"وكذلك ورد فى القرآن " وخفف على داود القرآن" وهذا يعنى أن الكتاب واحد سواء كان اسمه توراة أم إنجيلا أم زبورا أم قرآنا أم ذكرا إنه أم الكتاب تارة وهو اللوح المحفوظ تارة وهو الكتاب المبين أيضا وطالما أن القرآن نزل أزلا على داود فإن الذى تلاه محمد عليه السلام هو اعادة قراءة للكتاب الموحد إنما باللغة العربية وهذا معنى قوله " إنا جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون" وهكذا يكون القرآن نسخة عربية عن الكتاب ص 24
قطعا ما قاله هنا وإن كان الكلام صحيحا عن وحدة الرسالات ولكنه يخبرنا بنصوص ليست فى القرآن وقد كرر ذلك فى موضع أخر وهو :
" وقد خشى نبى الإسلام أن يسهم هو نفسه في توسيع رقعة الخلاف فحاء في البيان القرآنى قوله" إنى خشيت أن تقول مزقت بين بنى إسرائيل" ولكنه رفض أن يفرق بينها بل سعى لتوحيدها فجاء في البيان القرآنى " لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون "ص81
الرجل هنا يكذب فالنبى الخاتم (ص) ليس قائل الكلمة التى حرفها المنير إنى خشيت أن تقول مزقت بين بنى إسرائيل حيث ذكر مزقت بدلا من فرقت
ويستمر المنير فى الاصرار على شفاهية رسالة الإسلام مع أن الروايات التى يستدل بها تقول لا تكتبوا عنى إلا القرآن فيقول :
" وأما حفاظ القرآن فقد نقص عددهم إلى درجة خطيرة مما استدعى تدوينه فى الوقت الذى لم يأمر محمد عليه السلام أصحابه لقعل ذلك وكان نتية ذلك كله أن أصبح الاضطراب فى نقل الشريعة هو القاعدة العامة لدى المسلمين كما كان لدى اليهود "ص31
ومعظم الكتاب فى بقيته يقول أن الإسلام دين تمت صناعته بشريا من كتب اليهود ومن كتب النصارى ومن كتب الوثنيين ويحدد مواضع التشابهات ليس بين القرآن ولكن بين الروايات وبين كتب الأديان المختلفة وبين أشعار الشعراء
يقول عن التشابه بين كتب اليهود والإسلام بدلا من أن يقول الروايات:
" وتكاد قواعد الطهر والنظافة تكون واحدة فى الدينيي"ص35
" وجملة القول أن قوانين التلمود بوجه عام من وضع الرجال ولأنها لذلك تحابى الذكور ما بلة بلغ من قوتها أن بعثت فى نفوس أحبار اليهود الفزع من قوة المرأة وكيدها وصحيح أن الأحبار كانوا يرون فيها خفة العقل ولكن يقرون بأن لديها حكمة غزيزية لا وجود لها فى الرجل وهذا ما عبر عنه القرآن لدى المسلمين بالقول " إن كيدهن عظيم "ص38
وهنا الرجل يعتبر قول الرجل من مصر قولا قرآنيا وليس قول كافر" إن كيدكن عظيم " وهو يحرف قول القرآن
وينعى على اليهودية والإسلام حط مكانة المرأة فيقول :
" وفى الشريعتين نجد مركز المرأة منحطا من الوجهة القانونية "ص38
ويحدثنا عن الاسرائيليات وكتب اليهود فيقول :
"فالاسرائيليات التى يحذر منها فقهاء المسلمين من وجودها فى نصوصهم المقدسة لك يكن مصدرها التوراة بل المشنا والبسقيتا والمدرش وسفر زوهر وسفر يصيرا"ص4
ويقول :
"ومع ذلك فإن القصة عن الاسرائيليات كما هو واضح ولكن ابن كثير مع ذلك لا يأنف أن يعتمد فى تفسيره على روايات وهب بن منبه الصحابى الذى كانوه أبوه يهوديا فأسلما أو تظاهرا بالإسلام " ص48
ووهب بن منبه فى كتب التاريخ ليس صحابيا كما يحاول أن يوحى المنير لاثبات ما يريد
ويظل يتكلم عن التأثير اليهودى فيقول :
" ولعل سبب اكثاره منها أنه يهودى النزعة فهو من أتباع عبد الله بن سبأ قال ابن حيان " كان الكلبى سبئيا من أولئك الذين يقولون أن عليا لم يمت ...ص51
ويتحدث عن التشابهات بين كلام الشعراء النصارى فى رأيه وبين القرآن وبين الروايات فيقول :
"ولقد تبينت مبلغ حرج بعض الباحثين عند الخوض في شعر نصارى العرب في الجاهلية وذلك أن كثير من آيات القرآن الكريم جاءت مطابقة لبعض أبياتهم ومشابهة لها في النص غالبا والمرجح أن ابتعاد الباحثين عن ولوج هذا المدخل سببه الخوف من أن المقابلات والمقارنات ص66 بين القرآن والمصادر البشرية تقود إلى تقرير واقع ما وهذا الواقع بنر المتدينين قد يكون شتيمة وكفرا ص67
وينتهى المنير إلى نتيجة كون محمد(ص) نصرانى قبل اعلانه الإسلام فيقول :
"وفى كل الاحتمالات نجد انفسنا مجبرين على التأكيد بأن محمدا كتان نصرانيا عندما تزوج خديجة ولا يمكن ترجيح احتمال أخر "ص69
وهو كلام بلا دليل لأنه استنتج نصرانيته من كون ورقة كان قسا أو عالما بالنصرانية فقط وهو ليس دليل فهو مثل من يقول أن الساكن جوار نصرانى يكون نصرانى
ويؤكد أن الإسلام أخذ من فرق النصارى المختلفة البدع فيقول :
"ويكون بذلك مجموع ما أخذ به الإسلام من البدع المسيحية أن الله واحد لم يلد ولم يولد ولم يتألم ولم يمت ولم يصلب وأن المسيح رسول كغيره من الرسل ...وأن العذراء مريم واجبة التكريم لكونها أم المسيح الذى هو كلمة الله وروحه"ص 82
وإصراره على استخدام أخذ البدع هو اتهام أخر بأنه أخذ اسوأ ما فى النصرانية ولم ياخذ النصرانية الصحيحة التى كان عليها بطرس عبد المسيح المنير
قطعا هذه عادة بشرية وليست نص فى الإسلام حتى يمكن نسبتها لها
وحاول أن يوحى لنا بتشابه الصلاة بين القرآن وبين الصلاة النصرانية المعروفة بالصلاة الربانية من خلال الكلام والعدد فقال :
"وردت الصلاة الربانية على الشكل التالى أبانا لا تعرضنا للتجربة اعف مما علينا كما أعفينا نحن غيرنا مما لنا عليه كذلك أوردها البشير لوقا على الشكل التالى " اغفر لنا خطايانا لأننا نغفر لمن أساء إلينا ولا تعرضنا للتجربة ونجد في الخطاب القرآنى أنه ورد ما يوافق هذه الصلاة وذلك في قوله " ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا -اى اغفر لنا ولا تجعل علينا إثما- ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به ( اى لا تعرضنا للتجربة* واعف عنا واغفر لنا "
كذلك أورد السيوطى حديثا رفعه إلى نبى المسلمين قال صلوا أيها الناس في بيوتكم فأفضل صلاة المرء فى بيته إلا المكتوبة كذلك روى الشعرانى ما يلى إن الله أوحى لموسى هذه الآية كما روى كتاب الأخبار" اللهم لا تولج الشيطان في قلوبنا وخلصنا منه ومن كل شر من أجل أن لك الملكوت والأبد والسلطان والملك والحمد والأرض والسماء أبدا أبدا "ص108
بالطبع الكلام غير متشابه فكلام المسلمين الذى قصه القرآن ليس فيه " لأننا نغفر لمن أساء إلينا ولا تعرضنا للتجربة"
وكلام النصارى ليس فيه النسيان والإصر
وتفسيرات المنير هى على هواه وتحدث عن عدد الصلوات فقال :
" وقد فرض القرآن على المسلمين خمس صلوات فى اليوم فجاء ذلك موافقا لما كان شائعا بين الرهبان إذ كان هؤلاء يقيمون صلواتهم السبع في خمس ومات من النهار والليل"ص108
وهنا الصلوات سباعية وهى ليست خماسية كما فى الروايات والقرآن نفسه ذكر صلاتين فقال :
"يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ"
ويحاول الرجل أن يجمع بين ألأديان فيقول :
" وعلى هذا الأساس يفترض أن تنتهى تعاليم اليهودية والمسيحية في وهو ما إلى ما آلت إله تعاليم الإسلام فإذا تقصينا عن آثار المسيحية أو النصرانية في النواحى الدينية الإسلامية فإن ذلك من باب التوفيق والجمع لا التلفيق بقصد المجاملة "ص 86
وحتى أديان الوثنية قال أن الإسلام أخذ منها فقال :
" قد يدهش الكثير من القراء عندما يعرف أن الإسلام قد أخذ من الجاهلية كثيرا من الشون الدينية الشعائرية من الحياة الوثنية ص138
إذا الغرض من الكتاب هو :
القول بان الإسلام دين بشرى جمعه أصحابه من كل الأديان بلا استثناء وهو ما يناقض قول المنير نفسه بأن الفقهاء وليس الصحابة من اخترعوه فى فقرة سابقة
والمنير فى كتابه يوحى لنا بأن الصليب وعليه صلب المسيح(ص) أر معترف به فى ألإسلام فيقول :
" ولم يكن الصليب في عهد من العهود و يعبد وحتى أصحاب البدع النصرانية التى كانت سائدة قبل إعلان الإسلام لم يعتبروا الصليب غير رمز لتذكير المسيحى بآلام الذى افتدى البشر"ص97
ويرجع المنير العادات البشرية فى مجتمعاتنا مثل جمع الطعام المرمى على الأرض وتقبيله ووضعه على الرأس هو بمثابة التصليب فيقول :
"فنحن نرى الكثير من الوقائع والتقاليد النصرانية ظلت ماثلة حية في صدور المسلمين برغم أن النصوص والمتون تسعى إلى نفيها قصدا وعمدا " ص106
قطعا تناول المنير مسائل كثيرة فى كتابه وكأنه جمع كل الشبهات التى قالها المعادون للإسلام ولكن الهدف هنا هو كشف عرضه الأساسى مكن الكتاب وليس تناولها لسبق تناولى لها فى كتب ومقالات مختلفة
|