عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 04-05-2023, 07:50 AM   #3
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 6,027
إفتراضي

2 - وهنالك نوع آخر, من البشعة كان معروفا في إنجلترا وفي ألمانيا، وهو أن يسير المتهم حافي القدمين على حديد المحراث المتأجج نارا , وأن يخطو تسع خطوات وهو على هذه الحال، ولقد أيدت قوانين العصور الوسطى كلها هذا النوع من البشعة واعتبرته من الإجراءات القانونية التي لا مناص منها حتى أن الملكة (إما) الإنجليزية أم الملك إدوارد المعترف قامت بهذا النوع من البشعة عندما اتهمت بتأسيس صلات غير شريفة بينها وبين الوين أسقف وينشتر، ولم تستطيع تبرئة شرفها إلا بهذه الطريقة، وكذلك فعلت الملكة الألمانية في حادثة كهذه 0
3 - وهنالك نوع آخر من أنواع البشعة معروف في أفريقيا وفي آسيا أيضا، وهو أن يغطس المتهم يده في الماء المغلي , أو في الزيت المغلي , أو في الرصاص الذائب فيخرج منه حجرا أو خاتما يكون قد ألقي فيه عن قصد، حتى أن زنوج أفريقيا يشترطون أن يغطس المتهم ذراعه كله حتى الكوع , وليس يده حتى المرفق فحسب, في الزيت المغلي , فإذا لم يمس اليد أو الذراع أذى حكموا ببراءة صاحبها من التهمة التي أسندت إليه , وإلا أدانوه وعاقبوه من أجلها
4 - ومن أنواع البشعة ما نراه بين البراهمة في الهند إذ يشرب المتهم ثلاث حفنات من ماء غطس فيه صنم مقدس، وهم يعتقدون أن الرجل البريء لا يصيبه أذى إذا شرب هذا الماء والمذنب لابد وأن يصيبه ذلك في بحر أسبوع أو ثلاثة أسابيع من تاريخ شربه، وفي أفريقيا لا يزالون حتى يومنا هذا يسقون المتهم ماء مسموما 0
5 - وهنالك بشعة استعملت في الإسكندرية في العصر الثاني للميلاد، إذ كانوا يطعمون المتهم كسرة من الخبز وأخرى من الجبن بعد أن يقرأ عليهما ما معناه (أن يرسل الإله الملك جبرائيل فيوقف اللقمة في حلق الآكل إذا كان هذا مذنبا أو يسهل عليه بلعها إذا كان برئيا)، وهذا النوع من البشعة أقره القانون الإنجليزي 0"

وكل هذا الكلام كفر اخترعه مجرمون لتبرئة أنفسهم ومن معهم
وتحدث عن أسباب القضاء على هذه العادة فقال:
"أسباب القضاء على البشعة:
1 - الدعوة الإصلاحية في نجد والحجاز: فقد وقفت الدعوة منها موقفا معاديا، واعتبرتها إحدى الممارسات المخالفة لتعاليم الإسلام , وعدوها من العادات الوثنية، حيث أنه تنطوي على نوع من الشرك، وقد أجبر الشيخ محمد بن عبد الوهاب قبيلة مطير على التخلي عنها بأمر صريح منه، فقد كانوا يمارسونها فيما مضى 0
2 - حظر الالتجاء إليها في الدول العربية الحديثة كما حدث في الأردن، فقد صدر فيها قانونا عام 1973 م، بالمنع منعا باتا في اللجوء إليها 0
3 - جهود فردية من علماء الدين وغيرهم ممن يرون فيها أنها إجراء غير إنساني، وإنها غير عادلة 0"

وتحدث عن انها تتنافى مع العقل فقال :
"حكمها العقلي:
قال أحمد وصفي زكريا في كتابه عشائر الشام ص 271: وهذه البشعه من أغرب الأعمال وأوحشها وأبعدها عن العقل والشرع، وقد جرت مره في الكرك (شرقي الأردن) أمام أحد الأجانب فرفع آلة التصوير وصورها وبعث بها إلى صحف بلاده لنشرها وتشويه سمعة الأمة العربية بها فحبذا الإعراض عنها بتاتا "
وتحدث عن كمها فى الإسلام فقال :
"حكمها الشرعي:
السؤال الأول: يشيع بين القبائل العربية في البادية والحضر ما يسمى (بالبشعة)، وصفتها أنهم عندما يتهم أحدهم بتهمة ما فإنهم يذهبون به إلى شخص يسمونه(المبشع) ويقوم هذا الشخص بتسخين قطعة حديد مستديرة (طاسة) حتى تصل إلى درجة الاحمرار ويطلب من المتهم لعقها فإن لم تصبه بأذى فهو برئ وإن أصابته أو أبى أن يتعرض لها فهو مدان؟
الجواب: لفضيلة الأستاذ علي جمعة محمد
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله: البشعة ليس لها أصل في الشرع، وإنما يجب أن نعمل بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم (البينة على من ادعى واليمين على من أنكر) رواه الدارقطني، فهذا الحديث الشريف رسم لنا طريق المطالبة بالحق وإثباته أو نفى الادعاء الباطل، وهذا ما يجب على المسلمين أن يتمسكوا به دون سواه من الطرق السيئة التي لا أصل لها في الشرع، بل وتنافي العقائد الثابتة بخصوصية الله تعالى بعلم الغيب، فقال تعالى (قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا إلا ما شاء الله ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء إن أنا إلا نذير وبشير لقوم يؤمنون) (الأعراف 188)، والله سبحانه وتعالى أعلم 0
السؤال الثاني: و جاء في موقع الإسلام أون لاين: بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فاللجوء إلى البشعة لإثبات الحقوق أو نهي الاتهام عن المتهم لا يجوز شرعا، والبشعة طريقة يستخدمها البدو وغيرهم في معرفة الصدق من الكذب في عدد من القضايا، كمعرفة السارق، وإثبات النسب وغيرها، وهي تحل محل الشهود، ويعد المبشع قائما مقام القاضي، والبشعة تأخذ ثلاثة أشكال:
الطريقة الأولى: الاختبار بالنار: فيحمي المبشع إناء نحاسيا على جمرات الفحم حتى تصل لدرجة الإحماء ويريها الشاهدين، ثم يجعل المتهم يلحسها بلسانه ثلاثا، فإن ظهر على لسان المتهم شيء، حكم المبشع بالدعوى لخصمه، وإلا حكم له، ومرد ذلك عندهم أن المتهم إن كان مذنبا جف ريقه من الخوف وأثرت النار فيه، وإلا فالعكس 0
الطريقة الثانية: الاختبار بالماء: حيث يحضر المبشع إناء فيه ماء، حيث يجلس الشهود والمتهم، ويقوم بالتعزيم عليه، فإن تحرك الإناء فقد ثبتت التهمة على المتهم، وإلا حكم له بالبراءة 0
الطريقة الثالثة: الاختبار بالحلم: وهي أن يحلم المبشع بالمتهم، وبناء على الحلم يحكم عليه اتهاما أو براءة 0
ومثل هذه الطرق الثلاثة لا تجوز شرعا، لما يلي:
1 - أن هناك وسائل إثبات حددها الشرع في القضاء، يجب أن نصير إليها عند التحاكم، وهي: الإقرار، والبينة، والشهود، فإما أن يقر الإنسان بتهمته، أو تكون هناك بينة، أو يقوم الشهود بالشهادة على أنهم رأوا المتهم يسرق أو يفعل ما اتهم فيه، وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم (البينة على من ادعى، واليمين على من أنكر) أخرجه البيهقي والدراقطني
2 - أن البشعة ضرب من الشعوذة والسحر، وهي إحدى موروثات البيئة العربية في الجاهلية، فقيام المبشع بالتعزيم على الإناء لا يكون إلا من خلال الاتصال بالجن، وهو محرم بلا خلاف
3 - أن ما يقوم به المبشع من تسخين إناء وادعاء أن المتهم إن لحسه بلسانه ولم يضره دليل على براءته أمر غير منضبط لا يمكن التعويل عليه شرعا، فإن عدم الخوف أو غيره وإسالة لعابه قد يكون عند البعض ولا يكون عند الآخرين، فمن طبائع بعض البشر أنه يخاف بمجرد اتهامه، فينتفي التثبت من صحة ما يدعى في طريقة تسخين الإناء، وهو عاب الله تعالى على من يحكم بالظن، كما في قوله تعالى (وما لهم به من علم إن يتبعون إلا الظن وإن الظن لا يغني من الحق شيئا) النجم 28 0
4 - أن الأحلام والرؤى لا ينبني عليها أحكام في الدنيا، وعلى هذا اتفقت كلمة الفقهاء، فلا يجوز في القضاء أن يلجأ إلى حلم شيطاني يوسوس فيه للإنسان، أو يغلب على ظنه شيء، فيكون حديث نفس، فيحكم المبشع على المتهم زورا وبهتانا 0
5 - أن القيام بطريقة البشعة فيها إضرار على الشرع من أكثر من ناحية، فمن ناحية فيها إبطال لقواعد الشرع في إثبات الجرائم، ومن ناحية أخرى فيه إضرار على العقيدة، حيث إن كثيرا من الناس لا يخاف أن يحلف بالله كذبا، ولكن يعظم في قلبه أن يكذب أمام البشعة خشية الفضيحة مما يشاع عنها، ففي مثل هذا تقليل لله في قلوب خلقه، فيخدش التوحيد، وينافي مقتضاه، كما قال تعالى (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) أي إلا ليوحدون، أو إلا ليقروا لي بالعبودية طوعا أو كرها، وفعل البشعة وتعظيمها في القلب ينافي هذا 0
6 - أن قبول المتهم بعمل البشعة في حالة وجود النار فيه إهلاك للنفس وتعريضها للتعذيب، وهو منهي عنه شرعا، فكما جاء النهي عن إيذاء المسلم غيره، فلا يجوز أن يؤذي الإنسان نفسه، لأن جسده أمانة عند الله تعالى، واعتداء الإنسان على جسده محرم، سواء أكان بالقتل أم بغيره، كما قال تعالى (ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما) النساء 29، ويقاس عليه كل إيذاء للنفس 0
وعليه: فلا يجوز شرعا اللجوء إلى البشعة ولا اعتبارها في التقاضي، ويأثم فاعلها والمشترك فيها، والراضي عنها، لمخالفتها قواعد الشرع في التقاضي، وأثرها الفاسد على العقيدة والله أعلم 0"

وبناء على ما سبق من نقول نقلها العبدلى يجرم اللجوء للقضاء العرفى واستعمال البشعة وسواها من الأدوات التى لم يذكرها الله فى وحيه
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس