عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 09-05-2023, 06:33 AM   #2
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 6,023
إفتراضي

ومع هذا النهي الأكيد والوعيد الشديد؛تجد هؤلاء المشركين يشركون بالله أناساً لا يملكون لأنفسهم ضراّ ولا نفعاً؛مع أن الشرك يدل على حمق صاحبه وأنه بليد؛ ولو كان عاقلاً فكيف يأتي إلى جدار فيدعوه من دون الله ؟!0"
وعاد مرة أخرى للحديث عن أن المقبور لا يقدر على نفع نفسه فكيف ينفع غيره فقال :
"ولو كان صاحب القبر يملك لنفسه شيئاً لأحيا نفسه من الموت وقال للناس ادعوني، أو كان صالحاً لقال للناس دعوني وتبرأ من شركهم، يقول الله سبحانه وتعالى:
"ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون0وإذا حشر الناس كانوا لهم أعداء وكانوا بعبادتهم كافرين"؛ فلا يحسون بالذين يدعونهم من دون الله؛ويوم القيامة يتبرؤون من شركهم وما اقترفوا من الأعمال نحوهم."
وتحدث عن انتشار المساجد التى بها قبور فى بلادنا وإيمان الكثير من الناس بقدرة الموتى فيها على النفع والضرر فقال :
"ومن رأى العالم الإسلامي وما فيه من كثرة القبور تملّكه الهم والغم؛فكيف بأمة تريد أن ترتقي وقلوب كثير منها متعلقة بهذه الأوثان ؟!
وكيف بأمة تريد النصر وهي تدعو غير الله؛وتعبد غير الله، يقول سبحانه:"وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني ولا يشركون بي شيئاً""
وكما قال العجمى الله لا ينصر من يعبد غيره وإنما ينصر من يعبده أى يطيع فقال :
"فالدين الذي يمكنه الله هو دين التوحيد ؛ وشرط التمكين هو عبادة الله وحده لا شريك له0
فإذا أرادوا الاستخلاف والتمكين في الأرض،وأرادوا الأمن في الدارين فلا بد أن يعملوا بالشرط :"يعبدونني لا يشركون بي شيئاً"0
وتحدث عن قيام بعض القنوات الإعلامية ببث إعلانات جذابة بزيارة المساجد القبورية فقال :
"فإذا أردت النجاة عبد الله؛فحقق توحيدك وقصدك لله ،وتوجه بقلبك إلى الله؛وانزع من قلبك كل اتجاه لغير الله ؛فهو سبحانه الضار النافع والمعطي المانع ؛لا معطي لما منع؛ولا مانع لما أعطى ومن المحادة لله تلك الحملة الشرسة التي بدأت تقودها بعض القنوات الإعلامية بتفننها في إعلاناتها للقبور والأوثان التي تعبد من دون الله؛سواء كان ذلك في الإعلام المكتوب أو المرئي أو المسموع ؛ ويسمون تلك القبور بالعتبات المقدسة، وهذه تسمية قد أوحاها إليهم الشيطان؛لأنه يفرح بعبادة غير الله؛ولإكثار حزبه وأتباعه في نار جهنم؛فيكونون مخلدين في نار جهنم لا يخرجون منها أبدا "
وتحدث عن أن الإسلام ليس فيه عتبات مقدسة لأى إنسان كبر أو صغر فقال :
"وأولئك الذين يدعون القبور بأنها عتبات مقدسة؛ إنما فعلوا ذلك لجهلهم وحمقهم؛ فليس عندنا في دين الإسلام " عتبات مقدسة " ؛سواء كان ذلك القبر لنبيٍّ من الأنبياء صلوات ربي وسلامه عليهم؛أو لصحابيًّ جليلٍ نشهد أنه في الجنة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بريء ممن يشركون به من دون الله، لكن عندنا في دين الإسلام أماكن قد ورد الشرع المطهر بأنها أماكن فاضلة؛وهذه الأماكن كالمسجد الحرام والمسجد النبوي والمسجد الأقصى؛التي صح فيها قول النبي صلى الله عليه وسلم: " لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد:المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الأقصى" "
والحديث المستشهد به باطل لأن المسجد المزار وحده هو البيت الحرام كما قال تعالى :
" ولله على الناس حج البيت "

فلا وجود لزيارة المسجد النبوى ولا لما سماه المسجد الأقصى الأرضى فالزيارة وهى الحج أى شد الرحال للكعبة فقط
وعاد للحديث عن حرمة زيارة مساجد الموتى فقال:
فلا يجوز لعبد من عباد الله يرجو النجاة بين يدي الله والخلاص من نار جهنم أن يشد رحله ويذهب إلى قبر من القبور من أجل أن يصلي فيه؛أو أنه يدعوه أو يستغيث به؛ أو يسأله حاجة من حاجات الدنيا؛حتى ولو كان قبره صلوات ربي وسلامه عليه؛فلا يجوز للعبد أن يشد رحله راكباً من ها هنا وهو نيته أن يذهب للقبر؛ فإذا أراد زيارةً فلينو زيارة المسجد النبوي الذي حث عليه النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث ، أما إذا نوى زيارة القبر فهذه بدعة وضلالة مفضية إلى الشرك ، والنبي صلى الله عليه وسلم أنزه الناس عن الشرك وأفضلهم تحقيقا لتوحيد ربه جل وعلا؛ فالذي قطع علينا هذا الدرب المؤدي إلى الشرك هو رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فإذا كان هذا العمل مع قبره فكيف بمن هو دونه؟!فلا تغرنّكم تلك المسميات من أهل الباطل؛فإن بعضهم بدأ يمهد من أجل أن تزور الناس هذه القبور؛ أو على الأقل أن تتعلق قلوبهم في الوقت الحالي بها؛حتى إذا سنحت لهم الفرصة فإذا بهم يركضون ويهبون مسرعين من أجل الإشراك بالله سبحانه وتعالى0
فاحذروا التعلق بهذه القبور في أي صورة من الصور؛ فإن بعض الناس لا يستطيع الذهاب إليها فيتعلق قلبه بها ؛ويعيش حياته متحسراً لأجل أنه لا يستطيع الوصول إليها،وإذا به يلجأ إليها عند كل ملمة؛وهذا من الشرك المخلد صاحبه في النار0
وانظروا إلى أحوالهم عند القبور ترون فيها من استحضار الهيبة والخشوع والذل والبكاء؛الذي لم يحصل لهم في اعظم الأماكن في الحرم المكي أو في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم؛ فإذا بهم خاشعين متذللين كالذين يقفون أمام الأصنام في السابق؛تغشى وجوههم الذلة؛وعليهم القتر بادياً واضحاً يدعونها من دون الله0"
وأخيرا وصل العجمى للهدف الحقيقى من بناء مساجد الموتى وهو جمع القائمين للمال من الكل لكى يقتسموه هم لأنهم المتصرفون فيه وليس الموتى فقال :
"وقد صارت هذه القبور وسيلة ابتزاز لأموال البلداء والسفهاء؛ فيوضع عليها سدنة الذين يقومون بجمع الأموال؛ فإذا أراد أحد أن يزور القبر دفع مبلغاً من المال،وإذا أراد أن يطوف أو يدعو؛ أو أراد مطوفاً دفع مبلغاً من المال0"
وعاد للحديث عن حرمة بناء تلك المساجد وما يحدث فيها فقال :
"وانظروا إلى الصور التي يغار لها قلب كل مؤمن صادق؛عندما يرى قبراً يُطاف ويعبد من دون الله تنقله وسائل الإعلام ؛ويرى أناسا يطوفون على هذه القبور ويدعونها من دون الله؛يقفون الساعات يدعون صاحب هذا القبر أن يجلب لهم نفعاً أو يدفع عنهم ضراً؛ولو كان يملك جلباً لخير أو دفعاً لضر لنفع نفسه؛ ولقام محيياً نفسه من الموت الذي حلّ بها ؛والله إنه أمر عظيم يا عباد الله؛فلا ينبغي أن يتحرك القلب لمنكر من المنكرات أكثر من غيرته أن تصرف عبادة لغير الله ؛وأن يعبد غير الله جل وعلا0والواجب على من ولاّه الله أمر المسلمين إزالة القبور التي تعبد من دون الله؛لأن النبي صلى الله عليه وسلم" نهى أن يبنى على القبر أو يجصص عليه أو يُكتب عليه"؛ كل هذا مما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم قطعاً لمادة الشرك؛ يقول الله جل وعلا في أصدق قول يليق على هؤلاء: "والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير0إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم" ؛يقولون اللهم إنا برآء لم ندعهم إلى هذا الشرك؛ولكن فتنهم الغلو وفتنهم رفعنا فوق منزلتنا؛ فعبدونا من دون الله فنحن برآء منهم "
إذا الحكاية كلها ليست عبادة للموتى ولا دعاية لها وإنما الحكاية كلها عملية نصب تجارية فبناء مساجد الموتى عبارة عن جمع للمال للناس من خلال صناديق النذور والتبرعات وعبارة عن تجارة للمحلات حول المسجد والتى يملكها أو يشرف عليها من يعملون فى تلك المساجد فيبيعون مواد معينة لا يبيعها غيرهم بحجة أن الميت كان يحبها أو يفضلها وهو ما يذكرنا بمقولة شهيرة ومعناها صحيح وإن كانت وردت فى كتاب النصارى وهى:
" إنه بيت للصلاة يدعى ولكنكم جعلتموه مغارة لصوص"
فالمصليات تحولت عن اصلها وأنها الهدف من بنائها هو الصلاة لله إلى تحقيق الكسب المالى بالحرام
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس