النبي: إنه من ألد الأعداء فقالت له أم سلمة: وإنك عفو فاعف عنه فعفا عنه (ص)
إن هذا التعامل من رسول الله (ص) لا نجده عند أغلب الحكام والرؤساء فمعظم الحكام إذا عادوا شخصا فإنهم لا يتنازلون عن عداوتهم له، معتبرين تنازلهم مهانة لهم بل إنهم لا يتنازلون عن أي فعل ولا يتراجعون عن تنفيذه وإن كان حراما، فهم يعتبرون التراجع دليلا علي الضعف"
بالقطع أهل البيت حتى لو صدقنا أنهم على وزوجته وأولاده على خلاف القرآن فكيف نفسر أن بعضهم كفر بالله واستباح المحرمات كالذى أعلن قيام القيامة الروحية الحسن بن برزكك وأنه لا يوجد ثواب ولا عقاب إلا فى الدنيا ؟
وكل الكلام السابق مخالف لكتاب الله الذى يتحدث عن القرب من الله وليس القرب من لشر وهو ليس قربا مكانيا وإنما المراد به رضا الله
وتحدث عن أخلاق المسلمين فقال :
"أخلاق الصالحين
إن الملفت للنظر في عفو النبي عن ابن ابي هو أن النبي (ص) لم يعتبر عفوه ضعفا أو ما شابه ذلك رغم أنه كان قد أعلن مسبقا للمسلمين ولمشركي مكة والمدينة بأنه قد أباح دم ابن ابي لعداوته للإسلام وللنبي
أنتن أيتها اخوات إن تحليتن باللين في تعاملكن مع أزواجكن وأبنائكن وأرحامكن وغيرهم ولم تتشبثن بما اتخذتنه مسبقا من قرار أو فعل تجاه أي أحد، فإن هذه اخلاق الحسنة ستوجب لكن رعاية أهل البيت ومحبتهم والوصول إلي هذه المرتبة الراقية بحاجة إلي تصميم حقيقي وقوي
لقد حفلت سيرة رسول الله (ص) والأئمة اطهار بالكثير من هذا التعامل الأخلاقي الرفيع، ومنها تعامله مع وحشي قاتل حمزة فالنبي (ص) قد أباح دم وحشي لجريمته الكبيرة التي ارتكبها بقتل سيدنا حمزة ، لكن وعندما جاء العباس هو عم النبي ولم تكن أخلاقه كأخلاق النبي إلي النبي (ص) واستشفع لوحشي بالعفو، قبل النبي شفاعة العباس وتنازل عما اتخذه مسبقا بحق وحشي
مما مر يتضح أن كل شخص من الناحية الأخلاقية إذا لم يكن عنده لين في التعامل مع اخرين ولا يتنازل عما اتخذه مسبقا، فإنه لا ينال رعاية امام صاحب العصر والزمان إلا إذا أصلح نفسه وأخلاقه
إن الحلم عن اخرين هو من امور المهمة اخري التي تمكن المتحلي بها من نيل مقام القرب من امام فالحلم والصبر في علم اخلاق لهما معني واحد مع فارق هو أن الصبر تحمل ما يتعرض له انسان من مشاكل خارجة عن إرادته كالذي يتعرض لحادثة اصطدام فيتضرر بدنه أو إحدي أعضائه فيتألم ويتأذي جراء ذلك فتحمله اذي والألم يعد صبرا
أما إذا لاقي الإنسان تصرفا سيئا أو سمع كلاما بذيئا من زوجته أو أبيه أو أمه أو من أولاده أو من غيرهم فتحمله ولم يرد عليهم بمثل ما تعاملوا معه فصبره وتحمله هذا يسمي حلما
تنبيه
اذكر اخوات مرة أخري أن عليهن أن يطالعن سيرة مولاتنا فاطمة الزهراء وسيدتنا زينب الكبرياء ليعرفن تعاملهما مع اخرين فمولاتنا الزهراء وسيدتنا زينب مع أنهما قد تعلمتا الخلق الرفيع من النبي (ص) ومن امام أمير المؤمنين ومن امامين الحسن والحسين لكنهما بذلتا الجهد أيضا في بناء أنفسهما، وتحليتا بالأخلاق الحسنة والرفيعة ومنها الحلم عن اخرين
إذن فأنتن أيتها اخوات حاولن أن تتأسين بمولاتنا الزهراء ومولاتنا زينب في تعاملكن مع من يسييء إليكن حتي وإن كان لديكن القدرة علي الرد عليهم بالمثل، فلا تقمن بالرد بالمثل بل تحلين بالحلم والصبر حتي يوجب هذا الخلق الرفيع لكن نيل القرب من امام، وتشملكن رعايته
ووصيتي لكن أنتن أيتها اخوات هي أن تحاول كل واحدة منكن بقدر استطاعتها بأن تسر مولاتنا الزهراء
فعليكن أن تسعين في ترسيخ العقائد الصحيحة وتقويتها وفي حث الشابات بالالتزام بالأحكام والأخلاق الحسنة، وحاولن في تربية المزيد من اخوات تربية سليمة وفق العقائد والأحكام والأخلاق اسلامية التي يريدها امام
لا شك أن كل من تسعي في هذا المجال ستنال محبة ورعاية امام بمقدار ما تبذله من طاقاتها وقدراتها وعلمها وأما التي تقصر وتتهاون فإنها ستكون سببا في تألم امام وأذاه
لذا ونحن نعيش هذه الأيام العطرة والمباركة بذكري مولد مولانا امام بقية الله يجدر بالأخوات أن يصممن تصميما حقيقيا علي أن يعاهدن امام في الالتزام بالعقائد والأحكام والأخلاق الحسنة اسلامية، وأن يقمن بتشجيع نظيراتهن علي الالتزام بتلك امور الثلاثة والعهد مع امام هو في القلب وليس باللسان، فالإمام يعلم بحالنا جميعا كما جاء في توقيعه الشريف حيث قال:
«ولا يعزب عنا شيء من أخباركم»"
الرجل يشبه المعصوم المزعوم بالله فى علمه بتلك الرواية الكاذبة وهو ما ينفضه قوله تعالى :
ط ليس كمثله شىء"
فالمجهول الذى لا وجود له لا يعلم أى شىء ونتحدى أن يظهر ويقول لنا ما عملناه فى الماضى فضلا عما سنعمله فى المستقبل لأن الله نفى العلم عن المعصوم ألأول محمد(ص)عند الشيعة وهو الرسول(ص) فقال " قل لو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسنى السوء"
وكرر الرجل كلامه للنساء فقال :
"فاعلمن أن التزامكن بالأمور الثلاثة التي مر ذكرها هو الذي يمهد الطريق لتشرفكن باللقاء بالأمام
إذن فاسعين كثيرا في تعلم العقائد الصحيحة وبالعمل بالواجبات وترك المحرمات والتحلي بالأخلاق الحسنة كما أراد ائمة المعصومون ، وكن من السابقات في ذلك حتي تستطعن أيضا أن تهدوا نظيراتكن وتقمن بتربيتهن
أسأل الله تبارك وتعالي بلطفه، وببركة امام بقية الله وببركة يوم ميلاده العظيم أن يحفظنا امام من البلايا وشرور آخر الزمان كما قال ف في توقيعه المبارك:
«إنا غير مهملين لمراعاتكم ولا ناسين لذكركم ولولا ذلك لنزل بكم اللأواء واصطلمكم الأعداء»"
والمقولة الأخيرة كاذبة وإلا فمن حارب الشيعة ومن قتلهم وعذبهم ومن تسبب فى اختفاء المزعوم سوى أذى الغير لهم فكيف يحمى من لا قدرة له على حماية نفسه غيره ؟
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس