عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 18-12-2024, 08:00 AM   #1
رضا البطاوى
عضو شرف
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 6,967
إفتراضي

وقد اخترع الفقهاء وجود سجن فى الإسلام حيث يتم سجن المستدين الذى لا يسدد المال الذى استدانه
واعتمدوا على رواية تقول :
" لى الواجد يحل عرضه وعقوبته "
ومع كون الرواية ليس فيها لفظ السجن إلا أنهم قالوا أن المراد بالعقوبة هو :
حبس القادر على سداد دينه ويمتنع عن ذلك
ولفظ الحبس رتب الفقهاء عليه مسائل أواها هو :
ما قلناه عن حبس المستدين القادر على سداد الدين
وتحدثوا عن الاحتباس بمعانى أخرى وهى :
حبس مال السفيه عنه وهو جائز فى ألأطفال اليتامى كما قال تعالى :
" ولا تؤتوا السفهاء أموالهم التى جعل الله لكم قياما "
حبس مال من بلغ أرذل العمر عنه والمراد من اصيب بالنسيان الكثير وأو الدائم كما قال تعالى :
"ومنكم من يرد إلى أرذل العمر لكى لا يعلم بعد علم شيئا "
وأما الحجر وهو الحبس على من فى سن ليست كبيرة كالخمسينات والأربعينات والستينات بحجة أنه مجنون فهو ليس بمجنون حتى يتم الحجر عليه طالما يلتزم بطاعات الله فيما يفعل
وقد أدت تلك الأحكام إلى انتحار العديد من هؤلاء الآباء أو إلى جنونهم مع أنهم كانوا عقلاء
فلا يجوز الحجر على الآباء والأمهات فهذا ما لا يتوافق مع قوله تعالى :
" وبالوالدين إحسانا "
فالحجر وهو حبس المال يكون فى مرحلتين فقط :
الطفولة حتى العقل
النسيان فى أواخر العمر
وتحدثوا عن حبس مال البغاة إلى حين توبتهم عن القتال والمسألة هى فى الصلح بين المتقاتلين من المؤمنين كما قال تعالى :
" وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التى تبغى حتى تفىء إلى أمر الله فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون"
وحبس المال المتحدث عنه ليس له وجود فى الآيات فالموجود هو :
قتالهم حتى التوبة وهى الفىء إلى طاعة أحكام الله
وحبس المال قد يؤدى إلى موت أهاليهم من الزوجات والعيال حيث لا يقدرون على شراء طعام لهم فيموت أبرياء
وتحدث الفقهاء عن حالات من الاحتباس مجرمة وهى :
حبس السلع كى تزيد أسعارها وهو ما :
الاحتكار
وهو أمر محرم لأن الله وضع حدا أعلى للربح فى أى سلعة دون منعها عن الغير وهو :
ألا يزيد عن ضعف تكلفتها فقال :
" لا تأكلوا الربا أضعافا مضاعفة "
والمعنى ولا تزيدوا الأرباح أضعافا كثيرة
كما تحدثوا عن حبس العون والمراد :
حبس الأشياء التى يستعيرها الناس بينهم وبين بعض لقضاء منفعة وقتية ثم يردونها
وهو أمر محرم لوجول التعاون على الخير كما قال تعالى :
" وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان "
حبس الرهن والمراد أن المرتهن لا يعيد الشىء المرهون لصاحبه لعدم سداد صاحبه للمال الذى أخذه منه والأولى أن المرتهن يخير الراهن بين بيع الشىء وأخذ حقه واعطاءه الباقى أو سداد المال وذلك بعد المدة التى اتفقوا عليها
وتحدث الفقهاء عن أحوال للناس وغيرهم سموها حبسا مثل :
أن الزوجة محبوسة فى بيت الزوجية وهو تعبير ليس مقبولا فالزوجة ليست محبوسة وإنما تخرج وتجىء من بيتها لقضاء طاعة الله فى الضرورات
أن القاضى يحبس المتهمين وفى الإسلام لا يوجد حبس للمتهمين ولا لغيرهم فليس حبس ساعة للشهادة حبس بمعنى سجن و حتى المجرمين يتم حبسهم دقائق أو ساعات لانزال العقوبة بهم كالجلد والقطع والجرح فى تلك الدقائق ثم يصرفون إلى بيوتهم بعد توبتهم
وتحدثوا عن احتباس المطر وهو :
منع الله للمطر عن مكان ما مدة طويلة بحيث تجف الزروع وتعطش الحيوانات والناس
وهذه الحالة يكون المطلوب فيها هو :
الاستسقاء وهو دعاء الناس الله كى ينزل لهم المطر أو يحاولوا التصرف بحفر آبار أو جلب الماء من مكان بعيد أو يهاجروا لبلد أخر فليس المطلوب عند عدم نزول المطر البقاء فى المكان كى يموتوا
فالله لم يحبس الأسماك عن أهل السبت إلا لكى يتصرفوا بطاعة لله بالبحث عن مهنة أخرى أو الذهاب لبلد أخر لممارسة المهنة أو يهاجروا ولكنهم أصروا على الصيد فى السبت بدلا من تحولهم إلى مهنة أخرى أو الهجرة إلى بلد أخر
وتحدثوا عن حبس الريح فى الصلاة وهو ما يسمى :
مدافعة الأخبثين
وهو أمر لا يجوز لأنه يتسبب فى حدوث ضرر للمصلين أو مرض
والمفروض هو أن لا أحد يصلى حتى يدخل الغائط وهو مكان التبول والتبرز وأحيانا يدخل ولا يتبول أو يتبرز ولكن عند الوضوء أو عند الصلاة تحدث حالات انتفاخ وفى تلك الحال عليه على الفور أن ينهى الصلاة ولو قرأ آية واحدة فالله لا يطلب مسك الريح والصلاة تتم ولو بآية واحدة طالما كان الإنسان مضطرا لانهائها وهى تحسب صلاة
كما تحدثوا عن اعتبار الذى احتبس صوته مثل الأخرس فى الأحكام وهو ظلم بين فالأخرس ليس كمعقود اللسان أو مشلوله لأن الأخرس الأبكم ليس عاقل فى كتاب الله بينما المشلول اللسان يعرف الحلال من الحرام وطالما كان يطيع الله فليس مجنونا وهو لا يحبس عنه ماله ولا تطلق زوجته خاصة أن معظم حالات الاحتباس الصوتى هى نتيجة :
الجلطات الدماغية
وهو قادر على الجماع ومن الممكن أن يعود له صوته كما يمكنه أن يعبر عما يريد بالكتابة بيده غير المشلولة إن كان قادرا على الكتابة
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس