عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 23-12-2024, 08:18 AM   #2
رضا البطاوى
عضو شرف
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 6,899
إفتراضي

"وَلَقَدۡ ءَاتَيۡنَا مُوسَىٰ تِسۡعَ ءَايَٰتِۭ بَيِّنَٰتٖۖ فَسۡـَٔلۡ بَنِيٓ إِسۡرَٰٓءِيلَ إِذۡ جَآءَهُمۡ فَقَالَ لَهُۥ فِرۡعَوۡنُ إِنِّي لَأَظُنُّكَ يَٰمُوسَىٰ مَسۡحُورٗا (101) قَالَ لَقَدۡ عَلِمۡتَ مَآ أَنزَلَ هَٰٓؤُلَآءِ إِلَّا رَبُّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ بَصَآئِرَ وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ يَٰفِرۡعَوۡنُ مَثۡبُورٗا (102) فَأَرَادَ أَن يَسۡتَفِزَّهُم مِّنَ ٱلۡأَرۡضِ فَأَغۡرَقۡنَٰهُ وَمَن مَّعَهُۥ جَمِيعٗا (103) وَقُلۡنَا مِنۢ بَعۡدِهِ لِبَنِيٓ إِسۡرَٰٓءِيلَ ٱسۡكُنُواْ ٱلۡأَرۡضَ فَإِذَا جَآءَ وَعۡدُ ٱلۡأٓخِرَةِ جِئۡنَا بِكُمۡ لَفِيفٗا (104)"
الإسراء الثانى :
هو إسراء لوط(ص) بأهله عدا زوجته حيث طلبت الملائكة منه الخروج من القرية إلى خارجها
وفى هذا قال تعالى:
"قالوا يا لوط إنا رسل ربك لن يصلوا إليك فأسر بأهلك بقطع من الليل ولا يلتفت منكم أحد إلا امرأتك إنه مصيبها ما أصابهم إن موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب"
وقال :
"فلما جاء آل لوط المرسلون قال إنكم قوم منكرون قالوا بل جئناك بما كانوا فيه يمترون وأتيناك بالحق وإنا لصادقون فأسر بأهلك بقطع من الليل واتبع أدبارهم ولا يلتفت منكم أحد وامضوا حيث تؤمرون"
وحدد الله المكان الذى أسرى به منه إلى خارجه وهو القرية التى كانت تعمل الخبائث فقال :
"ولوطا أتيناه حكما وعلما ونجيناه من القرية التى كانت تعمل الخبائث"
والملاحظ فى هذا الإسراء هو :
أن لا ذكر للمسجدين الحرام والأقصى كما لا ذكر لهما فى كل القصص التى جاء فيها ذكر لوط(ص)
ومن ثم لا علاقة لقصص إسراء موسى(ص) ولا لقصص إسراء لوط(ص) بالإسراء المذكور فى أول سورة الإسراء وهو قوله تعالى :
"سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا"
الملاحظ هو :
أن مكان الإسراء هو مكان المسجد الحرام حيث مكان معيشة المسرى به
ونلاحظ أن كلمة عبده التى أتت فى المصحف كلها نزلت فى خاتم النبيين(ص) ما عدا موضع واحد وهى :
"الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا"
وقال :
"تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا"
وقال :
"هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلَى عَبْدِهِ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَإِنَّ اللَّهَ بِكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ"
وقال :
"إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (4) عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى (5) ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى (6) وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى (7) ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى (8) فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى (9) فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى (10)"
وقال :
"أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ"
والملاحظ أن أربعة منها هى فى نزول القرآن على محمد(ص)
وأما الآية التى ذكر فيها العبد ألأخر فهى فى زكريا (ص) وفيها قال تعالى :
"كهيعص (1) ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا (2) إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا (3) قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا"
والملاحظ فى آية الإسراء هى :
أنها ذكرت رؤية لآيات الله وهو نفسه ما ذكرته سورة النجم وهو :
"وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى (13) عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى (14) عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى (15) إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى (16) مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى (17) لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى (18)"
وهو نفسه ما ذكرته سورة التكوير فى قوله تعالى :
فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ (15) الْجَوَارِ الْكُنَّسِ (16) وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ (17) وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ (18) إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (19) ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ (20) مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ (21) وَمَا صَاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ (22) وَلَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ (23) وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ (24) وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ"
فرؤية الملاك على حقيقته من ضمن الآيات وهى المعجزات التى خص بها الله نبيه(ص) فى عصره دون بقية الناس وأيضا رؤية سدرة المنتهى والجنة لأن الآيات الممنوعة كانت عن الناس كما قال تعالى :
" وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون"
ونجد أن الآيات التى تتحدث عن الآيات تقول أن الآيات تأتيهم والمراد تأتى بقية الناس كما قال تعالى :
"وَإِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الْأَرْضِ أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاءِ فَتَأْتِيَهُمْ بِآيَةٍ"
وأما ما يأتى الرسول (ص)فهو خاص به وهو ليس تخويفا له كما قال تعالى:
" إنى لا يخاف لدى المرسلون "
بينما سبب إرسال الآيات تخويف الناس من عقاب الله كما قال تعالى :
" وما نرسل بالآيات إلا تخويفا"
وآيات الرسول الأخير(ص) كانت خاصة به وحده لم يرها أحد سواه فمثلا فى حمايته وهى عصمته فى رحلة الهجرة قال تعالى:
" وأيده بجنود لم تروها"
والعصمة من أذى الناس ثابتة بقوله تعالى :
"والله يعصمك من الناس"
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس