عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 11-11-2024, 08:03 AM   #2
رضا البطاوى
عضو شرف
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 6,891
إفتراضي

الحديث المنسوب لابن عمر ليس فيه أى شىء يبين حلال أو حرام فالصوت قد يحرم بسبب الازعاج لأنه كما يقال قد يخرم طبلة الأذن فقد يكون سد أذنه بسبب شدة الصوت وقوته
وتحدث عن أقوال من سماهم أهل العلم ولا قيمة لها مع كلام الله فقال :
"أقوال أهل العلم
قال ابن قدامة: " الملاهي ثلاثة أضرب: محرم، وهو ضرب الأوتار والنايات والمزامير كلها، والعود والطنبور، والمعزفة والرباب، ونحوها، فمن أدام استماعها ردت شهادته " [المغني 10/173].
وقال: " وإذا دعي إلى وليمة فيها منكر، كالخمر والزمر، فأمكنه الإنكار، حضر وأنكر، لأنه يجمع بين واجبين، وإن لم يمكنه لم يحضر " [الكافي 3/118].
وقد عد صاحب كفاية الأخيار - من الشافعية- الملاهي من زمر وغيره منكرا، ويجب على من حضر إنكاره، وقال:
" ولا يسقط عنه الإنكار بحضور فقهاء السوء، فإنهم مفسدون للشريعة، ولا بفقراء الرجس فإنهم جهلة أتباع كل ناعق لا يهتدون بنور العلم ويميلون مع كل ريح. " [كفاية الأخيار في حل غاية الاختصار (2/128) المكتبة العصرية صيدا].
وسئل مالك عن ضرب الطبل والمزمار، ينالك سماعه وتجد له لذة في طريق أو مجلس؟ قال: " فليقم إذا التذ لذلك، إلا أن يكون جلس لحاجة، أو لا يقدر أن يقوم، وأما الطريق فليرجع أو يتقدم." [كتاب الجامع للقيرواني 262].
وقال القاسم: " الغناء من الباطل." [الجامع للقيرواني 262].
وقال الحسن: " إن كان في الوليمة لهو، فلا دعوة لهم. " [الجامع للقيرواني 263].
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: " لا يجوز صنع آلات الملاهي." [المجموع (22/140)].
وقال: " آلات الملاهي، مثل: الطنبور، يجوز إتلافها عند أكثر الفقهاء، وهو مذهب مالك، وأشهر الروايتين عن أحمد." [المجموع (28/113)]. " ولم يذكر عن أحد من أتباع الأئمة في اللهو نزاعا." [11/577].
وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي حصين: أن رجلا كسر طنبور الرجل، فخاصمه إلى شريح فلم يضمنه شيئا - أي لم يوجب عليه القيمة لأنه محرم لا قيمة له-[المصنف (5/395) دار الفكر].
وأفتى البغوي بتحريم بيع جميع آلات اللهو والباطل مثل الطنبور والمزمار والمعازف كلها، ثم قال:
" فإذا طمست الصور، وغيرت آلات اللهو عن حالتها، فيجوز بيع جواهرها وأصولها، فضة كانت أو حديدا أو خشبا أو غيرها." [شرح السنة (8/28)].
والمعازف خمر النفوس، تفعل بالنفوس أعظم مما تفعل حميا الكؤوس. [المجموع 10/417].
ولذلك اتفقت المذاهب الأربعة على تحريم آلات الطرب كلها. [السلسلة الصحيحة للألباني 1/145]."
وكل الأقوال السابقة أقوال بشرية لا قيمة لها فى كتاب الله لأنها تحرم وتحلل بدون نصوص صريحة وحتى الروايات يعارضها كتاب الله
وتحدث عن أن ما استثناه البعض من الدف وما شابه استثناء باطل فقال :
"استثناء باطل
استثنى بعضهم بالإضافة إلى الدف-في النكاح والعيد- الطبل في الحرب، ألحق به بعض المعاصرين الموسيقى العسكرية، ولا وجه لذلك البتة، لأمور:
1. إنه تخصيص لأحاديث التحريم بلا مخصص، سوى مجرد الرأي والإستحسان، وهو باطل.
2. إن المفروض على المسلمين في حالة الحرب، أن يقبلوا بقلوبهم على ربهم، قال تعالى: ((يسئلونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم)) واستعمال الموسيقى يفسد عليهم ذلك، ويصرفهم عن ذكر ربهم. 3. إن استعمالها من عادة الكفار، فلا يجوز التشبه بهم، لاسيما فيما حرمه الله تبارك وتعالى علينا تحريما عاما كالموسيقى. [السلسلة الصحيحة للألباني 1/145]."
مما لاشك فيه أن الحلال والحرام يرتبط بالوحى فالمسموعات إذا كانت باطلة حرم سماعها ولذا فالكلام المغنى إذا كان من رجال وسط رجال ليس فيهم نسوة وكان كلاما طيبا يبين حقا أو يدعو إلى طاعة الله فهو مباح لقوله تعالى :
" وقولوا للناس حسنا "

سواء ارتبط هذا الكلام بألة عزف أو طبل أو لم يرتبط
والآلات يحرم عملها إذا كانت مزعجة تقلق النائمين أو تقلق حتى الصاحين لأن الله حرم ما فيه حرج والمراد ضرر فقال :
" وما جعل عليكم فى الدين من حرج "

ومما لاشك فيه أن كل صور الفناء الحالية محرمة سواء فى وسائل الاعلام أو فى أماكن مخصصة لها
وتحدث عن أن تحليل الآلات بسبب ترقيق الشعور تعليل مريض فقال :
"تعليل عليل
"ويروج البعض للموسيقى والمعازف بأنها ترقق القلوب والشعور، وتنمي العاطفة، وهذا ليس صحيحا، فهي مثيرة للشهوات والأهواء، ولو كانت تفعل ذلك لرققت شعور الموسيقيين وهذبت أخلاقهم، وأكثرهم ممن نعلم انحرافهم وسوء سلوكهم. [تحفة العروس، حاشية (1) صفحة 98]."
فالمطلوب من أى كلام معه عزف أو طبل هو أن يكون كلاما حقا يؤدى لطاعة أو إلى بيان حق أو اضعاف باطل
وانتهى الكبى إلى ما بدأ به من حرمة كل المعازف فقال :
"خاتمة
فلا تغتر أيها القارىء الكريم بما قد تسمع عن بعض المشهورين، من القول بإباحة آلات الطرب والموسيقى، فإنهم والله عن تقليد يفتون، ولهوى الناس اليوم ينصرون، فهؤلاء إذا عرضت لهم مسألة نظروا في أقوال العلماء فيها، ثم أخذوا ما هو الأيسر أو الأقرب إلى تحقيق المصلحة زعموا، دون أن ينظروا موافقة ذلك للدليل من الكتاب والسنة، وكم شرعوا للناس أمورا باسم الشريعة الإسلامية يبرأ الإسلام منها، فإلى الله المشتكى.
فاحرص أيها المسلم أن تعرف إسلامك من كتاب ربك و سنة نبيك صلى الله عليه وسلم، ولا تقل: قال فلان، فإن الحقَّ لا يُعْرَفُ بالرِّجال، بل اعرِفِ الحَقَّ تَعْرِفِ الرِّجَال."
والكلمة الأخيرة كان يجب على الكبى أن يوجهها لنفسه لأنه جعل كلام الرجال هو الحق وهو لا يستند لكلام الله
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس