عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 13-10-2023, 08:01 AM   #2
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 6,025
إفتراضي

وقبل أن يتطرق (شيلدريك) إلى هذا الموضوع في فصل مخصص من كتابه بدأ بشرح عادات الطيور المهاجرة والحيوانات الأخرى والفصائل التي تتبع نفس أنماط السفر لمئات بل لآلاف السنين، يعتبر العلم ذلك أنه سلوك فطري، ولكن ما هي هذه الغريزة أصلاً؟ هل تتم بمساعدة الإشارات البصرية ومعالم المكان وموقع الشمس وربما النجوم إضافة إلى إشارات رائحة المناطق المنقولة بالرياح والماء وربما أيضاً مكامن المجال المغناطيسي الأرضي الذي يمكن أن تستشعره هذه الحيوانات؟
يقدم كتاب (شيلدريك) أمثلة توضح أن بإمكان الحيوانات أن تستشعر متى تكون قريبة من منازل أصحابها حينما تكون في طريق عودتها من الرحلات، لكن ألا يفسر هذا من خلال مشاهدة الحيوان لمعالم مألوفة في المكان أو شم رائحة مألوفة أو التقاط تغيرات في سلوك أصحابها عندما يقتربون من منازلهم؟، وما يجعل الأمر مذهلاً هو أن الحيوانات الأليفة تقطع رحلات طويلة في عودتها وتمر بأماكن غير مألوفة لها، ويقدم (شيلدريك) أمثلة عدة في كتابه بما فيها الواقعة التالية: " كان لدى حماي مزرعة صغيرة وضع فيها كلب حراسة وأطلق عليه اسم (سلطان)، وفي أحد الأيام أصبح حماي مريضاً حيث نقل إلى المستشفى بسيارة الإسعاف، وبعد عدة أيام توفي وجرى دفنه في مقبرة محلية تبعد 5 كيلومترات عن المزرعة، وبعد مضي عدة أسابيع من الدفن لم يشاهد أحد هذا الكلب لأيام، وبدا ذلك غريباً لنا فلم يكن من عادة (سلطان) أن يضل مطلقاً، ولكننا لم نكترث لذلك كثيراً حتى جاءت عاملة سابقة يوم الأحد وهي تعيش بجوار المقبرة وأخبرتنا: " تخيلوا أنني حينما ذهبت إلى أنحاء المقبرة ذاك اليوم رأيت (سلطان) جالساً عند قبر العائلة!، ولا يمكنني أن أتخيل كيف استطاع أن يجد الطريق ويتبع 5 كيلومترات فيه؟!، فلا يوجد آثار لسيده يمكن أن يتبعها، حتى أنه لم يسبق له أن أخذه أحد إلى المقبرة أو حتى إلى الحقول؟ خاصة أنه لم يبرح المنزل الذي يحرسه، فكيف له أن يعثر على قبر سيده؟ "".
3 - الهاجس Premonition
في هذا الفصل من الكتاب يستكشف (شيلدريك) إمكانية أن تنبهنا بعض الحيوانات عن أحداث وشيكة الحدوث، وربما كانت الأحداث الاكثر شيوعاً هي الحيوانات الأليفة التي يبدو أنها تعلم بأن أصحابها على وشك حدوث نوبات صرع لهم.
إن مرض الصرع بأبسط معانيه هو شكل من التماس الكهربائي المؤقت الذي يحصل في دماغ الضحية والذي ينجم عنه تشنجات وصعوبة في التنفس وفقدان للوعي في بعض الأحيان، فهل يملك الحيوان الأليف قدرة إستشعار حقيقية أو هاجساً قبل حدوث النوبة؟ أم أن الحيوان شديد الحساسية نحو الإهتزازات الخفيفة للعضلات، أو أنه بارع في التقاط التغيرات في السلوك أو الروائح المنبعثة التي لا تدركها حتى الضحية قبل دقائق من حدوث النوبة؟ لقد لاحظ (شيلدريك) أن الكلاب والقطط وحتى الأرانب الأليفة يمكن أن تكون حساسة اتجاه نوبات الصرع، ويتساءل (شيلدريك) إن كانت الحيوانات حساسة اتجاه الأمراض الأخرى أيضاً فقدم أدلة من التجارب الواقعية تشير إلى أن بعض الحيوانات الأليفة تنبه إلى مرض السكري عندما يكون مستوى السكر في دم أصحابهم منخفضاً وكذلك ذكر (شيلدريك) قصصاً عن حيوانات يبدو أنها تعلم أماكن البقع السرطانية على أصحابهم وذلك قبل وقت طويل من إجراء التشخيص.
كما ذكر آنفاً عن مقدرة بعض الحيوانات في معرفة حدوث الزلازل قبل حدوثها بفترة وشيكة فإن الجرذان والثعابين تشاهد تخرج من جحورها قبل بدء الزلزال، وتصاب الخيول وحيوانات المزرعة الأخرى بالإضطراب وتطير الطيور مبتعدة عن المشهد باسراب كبيرة
فهل نعتبر ذلك أيضاً حالة من الحساسية الفائقة نحو متغيرات البيئة أكثر من أن تكون إدراك رجعي (تنبؤ)؟ فقد يستشعر الحيوان بالإهتزازات الضعيفة وبالروائح والإنبعاثات المغناطيسية والكهربائية الناجمة عن باطن الأرض، تبقى الإجابة صعبة عن هذا السؤال، مع ذلك هناك أحداث يبدو فيها الحيوان الأليف على علم مسبق وفعلي بأحداث كارثية ونذكر منها:
" في صباح أحد الأيام حاول كلبي (توبي) منعي من الخروج من الباب الخارجي وظل ينبح أمامي ثم استند إلى الباب وقفز إلي ودفعني مع أنه في العادة كلب هادئ و وديع ويعلم روتين حياتي، وكان علي العودة بعد 4 ساعات من مشواري، فأغلقت عليه باب المطبخ وتركته يعوي، وهو أمر لم يفعله من قبل ومنذ تلك الحادثة مطلقاً، انطلقت حوالي الساعة 7:30 صباحاً وعند الساعة 9:40 صباحاً كنت متورط بحادثة سير مروعة أدت إلى كسر عنقي وذراعي الأيمن وعدد من الإصابات الأخرى، والآن تعلمت بأن علي الإصغاء إلى (توبي) ". يتحدث (شيلدريك) عن تنبه الحيوان الأليف لقرب مجيئ صاحبه إلى المنزل، وترى في التقرير مشاهد متعددة من كاميرا المراقبة حول سلوك الكلاب الأليفة، وتختلف الكلاب في دقتها، فالبعض منها تتجاوز دقته 90% في معرفة قرب وصول صاحبه"
وما حكاه شيلدريك عن الحيوانات صادق ولكن التفسيرات غير صحيحة
فالكلاب التى تنتظر صاحبها تفسيرها هو عملية التكرار والربط الكلب يربط بين الظل والشمس مثلا أو يربط بين الظلام والضوء أو غير هذا ونتيجة تكرار عودة الرجل فى مواعيده تقريبا يربطها بما حوله
وأما حكاية رنين الهاتف فنفس العملية فالكلب يربط بين ثبات وقت الاتصال والشمس أو الظل أو الظلام ومن ثم يعرف المواعيد أو حتى إذا كان فى البيت ساعة ينظر لها ويربط بين وجود العقرب فى مكان من الساعة وبين الاتصال

وحكايةالكلب مع صاحبه الذى مات ناتجة من تعود الكلب على رائحة صاحبه سنوات ومن ثم استخدم حاسة الشم للوصول إليه أو تتبع الرائحة يوم دفنه حتى المقابر وانزوى بعيدا عن الناس حتى دفنوه ثم جلس بجوار قبره

وأما حكاية ما يحدث قبل الزلازل أو البراكين فالحيوانات الأرضية داخل الجحور تحس بأن أوجارها أو حجورها فيها شىء غريب قد يقتلها ومن ثم تتركها جماعيا
وأما الطيور فهى تحس بتحرك الأشجار التى بنت أعشاشها فوقها حركات غريبة ومن ثم تتركها خوفا من سقوطها هى وأولادها
وتلك الأفعال من الحيوانات والطيور يفعلها الإنسان عندما يجد ماء يغرق بيته أو يجد الريح العاصف تهز بيته
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس