عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 22-10-2025, 07:02 AM   #2
رضا البطاوى
عضو شرف
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 6,902
إفتراضي

فلو قال لك أحدهم أعبد الدولة لايعني ذالك ان تعبد كلمة الدولة بل إن تتبع نظام الدولة فعندما نجد اعبدوا الله أي اتبعوا الإله الذي وضع الأنظمة والقوانين في الوجود فالذي يتبع نظامه في الوجود هو الذي يعبده الذي يمتثل لنظامه في الوجود وأوامره هو الذي يطيعه الذي يتبع حكم الرب هو الذي يعبد ربه الذي يتقي القوانين الذي وضعها في الوجود هو الذي يتقية فمشكلتنا ليست مع الإله بل مع نظامه هو الذي يحاسبنا ويعاقبنا ويديينا ويجازينا ونحن لا نشعر؟"
والجملة الأخيرة تناقض ما قاله سابقا عن كون الإله هو نظام أوجده الخالق" فالإله ليس كلمة نعبدها ولا لفظًا نقدّسه، بل هو نظام كوني أوجده الخالق " وهو يعترف في الجمل الأخيرة من الفقرة ان الإله شىء ونظامه شىء " فمشكلتنا ليست مع الإله بل مع نظامه"
وشرح لنا أن المطلوب هو معرفة نظلم الإله لطاعته واتباعه فقال :
"فالمطلوب أن نعرف ما هو نظام الإله الذي اوجده فى الوجود فالكتاب أي النظام يخبرنا عن نظام الإله في الوجود لكي نتعلم ونتبع وإن لم نتعلم نظامه ونتبعه فهو ليس الخسران ولا هو محتاج لنا بل أننا نحن الخسرانين لأننا سنصنع لنا أنظمة وقوانين خرافية لا يوجد فيها أمن ولا سلام وسوف نهلك بعضنا البعض فيجب أن نفهم أننا نحن بحاجة إلى أن نتبع نظام الإله وليس هو بحاجة شي منا أن نعطيه وهو الغني فالوجود بأكمله يتبع نظام الإله الذي وضعه له حتى الحشرة تعرف نظامها إلى الإنسان يريد أن يعلم الإله بدينه ؟
وقد جاء في الآية:
﴿قَالُوا نَعْبُدُ إِلَـٰهَكَ وَإِلَـٰهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَـٰهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ﴾ [البقرة: 133]
قالوا: “نعبد إلهك”، كيف نعبد الهك ولم يقولوا “نعبد الله”، لأنهم يعبدون النظام الكوني الواحد الذي عُرف به الأنبياء، لا اسمًا بشريًّا. وحتى عند الحديث عن موسى قيل: **إنني أنا الإله لا إله إلا أنا**، يعني إنني أنا هو هو فهو الإله، لا لأن “إله” اسم له، بل لأن “الإله” صفة تدل على كمال الوجود. وكذلك “الرب”، و“الرحمن”، و“السلام”، كلّها إشارات إلى جوهرٍ واحد لا يُسمّى.
كيف يتخذ الإنسان إلهه هواه
﴿أَفَرَءَیۡتَ مَنِ ٱتَّخَذَ إِلَـٰهَهُۥ هَوَىٰهُ وَأَضَلَّهُ ٱللَّهُ عَلَىٰ عِلۡمࣲ وَخَتَمَ عَلَىٰ سَمۡعِهِۦ وَقَلۡبِهِۦ وَجَعَلَ عَلَىٰ بَصَرِهِۦ غِشَـٰوَةࣰ فَمَن یَهۡدِیهِ مِنۢ بَعۡدِ ٱللَّهِۚ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ﴾ [الجاثية ٢٣]
حتى فرعون حين أدرك الغرق قال: **آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين**، ولم يقل “الله”، لأنه لم يؤمن باللفظ، بل بالنظام الذي أدرك أثره في الواقع. وإبراهيم حين بحث ليلًا ونهارًا حتى قال: **هذا ربي**، لم يكن يبحث عن شخص اسمه الله، بل عن النظام الكوني الذي يدير الوجود بانتظام ودقة متناهية أما العرب فظنّوا أن “هو” ضمير غائب، لكن إن سألناهم: هل الإله غائب؟ فلن يقبلوا، لأن “هو” ليست غيابًا بل حضورٌ مطلق لا يُدرك بالحروف."
وفى الفقرة السابقة يحاول الرجل اثبات أن العبادة للإله وليس لله مع كونهما واحد عندنا فينكر ما ورد في المصحف مثل :
"إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي"
فالله وعبادته صريحة وكذلك أقوال مثل :
"قالَ الْمَسِيحُ يَابَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ"
"قَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَاقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ"
"وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَاقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ"
"وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَاقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ
"إِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَاقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ"
فتلك وعشرات غيرها من ألايات تذكر الله وعبادته صراحة وكونه الإله الذى لا إله سواه
وكرر الرجل مقولة إنكار كون النبى فرد من الناس وأنه المصحف كالرسول فقال :
" كذلك لا وجود لشخص اسمه “النبي” نزل عليه القرآن بلسان عربي مبين، ولا كتاب نزل عليه من السماء على شكل أوراق أو مصحف. ولم ينزل القرءان على أحد فالقرآن ينزل في كل لحظة حين يتفجر “قرآن الفجر” المشهود، أي لحظة انكشاف ما كان خفيًّا داخل الإنسان، فالوحي ليس حدثًا في الماضي، بل تجربة مستمرة في الحاضر لكل من يتهيأ قلبه للتلقي.
إذن، لم يصلنا قرآن من السماء، ولم يصلنا كتاب مادي، بل الذي وصلنا هو الرسول ذاته، ومعه الرسالة الحيّة في الإنسان. قبل أن تكون في المصحف والرسول ذاته هو الذي ينطق، أي هو المتكلم في النص وليس الإله، وكل رسول ارسل بلسان قومه بالخط الذي يفهموه كل شخص سيقرأ بالخط الذي يفهمه وليس بلغة العرب لأن الإله يُكلّم ولا يتكلم، فالتكلُّم غير الكلام. فالرسول هو الذي يتلو علينا الصحف المطهّرة التي فيها كتب، أي نظم ثابتة، وهو الذي يبيّن لنا آيات الإله والكتاب الكوني. الكتاب ليس أوراقًا، بل نظام كوني داخل نظام أعظم، وما يقوله الرسول لا يمكن أن يُفهم بلغتنا الدارجة، بل من خلال العودة إلى النص وفهم المفردة بلسانها القرآني المبين، الذي هو تنزيل من رب العالمين إلى قلب الإنسان لا إلى مصحفه. ذالك القلب الأمين الذي لايخون أحد
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس