عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 18-07-2024, 07:10 AM   #3
رضا البطاوى
عضو شرف
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 6,891
إفتراضي

وأما من قابلهم فيراف من رسل دينه فقد قال عنهم كتاب الرحلة :
"والملائكة الحارسة لزروشت سبيتاما، كاي فيشتاسب، جاماسب وإسدفاستار بن زردشت، وغيرهم من دعاة الدين وأئمته (4) الذين لم أر أحدًا أبرع وأفضل منهم"
فالأسماء المذكورة أربعة بينما فى روايات المعراج ثمانية أو أكثر وهو تناقض عددى أخر
ونجد أن من يقود الرسول لدخول سماء خلف سماء هو جبريل(ص) كما فى قوله رواية " ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِي فَعَرَجَ بِي إِلَى السَّمَاءِ، فَلَمَّا جَاءَ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا قَالَ جِبْرِيلُ لِخَازِنِ السَّمَاءِ: افْتَحْ، قَالَ مَنْ هَذَا؟ قَالَ هَذَا جِبْرِيلُ قَالَ: مَعَكَ أَحَدٌ قَالَ: مَعِي مُحَمَّدٌ، قَالَ أُرْسِلَ إِلَيْهِ؟ قَالَ: نَعَمْ فَافْتَحْ، .... ثُمَّ عَرَجَ بِي جِبْرِيلُ حَتَّى أَتَى السَّمَاءَ الثَّانِيَةَ، فَقَالَ لِخَازِنِهَا: افْتَحْ، فَقَالَ لَهُ خَازِنُهَا مِثْلَ مَا قَالَ الأَوَّلُ فَفَتَحَ"
بينما رحلة فيراف جعلت فيراف هو من يقود الملائكة من مكان لأخر فى قولها :
الفصل الحادي عشر [الله والملائكة والقادة الروحيون]
13 فقبض سروش التقي وأدار الملاك بيدي (14) وكنت أقودهم من مكان إلى مكان (15)"
ونجد أن حكاية صفات الناس فى النار لا تتوافق فى أى جريمة ذكرت فى الاثنين فمثلا قالت رحلة فيراف فى جريمة الأكاذيب والوقيعة بين الناس :
الفصل 33
1
ورأيت أيضًا روح رجل (2) قضمت دودة لسانه
3
فسألت: ما الخطيئة التي ارتكبها هذا الجسد؟
4
قال سروش التقي وأدار الملاك (5) هكذا: "هذه هي روح ذلك الرجل الشرير الذي تكلم في العالم بأكاذيب وأكاذيب كثيرة؛ (6) وبذلك انتشر الكثير من الأذى والضرر بين جميع المخلوقات"
هنا عقاب الكاذب الموقع قضم دودة للسانه بينما فى الرواية عقاب الكاذب أنه له أظافر نحاسية يجرح بها وجهه وصدره كما فى الرواية التالية :
4878/ 1 - حدَّثنا محمَّد بنُ المصفى، حدَّثنا بقيةُ وأبو المغيرة، قالا: حدَّثنا صفوانُ، حدَّثني راشدُ بنُ سعدٍ وعبدُ الرحمن بنُ جبير عن أنسِ بنِ مالك، قال: قال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: "لما عُرج بي مررتُ بقوم لهم أظفارٌ من نُحاسٍ يخمُشونَ بها وجُوهَهُم وصدُورَهُم، فقلت: مَن هؤلاء يا جبريلُ؟ قال: هؤلاء الذين يأكلُون لحومَ الناس، ويقعونَ في أعراضِهِم"
سنن ابن ماجة
وفى رواية أخرى لفيراف عقاب الكاذب تعليق لسان الكاذب على ظاهر فكه وقضمه من المخلوقات الضارة وهو قول الرحلة :
"الفصل 29
1
ورأيت أيضًا روح رجل (2) لسانه معلقًا على ظاهر فكه، وكان يقضم دائمًا من المخلوقات الضارة (خرافستار)
3
فسألت: ما الخطيئة التي ارتكبها هذا الجسد الذي تعاني روحه من هذا العقاب؟
4
قال سروش التقي وأدار الملاك (5) هكذا: "هذه هي روح ذلك الرجل الذي في العالم ارتكب الافتراء وورط الناس بعضهم مع بعض؛ (6) وهربت روحه في النهاية إلى الجحيم"
وكلا العقوبتين لا تتفقان مع عقوبة الرواية
وأما واكل المال بالباطل كالربا فهو عند فيراف يمدد على رف من الرأس حتى القدم ويدوس عليه الشياطين ويضربونه ضربا مبرحا فى قول الرحلة :
"الفصل 31
1
ورأيت أيضًا روح رجل (2) بقي ممدودًا على رف من رأسه إلى قدمه؛ (3) وداس عليه ألف شيطان، وضربوه بوحشية وعنف عظيمين
4
فسألت: ما الخطيئة التي ارتكبها هذا الجسد؟
5
قال سروش التقي وأدار الملاك (6) هكذا: "هذه هي روح ذلك الرجل الشرير الذي جمع في العالم ثروة كثيرة؛ (7) ولم يأكلها بنفسه، ولم يعطه أو يسمح له بنصيب؛ ولكن احتفظ بها في المتجر"
وأما فى الرواية فعقابهم امتداد بطونهم كالبيوت تسير فيها الثعابين التى ترى من خارج البطن وهو قول الرواية :
2273 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي الصَّلْتِ عنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "أَتَيْتُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي عَلَى قَوْمٍ بُطُونُهُمْ كَالْبُيُوتِ، فِيهَا الْحَيَّاتُ تُرَى مِنْ خَارِجِ بُطُونِهِمْ، فَقُلْتُ: مَنْ هَؤُلَاءِ يَا جبريل؟ قَالَ: هَؤُلَاءِ أَكَلَةُ الرِّبَا"
ومن ثم يتبين أن لا مجال للتشابه بين الروايات وبيت رحلة فيراف فى شىء فالجامع بين الاثنين هو صعود أحدهم للسماء ورؤيته لما فى الجنة والنار وأما كل التفاصيل فلا توجد تفصيلة واحدة اتفقوا عليها
والعجيب أن يقال :
أن رحلة فيراف تمت السرقة منها وهى مؤلف فى القرن الثانى الهجرى حسب التاريخ المعروف ومن ثم كاتب رحلة فيراف المفروض أن يكون هو السارق لأن الروايات سبقته زمنيا وليس العكس
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس