عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 13-10-2024, 07:02 AM   #3
رضا البطاوى
عضو شرف
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 6,897
إفتراضي

وهؤلاء يشهدون بأن رسول الله قال في علي: «أنا دار الحكمة وعلي بابها» .
فإذا كان رسول الله يقول في حق علي هكذا، وهم يروون هذا الحديث، فهل علي المتمكن من إقامة الحجج والبراهين على حقية هذا الدين ودفع الشبه، أو غيره الذي لم يرد مثل هذا الحديث في حقه؟
أنت تبين لامتي ما اختلفوا فيه من بعدي:
والاظهر من هذا قوله لعلي: «أنت تبين لامتي ما اختلفوا فيه من بعدي».
فقد نصب عليا للحكم بيننا في كل ما اختلفنا فيه، من أمور ديننا ودنيانا.
وهذا الحديث يرويه:

1 ـ الحاكم النيسابوري، ويصححه.
2 ـ ابن عساكر، في تاريخ دمشق.
3 ـ الديلمي.
4 ـ السيوطي.
5 ـ المتقي الهندي.
6 ـ المناوي.
وجماعة آخرون يروون هذا الحديث .
ولم يرد مثل هذا الحديث في حق غير علي.
علي هو الاذن الواعية:
وأيضا، لما نزل قوله تعالى: (وتعيها أذن واعية) نرى رسول الله يقول: بأن عليا هو الأذن الواعية.
فيكون علي وعاء لكل ما أنزل الله سبحانه وتعالى، يكون وعاء لجميع الحقائق، يكون واعيا لجميع الأمور.
وهذا الحديث تجدونه في:

1 ـ تفسير الطبري.
2 ـ تفسير الكشاف.
3 ـ تفسير الرازي.
4 ـ الدر المنثور، حيث يرويه السيوطي هناك عن: سعيد بن منصور، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه، وابن عساكر، والواحدي، وابن النجار.
وتجدونه أيضا في:
5 ـ حلية الأولياء.
6 ـ مجمع الزوائد.
وفي غير هذه الكتب .
أقضاكم علي:
ويقول رسول الله: «أقضاكم علي».
وكنا نحتاج إلى الإمام لرفع الخصومات كما ذكر صاحب شرح المواقف، كنا نحتاج إليه لرفع الخصومات والتنازعات والخلافات بين الناس، ورسول الله يقول: «علي أقضاكم».

ولم يرد مثل هذا الكلام في حق غير علي.
فما ذنبنا إن قلنا بأن عليا هو المتعين للإمامة حتى لو كان الأمر موكولا إلى الأمة، حتى لو كان الأمر مفوضا إلى اختيار الناس؟ كان عليهم أن يختاروا عليا، لأن هذه هي الضوابط التي قرروها في علم الكلام، وقالوا: بأن هذه الصفات هي صفات مجمع على اعتبارهم في الإمام.
وحديث «أقضاكم علي» تجدونه في:
1 ـ صحيح البخاري.
2 ـ مسند أحمد.
3 ـ المستدرك.
4 ـ سنن ابن ماجه.
5 ـ الطبقات الكبرى.
6 ـ الاستيعاب.
7 ـ سنن البيهقي.
8 ـ مجمع الزوائد.
9 ـ حلية الأولياء.
10 ـ أسد الغابة.
11 ـ الرياض النضرة.

وفي غيرها من الكتب.
هذا فيما يتعلق ـ باختصار ـ بكلمات رسول الله التي يروونها هم، وفيها شهادة رسول الله أو إخبار رسول الله بمقامات علي، وبأنه المتمكن من إقامة الحجج، إقامة البراهين، ودفع الشبه، إن عليا هو المرجع من قبل رسول الله في رفع الخلافات، هو المبين لما اختلف فيه المسلمون بعد رسول الله 6.
كلمات الصحابة في المقام العلمي للإمام علي 7:
وأما كلمات الصحابة فما أكثرها، وإني أنقل لكم نصا من أحد كبار الحفاظ بترجمة أمير المؤمنين ، يشتمل هذا النص على شهادات من كبار الصحابة والتابعين في حق علي من حيث مقامه العلمي.
يقول الحافظ النووي في كتاب تهذيب الأسماء واللغات حيث يترجم لعلي 7:
أحد العلماء الربانيين والشجعان المشهورين والزهاد المذكورين، وأحد السابقين إلى الإسلام ...
إلى أن قال:
أما علمه، فكان من العلوم في المحل العالي، روى عن رسول الله خمسمائة حديث وستة وثمانين حديثا، اتفق البخاري ومسلم منها على عشرين، وانفرد البخاري بتسعة، ومسلم بخمسة عشر، روى عنه بنوه الثلاثة الحسن والحسين ومحمد بن الحنفية، وروى عنه: ابن مسعود، وابن عمر، وابن عباس، وأبو موسى، وعبدالله بن جعفر، وعبدالله بن الزبير، وأبو سعيد، وزيد بن أرقم، وجابر بن عبدالله، وروى عنه من التابعين خلائق مشهورون.
ونقلوا عن ابن مسعود قال: كنا نتحدث أن أقضى المدينة علي.
قال ابن المسيب: ما كان أحد يقول: سلوني غير علي.
وقال ابن عباس: أعطي علي تسعة أعشار العلم، ووالله لقد شاركهم في العشر الباقي.
قال ابن عباس: وإذا ثبت لنا الشيء عن علي لم نعدل إلى غيره.
ثم يقول النووي:
وسؤال كبار الصحابة ـ متى قالوا كبار الصحابة فمقصودهم المشايخ الثلاثة وغيرهم من العشرة المبشرة، هذه الطبقة ـ ورجوعهم إلى فتاواه وأقواله في المواطن الكثيرة والمسائلالمعضلات، مشهور» .
فإذا كان كبار الصحابة يرجعون إلى علي في معضلاتهم، ويأخذون بقوله ولم نجد ـ ولا موردا واحدا ـ رجع فيه علي إلى واحد منهم، أو احتاج إلى الاخذ عن أحدهم، فماذا يحكم عقلنا؟ وكيف تحكمون؟

عدم رجوع الإمام علي إلى أحد من الصحابة:
ويشهد بعدم رجوع علي إلى أحد منهم، ورجوع غير واحد منهم إلى علي في المعضلات كما نص النووي، يشهد بذلك موارد كثيرة ـ يذكرها ابن حزم الأندلسي في كلام له طويل ـ فيها جهل الصحابة وكبار الأصحاب بمسائل الدين، ورجوعهم إلى غيرهم، وليس في ذلك الكلام الطويل لابن حزم ـ ولا مورد واحد ـ يذكر رجوع علي إلى أحد من القوم.
يقول ابن حزم:
ووجدناهم ـ أي الصحابة ـ يقرون ويعترفون بأنهم لم يبلغهم كثير من السنن، وهكذا الحديث المشهور عن أبي هريرة ـ لاحظوا هذا الحديث المشهور عن أبي هريرة ـ يقول: إن إخواني من المهاجرين كان يشغلهم الصفق بالأسواق، وإن إخواني من الأنصار كان يشغلهم القيام على أموالهم».
وعلي ما شغله الصفق في الأسواق، ولم يشغله القيام بأمواله، وإنما لازم رسول الله ليلا ونهارا.
يقول ابن حزم:
وهذا أبو بكر لم يعرف فرض ميراث الجدة وعرفه محمد بن مسلمة والمغيرة بن شعبة [فاحتاج مثل أبي بكر إلى المغيرة بن شعبة في حكم شرعي!!] وهذا أبو بكر سأل عائشة في كم كفن كفن رسول الله ».
وهكذا يذكر موارد أخرى عنه، حيث جهل القضايا ورجع إلى غيره.
ثم يقول:
وهذا عمر يقول في حديث الاستئذان: أخفي علي، ألهاني الصفق في الأسواق، وقد جهل أيضا أمر إملاص المرأة وعرفه غيره، وغضب على عيينة بن حصن حتى ذكره الحر بن قيس، وخفي عليه أمر رسول الله بإجلاء اليهود، وخفي على أبي بكر قبله، وخفي على عمر أمره بترك الإقدام على الوباء وعرف ذلك

عبد الرحمن بن عوف، وسأل عمر أبا واقد الليثي عما كان يقرأ به رسول الله [وهذا طريف جدا] في صلاتي الفطر والأضحى، هذا وقد صلاهما رسول الله أعواما كثيرة.

رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس