خلق عيسى(ص) كهيئة الطير
بين الله أن جبريل(ص)أخبر مريم(ص)أن ولدها سيعلمه أى سيوحى إليه الله الكتاب وهو الحكمة أى حكم الله ممثلا فى التوراة والإنجيل وهذا خبر بالغيب الممثل فى نزول وحى على ع يسى(ص)فى المستقبل اسمه الإنجيل ،وقال ورسولا إلى بنى إسرائيل والمراد أن ع يسى(ص)سيكون مبعوثا لأولاد يعقوب(ص)برسالة الله ،فلما بعثه الله لهم قال لهم :أنى قد جئتكم بآية من ربكم والمراد أنى قد أتيتكم بعلامات من إلهكم تدل على أن رسالتى من عند الله وهى:أنى أخلق لكم من الطين كهيئة الطير والمراد أنى أصنع لكم من التراب المعجون بالماء كشكل الطيور فأنفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله والمراد فأنفث فيه بفمى فتصبح الأشكال الطينية طيورا حية بأمر الله ونسبة الإحياء لله تدل على أنه لا يقدر على عمل ذلك من نفسه وهذه العلامة الأولى وفى هذا قال تعالى :"ويعلمه الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل ورسولا إلى بنى إسرائيل أنى قد جئتكم بآية من ربكم أنى أخلق لكم من الطين كهيئة الطير فأنفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله "
وبين الله أنه قال لعيسى:يا عيسى ابن أى ولد مريم(ص)اذكر نعمتى عليك والمراد اعرف رحمتى بك وعلى والدتك أى ورحمتى لأمك إذ أيدتك بروح القدس والمراد حين نصرتك بجبريل(ص) فأقدرك على أن تكلم الناس فى المهد وكهلا والمراد أن تتحدث مع الخلق فى الرضاع وكبيرا وإذ علمتك الكتاب أى الحكمة والمراد الوحى وهو حكم الله المنزل فى التوراة والإنجيل وإذ تخلق من الطين كهيئة الطير والمراد وحين تصنع من مزج التراب بالماء كشكل الطيور فتنفخ فيه فيكون طيرا بإذنى أى فتنفث فيه بريح فمك فيصبح طيورا بأمر الله وفى هذا قال تعالى :
"إذ قال الله يا عيسى ابن مريم اذكر نعمتى عليك وعلى والدتك إذ أيدتك بروح القدس تكلم الناس فى المهد وكهلا وإذ علمتك الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل وإذ تخلق من الطين كهيئة الطير فتنفخ فيه فيكون طيرا بإذنى "
منطق الطير
بين الله لنبيه (ص)أن سليمان(ص)ورث أى خلف أبيه داود(ص)فى الحكم فقال :يا أيها الناس وهم الخلق علمنا منطق الطير والمراد عرفنا كلام وهو لغات الطير وهذا يعنى أن الله عرفه لغات الطيور ،وأوتينا من كل شىء والمراد وأوحى لنا كل حكم فى كل قضية وهذا يعنى أن الوحى المنزل عليه كان فيه حكم لكل قضية،إن هذا لهو الفضل المبين أى العطاء العظيم وفى هذا قال تعالى :
"وورث سليمان داود وقال يا أيها الناس علمنا منطق الطير وأوتينا من كل شىء إن هذا لهو الفضل المبين "
تجنيد الطير:
بين الله لنبيه (ص)أن سليمان (ص)حشر له جنوده والمراد تجمع عنده عسكره من الجن والإنس وهم البشر والطير وهذا يعنى تكون الجيش من جن وبشر وطير وهم يوزعون أى يسيرون حسب الأمر من سليمان(ص) وفى هذا قال تعالى :
" وحشر لسليمان جنوده من الجن والإنس والطير فهم يوزعون "
وبين الله لنبيه (ص)أن سليمان(ص)تفقد أى فتش على الطير ليعلم استعدادهم فلم يرى الهدهد موجودا فقال :مالى لا أرى الهدهد والمراد ما السبب فى أنى لا أشاهد الهدهد ؟أم كان من الغائبين والمراد هل كان من التاركين مكانهم وهذا يعنى أنه ترك مكانه دون إذن من القائد وهو أمر محرم لأنه قد يتسبب فى هزيمة بسبب تركه مكانه ،وقال لأعذبنه عذابا شديدا أى لأعاقبنه عقابا أليما وهذا يعنى أنه سيضربه أو لا أذبحنه والمراد ولأقتلنه بعد ضربه أو ليأتينى بسلطان مبين أى أو ليحضر لى عذر عظيم على غيابه ،وهذا يعنى وجوب عقاب الجندى التارك موضعه دون إذن من القائد بالقتل إلا فى حالة واحدة هى أن يحضر سلطان أى عذر حربى يزيل العقاب عنه ول يس عذرا مثل موت أحد أقاربه وفى هذا قال تعالى :
" وتفقد الطير فقال مالى لا أرى الهدهد أم كان من الغائبين لأعذبنه عذابا شديدا أو لا أذبحنه أو ليأتينى بسلطان مبين "
لحم الطير:
بين الله لنبيه(ص)أن المقربين فى الجنة على أسرة موضونة أى على فرش مرفوعة عن الأرض أى مصفوفة مصداق لقوله بسورة الغاشية "فيها سرر مرفوعة"وهم متكئين عليها متقابلين والمراد راقدين على الفرش متلاقين ويطوف عليهم ولدان مخلدون والمراد ويدور عليهم غلمان مقيمون فى الجنة بأكواب أى كئوس أى أباريق أى كأس أى كوب من معين وهو الخمر اللذة مصداق لقوله بسورة الطور"يطوف عليهم غلمان لهم" وهم لا يصدعون عنها ولا ينزفون والمراد لا ينتهون عن شربها أى لا ينقطعون عن تناولها ،ويدورون عليهم بفاكهة مما يتخيرون أى من الذى يشتهون ويدورون عليهم بلحم طير مما يشتهون أى من الذى يحبون
وفى هذا قال تعالى :
"على سرر موضونة متكئين عليها متقابلين يطوف عليهم ولدان مخلدون بأكواب وأباريق وكأس من معين لا يصدعون عنها ولا ينزفون وفاكهة مما يتخيرون ولحم مما يشتهون "
الطير الابابيل
سأل الله نبيه (ص)ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل والمراد ألم تدرى كيف صنع إلهك بأهل الفيل؟ويجيب على السؤال بسؤال الغرض منه إعلامه بفعل الله مع أصحاب الفيل :ألم يجعل كيدهم فى تضليل والمراد ألم يجعل تدبيرهم فى تدمير ،وبين له أن اسم الله الرحمن الرحيم أى أن حكم الرب النافع المفيد هو أنه أرسل عليهم طيرا أبابيل والمراد بعث على أصحاب الفيل طيورا أفرادا ترميهم بحجارة من سجيل والمراد تقذفهم بصخر مهلك من طين فكانت نتيجة القذف أن جعلهم كعصف مأكول أى كورق محطم ممضوغ مهشم
وفى هذا قال تعالى :
" ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل ألم يجعل كيدهم فى تضليل وأرسل عليهم طيرا أبابيل ترميهم بحجارة من سجيل فجعلهم كعصف مأكول "
الطيور فى الفقه :
تحدث الفقهاء عن عدة موضوعات فى الطيور منها :
أ - بَيْعُ الطُّيُورِ:
اختلفوا فيما يباع فالبعض أباح بيع المأكول لحمه أو ما يصاد به أو ينتفع بريشه أو صوته والبعض قصره على المأكول والصائد والبعض أباج بيع الكل بغض النظر عن أى شىء وأجمعوا على عدم بيع الطيور في الجو وهو الهواء
ب - الاِصْطِيَادُ بِالطُّيُورِ:
أباح الفقهاء تدريب بعض أنواع الطيور على صيد حيوانات أو طيور من أجل منفعة الإنسان أو الطائر نفسه مثل
الْبَازِي وَالصَّقْرِ وَالْعُقَابِ وَالشَّاهِينِ
واختلفوا في شرو تعليم الطير الصيد
ج - اصْطِيَادُ الطُّيُورِ وَذَبْحُهَا:
اتفق الفقهاء على ذبح الطيور لأكلها وفى حالة تعذر الذبح من العنق أباحوا عقرها بأى وسيلة في جسمها واختلفوا في ذلك
وبيع الطيور مباح عن طريق تنظيم المجتمع لتربيتها وأما ابقاءها في البيوت لسماع صوتها أو مشاهدة ألوانها فأمر محرم لأن البيوت جعلت سكن والمراد مكان اراحة الناس كما قال تعالى :
" والله جعل لكم من بيوتكم سكنا "
وأما تعليم بعض الطيور فمباح ولكن من باب تنظيم المجتمع لصيده وليس لغير هذا باعتبار ان كل الطير مسخر لكل الناس وليس لمن يحسن الصيد فقط
وأما الذبح وهو الذكاة فالجائز هو الذبح العادى فإن تعذر فيجوز للجائع فقط تزكيته بقتله بشىء يخرج دمه فإن لم يخرج منه دم فلا يجوز أكله وإن ضرب بشىء
|