عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 24-10-2023, 06:47 AM   #1
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 6,035
إفتراضي نقد بحث شياطين الجنس

نقد بحث شياطين الجنس
معد البحث كمال غزال وهو يدور حول شياطين الجنس وهى مخلوقات غريبة يمارس معها الناس الجماع كما يدعون وهذه الخرافة منتشرة فى أنحاء متفرقة فى العالم كما قال غزال :
"على مر العصور وفي أرجاء العالم حكى الناس قصصاً وتجارب عن ممارسات جنسية مع كائنات خارقة للطبيعة حيث زعم العديد من الناس أنها من فعل " شياطين الجنس " وذلك في محاولة منهم لشرح ما حصل معهم، مع أن طرح مثل هذه المواضيع كان يعتبر من المحرمات عموماً وفي أكثر الأحيان قوبلت حالات مثل الحمل الغير متوقع والإجهاض وإختلاطات أخرى بمشاعر من الغضب والنبذ"
وقطعا تم اخترع تلك الخرافة لتبرير جرائم الزنى والحمل غير الشرعى ونقل لنا غزال عشرة خرافات من بلدان مختلفة فقال :
"لهذا أتت المجتمعات بجملة من أساطير تبعاً للثقافات السائدة تدور حول مخلوقات شبقة للجنس، نذكر 10 من أبرزها حول العالم:
1 - بوبوباوا
تعنى كلمة (بوبوباوا) في اللغة السواحلية (لغة منتشرة في بلدان القرن الإفريقي كالصومال) الخفاش المجنح حيث قيل أن هناك مخلوقاً كبير الحجم شبيه بالخفاش لكنه بعين واحدة ولديه عضو ذكري ضخم جداً، وقيل أنه يلاحق الرجال والنساء في زنجبار والجزر المحيطة بها وفي أرجاء من أفريقيا.
ومع أن (بوبوباوا) بحسب التراث الشعبي قادر على تغيير شكله إلا أنه غالباً ما يأخذ هيئة الإنسان أو الحيوان وهو يزور المنازل في الليل عادة، ولا يميز في ممارساته الجنسية بين رجل وامرأة ووطفل، وغالباً ما يعتدي جنسياً على جميع أفراد العائلة في المنزل قبل أن يتركه ليهجم على منزل آخر، ويهدد (بوبوباوا) ضحاياه من مغبة الإبلاغ عنه أو عن اعتداءاته لئلا يعاود الكرة معهم أو يتحمل ضحاياه عواقب ذلك.
ويزعم أن أول ظهور لـ (بوبوباوا) كان في جزيرة (بيمبا) في عام 1965، وقد أبلغ مؤخراً عن مشاهدات في عام 2007.
وهناك عدة نظريات مختلفة حول منشأ (بوبوباوا) إذ يقول البعض أنها روح غاضبة استحضرها أحد " الشيوخ " ليثأر من جيرانه وفي عام 2007، حقق الباحث (بنيامين رادفورد) عن (بوبوباوا) فوجد أن جذور الفكرة تعود إلى الحقبة الإسلامية الماضية، ويقول (رادفورد) بهذا الخصوص: " قيل أن حمل القرآن الكريم أو تلاوته يبقي (بوبوباوا) بعيدأً في الخليج على نحو مشابه لما قيل في المعتقد المسيحي من حيث أن الكتاب المقدس يبعد الشياطين ".
ويجادل آخرون (ربما كانت نظرتهم أكثر واقعية) بأن (بوبوباوا) هي مجرد ذاكرة إجتماعية لها صلة بأهوال زمن العبودية وربما كان لفكرة (بوبوباوا) دور تلعبه بخصوص الممارسة الجنسية المثلية لأن تلك الممارسة تعتبر محظورة في زنجبار."
والخرافة ليست خرافة وإنما اصلها مجرم كان يرتدى ملابس غريبة عندما يمارس حالة الاغتصاب مع الأخرين وهو بشر يذكرنا بعمد القرى والمماليك الذين كانوا يغتصبون أموال وأعراض الناس بالقوة ويفعلون بهم الأفاعيل لكى يخضع أهل القرية لما يريدون وهو ما لخصه المثل الشعبى :
" من لم تعلمه الأيام والليالى علمه أولاد الزوانى" وأولاد الزوانى هم العسكر الذين كانوا يشترون بالمال ولا يعلم لهم أصل وكانوا من يأتون بهم يعلمونهم القتل وكل الجرائم لكى يستمروا فى الحكم
ثم قال :
2 - تراوكو و فيورا
(شيلوئيه) هي جزيرة تقع قبالة جنوب (شيلي) حيث قيل أنها موطن مخلوق يدعى (تراوكو) وهو قزم قوي جنسياً له القدرة على شل النساء بنظرة منه قبل أن يمارس الجنس معهن، و يوصف (تراوكو) على أنه قبيح المنظر ويشبه العفريت، وغالباً ما يرتدي قبعة وبدلة وقدميه كجذوع الأشجار وقيل أنه يتواصل من خلال سلسلة من الهمهمات شبيهة بصوت الخنزير.
وتشير بعض التقارير إلى أن (تراوكو) لا يحتاج لمجامعة ضحيته، وأنه يمكن له أن يحبلها (يجعلها حاملاً) بنظرته المحدقة، وفي كثير من الأحيان وحينما تصبح المرأة العزباء حاملاً في جزيرة (شيلوئيه) يفترض الناس أن (تراوكو) هو الأب حيث لا تلام المرأة على ما حصل لأن سحر (تراوكو) لا يقاوم من قبل النساء.
(فيورا) هي زوجة (تراوكو) وقيل أيضاً أنها قزم قبيحة لها القدرة على التسبب بالمرض بتعويذة منها ضد كل من يرفض المباشرة في الجنس معها، وأنفاسها كريهة جداً، ويمكن لها أن تسبب ندبات على جسم الإنسان وأن تجعل الحيوانات عرجاء، وعلى الرغم من مظهرها فيقال أنها لا تُقاوم من قبل الرجال عموماً، لكنها بعد أن تقوم بالجماع معهم تصيبهم بالجنون."
هذه الحكاية التى ذكرها غزال اختراع نسائى فالحمل عن طريق النظرة هو تبرير بجريمة الزنى والحمل غير الشرعى ومن ثم اخترعت العاهرات تلك الحكاية لتبرير جرائمهن والتخلص من العقاب
ثم قال :
3 - سكيوبس و إنكيوبس
ربما كانا أكثر شياطين الجنس شهرة، تعتبر سكيوبس Succubus شيطاناً من جنس الأنثى تأخذ شكل الفاتنة الجذابة بهدف إغواء الرجال ويعتقد عموماً أن أسطورة (سكيوبس) جاءت نتيجة الإنشغال بمسائل الخطيئة في القرون الوسطى في أوروبا خاصة المتعلقة بخطايا الجنس لدى النساء.
وهناك أيضاً نسخة ذكرية عن (سكيوبس) وتدعى (إنكيوبس) Incubus ومثل نظيره الأنثوي يقوم (إنكيوبس) باستنزاف قوة وطاقة الحياة من ضحاياه، وعلى عكس (سكيوبس) سيقوم (إنكيوبس) بتلقيح ضحاياه ومن ثم تحمل الضحية منه جنيناً حتى يأتي موعد الولادة فيخرج طفلاً لا نبض فيه ولا يمكنه التنفس ووحتى عندما يصل الطفل إلى عمر 7 سنوات سيتصرف بشكل طبيعي وسيكون جذاباً وذكياً جداً.
ووفقاً لبعض الأساطير يعتقد أن الساحر (ميرلين أمبروسيوس) هو نتاج أب شيطان (إنكيوبس) وأم أنسية، وللعلم فأن (ميرلين) شخصية أسطورية تلقب دائمأً بـ " العصا السحرية" وأول ما ظهرت في عام 1136 للميلاد في كتاب الكاهن جيفري من (مونماوث) وهو من أبرز المؤرخين للتاريخ البريطاني وحمل الكتاب عنوان "تاريخ ملوك بريطانيا" Historia Regum Britanniae وقيل أن (ميرلين) كان يمارس السحر ويقدم مشورته إلى الملك البريطاني.
يعتقد الكثيرون أن كائنات (إنكيوبس) على الأرجح جاءت بمثابة كبش فداء لتبرير الاغتصاب والاعتداء الجنسي حيث سيكون من السهل على الضحية والمغتصب (على الأرجح) تفسير الاعتداء على أنه خارق للطبيعة عوضاً عن مواجهة الحقيقة."
والحكاية الأوربية الانجليزية التى ذكرها غزال هى تبرير لجرائم الزنى والحمل غير الشرعى بادعاء وجود جن شياطين يعتدون على النساء فى الغالب
ثم قال :
4 - إنكانتادو
في البرازيل، في الغابات المطيرة في حوض الأمازون كان يعتقد أن دلفين نهر (بوتو) يملك قوى تمكنه من تغيير شكله، فبوسعه التحول إلى رجل جذاب ووسيم جداً يسمى (إنكانتادو)، ثم يغوي النساء ويرجع بهن إلى النهر ليستعيد شكل الدلفين ويحبلهن، والنساء الشابات في المنطقة يشعرن بالقلق اتجاه أي رجل يرتدي قبعة لأنه وفقاً للأسطورة فإن (إنكانتادو) يرتدي دائماً قبعة ليغطي ثقب التنفس (كما في فتحة تنفس الحوت)، ومع ذلك يعتبر قتل دلافين (بوتو) النهرية في أنحاء كثيرة من البرازيل فألاً سيئاً بحجة أن قتل أحدهم أو حتى مجرد النظر إليهم بالعين يؤدي إلى معاناة من الكوابيس المستمرة لبقية العمر."
وكلام غزال يدل على وجود مجرم كان يشيع حكايات خرافية لكى لا يبحث أحد عمن يغتصب النساء فى النهر أو فى الغابة وهو ما نجخ فيه
ثم قال:
5 - أردات ليلي
يتحدث التراث اليهودي عن (ليلو) وهو شيطان يزور النساء خلال نومهم حيث تدعى نسخته الأنثوية (ليلين)، كان الاعتقاد بهذين الشيطانين يمثل مصدر قلق خاصة بالنسبة للأمهات لما عرف عنهما من خطف للأطفال وعلى نحو مشابه هناك في التراث العربي كائن يطلق عليه " أم الصبيان " أو "القرينة " أو التابعة من الجن والتي تتسلط على المرأة الحامل فتسقط لها حملها.
وفي التراث اليهودي هناك اعتقاد آخر بوجود شيطانة تدعى (أردات ليلي) من صنف الـ (سكيوبس) وهي تزور الرجال ليلاً لتضمن استمرار بقاء النسل الشيطاني وبالمقابل هناك شيطان من من صنف (إنكيوبس) يدعى (إيردو ليلي) وهو يزور الإنسيات ليضمن إنتاج ذريته"
هذه المعتقدات التى يذكرها غزال اخترعها الزناة والزانيات لتبرير جرائمهم وحملهم غير الشرعى فلا اتصال بين الجن والإنس قبل سليمان(ص) ولا بعده فقد كان هذا الاتصال آية معجزة أعطيت له وحده كما قال تعالى :
" رب اغفر لى وهب لى ملكا لا ينبغى لأحد من بعدى"

رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس