اختصام الكفار وجنود إبليس
بين الله لنا أن الغاوين كبكبوا فيها والمراد ادخلوا فى الجحيم هم والغاوون ويقصد بهم المضلون وهم ما يعبدون أى أهواء أنفسهم أى القرناء والكل هم جنود إبليس أجمعون والمراد متبعى أى مقلدى عمل الملعون إبليس كلهم فقال بعضهم لبعض وهم فيها يختصمون أى يختلفون أى يتنازعون:تا لله إن كنا لفى ضلال مبين والمراد والله إن كنا لفى جنون معلوم وهذا اعتراف منهم بعدم العقل وقالوا للسادة والكبراء:إذ نسويكم برب العالمين أى كنا مجانين حين نضاهيكم بخالق الكل وهذا يعنى أنهم كانوا يؤلهون بعضا منهم وقالوا وما أضلنا إلا المجرمون أى وما أبعدنا عن الحق وهو السبيل إلا الكافرون وهم السادة أى الكبراء وقالوا فما لنا من شافعين ولا صديق حميم أى ليس لنا ناصرين أى صاحب متكلم مناصر لنا يطاع وقالوا فلو أن لنا كرة أى عودة للدنيا فنكون من المؤمنين أى فنصبح من المصدقين بحكم الله وهو قول كذب منهم يريدون به خداع الله فلو عادوا لعادوا للكفر وفى هذا قال تعالى : :
"فكبكبوا فيها هم والغاوون وجنود إبليس أجمعون قالوا وهم فيها يختصمون تا الله إن كنا لفى ضلال مبين إذ نسويكم برب العالمين وما أضلنا إلا المجرمون فما لنا من شافعين ولا صديق حميم فلو أن لنا كرة فنكون من المؤمنين "
الفريقان المختصمان
بين الله لنبيه (ص)أنه أرسل والمراد بعث لثمود أخاهم وهو صاحبهم صالح(ص)فقال لهم اعبدوا الله أى أطيعوا حكم الله فإذا هم فريقان يختصمون والمراد فإذا هم حزبان يختلفون فهذا مؤمن وهذا كافر وفى هذا قال تعالى :
"ولقد أرسلنا إلى ثمود أخاهم صالحا أن اعبدوا الله فإذا هم فريقان يختصمون "
اختصام الملأ الأعلى
طلب الله من نبيه (ص)للناس أن يقول أن القرآن هو نبأ عظيم أى حكم كبير أنتم عنه معرضون أى مكذبون به ،وما كان لى من علم أى معرفة بالملأ الأعلى وهم الحضور الفوقى وهم الملائكة إذ يختصمون أى وقت يختلفون وهو اعتراضهم على خلق آدم (ص)،إن يوحى إلى أنما أنا نذير مبين والمراد إن يلقى إلى ألا إنما أنا مبلغ أمين للوحى وفى هذا قال تعالى : :
"قل هو نبأ عظيم أنتم عنه معرضون ما كان لى من علم بالملأ الأعلى إذ يختصمون إن يوحى إلى أنما أنا نذير مبين "
الإختصام عند الله
بين الله لنبيه (ص) وللناس أنه ميت أى متوفى والمراد منتقل من الدنيا للبرزخ وإن الناس ميتون أى متوفون أى منتقلون من الدنيا للبرزخ ثم إنكم يوم القيامة وهو يوم البعث عند ربكم تختصمون أى فى أرض المحشر لدى إلهكم تختلفون فيمن على الحق ومن على الباطل وفى هذا قال تعالى :
"إنك ميت وإنهم ميتون ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون "
النهى عن الاختصام عند الله
بين الله لنبيه (ص)أن القرين وهو شهوة الكافر أى إلهه الذى هو هواه أى شهوته قال:ربنا ما أطغيته والمراد إلهنا ما أضللته عن الحق ولكن كان فى ضلال بعيد والمراد ولكن كان فى كفر مستمر فى الدنيا ،فقال الله لهم على لسان الملائكة لا تختصموا لدى والمراد لا تختلفوا عندى والمراد لا تتحاكموا عندى وقد قدمت إليكم بالوعيد والمراد وقد أخبرتكم بالعقاب فى الدنيا عن طريق الرسل (ص)،ما يبدل القول لدى والمراد ما يغير الحكم عندى وهذا يعنى أن حكم عذاب الكافر والقرين معا لن يتغير مهما قالوا ،وما أنا بظلام للعبيد والمراد وما أنا بمنقص حق الخلق وفى هذا قال تعالى
"قال قرينه ربنا ما أطغيته ولكن كان فى ضلال بعيد قال لا تختصموا لدى وقد قدمت إليكم بالوعيد ما يبدل القول لدى وما أنا بظلام للعبيد "
الخصومة فى الفقه :
الخصومة فى الفقه هى الادعاء من قبل طرف على طرف أخر بهضم حق أو عدم القيام بواجبه تجاه طرف معين
وعند شرحها يستخدم الفقهاء لفظ الدعوى وأحيانا لفظ العداوة
قطعا الخصومة يقوم بها إما أصحاب الحقوق أو من ينوب عنهم أو أى مسلم يرى حق ضائع لغيره يجب استرجاعه من حكم المولى الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ومن ثم وجدنا فيما سبق من آيات القرآن أن الخصم وهو الأخ الفقير خاصم أخاه فى النعجة مع أن الأخ الثانى لم يأخذ حقه منه ولكن الطرف الظالم يلح عليه فى التنازل عن حقه
ومن هنا يجوز نهى الخصم قضائيا مع أن الجريمة لم تقع بعد وإلا أصبح الخصم معتديا بالفعل بعد النهى
والخصومة عند الفقهاء يمنع رفعها على الأطفال وبقية السفهاء ولكن الحقيقة يجوز رفعها لأن الأطفال قد يرتكبون جرائم فى حق الأطفال الأخرين كالجروح والضرب والشتائم والسطو على أموال الأطفال الأخرين أو سرقتها وهى ما يسمى بالمصروف
وقطعا لابد من تحقيق القاضى فى تلك القضايا لرد الحقائق وكف الخصم عن أذى غيره وهذا ما وجدناه فى قضية اتهام يوسف(ص)بالسرقة والتى قال فيها اخوته :
" إن يسرق فقد سرق أخ له من قبل "
وقطعا الرواية التراثية تقول بأن عمته كانت عاقرا وحيث أن آباه أعطاه لها كى يؤنس وحدتها فأحبت ألا ترجعه لأبيه فاتهمته بالسرقة كى يبقى معها فى بيتها حتى مماتها
|