عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 13-08-2024, 02:41 PM   #2
رضا البطاوى
عضو شرف
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 6,891
إفتراضي

كذلك من هذه الأعذار: التأويل: والتأويل من معانيه: هو تفسير النصوص الشرعية على غير مدلولها الشرعي الصحيح، ولكن يشترط هنا كونه من التأويل السائغ، وهو ما لا يعود على الدين بالإبطال، ويكون مقبولا في لغة العرب، ويكون قاله قاصداً أن يصيب الحق، وقاله وفق قواعد العلم، ومثل هؤلاء لهم أعذار في وقوعهم في التأويل
و يدل عليه قوله صلى الله عليه وسلم: (وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَتَفْتَرِقَنَّ أُمَّتِي عَلَى ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، وَاحِدَةٌ فِي الْجَنَّةِ، وَثِنْتَانِ وَسَبْعُونَ فِي النَّارِ، ) قال أبو سليمان الخطابي: فيه دلالة على أن هذه الفرق كلها غير خارجين من الدين؛ إذ النبي صلى الله عليه وسلم جعلهم كلهم من أمته، وفيه: أن المتأول لا يخرج من الملة، وإن أخطأ في تأوله
ومن الأعذر فى مسألة التكفير:- مسألة الجهل: كما حديث الرجل الذى شك في قدرة الله -تعالى-على أن يجمعه بعد حرقه، والحديث الذي في الصحيحين: أن ذلك الرجل قال: " {إذا أنا مت فأحرقوني ثم اسحقوني، ثم ذروني في اليم، فوالله لئن قدر الله عليَّ ليعذبني عذاباً ما عذبه أحدا من العالمين، ففعلوا به ذلك فقال الله له: ما حملك على ما فعلت قال خشيتك: فغفر له} قال شيخ الاسلام ابن تيمية: فهذا رجل شك في قدرة الله وفي إعادته إذا ذُريَّ، بل اعتقد أنه لا يعاد، وهذا كفر باتفاق المسلمين، لكن كان جاهلاً، لا يعلم ذلك، وكان مؤمنا يخاف الله أن يعاقبه فغفر له بذلك والمتأول من أهل الاجتهاد الحريص على متابعة الرسول أولى بالمغفرة من مثل هذا
ومن السنة: حديث أربعه لهم الحجة يوم القيامة: عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: " أَرْبَعَةٌ يَحْتَجُّونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: ومنهم َرَجُلٌ مَاتَ فِي الْفَتْرَةِ، فَيَقُولُ: رَبِّ، مَا أَتَانِي لَكَ رَسُولٌ ) وقال رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -" لَا يَسْمَعُ بِي أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ وَلَا يَهُودِيٌّ وَلَا نَصْرَانِيٌّ، وَمَاتَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ، إِلَّا كَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ» -- قال شيخ الاسلام ابن تيميه:- لهذا كنت أقول للجهمية من الحلولية والنفاة الذين نفوا أن الله تعالى فوق العرش، لما وقعت محنتهم: أنا لو وافقتكم كنت كافراً؛ لأني أعلم أن قولكم كفر، وأنتم عندي لا تكفرون، لأنكم جهال " >>> وقال رحمه الله: " فإنا بعد معرفة ما جاء به الرسول نعلم بالضرورة أنه لم يشرع لأمته أن تدعو أحداً من الأموات،، لا بلفظ الاستغاثة ولا بغيرها، كما أنه لم يشرع لأمته السجود لميت ولا لغير ميت ونحو ذلك بل نعلم أن ذلك من الشرك الذي حرمه الله تعالى ورسوله، لكن لغلبة الجهل وقلة العلم بآثار الرسالة في كثير من المتأخرين لم يمكن تكفيرهم بذلك، حتى يتبين لهم ما جاء به الرسول - صلى الله عليه وسلم " ** قال ابن القيم: "وأما كفر الجهل مع عدم قيام الحجة، وعدم التمكن من معرفتها، فهذا الذي نفى الله التعذيب عنه حتى تقوم حجة الرسل
قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب: وإذا كنا: لا نكفّر من عبد الصّنم، الذي على عبد القادر، و الصّنم الذي على قبر أحمد البدوي، وأمثالهما لأجل جهلهم وعدم من ينبّههم "
ورجع الرجل إلى الحديث مشيرا إلى كلمة تهد الحديث كله وتجعله كأن لم يكن فقال :
"عودٌ إلي حديث الباب: فهؤلاء جمع من الصحابة-رضي الله عنهم - كانوا حدثاء عهد بكفر، وكان التبرك بالأشجار والاحجار والأصنام مما توارثوه عن الجاهلية، فكان عذرهم في هذا المطلب إنما هو الجهل الناشيء عن حداثة العهد بالإسلام فطلبوا أمراً من الشرك بمكان، والصحابى يذكر عذراً فى سياق الكلام، حيث قال: ((((ونحن حدثاء عهد بكفر )) فعذرهم النبى-صلى الله عليه وسلم- فى ذلك لجهلهم، لأنهم كانوا حدثاء عهد بكفر قال شيخ الإسلام ابن تيمية: اتفق الأئمة على أن من نشأ ببادية بعيدة عن أهل العلم والإيمان وكان حديث العهد بالإسلام فأنكر شيئا من هذه الأحكام الظاهرة المتواترة فإنه لا يحكم بكفره حتى يعرف ما جاء به الرسول ** فهذا يفيد أن المسلم المجتهد إذا تكلم بكلام كفر وهو لا يدري فنبه على ذلك فتاب من ساعته أنه لا يكفر كما فعل بنو إسرائيل والذين سألوا النبي صلى الله عليه وسلم فرع: مسألة العذر بالجهل ليس على اطلاقها، فليس كل جاهل يكون معذوراً بجهله، بل المسألة تختلف بحسب حال الجاهل وحال المجهول " * أ) بحسب حال الجاهل: وهو الشخص، فالشخص الذى نشأ فى بادية ليس فيها علم منتشر، أو يكون حديث عهد بالإسلام كأصحاب هذا الحديث، أو قد يكون سعى فى طلب العلم فجانبه الصواب، فهذا الشخص يكون معذوراً بجهله، بخلاف شخص آخر فرَّط فى العلم الشرعي، أو يأتيه الدليل فيعاند و يجادل فيه، أو يُعرض عنه كقوله تعالى (((وَالَّذِينَ كَفَرُوا عَمَّا أُنْذِرُوا مُعْرِضُونَ)) فالحكم في هذين مختلف"
قطعا ما يجعل الحديث كذب هو جملة "وَنَحْنُ حُدَيثو عَهْدٍ بِكُفْرٍ "أو "ونحن حدثاء عهد بكفر "
فهم ليسوا حدثاء عهد بالكفر بل بالإسلام لأنهم أسلموا يوم الفتح فهم قدماء فى الكفر
فالمتكلم وهو أبو واقد الليثى ليس من مسلمة الفتح وإنما الرجل مهاجر قديم كما فى قول كتاب الاصابة فى معرفة الصحابة :
"أبو واقد الليثي.
مختلف في اسمه قيل الحارث بن مالك وقيل ابن عوف وقيل عوف بن الحارث بن أسيد بن جابر بن عبد مناة بن شجع بن عامر بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن علي بن كنانة كان حليف بن أسد قال البخاري وابن حبان والباوردي وأبو أحمد الحاكم: شهد بدراً وقال أبو عمر: قيل شهد بدراً ولا يثبت.
وقال ابن سعد: أسلم قديماً وكان يحمل لواء بني ليث وضمرة وسعد بن بكر يوم الفتح وحنين وفي غزوة تبوك يستنفر بني ليث وكان خرج إلى مكة فجاور بها سنة فمات. وقال في موضع آخر: دفن في مقبرة المهاجرين"
والغريب هو أن كتاب الاصابة اعتبره أيضا من مسلمة الفتح فقال :
"قد نص الزهري على أنه أسلم يوم الفتح وأسند ذلك عن سنان بن أبي سنان الدئلي أخرجه ابن منده بسند صحيح إلى الزهري ومستند من قال: أنه شهد بدراً ما أورده يونس بن بكير في مغازي ابن إسحاق عنه عن أبيه عن رجال من بني مازن عن أبي واقد قال: إني لأتبع رجلاً من المشركين يوم بدر لأضربه بسيفي فوقع رأسه قبل أن يصل إليه سيفي فعرفت أن غيري قد قتله.
ويعارض قول من قال إنه شهد بدراً ما ذكره الواقدي أنه مات سنة ثمان وستين وله خمس وسبعون فإنه يقتضي أنه ولد بعد وقعة بدر. وقيل: مات ابن خمس وسبعين سنة فعلى هذا يكون في وقعة بدر ابن اثنتي عشرة سنة وعلى هذا ينطبق قول أبي حسان الزيادي إنه ولد في السنة التي ولد فيها ابن عباس."
والكلام فيه متناقض كما أن الكلام فى ذات أنواط نفسها متناقض فى الروايات فهى مرة لهوازن ومرة لقريش ومرة للمشركين عامة ومرة لحجاج البيت الحرام
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس