عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 18-04-2023, 07:51 AM   #2
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 6,025
إفتراضي

وفي آية أخرى يقول عز وجل : [إن كل من في السموات والأرض إلا ءاتي الرحمن عبدا * لقد أحصاهم وعدهم عدا * وكلهم آتيه يوم القيامة فردا] , فكل إنسان سيقدم على الله فردا وحيدا، وسيحاسب محاسبة فردية؛ فلابد أن يتحمل مسؤولية نفسه في تربية نفسه وتزكيتها وقيادتها إلى طريق الخير والاستقامة.
وقال (ص):"ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه ليس بينه وبينه ترجمان؛ فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم من عمله، وينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم من عمله، وينظر تلقاء وجهه فيرى النار تلقاء وجهه؛ فاتقوا النار ولو بشق تمرة" .
والرواية باطلة للتناقض بين قوله "فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم "وقوله "وينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم "فما قدم الإنسان وهو العمل إما إن يرى فى جهة اليمين فقط أو فى جهة الشمال فقط ولكنه هنا يرى العمل فى الجهتين فى وقت واحد وهذا محال
ثم قال :
"فلابد أن يصير المسلم إلى هذا الموقف وهو إما إلى إحدى حالين:
إما أن يكون كما قال (ص) في حديث النجوى:"أما المؤمن فيدنيه ربه فيضع عليه كنفه فيقرره بذنوبه، فيقول: أتذكر ذنب كذا وكذا؟ حتى إذا ظن أنه قد هلك قال: أنا سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم، وأما الفاجر فينادى بذنوبه على رؤوس الخلائق" ."
الحديث باطل فالله لا يسأل أحد عن ذنوبه ولا يذكره بها سواء كافر أو مسلم لأنه قال :
" فيومئذ لا يسئل عن ذنبه إنس ولا جان"
ثم قال :
ثالثا: الإنسان أعلم بنفسه إن الإنسان أعلم بمداخل النفس، وأعلم بجوانب الضعف والقصور فها، ومن هنا فهو الأقدر على التعامل مع نفسه، إنه يتصنع أمام الناس ويتظاهر أمامهم بالخير، أو يدعوه لذلك الحياء والمجاملة، أما مافي نفسه فهو أعلم به من سائر البشر، حينئذ فهو أقدر من غيره على علاج جوانب القصور في نفسه.
رابعا: البرامج الجماعية تفتقر إلى تفاعل الفرد معها تتاح للإنسان مناسبات وفرص جماعية تحقق له قدرا كبيرا من الاستفادة، لكنه لا يمكن أن يستفيد منها ما لم يتفاعل معها، قال عز وجل :[أنزل من السماء ماء فسالت أودية بقدرها] فالماء النازل من السماء واحد، لكن الأودية تتفاوت فيما تحمله منه؛ فكل واد يحمل على قدر سعته، وهكذا القلوب تتفاوت بما تتلقاه من وحي الله جل وعلا، وتتفاوت في أثر هذا الوحي عليها كما تتفاوت هذه الوديان. وشبه النبي (ص)الوحي الذي أتى به وتلقي الناس منه تشبيها قريبا من ذلك، فقال:"مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل الغيث الكثير أصاب أرضا، فكان منها نقية قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير، وكانت منها أجادب أمسكت الماء فنفع الله بها الناس فشربوا وسقوا وزرعوا، وأصابت منها طائفة أخرى إنما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ، فذلك مثل من فقه في دين الله ونفعه ما بعثني الله به فعلم وعلم، ومثل من لم يرفع بذلك رأسا ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به". متفق عليه من حديث أبي موسى الأشعري "
وما سبق هو استجابات الناس ورفضهم للوحى فهناك من يؤمن ويعمل وهناك من يؤمن ولا يعمل وهناك من يكذب ولا يعمل وهناك من يكذب ويعمل
وتحدث عن نماذج أوردها الله لم تربى نفسها ذاتيا وهو تعبير خاطىء كما سبق القول والتعبير الصحيح لم تغير من نفسها للأحسن فقال :
"ويحدثنا القرآن الكريم عن نماذج من نتاج تخلف التربية الذاتية ]وضرب الله مثلا للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما فلم يغنيا عنهما من الله شيئا وقيل ادخلا النار مع الداخلين]. لقد كانت هاتان المرأتان زوجتين لنبيين من أنبياء الله، ولابد أن نوحا(ص) ولوطا (ص) بذلا معهما جهدا في دعوتهما إلى الدخول في دين الله تعالى، ولكن حين لم يكن منهما مبادرة ذاتية لم ينتفعا بذلك الجهد وتلك الدعوة
ويبذل الرسول (ص)جهده مع عمه أبي طالب حتى عند مرض الموت، وحين لم يكن من أبي طالب مبادرة ذاتية لم يستفد من الجهد الذي بذل له.
وفي عصر النبي كان هناك فئة من المنافقين يصلون مع النبي الجمعة، ويشهدون معه مجالس الخير،ويذهبون معه في السفر والإقامة، ويشهدون معه بعض الغزوات؛ فيعيشون مع النبي كما يعيش معه سائر أصحابه، يتلقون من نفس القنوات التربوية التي يتلقى منها أصحاب النبي ، بل لعل بعض المنافقين كانوا أكثر حضورا لمجالسه من بعض أصحابه، ومع ذلك لم ينتفعوا بشيء من ذلك أبدا. فهب اليوم أن شابا وجد في مجتمع تربوي في القمة، فهو في بيت محافظ وعند أستاذ وشيخ يعتني به، لكنه لم يتفاعل ولم توجد منه مبادرة ذاتية، فلن يستفيد من هذه البيئة، بل ربما أصبحت وبالا عليه."
بالقطع هذه الأمثلة تبين أن التواجد في بيت مسلم أو في مجتمع مسلم لا يعنى بالضرورة إسلام كل من فيه لأن كل واحد ومشيئته كما قال تعالى :
" فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر "

وتحدث عن أخطاء المربين فقال :
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس