عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 01-10-2023, 06:42 AM   #2
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 6,025
إفتراضي

في إحدى الخرائب وبينما هو هناك رأى ضباباً كثيفا خيم على المكان ما لبث ان انقشع وخرج له العبد المزنجل بشكل لم يتصوره ابداً، فهجم عليه محاولاً قتله فطرحه ارضاً وجثم على صدره محاولاً خنقه بيديه، لكن سرعة بديهة الرجل جعلته يقرأ آية الكرسي فاختفى (العبد المزنجل) ورجع الرجل يحكي للناس ما رآه والأهوال التي لم يكن يتخيل له أنه سيراها، وقيل أن الجراح والكدمات التي في جسده لم ير احدا مثلها ابداً.
ويتبين من معظم الحكايات التي تروى عن أبو السلاسل أن ظهوره في وضح النهار لا ينجم عنه مخاطر جسيمة تذكر بينما غالباً ما ينتهي ظهوره في الليل بنهايات مأساوية أو دموية."
وتلك الحكايات تدل على أن أبو السلاسل هو إنسان حقيقى مجرم يريد تحقيق غير واضح للناس الخائفين منه بينما هو واضح لمن يعملون معه أو يعمل هو معهم
وتحدث الكاتب عن كتاب يسمى خراريف تحدث عن أبى السلاسل باعتباره حرافة فقال :
"كتاب "خراريف "
تناول الباحث والكاتب الإماراتي عبد العزيز المسلم الخالدي مدير ادارة التراث بدائرة الثقافة والاعلام في مدينة الشارقة شخصية (ابو السلاسل) على أنه شخصية خرافية في أحد كتبه الذي حمل عنوان "خراريف" وهو جمع لكلمة "خروفة" في اللهجة المحكية في الإمارات العربية المتحدة والتي تعني "خرافة" حيث تناول أيضاً عدداً من الكائنات الخرافية الأخرى التي كانت حاضرة وما تزال في الذاكرة الشعبية وما أحاط بها من حكايات وسبب ظهورها و دورها في المجتمع من حيث صون العادات والأخلاق أو لدرء المخاطر التي تهدد السلامة،وتضمن الكتاب مجموعة من هذه الكائنات يصل عددها إلى عشرين، وهي على التوالي: أم الصبيان، بو سلاسل، بابا درياه، أم الهيلان، أم كربه وليفة، بعير بلا راس، بعير بو خريطه، بو راس، جني الرقاص، حمارة القايله، خطاف رفاي، روعان، سويدا خصف، شنق بن عنق، عثيون، غريب، النغامة، الضبعة، فتروح ''غفريت'' القرم، أم الدويس، ويعتقد المؤلف أن شخصية بو السلاسل قد تكون من نسج الخيال المحلي الإماراتي، لكنها على علاقة وثيقة بالإبداع الشعبي ضمن أدب العامَّة."
وتحدث الكاتب عن تعريف الخرافة أو الخروفة فقال :
"ويحدد الكاتب تعريفاً لـ (الخروفة) فيقول:" الخرّوفة في هيئتها العامة تدخلُ ضمن أقسام الأدب الشعبي تحت باب الحكايات الخرافية، أما في صفتها الخاصة ومضمونها فإنها تأتي ضمن باب المعتقدات الشعبية وصيانة التقاليد، فلكل انحراف خلقي أو انحلال اجتماعي كان هناك كائن خرافي مخيف مهمته ردع من تجرَّأ على تجاوز الحدود "، ويذكر الكاتب أيضاً كلمة 'الخريريفة' وهي حكاية مغناة تقال لمن بلغوا الثانية من العمر وأكثر.
ويقول الكاتب: " خراريف هي صوت من الماضي، قصص خرافية كانت منتشرة في مجتمع الإمارات القديم وكانت لها دوافع اجتماعية وتربوية "
ومعظم الحكايات يبدو أنها موجهة للأطفال إن لم يكن كلها لعدم عصيان الأبوين وهى سياسة متبعة تقريبا فى كل الشعوب حفاظا على الأطفال ليلا وحفاظا على حياتهم وإراحة الأبوين من البحث عنهم هناك وهناك فى الليل حيث ينامون مبكرا أو يبقون داخل البيت فى أحضان الأبوين
وتناول الرجل برنامجا عن تلك الخرافات فقال :
"برنامج تلفزيوني
في شهر نوفمبر من عام 2002 قدم تلفزيون الشارقة برنامج "خراريف" خلال شهر رمضان وكانت تبث حلقاته أسبوعياً وهو من اعداد وتقديم عبد العزيز المسلم الخالدي مؤلف الكتاب أعلاه، ووصف البرنامج بأنه: " برنامج تراثي يرصد اشهر الشخصيات الاسطورية والكائنات الخرافية التي كسرت حاجز الحكايات الشعبية وخرجت الى الواقع الانساني لتعيش مع الناس، وهي بذلك اصبحت جزءاً لا يتجزأ من المعتقد والموروث الشعبي كما ان البرنامج يجسد هذه الاساطير باسلوب درامي يناسب الزمان والمكان لهذه الاساطير "برنامج "خراريف " من إخراج عبدالرحمن ابوبكر. وخصصت كل حلقة منه لتناول أحد الشخصيات الـ 13 كان من بينها العديد من الشخصيات الخرافية الموجودة بالامارات التي غلب عليها طابع المدينة الحضارية اكثر، كما يقدم البرنامج معلومة عن الخرافات اصلاً كعلم والتي تأتي بعد الاساطير.
تجربة واقعية
ربما يمتد تأثير أسطورة "أبو السلاسل" ليطال الذاكرة الشعبية في منطقة بعيدة نسبياً عن مناطق الخليج العربي وهذا ما نجده في تجربة أرسلها أحمد بحاوي إلى موقع ما وراء الطبيعة وهو يسكن في منطقة جازان وبالتحديد محافظة العارضة في المملكة العربية السعودية:
" كنت آنذاك بعمر 12 سنة ففي ليلة من الليالي الممطرة وبعد توقف المطر ساد الجو هدوء غريب وفجأة في آخر الليل شعرت برغبة ملحة للخروج من المنزل فتسللت أمام أهلي الذين كانوا نياماً حوالي الساعة 2:00 ودخلت الى مقبرة قديمة وقريبة جداً من منزلنا الشعبي الصغير حيث كانت محاطة بسور ولها باب حديدي وكان مفتوحاً، دخلت دون شعور إلى أن وصلت الى أحد أركان المقبرة وجلست هناك لوحدي لمدة تصل الى حوالي ساعة والهدف هو للبحث عن أي شي أصنع منه لعبة من العلب فارغة أو أي شيء لأن الجيران حينها كانوا يقومون برمي مستهلكاتهم هناك.
وبقيت إلى أن سمعت صوت والدتي تنادي علي من المنزل ولم تكن تعلم بمكاني فعدت مسرعاً، واعتدت بعدها على الخروج المتكرر من المنزل الى اصحابي وكنت أتأخر فأنال نصيبي من الضرب المبرح من أبي، ومع ذلك استمريت بالخروج وكان الهدف من ذلك أن اسمع القصص المخيفة مع اصدقائي، وفي روى احد اصدقائي قصة عن شي اسمه "ابو السلاسل" وانه يقوم بجر السلال وانه يسكن بالقرب من منزلنا وقد سمعت أقارب ايضاً يذكرونه بكثرة وانه يقوم بإيذاء جار لنا بأن يحمله ليلاً الى مقبرة اخرى بعيدة وقد سمعت القصة منه شخصياً اكثر من مرة. وفي تلك الليلة احسست بشي بخوف غريب فعلاً لاسيما ان القرية حينها تكون مظلمة مخيفة جداً نظرا لعدم توفر كهرباء آنذاك وكنت امشي وأحس بقلق إلا أنني اقتربت من باب منزلنا الواقع غرباً باتجاه المقبرة حيث والله انني سمعت صوت يشبه جر السلاسل كان قادماً من الخلف لكن من الجهه الشرقية فرجعت للتأكد من الصوت الا أنني لم أشاهد شيئاً نظراً لأنني لم اخرج رأسي من جهة السور وبسرعة فائقة جريت إلى باب المنزل حيث وجدته مفتوحاً ولله الحمد (في العادة اجده مقفلاً) وليس هناك موقع اخر للهرب باتجاه بيت الجيران كونهم كانوا يقفلون ابوابهم باحكام خوفاً من السرقة وبعد دخولي إلى غرفة والدتي (بعد ان اقفلت الباب الخارجي وباب غرفت والدتي) سمعت صوت ضربة قوية جداً كالمطرقة على الباب الخارجي الحديدي كما سمعت صوت نباح كلب جارنا مرتين او ثلاث وبعدها اختفى صوت نباحه فجأه وكأن شيئاً خنقه بقوة وفي الصباح واثناء خروجي للمدرسة وجدت (واقسم بالله) الكلب ميتاً على الارض بالقرب من باب المنزل وبه أثر جروح على البطن كأنها سكاكين أو آثار مخالب كبيرة تزيد عن 5، في الواقع خفت جداً وبعدها لم أعد أخرج في الليل ".
يرويها أحمد بحاوي (37 سنة) – السعودي"
وتحدث المعد عن التفسير العلمى للحكايات فقال :
"وأخيراً ... ربما نشأت فكرة أبو السلاسل في قصص التراث الشعبي عن صوت الخشخشة الذي يصدر عن تكسر أمواج البحر التي تضرب الشاطئ والذي يشبه صوت احتكاك حلقات السلاسل ببعضها فاتخذ ذلك وسيلة لتخويف الاطفال من الخروج في الليل توخياً لسلامتهم (مخاطر الخطف أو الأذى من الحيوانات المفترسة)، لكن من يدري لعل شبح أبو السلاسل حقيقة أو على الأقل له أصل على أرض الواقع؟!"
والحق أن الموضوع موجود فى التراث الشعبى لكل الأمم تقريبا وهو قد يكون من خيالات الآباء والأمهات حرصا على عدم خروج الأطفال ليلا وحفاظا على حياتهم من الأخطار وقد يكون بعضها خيال حوله بعض الآباء لحقيقة من خلال تقمص الشخصيات التى اخترعها خيالهم فى الواقع حتى يخاف الأطفال فعلا من خلال الرؤية الحقيقية
الغريب أن هذا الخيال انقلب إلى دين فى بعض الشعوب حيث اعتقد الناس فى قدرة الأصنام والتماثيل وهى الأرباب المزعومة على إضرار الناس
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس