عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 24-05-2025, 06:03 AM   #1
رضا البطاوى
عضو شرف
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 6,901
إفتراضي الرد على مقال الوهم الخرافي في فهم "القَسَم" القرآني

الرد على مقال الوهم الخرافي في فهم "القَسَم" القرآني
كتب يحيى شهوان مقالا بعنوان :
الوهم الخرافي في فهم "القَسَم" القرآني: إساءة تأويلية للذات الإلهية المنزهة"
وفى بداية المقال زعم أن ما جاء في أول بعض السور مثل الشمس والليل وسواهم ليس قسما من الله بمخلوقاته وإنما الخطأ في تفسير ذلك من قبل المفسرين فقال :
من أكبر الأخطاء التأويلية التي تسربت إلى الوعي الجمعي الإسلامي بفعل الموروث التفسيري، هي اعتقاد أن الله يقسم بمخلوقاته، كما هو ظاهر في سور مثل الفجر، الشمس، التين، البلد وغيرها. هذا الفهم التراثي لا يُسيء فقط إلى جوهر الخطاب القرآني، بل يُلصق بالذات الإلهية صفات بشرية، كمن يحاول أن يُقنعنا أن الله تعالى يحتاج إلى "الحلفان" ليؤكد ما يقول! وهذا من التقديس الزائف الذي يفضي إلى **تصورات خرافية تُجرد الله من كماله وتنزهه"
وهو كلام الهدف منه تنزيه الله عن الحاجة للحلفان كما قال وقطعا الله لا يحتاج لشىء كما معروف وهذا الهدف يكون سليما من قبل الكاتب لو أنه هناك دليل من القرآن يقول أنه بحاجة للحلفان ولكن الحلف ليس للحاجة وإنما الحلف يكون مقصودا به قول الحقيقة أو مقصودا به قضاء سؤال السائل أو حتى مقصودا به أهداف سوء كما في أقسام المنافقين
وقد قام يحيى شهوان بما ظن أنه برهنة على وجهة نظره فقال :
"نقض فرضية "القسم الإلهي":
هل يحتاج الله لأن يقسم؟
هل يُعقل أن يُشبَّه الله بالإنسان الذي يُقسم ليؤكّد كلامه خشية تكذيب الآخرين؟
هل القسم يُعزز الحقيقة عند العاقل أم أن الحقيقة قائمة بذاتها لا تحتاج دليلاً خارجها؟
إن العقل السليم، المستنير بروح القرآن، يُدرك أن:
الله لا يُقسم، بل يُقَسِّم يبيّن، يوزع، يُفرّق بين الأشياء، ويدعو العاقل إلى النظر في هذه التقسيمات الكونية والفكرية والوجدانية."
هذا كلام لا يستقيم مع نص كتاب الله فيحيى شهوان يفترض أن الله يقسم لحاجة عند المفسرين والحقيقة أن الله يقسم حقا بنص القرآن كما قال :
" فلا أقسم بمواقع النجوم وإنه قسم لو تعلمون عظيم "
فهنا يؤكد الله على أنه يقسم
بالطبع كلمة لا ليست نفى وإنما لا الإثبات وهى التى استخدمتها النملة المحذرة في قوله تعالى:
"حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَاأَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ"
فلا هنا لا تنفى التحطيم وإنما تؤكده لأنهم لن يروا والمراد لن يشعروا بالنمل تحت أقدامهم
إذا الله أقسم بمخلوقاته ولكن لم يقسم لحاجة كما يتخيل يحيى أن المفسرين زعموا أنه يقسم لحاجة والمقصود لنقص عنده سبحانه وتعالى
الله يقسم من أجل نفع الناس
وقال في الدليل الثانى :
"الجذر "ق س م" لسانيًا:
* الجذر "ق س م" لا يعني الحلف أو اليمين بذاته، بل يدل على:
* التفريق المنظّم.
* التوزيع العادل.
* التمييز الدقيق بين عناصر مختلفة.
منه:
قسّم الشيء: فرّقه بأجزاء مدروسة.
القسمة**: توزيع الحصص.
قَسيم: من يتشارك في شيء مقسوم.
قسّام: من يُميز بين الحقوق وهذا ما ينسجم تمامًا مع السياقات القرآنية التي سُميت جهلا بـ"آيات القسم"."
هل يوجد أى دليل من القرآن على ما قاله شهوان في كلامه ؟
لا يوجد
وفى سبيل هذا الكلام اللغوى تناسى يحيى شهوان أن الله أثبت أن كلمة القسم بمعنى الحلف به فقال :
" تَحْبِسُونَهُمَا مِنْ بَعْدِ الصَّلَاةِ فَيُقْسِمَانِ بِاللَّهِ إِنِ ارْتَبْتُمْ لَا نَشْتَرِي بِهِ ثَمَنًا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَلَا نَكْتُمُ شَهَادَةَ اللَّهِ إِنَّا إِذًا لَمِنَ الْآثِمِينَ"
هنا الشهود يقسمان بالله والمراد يحلفان بالله وهو ما لم يذكره يحيى في تقسيمه اللغوى
وهو يناقض أن الله جعل قسم المنافقين المتكرر أيمان أى حلفانات فقال :
وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ أَمَرْتَهُمْ لَيَخْرُجُنَّ قُلْ لَا تُقْسِمُوا طَاعَةٌ مَعْرُوفَةٌ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ"
ويناقض أن الله جعل قسم الكفار المتكرر أيمان فقال :
"وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ جَاءَتْهُمْ آيَةٌ لَيُؤْمِنُنَّ بِهَا قُلْ إِنَّمَا الْآيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ لَا يُؤْمِنُونَ"
وقال :
"وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَا يَبْعَثُ اللَّهُ مَنْ يَمُوتُ"
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس