عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 07-11-2023, 07:30 AM   #2
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 6,023
إفتراضي

- وقد شهد مفهوم "الملائكة الحفظة" مع تسلسلها الهرمي تطوراً وإنتشاراً واسعاً في المعتقد المسيحي وذلك منذ القرن 5 في الفترة التي تسبق الديونوسية. حيث شهد اللاهوت في موضوع الأرواح الحارسة العديد من التطورات في كلاً من الشرق والغرب وهو الإعتقاد بأن الملاك الحارس يقدم خدمة الحماية لمن يوكلهم الرب من البشر وأن الملاك الحارس يصلي للرب بالنيابة عن الشخص الموكل به.
- وكان (هونوريوس) من (أتون) أول اللاهويين المسيحيين الذين أشاروا إلى الخطوط العريضة لموضوع " الملائكة الحارسة " في القرن 12، حيث قال أن لكل نفس ملاك حارس مكلف بها منذ اللحظة التي تكون فيها في الرحم. وصنف دارسون آخرون الملائكة الحارسة، ويتفق (توماس اكويناس) مع (هورنيوس) ويضع الملائكة التي تعمل كملائكة حارسة في أسفل الترتيب بين الملائكة ونجحت فكرته هذه بأن أصبحت منتشرة وشعبية بين الناس. لكن (دونس سكوتس) يعتقد بأن أي ملاك يمكن أن يكلف بتلك المهمة مهما علا شأنه.
- ويصف القديس جيروم " الملائكة الحارسة " على إعتبارها " عقل الكنيسة " ويقول في هذا الصدد: " كم هي مكرمة النفس البشرية .. فمنذ اللحظة التي تولد بها يكون لها ملاك موكل بحفظها ". انتشرت مزاعم عن تواصل مع جيما غالغاني (1878 - 1903) مع ملاكها الحارس وقد جرى تطويبها كقديسة في عام 1940 وهي متصوفة إيطالية. وقد لقبت بـ (بنت الآلام) - انظر الصورة إلى اليمين.
- وبعدها بعدة قرون وفي تحديداً في عام 1997 قال ريجينا كائيلي أن البابا يوحنا بولس الثاني أشار إلى مفهوم الملاك الحارس مرتين، وخلص إلى البيان: "دعونا نستدعي ملكة الملائكة والقديسين، فهي قد تمنح لنا مدعومة بالملائكة الحارسة ليكونوا شهوداً على سر الفصح (قيامة يسوع المخلص بحسب المعتقد المسيحي) "."
وتحدث عن الملائكة الحارسة فى الإسلام فقال :
- في الإسلام
قد ثبت أن هناك حفظة من الملائكة يحرسون العباد بإذن الله وقدره مما لم يقدر الله إصابة العبد به فإذا قدر الله أن يصاب العبد بشيء فلا تستطيع الملائكة دفعه، قال الله تعالى: " لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ الله " (الرعد: 11) - وليس معنى الآية أن الملائكة تحفظ العبد مما يأتي من قضاء الله وقدره وإنما المراد أنها تحفظه بأمر الله فمن هنا بمعنى الباء ويدل لذلك ما في بعض القراءات الشاذة يحفظونه بأمر الله. وهناك أقوال أخرى فيها قريبة من هذا المعنى.
- قال البغوي في التفسير:" يحفظونه من أمر الله، يعني: بأمر الله، أي: يحفظونه بإذن الله تعالى ما لم يجئ المقدور، فإذا جاء المقدور خلوا عنه ". وقيل: يحفظونه من أمر الله: أي مما أمر الله به من الحفظ عنه. وقال أبو مجلز: جاء رجل من مراد إلى علي فقال: احترس فإن ناساً من مراد يريدون قتلك، فقال: إن مع كل رجل ملكين يحفظانه مما لم يقدر، فإذا جاء القدر خليا بينه وبين قدر الله، وإن الأجل حصن حصينة، وعلى هذا، (يحفظونه من أمر الله) أي بأمر الله وبإذنه، فـ (من) بمعنى الباء، وحروف الصفات يقوم بعضها مقام بعض. وقيل (من) بمعنى (عن)، أي يحفظونه عن أمر الله، وهذا قريب من الأول، أي حفظهم عن أمر الله لا من عند أنفسهم، وهذا قول الحسن، تقول: كسوته عن عري ومن عري، ومنه قوله عز وجل: أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ {قريش: 4} أي عن جوع."
وتفسير الآية خاطىء فالآية وما قبلها وما بعدها ليس فيه أى ذكر للملائكة فالمعقبات الحافظة هى حافظ واحد كما قال تعالى :
" إن كل نفس لما عليها حافظ"

والحافظ هو العقل أى البصيرة التى تمنع الإنسان من الهلاك باتباعها هواها وهو شيطانها كما قال تعالى :
" بل الإنسان على نفسه بصيرة"

ونقل كلاما فى الحفظ الملائكى المزعوم فقال :
"أقوال مختلفة في الهدف من الحفظ
- يحتمل أن يكون توكيل الملائكة بالبشر لحفظهم من الوحوش والهوام والأشياء المضرة، لطفاً منه به، فإذا جاء القدر خلوا بينه وبينه، قاله ابن عباس وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهما.
- وقيل: يحفظون الإنسان من ملائكة العذاب، حتى لا تحل به العقوبة، لأن الله لا يغير ما بقوم من النعمة والعافية حتى يغيروا ما بأنفسهم بالإصرار على الكفر، فإن أصروا حان الأجل المضروب ونزلت بهم النقمة، وتزول عنهم الحفظة المعقبات.
- وقيل: يحفظون الإنسان من الجن، قال كعب:" لولا أن الله وكل بكم ملائكة يذبون عنكم في مطعمكم ومشربكم وعوراتكم لتخطفتكم الجن ". وقال ابن رجب في جامع العلوم والحكم: " وحفظ الله لعبده يدخل فيه نوعان أحدهما حفظه له في مصالح دنياه كحفظه في بدنه وولده وأهله وماله قال الله عز وجل له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله، قال ابن عباس هم الملائكة يحفظونه بأمر الله فإذا جاء القدر خلوا عنه وقال على رضي الله عنه إن مع كل رجل ملكين يحفظانه مما لم يقدر فإذا جاء القدر خليا بينه وبينه وإن الأجل جنة حصينة وقال مجاهد ما من عبد إلا وله ملك يحفظه في نومه ويقظته من الجن والإنس والهوام فما من شيء يأتيه إلا قال له وراءك إلا شيئا أذن الله فيه فيصيبه والله أعلم "."
وتحدق عن الحفظة فقال :
"عدد الملائكة الموكلة بالحفظ
ذكر ابن كثير في تفسير القرآن الكريم: " أنهم أربعة بالليل وأربعة بالنهار، فاثنان عن اليمين والشمال يكتبان الحسنات والسيئات، واثنان من ورائه وأمامه يحرسانه ".
وفي سنة 2005 على أقل تقدير تناقلت المنتديات الالكترونية وموقع (جراسا) الإخباري قولاً نسب إلى الشيخ عبد الباسط عضو لجنة "الإعجاز العلمي والحقيقة " في مصر وهذا القول يتناول عدد الملائكة التي تحيط بكل إنسان حيث توصل إلى أن عددها 10 و5 منها لحفظ الإنسان، وأن هذه الملائكة تتبدل في وقتي الفجر والعصر استناداً إلى حديث محمد رسول الله (ص): " يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار، ويجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر، ثم يعرج الذين باتوا فيكم فيسألهم - وهو أعلم بهم -: كيف تركتم عبادي؟ فيقولون: تركناهم وهم يصلون، وأتيناهم وهم يصلون " - رواه البخاري ومسلم.
وذكر الشيخ عبد الباسط الملائكة المحيطة بالإنسان على النحو التالي: سورة الإنفطار (آية 10).
2 من الملائكة على العينين: وهم لغض البصر وحماية العينان من الأذى وكما يقول المثل العامي المصري: " العين عليها حارس ".
1 ملاك على البلعوم: لأنه ممكن أن يدخل في فم النائم أي شئ يؤذيه فالله سبحانه وتعالى جعل ملك يحرس البلعوم حتى إذا دخل أي شئ بفم النائم ممكن أن يلفظه تلقائياً.
أما بقية الملائكة فلها تخصصات أخرى لا تتصل بحفظ الإنسان وهي:
2 من الملائكة الكتبة: مخصصان لكتابة الأعمال الحسنة والسيئة لكل إنسان، الملاك على اليمين يكتب الحسنات أما الملاك على اليسار فهو يكتب السيئات، وحينما يفعل الإنسان سيئة يقول ملك اليمين لملك اليسار:"اكتب هذه السيئة" فيرد ملك اليسار ويقول:" أمهله لعله يستغفر، فإذا استغفر الإنسان لا يكتبها له ". بالإستناد إلى ما ذكر في القرآن الكريم: " مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ " - سورة ق (آية 18).
1 ملاك على الجبين للتواضع وعدم الكبر.
2 من الملائكة على الشفتين: ملك على الشفة العليا و ملك على السفلى وهم مفوضين لتسجيل الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم فقط وليس لغرض أخر.
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس