عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 25-12-2024, 08:02 AM   #2
رضا البطاوى
عضو شرف
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 6,894
إفتراضي

"فلما ألقوا قال موسى ما جئتم به السحر إن الله سيبطله إن الله لا يصلح عمل المفسدين"
بطلان عمل السحرة :
بين الله أنه أوحى أى ألقى أى قال لموسى(ص)"ألق عصاك والمراد ارم خشبتك على الأرض تلقف ما يأفكون أى تبتلع ما يصنعون فرمى موسى العصا فوقع الحق والمراد فثبت الصدق وهو العصا وأما ما كانوا يعملون فقد بطل والمراد أما ما كانوا يصنعون من السحر فقد زال أى اختفى وبقت العصا وحدها رمز الإعجاز وليس السحر وفى هذا قال تعالى بسورة الأعراف :
"وأوحينا إلى موسى أن ألق عصاك فإذا هى تلقف ما يأفكون فوقع الحق وبطل ما كانوا يعملون
باطل عمل الأصنام :
وضح الله لنبيه(ص)أنه جاوز أى عبر ببنى إسرائيل وهم أولاد يعقوب(ص)البحر وهو اليم أى الماء فأتوا على قوم يعكفون على أصنام لهم والمراد مروا فى طريقهم للأرض المقدسة على ناس يعبدون أوثان لهم فقالوا لموسى:اجعل لنا إلها كما لهم آلهة والمراد اصنع لنا وثنا كما لهم أوثان وهذا يعنى أنهم يريدون إلها متجسدا فى صورة صنم فقال لهم موسى(ص)إنكم قوما تجهلون والمراد إنكم ناسا تكفرون بحكم الله وهذا اتهام لهم بتناسى حكم الله الذى منع عليهم عبادة أى وثن ،وقال إن هؤلاء متبر ما هم فيه والمراد إن عابدى الأوثان مدمر الذى هم فيه وقال أنه باطل ما كانوا يعملون أى محرم الذى كانوا يفعلون وهذا يعنى أن أوثان الكفار سيدمرها الله وأما أعمالهم وهى عبادة الأوثان فهى محرمة وفى هذا قال تعالى بسورة الأعراف :
"وجاوزنا ببنى إسرائيل البحر فأتوا على قوم يعكفون على أصنام لهم قالوا يا موسى اجعل لنا إلها كما لهم آلهة قال إنكم قوم تجهلون إن هؤلاء متبر ما هم فيه وباطل ما كانوا يعملون"
بطلان عمل الكفار فى الأخرة :
بين الله أن ليس لطالبى الدنيا فى الآخرة وهى القيامة إلا النار وهى جهنم ويبين له أنه حبط ما صنعوا فيها والمراد خسر الذى عملوا فى الدنيا أى حبط وفسر هذا بأنه باطل ما كانوا يعملون والمراد زائل أجر الذى كانوا يفعلون لأنهم أخذوا أجرهم وهو طيباتهم فى الدنيا مصداق لقوله بسورة الأحقاف "أذهبتم طيباتكم فى حياتكم الدنيا" وفى هذا قال تعالى بسورة هود :
"أولئك الذين ليس لهم فى الآخرة إلا النار وحبط عنهم ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون"
سبب عدم ارتياب مبطلى قريش فى رسالة محمد (ص):
بين الله لنبيه(ص)أنه ما كان يفعل التالى :يتلوا من كتاب من قبله والمراد ما كان يقرأ صحيفة من قبل القرآن ولا يخطه بيمينه والمراد ولا يكتب كتاب بيده ويبين له أنه لو كان يقرأ الصحف ويكتبها قبل نزول القرآن لأصبح لدى المبطلين وهم المكذبين سبب يجعلهم يرتابون أى يشكون فى صحة القرآن ولكنهم يعرفون أنه من عند الله وفى هذا قال تعالى بسورة العنكبوت :
"وما كنت تتلوا من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك إذا لارتاب المبطلون"
الكفار يقولون عن المسلمون مبطلون لو أتوهم بالآيات :
بين الله لنبيه(ص)أنه لو جاء الكفار بآية والمراد لو أتاهم بمعجزة لكانت النتيجة أن يقول الذين كفروا أى كذبوا الوحى إن أنتم إلا مبطلون أى مخادعون أى ساحرون وهذا يعنى أنهم يتهمونه بممارسة السحر وفى هذا قال تعالى بسورة الروم:
" ولئن جئتهم بآية ليقولن الذين كفروا إن أنتم إلا مبطلون"
موعد خسران المبطلين :
بين الله أنه إذا جاء أمر الله والمراد إذا أتى عذاب الرب قضى بالحق أى حكم الله بالعدل فينجى المؤمنين وخسر هنالك المبطلون أى وهلك أى وعذب عند ذلك الكافرون مصداق لقوله بنفس السورة "وخسر هنالك الكافرون وفى هذا قال تعالى بسورة غافر:
"فإذا جاء أمر الله قضى بالحق وخسر هنالك المبطلون
وبين الله أن يوم تقوم الساعة يومئذ يخسر المبطلون والمراد يوم تحدث القيامة يومذاك يبلس أى يعذب المجرمون مصداق لقوله بسورة الروم"ويوم تقوم الساعة يومئذ يبلس المجرمون وفى هذا قال تعالى بسورة الجاثية :
"ويوم تقوم الساعة يومئذ يخسر المبطلون ".
الذرية لا تريد هلاكا بما فعل المبطلون السابقون :
بين الله أنه أخذ من بنى آدم من ظهورهم ذريتهم والمراد أنه فرض على أولاد آدم(ص)على أنفسهم ميثاقهم وهذا يعنى أن الله واثق كل إنسان على ذرية أى ميثاق هو عبادة الله وحده وقد أخذ الميثاق من ظهر أى نفس كل إنسان عن طريق إبلاغه الوحى الإلهى فى عصره عن طريق رسله وكتبه وأشهد الله الناس على أنفسهم والمراد وأقر الله الناس لما سألهم ألست بربكم أى ألست بإلهكم فأجابوا بلى شهدنا أى أقررنا أنك إلهنا والسبب فى أخذ الميثاق على الناس هو ألا يقولوا يوم القيامة أى البعث: إنا كنا عن هذا غافلين أى جاهلين والمراد لم يخبرنا أحد بوجوب عبادة الله وحتى لا يقولوا إنما أشرك أى كفر آباؤنا وكنا ذرية أى نسل من بعدهم أفتهلكنا بما فعل المبطلون والمراد هل تعذبنا بالذى عمل الكافرون؟وهذا يعنى أنه سد على الكفار منافذ الحجة وهى وصول الوحى والإعتذار بالغير وفى هذا قال تعالى بسورة الأعراف:
"وإذ أخذ ربك من بنى آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين أو تقولوا إنما أشرك آباؤنا من قبل وكنا ذرية من بعدهم أفتهلكنا بما فعل المبطلون"
إبطال ثواب الصدقات :
طلب الله من الذين أمنوا أى صدقوا حكم الله ألا يبطلوا صدقاتهم بالمن والأذى والمراد ألا يحبطوا عطاياهم بالفخر على الأخذين وإلحاق الضرر بالأخذين وهذا يعنى أن ثواب العطايا يزول بسبب المن والأذى وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة :
"يا أيها الذين أمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى"
إبطال الباطل :
بين الله للمؤمنين أنه ينصرهم ويعاقب الكافرين ليحق الحق أى ليحكم أهل العدل بالعدل فى الدنيا ويبطل الباطل والمراد ويمحو الكفر مصداق لقوله بسورة الشورى "ويمح الله الباطل"وهذا يعنى أنه يهزم أهل الكفر ولو كره المجرمون والمراد ولو مقت أى ولو بغض الكافرون وهم المشركون وفى هذا قال تعالى بسورة الأنفال :
"ليحق الحق ويبطل الباطل ولو كره المجرمون"
وقد استخدم الفقهاء مشتقات الكلمة خاصة الابطال بمعانى :
الْفسْخ، والإْفْساد، والإْزالة، والنّقْض، والإْسْقاط
وقد قال أغلب الفقهاء بعدم صحة إبطال العبادة بعد الانتهاء منها والبعض قال بصحة إبطالها كما تقول الموسوعة الفقهية الكويتية:
"5 - جُمْهُورُ الْفُقهاء على أنّهُ لا يصحُّ إبْطال الْعبادة بعْد الْفراغ منْها وفي رأْيٍ للْمالكيّة أنّ نيّة إبْطال الْعبادة بعْد الْفراغ منْها صحيحةً تُبْطلُها.
ويحْرُمُ إبْطال الْفرْض بعْد التّلبُّس به دُون عُذْرٍ شرْعيٍّ، وكذلك النّفل عنْد الْحنفيّة والْمالكيّة ويجبُ إعادتُهُ، لقوْل اللّه سُبْحانهُ {ولا تُبْطلُوا أعْمالكُمْ} .
ويُكْرهُ عنْد الشّافعيّة والْحنابلة إبْطال النّافلة بعْد الشُّرُوع فيها، عدا الْحجّ والْعُمْرة. أمّا فيهما فيحْرُمُ الإْبْطال عنْد الشّافعيّة، وهُو روايةٌ عنْ أحْمد. والرّوايةُ الثّانيةُ أنّهُما كسائر التّطوُّعات. ومثْل الْحجّ والْعُمْرة عنْد الشّافعيّة الْجهادُ في سبيل اللّه.
أمّا التّصرُّفاتُ اللاّزمةُ فلا يردُ عليْها الإْبْطال بعْد نفاذها إلاّ برضا الْعاقديْن، كما في الإْقالة.
وفي الْعُقُود غيْر اللاّزمة من الْجانبيْن لكُلٍّ من الْعاقديْن إبْطالُها متى شاء. وفي الْعُقُود اللاّزمة منْ جانبٍ دُون آخر، يصحُّ الإْبْطال ممّن الْعقْدُ غيْرُ لازمٍ في حقّه. والْمُرادُ هُنا الإْبْطال بمعْنى الْفسْخ."
وإبطال العبادة بعد عملها راجع فى الإسلام إلى الله فهو من يبطلها بسبب نقص فيها أو بسبب عدم خلوص النية وأما إبطال الفرد لعبادة ما فرض من الله فهو ارتداد
وأما كل حكم خير الله الإنسان فيه فى أمور عدة فللفرد أن يبطل اختياراته كاختيار زوجة أو زوج أو بيع وعدم بيع للشىء أو اظهار للنفقة أو إبطانها
فالحكم الاختيارى يمكن ابطاله
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس