وسألت عنه قالوا هذه أسرار وعندما ناقشتهم وقلت لهم إن هذه الأحجار ليست أفضل من الحجر الأسود في الكعبة فيما أعلم وقد قال عمر بن الخطاب (إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ولولا أني رأيت رسول الله (ص) يقبلك ما قبلتك) قالوا إن الله جعل فيها من الخاصية والتجربة أكبر دليل وقد ذكروا بعض القصص منها أنه كان يوجد عند رجل خاتم إذا لبسه الشخص وجامع لم ينزل حتى ينزعه من يده حيث كان يستعيره العريس ليلة زواجه
ومنها أن رجلا ذهب إلى حلاق ليحلق رأسه فلم يستطع أن يحلقه فسأله الحلاق عن السبب أخرج خاتما من كمره وأبعده ثم حلقه بعد ذلك وغير هذه الحكايات كثير والله المستعان
والسؤال يا سماحة الشيخ هل يصح في هذا الباب حديث صحيح أو قول يعول عليه في هذه المسألة وهل ما ورد في هذا الكتاب صحيح يحتج به وهل لهذه الأحجار ميزات تميزها على غيرها؟ أفيدونا أفادكم الله
الجواب "لا يصح عن النبي (ص) حديث في فضل الخواتم والأحجار المذكورة ولا في خواصها فلا يجوز أن ينسب للنبي (ص) ما لم يقله وقد ثبت أنه قال "من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار" كما لا يجوز أن يعتقد الإنسان في تلك الخواتم فضلا ولا يجوز تصديق ما ينسج حولها من قصص وخرافات
وكتاب (المستطرف) لا يجوز الاعتماد عليه في أمور العلم والدين
قلت وأما حجر الهبهاب وتلبس الجن بالخاتم فهذه الأشياء من الدجل والشعوذة وطرق الدجاجلة والمشعوذين كثيرة فإنهم يمشون على طرق الشياطين قال الله تعالى {واتبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت }
قال الشيخ السعدي
{وما كفر سليمان} أي بتعلم السحر فلم يتعلمه {ولكن الشياطين كفروا} بذلك {يعلمون الناس السحر} من إضلالهم وحرصهم على إغواء بني آدم وكذلك اتبع اليهود السحر الذي أنزل على الملكين الكائنين بأرض بابل من أرض العراق أنزل عليهما السحر امتحانا وابتلاء من الله لعباده فيعلمانهم السحر"
وبعد أن انتهى من الفتوى ذكر ما يحمى المسلم من طرق الشياطين فقال :
"مما يقي المسلم من طرق الشياطين:
أولا الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم
قال الله تعالى {وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه سميع عليم} وقال سبحانه وتعالى {وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم} {وقل رب أعوذ بك من همزات الشياطين وأعوذ بك رب أن يحضرون}
واستب رجلان عند النبي (ص) فجعل أحدهما يغضب ويحمر وجهه فنظر إليه النبي (ص)فقال "إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب ذا عنه أعوذ بالله من الشيطان الرجيم أعوذ بالله من الشيطان الرجيم" متفق عليه من حديث سليمان بن صرد"
والحق أن الاستعاذة بالمعنى المذكور وهو قول اعوذ بالله من الشيطان الرجيم فقط لا تعنى عن المسلم شىء فالاستعاذة معناها الاحتماء بطاعة أحكام الله
ثم قال :
"ثانيا قراءة آية الكرسي
عن أبي هريرة قال "وكلني رسول الله (ص) بحفظ زكاة رمضان فأتاني آت فجعل يحثو من الطعام فأخذته وقلت والله لأرفعنك إلى رسول الله (ص) قال إني محتاج وعلي عيال ولي حاجة شديدة قال فخليت عنه فأصبحت فقال النبي (ص)يا أبا هريرة ما فعل أسيرك البارحة؟ قال قلت يا رسول الله شكا حاجة شديدة وعيالا فرحمته فخليت سبيله قال أما إنه قد كذبك وسيعود فعرفت أنه سيعود لقول رسول الله (ص) إنه سيعود فرصدته فجاء يحثو من الطعام فأخذته فقلت لأرفعنك إلى رسول الله (ص) قال دعني فإني محتاج وعلي عيال لا أعود فرحمته فخليت سبيله فأصبحت فقال لي رسول الله (ص)يا أبا هريرة ما فعل أسيرك؟ قلت يا رسول الله شكا حاجة شديدة وعيالا فرحمته فخليت سبيله قال أما إنه قد كذبك وسيعود فرصدته الثالثة فجاء يحثو من الطعام فأخذته فقلت لأرفعنك إلى رسول الله وهذا آخر ثلاث مرات أنك تزعم لا تعود ثم تعود قال دعني أعلمك كلمات ينفعك الله بها قلت ما هو؟ قال إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي {الله لا إله إلا هو الحي القيوم} حتى تختم الآية فإنك لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربنك شيطان حتى تصبح فخليت سبيله فأصبحت فقال لي رسول الله (ص)ما فعل أسيرك البارحة قلت يا رسول الله زعم أنه يعلمني كلمات ينفعني الله بها فخليت سبيله قال ما هي؟ قلت قال لي إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي من أولها حتى تختم الآية {الله لا إله إلا هو الحي القيوم}وقال لي لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح وكانوا أحرص شيء على الخير فقال النبي (ص)أما إنه قد صدقك وهو كذوب تعلم من تخاطب منذ ثلاث ليال يا أبا هريرة؟ قال لا قال ذاك شيطان" أخرجه البخاري (2311) و (3275) و (5010) وغيره"
والخطأ رؤية الصحابى للجن الممثل فى الغول وهو يخالف أن الجن اسمهم هو المخفيين ومن ثم فلا يراهم أحد ،زد على هذا أن أكل الجن لابد أن يكون خفى مثلهم وإلا ما رأينا التمر مثلا يرتفع فى الهواء بمفرده أو أى أكل أخر ولكننا لا نرى ذلك .
ثالثا قراءة سورتي الناس والفلق
"كان رسول الله (ص) يتعوذ من الجان وعين الإنسان حتى نزلت المعوذتان فلما نزلتا أخذ بهما وترك ما سواهما"
أخرجه الترمذي (2058) والنسائي في "الكبرى" (7804) من طريق القاسم بن مالك المزني والنسائي (5494وفي "الشعب" (2327) من طريق عباد بن العوام كلاهما عن الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد قال فذكرهوقال الترمذي"حديث حسن غريب"
والخطأ فى الأحاديث من 35 حتى 39 هو أن العين لها تأثير سلبى على المنظور له وهو ما يخالف أن العين لو كان لها تأثير على الأخرين لأصبح الحاسدون هم ملوك العالم لقدرتهم على شل قوة الأخرين ولكننا لا نرى ذلك كما أن العين لو كان لها تأثير لاختار الكفار من لهم عيون لها التأثير للقضاء على النبى (ص)والمسلمين ولم يحاربوهم ولكن هذا لم يحدث لعدم وجود أثر للعين كما أن الحسد أمر نفسى وليس من العين مصداق لقوله بسورة البقرة "حسدا من عند أنفسهم ".
ثم قال :
"رابعا قراءة آخر آيتين من سورة البقرة
"من قرأ بالآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه"
متفق عليه من حديث أبي مسعود الأنصاري
وقال النبي (ص) "إن الله كتب كتابا قبل أن يخلق السموات والأرض بألفي عام فأنزل منه آيتين فختم بهما سورة البقرة ولا يقرآن في دار ثلاث ليال فيقربها الشيطان"
إسناده حسن أخرجه الترمذي (2882) والنسائي في "الكبرى" (10737) وفي "عمل اليوم والليلة" (967) وأحمد 4/ 2784 والدارمي (3387) والبغوي في "شرح السنة" (1201) من طرق عن حماد بن سلمة عن الأشعث بن عبد الرحمن الجرمي عن أبي قلابة عن أبي الأشعث الصنعاني عن النعمان بن بشير مرفوعا به وقال الترمذي "حديث حسن غريب"وقال الحاكم"هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه"وقال في موضع آخر "على شرط مسلم" وأقره الذهبي!
وليس كما قال فلم يخرج مسلم لحماد بن سلمة عن الأشعث بن عبد الرحمن ولا للأشعث بن عبد الرحمن عن أبي قلابة ولا لأبي الأشعث الصنعاني عن النعمان بن بشير
الخطأ أن قراءة أيتيم من البقرةو تبعد الشيطان عن الدار وهو ما يخالف أن الشيطان داخل ألإنسان نفسه ولذا سماهم الله" شياطين الإنس والجم" كما أن رواية جريانه مجرى الدم تعارض هذه ألأحاديث
ما يبعد الشيطان هو طاعة أحكام الله
ثم قال :
"خامسا قراءة سورة البقرة
"لا تجعلوا بيوتكم مقابر وإن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة"
أخرجه مسلم (780) وغيره من حديث أبي هريرة مرفوعا
وقال النبي (ص) "اقرءوا سورة البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة"أخرجه مسلم (804) من حديث أبي أمامة الباهلي
والخطأ هنا هو أن البيت المقروء فيه سورة البقرة لا يدخله الشيطان ويخالف هذا أن الشيطان موجود مع الإنسان فى كل مكان بدليل أن الله سماه القرين كما أن قراءة القرآن لا تمنع وجود الشياطين بدليل أن المنافقين كانت الشياطين معهم وحتى المسلمين إذا أذنبوا فإن الشياطين تكون معهم .
ثم قال :
"سادسا من حافظ على هذا الذكر العظيم كان له حرزا من الشيطان
"من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب وكتبت له مائة حسنة ومحيت عنه مائة سيئة وكانت له حرزا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا أحد عمل أكثر من ذلك"متفق عليه من حديث أبي هريرة"
والخطأ أن القول أجره عدل عشر رقاب ومئة حسنة ومحو مائة سيئة وهو مخالفة للأجر فى القرآن وهو عشر حسنات للعمل غير المالى مصداق لقوله تعالى "من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها "
والعمل المالى ب700 أو 1400حسنة مصداق لقوله تعالى
"مثل الذين ينفقون أموالهم فى سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل فى كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء "
|