[رضا البطاوى]

القدور الراسيات:
وفى هذا قال تعالى :
" يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل وجفان كالجواب وقدور راسيات اعملوا آل داود شكرا وقليل من عبادى الشكور "
بين الله لنبيه (ص)أنه سخر لسليمان(ص) الجن فمنهم من يعملون أى يصنعون له ما يشاء أى ما يريد من المحاريب وهى المساجد والتماثيل وهى المنارات التى تنير للناس فى البر والبحر والجفان التى كالجواب والمراد وقصعات الطعام التى تشبه أحواض الماء الكبيرة ،والقدور الراسيات وهى الأطباق الثابتات أى حلل الطبخ الراسخات على مواقد النار ،وقال لسليمان(ص)اعملوا آل داود شكرا والمراد افعلوا أهل داود(ص)حسنا والمراد أن يطيعوا حكم الله وقليل من عبادى الشكور والمراد وعدد قليل من خلقى هو المطيع لحكمى
الله مرسى السفينة:
بين الله أنه لما جاء أمرنا والمراد لما تحقق عقاب الله ففار التنور والمراد فخرج الماء من الأرض والسماء قلنا لنوح(ص)احمل فيها من كل زوجين اثنين والمراد أركب فيها من كل نوع فردين اثنين وهذا يعنى أن يحمل معه من كل نوع من مخلوقات الأرض ذكر وأنثى و أهلك إلا من سبق فيه القول والمراد وأسرتك إلا من نزل فيه الوحى أنه لا يؤمن وهو ابنه وزوجته والقول هو "لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن "ولم يكن ولده وزوجته قد آمنا ،ومن آمن والمراد ومن صدق برسالتك ،ويبين الله لنا أنه ما آمن معه إلا قليل والمراد أنه ما صدق برسالته سوى عدد قليل فقال لهم نوح(ص)اركبوا فيها والمراد ادخلوا فى السفينة بسم الله مجريها ومرسيها والمراد بحكم الله مسيرها وموقفها وهذا يعنى أن الله هو القادر وحده على تحريكها وهو القادر وحده على إيقافها ،إن ربى لغفور رحيم والمراد إن إلهى لنافع مفيد للمؤمنين وفى هذا قال تعالى :
"حتى إذا جاء أمرنا وفار التنور قلنا احمل فيها من كل زوجين اثنين وأهلك إلا من سبق عليه القول ومن آمن وما آمن معه إلا قليل وقال اركبوا فيها بسم الله مجريها ومرسيها إن ربى لغفور رحيم "
وقد كتب أحدهم مقال مبينا أن الرواسى ليست الجبال وإنما المحيطات فقال :
"الرواسي ليست الجبال ؟؟؟؟
قال تعالى :
وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا .......
وَأَلْقَىٰ فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَارًا وَسُبُلًا لَّعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ
أَمَّن جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا أَإِلَـٰهٌ مَّعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ
لاحظ دائما" الاقتران في أكثر الآيات بين أنواع المياه على الأرض و ذكر الرواسي ،،،، إذا" الرواسي هي المحيطات و البحار ، وليست الجبال ، ...فالرواسي هي مياه المحيطات و البحار و ليست الجبال "
وذكر الشىء بجانب الشىء لا يعنى اأنه من نفس نوعه كما قال صاحب المثال فقد ذكر في نفس الآيات خلق الله للأزواج من النباتات والحيوانات كما في قوله :
" والأرض مددناها وألقينا فيها رواسى وأنبتنا فيها من كل شىء موزون"
وقوله :
"والأرض مددناها وألقينا فيها رواسى وأنبتنا فيها من كل زوج بهيج تبصرة وذكرى لكل عبد منيب"
ففى هذا الآيات ذكرت النباتات مع الرواسى ولم تذكر الأنهار وبناء على تلك العلاقات تكون الرواسى نباتات حسب زعمه
وفى آيات أخرى وضعت السبل بعد الرواسى كقوله تعالى :
"وجعلنا فى الأرض رواسى أن تميد بهم وجعلنا فيها فجاجا سبلا لعلهم يهتدون"
وقوله :
" وألقى فى الأرض رواسى أن تميد بكم وأنهارا وسبلا لعلكم تهتدون"
فهل السبل هى مياه أم طرق ؟
إذا لا علاقة بين الشىء وما بعده في التفسير في أحيان متعدة
وقال :
الدليل الثاني : أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا
إذا الجبال هي الأوتاد و ليست الرواسي"
استنتاج خاطىء من صاحب المقال فقد ذكر الله في آية أخرى أن الله لأرسى الجبال فقال " والجبال أرساها " فبان أن الرواسى هى نفسها الجبال
وقال :
"الدليل الثالث : وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ
لاحظ الأية : السفينة تجري وهي راسية أي متوازنة ، فمعنى راسية متوازنة وهي تتحرك"
لا دليل على كون الجبال ليست الرواسى لأن ألاية تتحدث عن رسو السفينة وهو ثباتها على الشاطىء ولا تتحدث عن الجبال
وقال :
"الدليل الرابع : وَجَعَلْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ شَامِخَاتٍ وَأَسْقَيْنَاكُم مَّاءً فُرَاتًا
مياه المحيطات و البحار تغطي ثلاث أرباع اليابسة ، فهي شامخة على اليابسة ، طغت عليها و ارتفعت فوقها و حجبت ثلاث أرباعها "
استتناج خاطىء فمن قال ا، المياه ثلاثة أرباع ألأرض مخطىء فلا يوجد أحد قارن بين اليابس والماء فكله كلام بلا أى دليل واقعى والرواسى كما قال تعالى " والجبال أرساها " فالجبال ليست مياه
وقال :
"الدليل الخامس : وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْزُونٍ
الرواسي تم إلقاؤها أي رميت على الأرض ، و ليست من جنس الأرض ، و الجبال من جنس الأرض لم يتم إلقاؤها ، بل تتولد الجبال من الضغط و تحرك الصفائح التكتونية ، أي أنها تخرج من الأرض و لم تلقى على الأرض"
نوع أخر من الاستنتاج الأبله فقد فسر الله الإلقاء بكونه الجعل وهو الخلق فقال " وجعل فيها رواسى"
وقال" وجعلنا فيها رواسى شامخات"
وقال" وجعل فيها رواسى من فوقها"
وهذا كله يثبت أنه لا يوجد دليل واحد على كون الرواسى هى المحيطات