عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 17-07-2024, 06:53 AM   #2
رضا البطاوى
عضو شرف
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 6,894
إفتراضي

"تحضير الجن
في الشرق كان التركيز على تحضير الجنب المقابل نجد ان تحضير الجن قد شاع في المشرق، مع وجود فارق رئيسي وهوأن هذه العملية تختلف من ناحية المهارات اوالطرق المستخدمة من كتابة الأسماء الخاصة ورسم الأوفاق وتلاوة العزائم.
وعالم الجن - كما يقال - يشبه عالم البشر من ناحية انه شعوب او قبائل متعددة وأديان متعددة، لكن وان تشابهت الاديان فلا تتشابه القوميات فلا يمكن ان نقول جني عربي وجني انكليزي وجني هندي كما يذكر البعض على سبيل الفكاهة ... فلديهم أسماء خاصة لقبائلهم وهم غير مرتبطون بالمكان المادي (الوطن) ذلك الرابط الموجود عند البشر، نعم هم يفضلون الأماكن النائية عن البشر ويسكن بعضهم الغابات وبعضهم الصحاري وآخرون البحار والرياح وآخرون باطن الأرض وآخرون البيوت المهجورة وغيرهم المقابر وبعضهم المزابل ومكبات النفايات، لكن هذا لا يشكل انتماء وطني بالمفهوم الذي نعرفه في عالمنا، وهناك الجني المسلم والجني المسيحي والجني اليهودي، وجن تتخذ بعضها أربابا، وجن كافر وجن ملحد، بالاضافة الى الشياطين اتباع ابليس.
وابليس وفق معظم المصادر لا يعتبر ابوالجن انما هو زعيم قديم لاحدى قبائلهم، وقصته معروفة في القرآن الكريم والكتاب المقدس، وقد طلب الإمهال فعمر طويلا، ومن الملاحظ أن النظام القبلي عند الجن نظام على درجة عالية من التعصب والانتمائية، وهذا ما يجعل الاتباع يطيعون سيدهم طاعة عمياء في غالبية الأحوال، وهذا ما جعل اتباعه من الشياطين يطيعونه في سعيه لإضلال الانس وافسادهم.
وبالمثل فإن الجن المتدين (سواء مسلم او مسيحي او يهودي) لا يعمل ما يخالف معتقده في تواصله مع الانس، إن حدث هذا التواصل، والجن حتى لوكان متدينا قد يؤذي الناس إذا آذوه سواء عن قصد اوعن غير قصد، ولا يتواصل مع البشر الا اذا كان هناك حاجة او غاية له في ذلك. في حالة السحر تكون هناك مصلحة متبادلة بين ملك من ملوك الجن (غالبا شيطاني) وبين الساحر، فيرسل الملك خداما من اتباعه ليخدموا الساحر، والجني الخادم يتواصل مكرها معه، لأن طاقة الانسان تعاكس طاقة الجن كما ان الجن لا يحب التقيد بالتزامات خصوصا اذا كانت على المدى الطويل، اضافة لذلك فإن التجسد بتكثيف الطاقة الذي يمارسه الجني عند الضرورة أمر مرهق جدا، هذه الاسباب قد تدفع الخادم لايذاء الساحر اوايذاء احد اسرته، ويستطيع الساحر ان يشكوه لزعيمه فيعاقبه لكن بعد ان يكون قد تاذى منه."
قطعا لا يمكن تحضير الأرواح لأن الله بين أن الناس الأحياء لا يمكن لهم الاحساس بهم أو سماع ركزهم فقال :
"وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزًا"
والجن لا يمكن ظهورهم لأحد لأن سليمان(ص) طلب من الله ألا يظهروا لأحد من بعد عصره فقال :
"قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ"
وتحدث عن تشكل الجن فى أشكال أنواع أخرى فقال :
"قط اسود
الجن قد يتجسد لك في هيئات واشكال شتى تجسد الجني لا يقتصر على اولئك الذي يخدمون السحرة بأوامر من زعمائهم، بل قد يتجسد اجني من تلقاء نفسه، فأنت لا تدري عزيزي القارئ كم مرة رأيت عفريتا وأنت تظنه كلبا او قطة او ضفدعا أو حتى ذبابة حسب ما تراه عيناك!
لكن قبل أن أشرح كيف يتجسد الجن، لا بد من توضيح مسألة تعاكس الطاقة ..
إن تعاكس طاقة الجن مع طاقة الانس يمكن تشبيهه بتعاكس الطاقة المغناطيسية للأقطاب المتماثلة، أو يمكن ان نضرب مثالا تقريبيا عليه من عالمنا في الانسان الذي يشعر بنفوره من انسان آخر بسبب اختلاف الطباع والأفكار بل وحتى التنافر الكيميائي بين شخصين كما هو معروف في الثقافة الجنسية .... لكن المسألة بيننا وبين الجن أكثر جوهرية وهي اشبه بالتنافس بين الكثافة واللاكثافة .. بين الطاقة الحرة والطاقة الكامنة ... إن هذا التعاكس يقدم برأيي تفسيرا جيدا لحالة المس الشيطاني الذي يحدث بسبب ضعف طاقة الانسان (اوكما يقال فقدان الطاقة الايجابية) مما يغري الشيطان بالهجوم من خلال فجوات في الطاقة المهلهلة عند هذا الانسان، فيتلبسه ويمنع طاقته الايجابية المعاكسة من البزوغ مجددا .. فتطغى عليه طاقة الشيطان ويصعب إخراجه من الجسد ...
إن وظيفة المعالج في هذه الحالة هي اعادة تشغيل منابع الطاقة الانسانية الايجابية عند المصاب بعد ان جففها الشيطان ... وهذه عملية تتطلب إخراج الشيطان أولا، ومنعه من العودة خلال فترة العلاج التي قد تحتاج وقتا طويلا كما هي حال الامراض النفسية المرتبطة بالاكتئاب، وهذا أمر غاية في الصعوبة ويتطلب ملازمة دائمة للممسوس.
وبالمثل فإن الجن العاشق لا يمكن ان يخترق جسد الانس المعشوق، لكنه يقوم بمراقبته والاقتراب منه الى حد معين، ويحاول أذيته أحيانا أو ينتظر الفرصة حتى يقع هذا المعشوق في أزمة نفسية فتضعف طاقته ويستطيع مسه والتمتع بجسده ثم يتركه، ليعود اليه في فرصة سانحة أخرى."
وبالطبع التشكل خاص بصنف واحد منهم وهو الملائكة فهؤلاء وحدهم من اعطاهم معجزة التشكل والشكل الوحيد المذكور في القرآن والذى تحولوا له هو :
البشر كما قال تعالى في قصة مريم :
فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا (17) قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا"
وتحدث عما سماه القرين الشيطانى فقال :
"قد يسأل البعض: وماذا عن القرين الشيطاني الذي يجري من الانسان مجرى الدم حسب الحديث النبوي المشهور؟
القرين هو من الخدام وهو مجبر على اطاعة أمر ابليس، كما سبق وأشرنا في اجبار ملوك الجن لخدامهم على التواصل مع الانس عند المصلحة والغاية، ومن هنا نعلم ان القرين يعمل مكرها وهو ضعيف لا يقدر الا على الوسوسة ويسعى باستمرار - وفق طبيعته - على افساد الانسان المقترن به في نقاط ضعفه الشعورية حتى تنخفض الطاقة المعاكسة وتصبح روحه بيئة مريحة لهذا القرين.
فالإنسان الصالح إذا ما ارتكب خطأ أو جرما - بتحريض من نفسه الطامعة ومن قرينه الشيطاني - فإنه يشعر بتأنيب الضمير، وهي حالة فطرية دفاعية للروح الانسانية لاستعادة الطاقة الايجابية من خلال التوبة والاعتراف، فيستمر القرين بالايحاء (الوسوسة) بالمبررات والمنطق الدفاعي ضد لا عدالة المجتمع ودفعه تجاه التوغل أكثر في الخطأ من منطلق الخوف اوتجميل الفعل القبيح، فلواستمر هذا الانسان في الخطأ والجريمة امتلأ كيانه بالطاقة السلبية واصبحت روحه مرتعا لكل شيطان، لكن الشياطين لا تؤذيه بيولوجيا اونفسيا كما في حالة المس الموصوف اعلاه، من أجل أن يستمر في غيه وشره، تماما كما الساحر الذي يتواصل معهم دوما لكنهم لا يؤذونه طالما انه يحقق مآربهم.
(هل أنبئكم على من تنزل الشياطين (221) تنزل على كل أفاك أثيم (222))
وهنا أؤكد مرة أخرى أن الجن - ومن ضمنهم الشياطين - كائنات عاقلة لديها تخطيط وتنظيم وتعرف ماذا تريد."
قطعا القرين ليس جزء من النفس الإنسانية وهى الشهوات فهى التى توسوس للنفس التى يتبعها الإنسان كما قال تعالى :
" ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما "
ومن ثم فهو ليس جنيا لأن الله جعل الموسوس هو نفس الإنسان فقال :
" ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه "

كما أن الجن أنفسهم تتم لهم الوسوسة كالبشر كما قال تعالى :
" من شر الوسواس الخناس الذى يوسوس في صدور الناس من الجنة والناس"
وتحدث مرة أخرى عن التشكل الذى سبق مناقشته فقال :
"ما هو السبب الذي يدفع الجن للتجسد تلقائيا؟
عملية الولوج من عالم الجن لعالمنا ليست سهلة الجن ليس مجرد طاقة موجودة في حيز مكاني ما، بل هو كائن يملك جسدا طاقيا متكامل الوظائف، وعملية الظهور في عالمنا لا تعتمد فقط على التكثيف .. بل تسبق التكثيف عملية الولوج من عالم الجن الى عالم الانس.
هذه المهارة قد تكون ضرورية لهم أحيانا، نتيجة العلاقة الفيزيائية بين الطاقة والمادة وارتباط بعض حاجاتهم بشيء من الموارد الموجودة في عالمنا، فضلا عن سعي بعضهم للتواصل مع الإنسان لتحقيق بعض المآرب.
كما ذكرت هذه العملية مرهقة للجني، لكنها مبنية على آلية معينة تحتاج لتمرين ورياضة .. ولا يستطيع اي منهم التجسد مالم يصل الى مرحلة عمرية معينة ويمارس تدريبا على ذلك .. هذا ما يجعلهم يحاولون التجسد مرارا وتكرارا بعيدا عن الناس حتى يتقنوا ذلك.
بل أن قدرة المردة منهم على فعل الخوارق متباينة، كل حسب قوته، ونلمس ذلك في قصة النبي سليمان عندما امتحن العفاريت فيمن يحضر له عرش بلقيس بشكل أسرع.
والقصص الدينية التاريخية يذكر فيها حالات تشكل الجن على شكل انسان او حيوان.
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس