والحديث هو والسابق ليس فيه تشجيع على المواهب فالآذان حكم مفروض طاعته من المسلمين وليس موهبة ورعى ألغنام هنا ليس موهبة ولا ترك الغلام الشلالة للرسول(ص) موهبة
والحديث لم يحدث لأنه معجزة رآها الناس وهو ما يعارض منع الله الآيات عن الناس كما قال تعالى :
" وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون"
ثم تحدث عن مكافأة المجتهد من الأطفال فروى الأحاديث التالية :
الجائزة للمجتهد منهم
1. عن عبد الله بن الحارث قال كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصف عبد الله وعبيد الله وكثير بن العباس ثم يقول: من سبق إلي فله كذا وكذا قال فيستبقون إليه فيقعون على ظهره وصدره فيقبلهم ويلتزمهم. أخرجه أحمد وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: إسناده حسن.
2. قالت عائشة رضي الله عنها كنا نأخذ الصبيان من الكتاب ليقوموا بنا في شهر رمضان فنعمل لهم القلية أخرجه البيهقي."
قطعا تعويد الطفل على انه مقابل كل عمل نافع منه يكون له مقابل مالى سواء تقبيل أو طعام أو نقود هو تربية خاطئة لم يفعلها النبى(ص) فالمفروض تعويد الطفل على أن جائزته من العمل الصالح هو :
الجزاء الأخروى وهو الجنة
وأما تعويدهم على مكافئات دنيوية فستحدث عملية ربط ولن يتحرك أحد منهم للعمل النافع إلا نادرا طالما لا يوجد مقابل ما
وتحدث عن مدح الأطفال والثناء عليهم عند عمل الأعمال النافعة فنقل الأحاديث التالية :
المدح والثناء على الصبي وإظهار الفرح بنجابته
لما كان الولد في مرحلة الطفولة بحاجة إلى المدح والثناء لترغيبه بالالتزام بالسلوك القويم والأعمال النافعة والأخلاق الفاضلة شرع النبي - صلى الله عليه وسلم - للمربين المدح والثناء على من يستحق ذلك من الأولاد ترغيبا وتشجيعا لهم للمداومة على فعل الخيرات من الأقوال والأفعال والأخلاق.
1. عن عمرو بن سلمة قال: كنا بماء ممر الناس وكان يمر بنا الركبان فنسألهم ما للناس ما للناس ما هذا الرجل فيقولون يزعم أن الله أرسله أوحى إليه أو أوحى الله بكذا فكنت أحفظ ذلك الكلام وكأنما يقر في صدري وكانت العرب تلوم بإسلامهم الفتح فيقولون اتركوه وقومه فإنه إن ظهر عليهم فهو نبي صادق فلما كانت وقعة أهل الفتح بادر كل قوم بإسلامهم وبدر أبي قومي بإسلامهم فلما قدم قال جئتكم والله من عند النبي - صلى الله عليه وسلم - حقا فقال صلوا صلاة كذا في حين كذا وصلوا كذا في حين كذا فإذا حضرت الصلاة فليؤذن أحدكم وليؤمكم أكثركم قرآنا فنظروا فلم يكن أحد أكثر قرآنا مني لما كنت أتلقى من الركبان فقدموني بين أيديهم وأنا بن ست أو سبع سنين وكانت علي بردة كنت إذا سجدت تقلصت عني فقالت امرأة من الحي ألا تغطون عنا است قارئكم فاشتروا فقطعوا لي قميصا فما فرحت بشيء فرحي بذلك القميص. أخرجه البخاري.
2. عن أنس قال: لما قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة أخذ أبو طلحة بيدي فانطلق بي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله إن أنسا غلام كيس فليخدمك قال فخدمته في الحضر والسفر فوالله ما قال لي لشيء صنعته لم صنعت هذا هكذا ولا لشيء لم أصنعه لِمَ لَمْ تصنع هذا هكذا. أخرجه البخاري ومسلم.
3. عن عبد الله بن مسعود قال: كنت غلاما يافعا في غنم لعقبة بن أبي معيط أرعاها فأتى النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر معه فقال: يا غلام هل معك من لبن فقلت نعم ولكني مؤتمن فقال ائتني بشاة لم ينز عليها الفحل فأتيته بعناق أو جذعة فاعتقلها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم جعل يمسح الضرع ويدعو حتى أنزلت فأتاه أبو بكر بصخرة فاحتلب فيها ثم قال لأبي بكر: اشرب فشرب أبو بكر ثم شرب النبي - صلى الله عليه وسلم - بعده ثم قال للضرع اقلص فقلص فعاد كما كان قال ثم أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد فقلت يا رسول الله علمني من هذا الكلام أو من هذا القرآن فمسح رأسي وقال إنك غلام معلم قال فلقد أخذت من فيه سبعين سورة ما نازعني فيها بشر. رواه أحمد ابن حبان وأبو يعلى واللفظ له.
4. عن ابن عمر قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: مثل المؤمن كمثل شجرة خضراء لا يسقط ورقها ولا يتحات فقال القوم هي شجرة كذا هي شجرة كذا فأردت أن أقول هي النخلة وأنا غلام شاب فاستحييت فقال: هي النخلة وعن شعبة حدثنا خبيب بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم عن بن عمر مثله وزاد فحدثت به عمر فقال لو كنت قلتها لكان أحب إلي من كذا وكذا. رواه البخاري. "
والأحاديث الأربعة ليس فيها أى لفظ مدح من النبى(ص) للأطفال أو غيرهم وتعويد الأفال على المدح والثناء هو تعويدهم على معصية نهى الله عنها وهى :
تزكية النفس أو الغير
وفيها قال تعالى :
" فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى"
ومن ثم لا يجب لا مكافأة الأطفال ولا مدحهم على العمل الصالح وإنما تعويدهم على أن المسلم ينال أجره على عمله الصالح فى الآخرة كما قال تعالى :
"لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي"
|