"حجج أخرى للمنكرين:
قالوا لا يوجد نبي إلا حذر أمته الدجال .. وهذا ذكر الحديث الصحيح .. فكيف خفي أمره على موسى ولم يحذر قومه منه .. ونقول قد خفي أمره على موسى مثلما خفي على رسول الله هل ابن صائد هو الدجال أم لا .. فحتى يعلم النبي شيئا غيبيا لابد أن يعلمه الله بالوحي .. فالنبي يحذر قومه أن المسيح الدجال سيظهر .. لكن أن يعرف النبي الدجال لما يراه .. هذا يحتاج إلى وحي .. ولم ينزل الوحي للنبي محمد في شأن ابن صياد .. وبالمثل لم ينزل الوحي لموسى في شأن السامري .. ولكن لما عمل السامري ما عمل بإغواء الناس و رؤية جبريل و أخذ قبضة من أثر فرسه و إلقائها على العجل ليحييه .. عرفه موسى و عرف أنه لن يسلط عليه .. فقال له اذهب .. وهذا يشابه قول الله لإبليس "اذهب فمن تبعك منهم فإن جهنم جزاؤكم جزاء موفورا" .
قالوا كيف تقول أن السامري هو الدجال و السامري لم يدع الألوهية و لم يدع النبوة و ليس أعورا .. و نقول أن هذه الصفات كلها هي صفات للدجال حين خروجه في آخر الزمان ..
.. جاء في الحديث الصحيح " الدجال ليس به خفاء إنه يجيء من قبل المشرق فيدعو لي فيتبع وينصب للناس فيقاتلهم ويظهر عليهم فلا يزال على ذلك حتى يقدم الكوفة فيظهر دين الله ويعمل به فيتبع ويُجب على ذلك ثم يقول بعد ذلك إني نبي فيفزع من ذلك كل ذي لب ويفارقه فيمكث بعد حتى يقول أنا الله فتغشى عينه وتقطع أذنه ويكتب بين عينيه كافر فلا يخفى على كل مسلم فيفارقه كل أحد من الخلق في قلبه حبة من خردل من إيمان" "
وما ذكره من كلام الروايات هو كلام بلا أساس فلا وجود للدجال وإلا كان القرآن قد اشار له صراحة أو تلميحا وهو أمر من أمور الغيب لا يعلمه أحد لا رسول ولا غيره لأنه لا يعلم الغيب سوى الله كما قال تعالى :
" وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو "
وأحاديث الدجال بها تناقضات عدة أهمها :
عينه العوراء فمرة يمنى ومرة يسلا ومرة ممسوح العين ومرة مكاوب بين عينيه كافر أو كفر
ما مع الدجال فمرة نهر ماء ونهر نار ومرة معه ماء ونار ومرة معه جبل خبز وماء ومرة ليس معه شىء
ومرة من رأى الدجال تميم الدارى ومرة أولاد عمه ومرة رجال من قومه
وهو ما يثبت كونها أحاديث كاذبة
وتحدث عن دليل صريح وهو عدم خلود أحد قبل عصر النبى الخاتم(ص) وبعده فحاول تضعيف الدليل فقال :
"وقالوا يستحيل أن يكون الدجال هو السامري لأننا لو قبلنا بهذا سنقبل إذن أنه مخلد .. و الله تعالى يقول "وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفإن مت فهم الخالدون"
الخلود هو عدم الموت .. ونحن نثبت للمسيح الدجال أنه سيموت .. سيقتله عيسى عليه السلام .. إذن فهو سيموت .. ليس مخلدا .. إنما هو ذو عمر طويل .. والدليل على عمره الطويل هو حديث الجساسة .. فهو مقيد هناك في تلك الجزيرة منذ 1400 سنة و سيخرج آخر الزمان .. إذن فعمره طويل .. لكنه ليس مخلدا "
أحمد خالد يتناسى أن الآية تقول من قبلك وهو ما يعنى موت كل من عاش قبله والسامرى كان قبله وليس سيمون بعده
أضف إلى ذلك أن السامرى كان كافرا وكل من كفر من الأقوام السابقة تم اهلاكه أى كونه دون استثناء أحد كما قال تعالى :
"وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّن قَرْنٍ هَلْ تُحِسُّ مِنْهُم مِّنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزًا"
وقال:
"وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّن قَرْنٍ هُمْ أَشَدُّ مِنْهُم بَطْشًا فَنَقَّبُوا فِي الْبِلَادِ هَلْ مِن مَّحِيصٍ"
وقال :
" وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلَّا رِجَالًا نُّوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ وَمَا جَعَلْنَاهُمْ جَسَدًا لَّا يَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَمَا كَانُوا خَالِدِينَ ثُمَّ صَدَقْنَاهُمُ الْوَعْدَ فَأَنجَيْنَاهُمْ وَمَن نَّشَاءُ وَأَهْلَكْنَا الْمُسْرِفِينَ"
وقال :
"وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ مِن قَبْلِكُمْ لَمَّا ظَلَمُوا "
فكل هذه الآيات وعشرات غيرهم معناها متفق في أن الله اهلك كل الكفار على ألأرض قبل هصر نحمد(ص)
وتحدث عن لوحة لقاها أحدهم ولم يشاهدها أحد من الناس غيره فقال منتقدا كلامه :
"أما بالنسبة للمحاضرة الخاصة بأحمد عبد الكريم الجوهري و كشفه لقطعة أثرية يقول أنها تمثل سيدنا موسى ولما تقلبها تمثل الدجال .. فهذا لا نصدق بها ونعارضه أشد المعارضة .. ولا نعتبرها دليلا على هذه المسألة ولا على أي مسألة أخرى .. لأن حججه ضعيفة جدا وواهية و تعطي الموضوع سطحية كبيرة .. فهو يقول أنها منحوتة منذ العهود القديمة و منحوت عليها الدجال الأعور .. ما الدليل أنه الدجال ؟ أنه أعور ؟ وكيف عرف القدماء أن الدجال أعور و هذه أصلا صفة لم يذكرها إلا رسول الله محمد فقط و لم يذكرها نبي قبله .. جاء في الحديث الصحيح "ألا أحدثكم جديثا عن الدجال ما حدث به نبي قبلي قومه ؟ إنه أعور " وكيف عرف القدماء أنه أعور و الدجال أصلا لن يصاب بالعور إلا عندما يخرج في آخر الزمان .. بنص الحديث الذي ذكرته قبلا "
وفاجانا أحمد خالد لكارثة من كوارث بحثه وهى أن من ربى السامرة هو جبريل(ص) فقال :
"جبريل يربي السامري:
لمن يسأل ما الدليل على أن جبريل هو الذي ربى السامري .. أقول أن هذا جاء في أغلب كتب التفسير ..
جاء فى تفسير القرطبى : روى فى قصص العجل ان السامرى واسمه موسى بن ظفر وينسب الى قريه تدعى سامرة ، ولد عام قتل الابناء واخفته امه فى كهف جبل فغذاه جبريل عليه السلام فعرفه بذلك فاخذ حين عبر البحر على فرس وديق ليتقدم فرعون فى البحر -قبضه من اثر الرسول ، وهو معنى قوله: فقبضت قبضه من اثر الرسول .
وجاء فى تفسير الرازى : واختلفو فى ان السامرى كيف اختص برؤيه جبريل عليه السلام ومعرفته من بين سائر البشر .فقال ابن عباس فى روايه الكلبى انما عرفه لانه راه من صغرة وحفظه من القتل حين امرفرعون بقتل اولاد بنى اسرائيل
وجاء فى النكت والعيون للماوردى : ذكر ابن عباس ان السامرى كان من قوم يعبدون البقر فكان حب ذلك لنفسه بعد اظهارة للاسلام وكان قد عرف جبريل لان امه حين خافت عليه ان يذبح خلفته فى غار واطبقت عليه وكان حبريل ياتيه فيغذيه باصبعه فلما راه حين عبر البحر عرفه فقبض قبضه من اثر فرسه وكان ابن مسعود يقرا:فقبضت قبضه من اثر الرسول "
وكل هذا كلام لا يمت للوحى بصلة فهو مجرد روايات ليس عليها أى دليل وإنما البراهين في القرآن تنفيها لأن الملائكة لا تنزل الأرض لأنها تخاف من نزولها ولا تطمئن كما قال تعالى :
"قُل لَّوْ كَانَ فِي الْأَرْضِ مَلَائِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنَا عَلَيْهِم مِّنَ السَّمَاءِ مَلَكًا رَّسُولًا"
|