وكان السوق الذي تعرض فيه تلك المخلوقات تسمى (فيورم مورينيوم)، وكلما زاد التشوه والقبح كلما زاد الثمن والربح، وبجانب تلك الصناعة كان هناك صناعة مزج الإنسان بالحيوان! وكان ذلك يتم باختطاف الأطفال وإخضاعهم لتجارب وعمليات يقومون خلالها باقتطاع جلودهم جزء بعد جزء ثم استبدالها بجلود الحيوانات، وغالبا كانت جلود الكلاب!
وهناك أيضا (الديك الإنسان) .. وكان ذلك يتم بأبشع الأساليب، حيث تجري عملية للقصبة الهوائية للطفل، لا يستطيع بعدها الحديث كالبشر، وكل ما يصدر منه أصوات تشبه صياح الديكة!
وأرجوا عزيزي القارئ ألا تلقي باللوم على تلك العصور، لأن عصرنا الرشيد الرغيد يشهد حالات مماثلة ... فهناك مافيا ومنظمات سرية تقوم بخطف الأطفال وإحداث تشوهات بهم كقطع الأطراف وفقئ العين من أجل جلب شفقة المارة تحت مرأى وسمع أجهزة الدولة والمواطنين!"
قطعا الحكايات التى تحدثت عنها الكاتبة تدل على ان المجتمعات أحيانا تقدر الاقزام فتجعلهم رؤساء وزراء أو تجعلهم شياطين كما فى حكاية من استغل القزمة فى السرقة
وتدل الحكايات على أن بعض من البشر يستغلون فريقا من البشر فى تعذيبهم لجعلهم فى صورة أقزام أو غير هذا كبيع الأعضاء أو اجراء تجارب محرمة عليهم
وذكرت بنت بحرى وجود تمثال فرعونى يدل على أن الفراعنة الذين لم يكن لهم وجود كان مجتمعهم يسمح بوصول الأقزام إلى الوظائف العليا دون تمييز فقالت فى خاتمة المقال :
"الخاتمة:
تمثال سنيت وزوجته
أتعجب كثيرا عندما أجد قيما وخلقا كانت سائدة في حضارات قديمة دفنت واندثرت الآن، فقصار القامة في الحضارة الفرعونية كانوا محل تقدير واحترام من الجميع، لم يكونوا يعاملوا معاملة خاصة فهم كأي إنسان طبيعي، عملهم هو ما يحدد وضعهم داخل الهرم الطبقي لهذا المجتمع، بل أن بعضهم وصل إلى مراتب مرموقة مثل (سنيت) الذي كان يعد أهم رجال البلاط بالأسرة الخامسة وتزوج هذا الوزير من امرأة ذات بنية عادية، وبنيت مقبرته الفخمة بجوار هرم خوفو، ويعد هذا قمة التبجيل والاحترام الذي لا يحظى به إلا القليلون."
وتحدثت عن القوانين والدساتير تحمى الأقزام وغيرهم ولكن للأسف قليل من ينفذها فقال :
"نعم لدينا دساتير وقوانين تنص على أننا سواسية، وأنه لا فرق بين قصير القامة وطويلها ولكنها لا تساوي حتى ثمن الحبر الذي كتبت به، حاول أحد الأقزام في مصر أن يحصل على أبسط الحقوق وهو استخراج رخصة قيادة بعد أن أستدان والده من الجميع ليحصل ابنه على سيارة معدلة لتناسب ظروفه الجسدية ليجنبه نظرات الناس في وسائل المواصلات فما كان من الجهات المسئولة إلا الرفض! متعللة بحجج واهية لا تنطلي على طفل صغير!
دخلت إحدى المعلمات - وكانت في شهور حملها الأولى - الفصل، فوجدت أحد قصار القامة يجلس في الصفوف الأمامية، هل تعلم عزيزي القارئ ماذا قالت لهذا الصغير: (أرجع ورى عشان مجبش عيل زيك)، ومن يومها وهذا المسكين لم يطأ أرض المدرسة! إذا كان هذا هو حال مربية النشئ المتعلمة، فتصوروا معي كيف سيكون حال رجل الشارع!"
وما سبق من حكايات هو :
تربية خاطئة من المجتمع الذى يربى أبنائه على معتقدات خاطئة مثل : ان الحامل إذا نظرت إلى طفل تأتى بطفل مثله وهو ما يسمى بالوحم
وهو كلام مخالف للشرع فالله هو من يصور الناس فى أرحام الأمهات كيف شاء كما قال :
" هو الذى يصوركم فى الأرحام كيف يشاء"
|