عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 19-04-2023, 07:58 AM   #2
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 6,025
إفتراضي

وكما سبق القول فإن من اخترعوا الدين كان لهم هدف واحد وهو اختراع طبقة جديدة تحكم ولا يتحكم بها غيرها ومن ثم لم يتكلموا فى الألوهية لأن الهدف كان هدفا ماليا سلوطيا فقط ومن ثم اخترع من بعد مهاويرا آلهة أخرى وعادوا لآلهة الهندوس ومن ثم استكملوا دينهم من الهندوسية أو تصرفوا كما يحلو لهم
وتحدث عن بعض أحكام الجينية فقال :
ثالثا: من معتقداتهم:
1- الكارما:
…- الكارما لديهم كائن مادي يخالط الروح ويحيط بها ولا سبيل لتحرير الروح منها إلا بشدة التقشف والحرمان من الملذات.
…- يظل الإنسان يولد ويموت ما دامت الكارما متعلقة بروحه ولا تطهر نفسه حتى تتخلص من الكارما حيث تنتهي رغباته وعندها يبقى حيا خالدا في نعيم النجاة.
2- النجاة:
…- إنها تعني الفوز بالسرور الخالد الخالي من الحزن والألم والهموم، وتعني التطهر من أدران الحيوانية المادية، إنها ترمي إلى التخلص من تكرار المولد والموت والتناسخ.
…- طريق الوصول إلى النجاة يكون بالتمسك بالخير والابتعاد عن الشرور والذنوب والآثام، ولا يصل إليها الإنسان إلا بعد تجاوز عوائق ومتاعب الحياة البشرية بقتل عواطفه وشهواته.
…- الشخص الناجي مكانه فوق الخلاء الكوني، إنها نجاة أبدية سرمدية.
3- تقديس كل ذي روح:
…- يقدسون كل ما فيه روح تقديسا عجيبا.
…- يمسك بعض الرهبان بمكنسة ينظف بها طريقه أو مجلسه خشية أن يطأ شيئا فيه روح.
…- يضع بعضهم غشاء على وجهه يتنفس من خلاله خوفا من استنشاق أي كائن حي من الهوام العالقة في الهواء.
…- لا يعملون في الزراعة حذرا من قتل الديدان والحشرات الصغيرة الموجودة في التربة.
…- لا يذبحون الحيوانات، ولا يأكلون لحومها وهم نباتيون.
…- لا يشتركون في معركة ولا يدخلون في قتال خوفا من إراقة الدماء وقتل الأحياء من البشر فهم مسالمون بعيدون عن كل مظاهر العنف.
4- العواطف:
…- يجب قهر العواطف والمشاعر جميعا، حتى لا يشعر الراهب بحب أو كره، بحزن أو سرور، بحر أو برد، بخوف أو حياء، بخير أو شر، بجوع أو عطش، فيجب أن يصل إلى درجة الخمود والجمود والذهول بحيث تقتل في نفسه جميع العواطف البشرية.
5- العري:
…- قمة قتل العواطف هي الوصول إلى مرحلة العري الذي يعتبر أبرز مظاهر الجينية حيث يمشي الشخص في الشوارع بدون كساء يستر جسده من غير شعور بالحرج أو الحياء أو الخجل.
…- الرهبان يعيشون عراة، وذلك نابع من فكرة نسيان العار أو الحياء مما يمكنه من اجتياز الحياة إلى مرحلة النجاة والخلود.
…- إذا تذكر الإنسان العاري الحياء والحسن والقبح فذلك يعني أنه ما زال متعلقا بالدنيا مما يحجبه عن الفوز والنجاة.
…- الشعور بالحياء يتضمن تصور الإثم، وعدم الشعور بالحياء معناه عدم تصور الإثم. فمن أراد الحياة البريئة البعيدة عن الشعور بالآلام فما عليه إلا أن يعيش عاريا متخذا من السماء والهواء كساء له.
6- الانتحار البطيء:
…- يترك الرهبان والمتنسكون الطعام وكل ما يغذي الجسم لعدم الإحساس بالجوع ولقطع الروابط التي تربطهم بالحياة مما يؤدي إلى الانتحار البطيء عن طريق التجويع الذاتي.
…- الوصول إلى هذه المرحلة يعني أن الشخص قد خرج عن سلطان جسده الفاني، فهو ينتف شعره، ويعرضه لظواهر الطبيعة القاسية ويجيعه حتى الموت.
…- الانتحار مرتبة لا يصل إليها إلا خواص الخواص من الرهبان الجينيين، وهم يعملون ذلك رغبة في الخلود أو النجاة ولا يصلون إلى هذه المرحلة إلا بعد أن يقضوا ثلاثة عشر عاما في مبادئ الجينية وتعاليمها القاسية الرهيبة.
…- العامة من الجينيين يكتفون بأن لا يقتلوا نفسا وبأن لا يأكلوا لحما والبعد عن إيقاع الأذى بإنسان أو حيوان، وبقهر الرغبات المادية."
والملاحظ أن معظم تلك الأحكام خاصة بالرهبان وكأن الديانة اخترعها الرهبان وليس مهاويرا والملاحظ أن نفس الكلام منقول عن الهندوسية فيما عدا حكاية الزهد
ومن ثم فالديانة للرهبان هى انتحار بطىء بالتجويع والتعرى والنتف المستمر وبالتأكيد فمهاويرا لم يرد مما فعله شىء مما يفعله الرهبان
وذكر المؤلف معتقدات أخرى فقال :
"رابعا: أفكار ومعتقدات أخرى:
…- تبقى الروح في رهق الموت والولادة حتى تصل إلى مرحلة النور والسعادة حيث تجد فيها لذة لا تعدلها أية لذة في الدنيا.
…- طريق النور يصله الإنسان عن تطبيق ما يلي:
…1- الاعتقاد الصحيح بالقادة الجينيين الأربعة والعشرين وبالتخلص من أدران الذنوب
… اللاصقة بالنفس.
…2- العلم الصحيح: بمعرفة الكون من ناحيته المادية والروحية.
…3- الخلق الصحيح: بالتحلي بالحسنات والتخلي عن السيئات والتمسك بالعفة والزهد.
…- درجات العلم الجيني خمس:
…1- الإدراك بطريق الحواس.
…2- العلم عن طريق الوثائق المقدسة.
…3- العلم بالوجدان المحدود وهو يدرك بالروح بعد تطهيرها من الأوساخ.
…4- العلم بالوجدان المحيط وهو يدرك بالروح بتخطي الأزمنة والمسافات.
…5- العلم بمخبآت الضمائر والتصورات في السرائر، ولا يصل الإنسان إلى هذه الدرجة إلا بعد الرياضات الشاقة المضنية.
كان (مهاويرا) مزودا بثلاث منها أصلا، وقد حصل الأخريين حتى صار مرشدا وداعية لمذهبه.
المعبد شيء ضروري للمجتمع الجيني وتعميره فرض ديني عليهم."
وهذه المعتقدات تقودنا إلى العلم بالغيب الذى منعه الله عن الخلق حتى رسله فقال على لسان محمد(ص):
" ولا أعلم الغيب"

وقال :
"إنما الغيب لله"
وتوصل المؤلف إلى النتائج التالية فقال :
"الجذور الفكرية والعقائدية:
- الجينية ثورة على الهندوسية مستنكرة آلهتها وطبقاتها، لكنها لم تستطع أن تتحرر من طابعها العام ومن سماتها البارزة فاتخذت لنفسها آلهة خاصة بها.
- الفكر الجيني يقوم أصلا على أفكار هندوسية كالانطلاق، والكارما، والنجاة، والتناسخ وتكرار المولد، والدعوة إلى السلبية مع صبغ هذه المفاهيم بالصبغة الجينية وتطويرها لتلائم المعتقد الجيني.
- تدعي الجينية بأن فلسفتها ترجع إلى الجيني الأول الذي كان حيا في التاريخ البعيد، وإلى جينياتها الذين تتابعوا واحدا إثر الآخر حتى كان الجيني الثالث والعشرون (بارسواناث)، والرابع والعشرون (مهاويرا) الذي استقرت على يديه معالم هذه الديانة التي تشكلت خلال مرحلة طويلة من الزمن.
- كان ظهورها مواكبا لظهور البوذية، وكلتاهما ثورتان داخل الفكر الهندوسي.
- يعتقد بأن النصرانية قد أخذت عن الجينية فكرة الصيام عن كل ما فيه حياة إذ إنهم يصومون عن اللحوم وعن جميع المشتقات الحيوانية لأيام معدودة ويعيشون خلال ذلك على الأطعمة النباتية."
وتحدث المؤلف عن أماكن وجود الجينين فى العالم وأنهم موجودون فى الهند فقط فقال :
"الانتشار ومواقع النفوذ:
…لم تخرج الجينية من الهند، فمعابدهم منتشرة في كلكتا ودلوارا، ولهم معابد في كهجورا وجيل آبو تعد من عجائب الدنيا زخرفة، وفي القرن الثاني قبل الميلاد نحتوا كهفهم العظيم المسمى هاتي كنبا في منطقة إدريسه ولهم كهوف أخرى منتشرة في أنحاء الهند مما يدلل على براعتهم في نحت التماثيل ورسوخ قدمهم في فن معمار المعابد وزخرفتها وتزيينها بالنقوش العجيبة. يبلغ تعدادهم الحالي حوالي المليون نسمة يعملون في التجارة وإقراض البنوك، فمعظمهم من الأغنياء مما ساعدهم على نشر الكتب والتأثير على الثقافة الهندية"
وأعتقد أن لهم وجود فى إيران وغيرها من البلاد المجاورة للهند
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس