عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 19-04-2023, 07:58 AM   #1
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 6,019
إفتراضي نظرات فى مقال الجينية

نظرات فى مقال الجينية
عرف المؤلف الجينية بأنها دين مأخوذ من الهندوسية وأنها قائمة على التحرر من كل القيود فقال :
"التعريف:
…الجينية ديانة منشقة عن الهندوسية، ظهرت في القرن السادس قبل الميلاد على يدي مؤسسها (مهاويرا) وما تزال إلى يومنا هذا، إنها مبنية على أساس الخوف من تكرار المولد، داعية إلى التحرر من كل قيود الحياة والعيش بعيدا عن الشعور بالقيم كالعيب والإثم والخير والشر، وهي تقوم على رياضات بدنية رهيبة وتأملات نفسية عميقة بغية إخماد شعلة الحياة في نفوس معتنقيها."
وتحدث عن مؤسس تلك الديانة وأشهر الشخصيات فيها فقال:
"التأسيس وأبرز الشخصيات:
- يعتبر (مهاويرا) المؤسس الحقيقي للجينية، وعلى يديه تبلورت معتقداتها التي ما تزال قائمة إلى يومنا هذا.
- ينحدر (مهاويرا) من أسرة من طبقة الكاشتر المختصة بشؤون السياسية والحرب.
- أبوه (سدهارتها) أمير مدينة في ولاية بيهار.
- كان مولد (مهاويرا) سنة 599 ق.م. وهو الابن الثاني لوالديه.
- عاش حياته الأولى في كنف والديه متمتعا بالخدم والملذات العادية، وكان شديد التقدير والاحترام لوالديه، تزوج ورزق بابنة.
- لما توفي والداه، استأذن أخاه في التخلي عن ولاية العهد والتنازل عن الملك والألقاب.
- حلق رأسه ونزع حليه، وخلع ملابسه الفاخرة، وبدأ مرحلة الزهد والخلوة والتبتل، وكانت سنه آنذاك ثلاثين عاما.
- صام يومين ونصف يوم، ونتف شعر جسده، وهام في البلاد عاريا مهتما بالرياضات الصعبة والتأملات العميقة.
- اسمه الأصلي (وردهاماتا) لكن أتباعه يسمونه (مهاويرا) ويزعمون أن هذا الاسم من اختيار الآلهة له ومعناه البطل العظيم، ويطلقون عليه كذلك (جينا) أي القاهر لشهواته والمتغلب على رغباته المادية.
- يدعي أتباع هذه الطائفة بأن الجينية ترجع إلى ثلاثة وعشرين جينيا، ومهاويرا هو الجيني الرابع والعشرون.
- تلقى مهاويرا علومه على يدي (بارسواناث) الذي يعتبرونه الجيني الثالث والعشرين، وقد أخذ عنه مبادىء الجينية، وخالفه بعد ذلك في بعض الأمور، وزاد على هذه الطريقة شيئا استخلصه من تجاربه وخبرته مما جعله المؤسس الحقيقي لها.
- غرق في تأملاته ورهبانيته وعري جسده المنتوف هائما في البلاد لمدة ثلاثة عشر شهرا مداوما على مراقبة نفسه في صمت مطبق يعيش على الصدقات التي تقدم إليه. حصل بعدها على الدرجة الرابعة مباشرة إذ كان مزودا بثلاثة منها أصلا كما يقولون.
- تابع بعد ذلك رحلة عدم الإحساس حتى حصل على الدرجة الخامسة وهي درجة العلم المطلق وصل إلى مرحلة النجاة.
- بعد سنة من الصراع والتهذيب النفسي فاز بدرجة المرشد، وبدأ بذلك مرحلة الدعوة لمعتقده، فدعا أسرته ثم عشيرته، ثم أهل مدينته، ومن ثم دعا الملوك والقواد، فوافقه كثير منهم لما في دعوته من ثورة على البراهمة.
- استمر بدعوته حتى بلغ الثانية والسبعين حيث توفي سنة 527 ق.م مخلفا وراءه خطبا وأتباعا ومذهبا"
هذا الحديث يذكرنا بحكاية بوذا أمير يترك الحكم وينشغل بالفقر والزهد ثم يأتى بزعامة مختلفة تنهى على زعامة الملوك فالعملية لا تعدو أن تكون ثورة على الهندوسية سواء فى الجينية أو فى البوذية حيث طبقة تتمرد على الطبقة ألأعلى وتخترع دينا لكى تزيل ميزة الطبقة الأولى وهى طبقة الساكيا وهى أنها الطبقة الحاكمة والتى توزع الثورات على هواها
وتحدث المؤلف عن انقسام الجينية فيما بعد الزعيم الأول فقال :
" انقسمت الجينية بعده إلى قسمين :
…1- ديجاميرا : أي أصحاب الزي السماوي العراة، وهم طبقة الخاصة الذين يميلون إلى التقشف والزهد ومعظمهم من الكهان والرهبان والمتنسكين الذين يتخذون من حياة مهاويرا قدوة لهم.
…2- سويتامبرا : أي أصحاب الزي الأبيض، وهم طبقة العامة المعتدلون الذين يتخذون من حياة مهاويرا الأولى في رعاية والديه نبراسا لهم حيث كان يتمتع حينها بالخدم والملذات، إذ يفعلون كل أمر فيه خير ويبتعدون عن كل أمر فيه شر أو إزهاق لأرواح كل ذي حياة، يلبسون الثياب، ويطبقون مبادىء الجينية العامة على أنفسهم."
هذا الانقسام يذكرنا بانقسام البوذية إلى أصحاب الزى الأصفر والزى ألأحمر وكأن احدهما منقول عن الأخر أو ان الشياطين الذين اخترعوا تلك الأديان كانوا من أبلغوا بوذا ومهاويرا بالدينين وكذلك اتباعهما
وليس عجيبا كما حدث مع بوذا أن ينضم لدينه ولدين جينا الملوك والحكام لأن الهدف كان التمرد على الهندوسية وطبقة الساكيا صناع الذهب وهى الطبقة المتحكمة فى كل شىء وما تحتها حتى الملوك والحكام المحاربين هم مجرد خدم فى النهاية لها وفى هذا قال المؤلف:
" أقبل الملوك والحكام في الهند على اعتناق الجينية مما سجل انتصارا على العصر الويدي الهندوسي الأول، ذلك أنها تدعو إلى عدم إيقاع الأذى بذي روح مطلقا، كما توجب أن يطيع الشعب حاكمه وتقضي بذبح من يتمرد على الحاكم أو يعصي أوامره فصار لهم نفوذ كبير في بلاط كثير من الملوك والحكام في العصور الوسطى."
والناظر فى تلك التعاليم السابقة يتبين التناقض فمع أن الأمر الأول عدم ايذاء أى كائن له روح فإن الأمر الثالث يوجب إيذاء أى روح تتمرد على الحاكم
وتعاليم وجوب طاعة الحكام طاعة عمياء وأن الذبح نتيجة التمرد هو عودة بذلك الدين الجينى إلى نقطة تمرد مهاويرا على الهندوسية فبدلا من طبقة الساكيا جعلها هنا طبقة الحكام
وتحدث المؤلف عن الملك أكبر اعتنق الجينية وتزوج منهم فقال :
:نالوا كثيرا من الاحترام والتقدير أيام الحكم الإسلامي للهند، وقد بلغ الأمر بالأمبراطور "أكبر" الذي حكم الهند من (1556-1605م) أن ارتد عن الإسلام واعتنق بعض معتقدات الجينية وأصهر إلى الهنادكة واحتضن معلم الجينية هيراويجيا مطلقا عليه لقب معلم الدنيا."
وتحدث المؤلف عن معتقدات القوم فقال :
"الأفكار والمعتقدات:
أولا: الكتب:
- نزل مهاويرا قبل موته في مدينة بنابوري في ولاية تبنا وألقى خمسا وخمسين خطبة، وأجاب عن ستة وثلاثين سؤالا. فهذه الخطب وتلك الأسئلة أصبحت كتابهم المقدس.
- يضاف إلى ذلك الخطب والوصايا المنسوبة للمريدين والرهبان والنساك الجينيين.
- انتقل تراثهم مشافهة، وقد حاولوا تدوينه في القرن الرابع قبل الميلاد لكنهم فشلوا في جمع كلمة الناس حول ما كتبوه، فتأجلت كتابته إلى سنة 57م.
- في القرن الخامس الميلادي اجتمع كبار الجينيين في مدينة ويلابهي حيث قاموا بتدوين التراث الجيني باللغة السنسكريتية في حين أن لغته الأصلية كانت أردها مجدى."
هذا الحديث يذكرنا بالدين النصرانى والمجامع المسكونية وانتهاء صناعة الدين فى مجمع نيقية
وتحدث عن الإله فى الجينية فقال :
"ثانيا: الإله:
- الجينية في الأصل ثورة على البراهمة، لذا فإنهم لا يعترفون بآلهة الهندوس وبالذات الآلهة الثلاثة برهما - فشنو - سيفا، ومن هنا سميت حركتهم بالحركة الإلحادية.
- لا تعترف الجينية بالروح الأكبر أو بالخالق الأعظم لهذا الكون لكنها تعترف بوجود أرواح خالدة.
- كل روح من الأرواح الخالدة مستقلة عن الأخرى ويجري عليها التناسخ.
- لم يستطيعوا أن يتحرروا تحررا كاملا من فكرة الألوهية، فاتخذوا من مهاويرا معبودا لهم وقرنوا به الجينيات الثلاثة والعشرين الآخرين لتكمل في أذهانهم صورة الدين وليسدوا الفراغ الذي أحدثه عدم اعترافهم بالإله الأوحد.
- خلق المسالمة والمجاملة دفعهم إلى الاعتراف بآلهة الهندوس عدا الآلهة الثلاثة ثم أخذوا يجلونها، لكنهم لم يصلوا بها إلى درجة تقديس البراهمة لها، ودعوا كذلك إلى احترام براهمة الهندوس باعتبارهم طائفة لها مكانتها في الدين الهندوسي.
- لا توجد لديهم صلاة، ولا تقديم قرابين، وليس للرهبان أية امتيازات مما جعل الرهبنة ذات مشقة وتضحية وتكليف ذاتي."
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس