عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 20-10-2024, 10:07 AM   #3
رضا البطاوى
عضو شرف
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 6,894
إفتراضي

وأنفذ الوليد الخليفة الأموي رجلا مجوسيا، ليبني له على الكعبة مشربة للخمر كما أنه قد ذهب في عهد هشام إلى مكة، ومعه خمر، وقبة ديباج على قدر الكعبة، وأراد أن ينصبها عليها، ويجلس فيها، فخوفه أصحابه من ثورة الناس، حتى امتنع.
وبالنسبة لمقام إبراهيم، فلقد كان الحجاج يريد أن يضع رجله عليه، فيمنعه ابن الحنفية ويزجره.
وكان خالد القسري يمسي زمزم أم الجعلان، وله أيضا قضايا صريحة في إهانة الكعبة الشريفة. وتتبع أمثال هذه الموارد لا مجال له في عجالة كهذه.
الاتجاه الثاني: تعظيم خصوم الإسلام:
وإذا كنا نعلم، أن من عادة الناس إذا أرادوا تكريم شخص، وتخليد اسمه، معظما ممجدا: أن يطلقوا اسمه على إحدى المؤسسات أو الجامعات، أو على أحد الشوارع الرئيسية، وما إلى ذلك مما يدخل في هذا المجال.
فإن أبا سفيان بن حرب، الرجل الذي أنفق عمره، وكل ما قدر عليه من نفيس وعزيز في حرب الإسلام، ونبي الإسلام صلى الله عليه وآله وسلم. وإن كان قد أعلن ـ مكرها ـ بالشهادتين في فتح مكة ـ أن أبا سفيان هذا ـ لم يقدم للإسلام، ولا للمسلمين أية خدمة أو نفع يذكر، يستحق به تعظيما، وتمجيدا، دون سائر الصحابة الأخيار، الذين قدموا كل نفيس وعزيز في سبيل إعزاز هذا الدين، وظهور الإسلام على أعدائه ومناوئيه.
ولكننا نجد أن أبا سفيان هذا يستأثر من حكام الحجاز بكل عناية وتقدير، واهتمام، فيطلقون اسمه على أحد الشوارع الرئيسية في مكة، التي انطلق منها لمحاربة هذا الدين، والقضاء عليه في مهده.
والغريب الملفت هنا: أن هذا الشارع يقع في منطقة شعب أبي طالب، ناصر النبي الأعظم(ص)، والمدافع عن الإسلام والمسلمين بلسانه، ويده، وبكل ما يملك.
وهب أن لهم بعض العذر في تعظيمهم لأبي سفيان، لأنه جد سلفهم وإمامهم يزيد الطاغية، قاتل الحسين ومفتعل وقعة الحرة، ومنتهك حرمة البيت، والذي يصدرون الكتب في تعظيمه، والدفاع عنه.
ولكن ليت شعري، بماذا يكون الاعتذار عنهم في تعظيمهم لأعدى أعداء الدين وأشد الناس على نبي الإسلام، أعني أبا لهب، الذي نزلت فيه سورة قرآنية كاملة، لتخلد ذمه وتعلن خزيه، ولتبقى قرآنا يتلى على مر السنين والدهور ؟!
نعم.. بماذا يمكن الاعتذار عنهم على إطلاقهم اسم أبي لهب اللعين هذا على أحد الشوارع الرئيسية في أقدس بلد، يريد الله له أن يكون رمزا للسلام والإسلام، وللإيمان والتقوى، والنبل والفضيلة والطهر، والهداية. وما هو وجه التناسب بين هذا البلد الإلهي المقدس، وبين أبي لهب المشرك عدو الله والدين والإنسانية ؟
الاتجاه الثالث: الجرائم والموبقات:
أما فيما يرتبط بما يتمتع به هؤلاء من استقامة وتقوى، على صعيد العمل والممارسة. فإننا نجدهم أيضا أبعد ما يكونون عن روح التقوى، والعمل الصالح.
والغريب في الأمر: أنهم مهما حاولوا إخفاء هذه الحقيقة، فإنها تأبى إلا شيوعا وانتشارا وقد ظهر ولا يزال يظهر الكثير من تلكم الأفاعيل، على صفحات الجرائد والمجلات العالمية، ومختلف وسائل الإعلام الاخرى.
وبالنسبة إلى التحلل الأخلاقي:
فقد نشرت وثائق كثيرة ومصورة، لكثير من تصرفاتهم المائعة والخليعة، والمنافية لأخلاقيات الإسلام ولتعاليمه السامية.

حتى لقد نشر في بعضها وعلى شاشات التلفزيون أيضا صور حية للملك الحالي لهذه الفئة، وهو يضع الصليب في عنقه، إلى جانب زملائه الصليبيين الحاقدين، من حكام بريطانيا الشر والبلاء والفساد.
هذا عدا عما نشر في كتاب تاريخ آل سعود وكتاب اليماني وآل سعود وغير ذلك من وثائق وحقائق، ولسنا هنا في صدد تتبع واستقصاء ذلك.
وفيما يرتبط بموادة زعماء هذه الفئة، وحكامها، لمن حاد الله سبحانه، وتوليهم لأعدائه، وشدتهم وحربهم لأولياء الله تعالى، منذ ظهور دعوتهم، ونشوء دولتهم، وكذلك تفريطهم بفلسطين، حتى وقعت بأيدي شذاذ الآفاق من اليهود، فإن ذلك لا يخفى على أي مراجع لتاريخ دعوتهم، ودولتهم وسائر مواقفهم سابقا ولاحقا. ولذا فلا نرى حاجة للإفاضة فيه.
وأما عن جرائمهم وموبقاتهم وولوغهم في دماء الناس. فتلك حدث عنها ولا حرج، ولا نريد أن نستوعب كل ما سجله التاريخ في هذا المجال. فإنه مما يحتاج إلى مؤلف، بل إلى مؤلفات مستقلة ولكننا نكتفي بالتذكير هنا بما فعلوه في الطائف، حينما دخلوا إليها عنوة في سنة 1217ه.ق، فقتلوا الناس قتلا عاما حتى الأطفال وكانوا يذبحون الطفل الرضيع على صدر أمه، وفتشوا عمن توارى في البيوت، وقتلوه وقتلوا من في المساجد، وهم في الصلاة، وبقيت جماعة تقاوم، تزيد على المائتين وعشرين رجلا، فأعطوهم الأمان، فلما تمكنوا منهم قتلوهم أيضا.
وكذلك فعلوا بهذا البلد مرة أخرى في سنة 1342ه.ق بالإضافة إلى أنهم قد قتلوا أهل ينبع أيضا.
الاتجاه الرابع: الوهابية، وأمن مكة:
إن هؤلاء اللذين استولوا بالقوة والقهر على الحرمين الشريفين، بعد أن عانى أهلهما منهم الأمرين، وهلك الكثيرون من أهل مكة جوعا، عدا من قتل منهم، بسبب حصارهم لها، حسبما قدمناه.
إن هؤلاء، كانوا ولا يزالون، لا يتقون الله في حجاج بيت الله الحرام، وزائري حرم رسول الله (ص)
ولم ينس الناس بعد، ما فعلوه في أوائل دعوتهم، واشتداد شوكتهم، بحجاج اليمن حيث قتلوهم، وكانوا زهاء ألف حاج، غيلة وغدرا، ولم ينج منهم سوى رجلين أخبرا بما كان.
كما لم ينس الناس قتلهم ونهبهم للوافدين إلى مكة، ثم منعهم الناس من الحج، لعدة سنوات، حينما سيطروا على مكة المكرمة، حسبما أسلفناه.
كما أنهم قد قتلوا جملة من بني شيبة، سدنة البيت، كانوا مصطافين في الطائف في سنة 1342ه.ق، إلى غير ذلك من جرائم ارتكبوها، وعظائم اقترفوها، لسنا في مجال تفصيلها هنا.
وكذلك.. فإن حجاج بيت الله تعالى، لا يزالون يعانون الكثير من الإهانات، والشتائم، بل والضرب المبرح في أحيان كثيرة، إن لم ينته الأمر في بعضهم إلى القتل لممارستهم شعائرهم الدينية، وعدم قبولهم بما يريد هؤلاء إجبارهم عليه بالقهر والجبروت، مما لا اساس له من عقل أو شرع، وإنما يستند إلى محض ترهات وأباطيل. وعلى أساس هذه الأباطيل والترهات، تراهم يعتبرون كل من خالفهم بالرأي، أو بالمذهب مشركا حلال الدم، ويمكنهم ممارسة شتى أنواع الظلم والاضطهاد، وحتى القتل ضده، دونما وازع أو رادع.

وبالأمس القريب وفي سنة 1400ه.ق قد هتكوا حرمة المسجد الحرام، وقتلوا من قتلوا، وفعلوا الأفاعيل، في قضية اعتصام جهيمان القيسي وصحبه، مع نسائهم وأطفالهم بالحرم المكي الشريف، وقد اقتحمت الحرم الشريف فرقة فرنسية بقيادة الكابتن (بول باريل) بعد حصار دام أسبوعين، وقتال دام أكثر من ثلاثة أسابيع.
ثم ارتبكوا أخيرا جريمتهم النكراء، التي لم يجرأ على ارتكاب مثلها في رحاب الحرم الشريف أعتى الطواغيت، وأشر السفاحين، عبر العصور حين قتلوا بصورة فظيعة ومريعة المئات وجرحوا الألوف من المؤمنين الذين لا ذنب لهم، إلا أن يقولوا: ربنا الله وحده، وإلا إنهم يرفعون شعار البراءة من المشركين، ومن اعداء الله سبحانه، تأسيا منهم برسول الإسلام الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم، الذي أرسل مبعوثة إلى مكة، ليعلن براءة الله ورسوله من المشركين، في قضية تبليغ سورة براءة المعروفة لدى كل احد.
فيتضح من مجموع ما تقدم: أن أولئك الذين يبيحون لأنفسهم ارتكاب أقبح الجرائم وأفظعها، وأعظم الموبقات وأبشعها، في حق المسلمين الأخيار، والأتقياء الأبرار، في الشهر الحرام، وفي البلد الحرام إن هؤلاء ـ لا يملكون التقوى التي تؤهلهم لأن يتولوا بيت الله، وحرمه الآمن، لاسيما وانهم أيضا: لا يتورعون عن الصد عن سبيل الله وعن مقدساته، ومهابط وحيه، ويصدون الناس عن المسجد الحرام، ويظلمون الناس فيه أسوأ الظلم وأفحشه.
وقد أصدر الله سبحانه حكمه الصريح والقاطع في حق هؤلاء، وفي حق كل من هو على شاكلتهم حينما قال: ؟وما لهم ألا يعذبهم الله وهم يصدون عن المسجد الحرام وما كانوا أولياءه إن أولياؤه إلا المتقون ولكن أكثرهم لا يعلمون؟ صدق الله العلي العظيم.
مسؤولية المسلمين تجاه الحرمين الشريفين:
أما بالنسبة لمسؤولية المسلمين تجاه الحرمين الشريفين، فإن من الواضح: أن الأهمية البالغة لمكة وحساسية موقعها المصيري والرائد في مستقبل الإسلام، والإيمان والإنسان، حتى على مستوى البشرية جمعاء ليعطينا: أن أي تجاهل، أو تغافل أو تفريط بمكة وبمستقبلها، ليعتبر تفريطا هائلا وبغيضا جدا، يمقته الوجدان، وترفضه الفطرة، ويأباه الفكر والعقل الإنساني، ويراه ضربة مميتة، وخيانة كبرى للدين والإنسان على حد سواء.
ولسنا بعد هذا بحاجة للتذكير بالمسؤولية الشرعية الخطيرة، وما يترتب على ذلك من مؤاخذة، وعذاب أليم. فإن ذلك من أبده البديهيات، وأوضح الواضحات.
ولعل تجاهل بيت الله الحرام، والانصراف عن التفكير بمصيره وعدم الجدية في العمل على إنقاذه، من الحالة التي انتهى إليها، لا يمكن إلا أن يكون أحد الموارد التي ينظر إليها التحذير، الذي روي أن أمير المؤمنين عليه السلام أصدره، حينما قال:
"الله الله، في بيت ربكم، فلا يخلون منكم ما بقيتم، فإنه إن ترك لم تناظروا، وإنه إن خلا منكم لم تنظروا"."

قطعا كله هذا لم يحدث فلا يمكن حدوث أيا من تلك الأحداث فى الكعبة الحقيقية لأن الحرم آمن فلا يمكن قتل أحد فيه كما قال تعالى :
" ومن دخله كان آمنا "
ولا يمكن مس الكعبة بأى سوء لا فى داخلها ولا من خارجها فالله يعاقب كل من يريد دون أن يعمل بعقاب فولاة مؤلم يهلكه كما قال تعالى :
"ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم"
فالكعبة لم تهدم ولم تحرق ولم يبنها أحد فهى قائمة من أول الخلق حتى نهايته كما هى
وتحدث عن التصدى للوهابية فى منعهم البعض من الحج والعمرة فقال :
"الوسائل المتوفرة في مجال التصدي:

وأخيرا فإن المسؤولية الشرعية، تحتم على المسلمين ـ كخطوة أولى ـ أن يقوموا بفضح وتعرية هذه الفئة الباغية والحاقدة، التي تبتز المتقين حقهم في تولي شؤون بيت الله الحرام، وأن يعلنوا براءتهم منها، ومن أفاعيلها وأباطيلها المنافية لتعاليم الإسلام، وتعريف الناس بحقيقة هذا الحكم الإلهي في ولاية حرمه وبيته، الذي صدع به القرآن الكريم، وليظهر ـ من ثم ـ بغي هذه الفئة، وفجورها، وابتزازها حقا ليس لها. وليعرف العالم كله أن هؤلاء لا يمثلون في موقعهم، وفي موقفهم، ومسلكيتهم رأي الإسلام، ولا صفاءه ولا أصالته، ولا هم الأمثولة الصحيحة والسليمة له، ولا التجسيد الحي لمبادئه وأخلاقياته، ومواقفه وأهدافه.
وبعد.. فإن هناك الكثير الكثير من وسائل الضغط والتصدي لهذه الفئة، سياسية منها وغيرها، يمكن الاستفادة منها في مجال إرغامها على التوقف عن الإساءة للإسلام، ولنبيه، ولمقدساته. ولسنا هنا في صدد تقصي ذلك."

وكل الحديث هو عن مساجد ليست هى المساجد الحقيقية وإنما مساجد مزورة تم عملها لاضلالنا عن الحقيقة
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس