عفو من بيده عقدة النكاح :
بين الله للمؤمنين أن الرجال إذا طلقوا النساء والمراد إذا انفصلوا عن الزوجات من قبل أن يمسوهن أى يجامعوهن أى يدخلوا بهن دخولا شرعيا وقد فرضوا لهن الفريضة والمراد وقد أعطوا لهن المهر وهو الصداق فمن حق المطلق نصف الفريضة وهو نصف المهر يسترده منها وتستثنى من ذلك حالة عفو المطلقة أى ترك المطلقة للنصف الثانى برضاها للمطلق وحالة عفو أى تنازل الذى بيده عقدة النكاح عن النصف الثانى برضاه ورضا الزوجة المطلقة وهو الذى بأمره ميثاق الزواج وهو ما نسميه الآن وكيل الزوجة وفى تلك الأحوال يحق له أخذ النصف الثانى من المهر،وبين الله لنا أننا أن نعفوا أقرب للتقوى والمراد أن نتنازل أحسن من أجل الثواب ويطلب منا ألا ننسى الفضل بيننا والمراد ألا نترك التميز بيننا أى ألا نجعل وجود أفضلية بين المسلمين متروكا بحيث يكون هناك مسلم أفضل من مسلم بعمله غير الواجب عليه ،ويبين لنا أنه بما نعمل بصير أى بالذى نفعله خبير وهذا يعنى أن نحذر من عذابه بعدم مخالفتنا لأحكامه حتى لا يعاقبنا .
وفى المعنى قال سبحانه :
"وإن طلقتموهن من قبل أن تمسوهن وقد فرضتم لهن فريضة فنصف ما فرضتم إلا أن يعفون أو يعفو الذى بيده عقدة النكاح وأن تعفوا أقرب للتقوى ولا تنسوا الفضل بينكم إن الله بما تعملون بصير"
نصيب الذين عقدت أيمانكم :
بين الله للمؤمنين أنه جعل موالى والمراد حدد أنصبة لكل من الرجال والنساء فى الذى ترك أى فات الوالدان وهما الأبوان والأقارب من المال بعد موتهم كما حدد للذين عقدت أيماننا نصيبهم وهن اللاتى عاهدتهن أنفس الرجال على الزواج والمراد أن الله يطلب منا أن نعطى الزوجات نصيبهن فى الميراث فيقول أتوهن نصيبهن أى أعطوهن حظهن فى الميراث ويبين لهم أنه شهيد على كل شىء أى رقيب أى عليم بكل أمر وسيحاسب عليه .
وفى المعنى قال سبحانه :
"ولكل جعلنا موالى مما ترك الوالدان والأقربون والذين عقدت أيمانكم فأتوهم نصيبهم إن الله كان على كل شىء شهيدا"
عقدة لسان موسى(ص):
بين الله لنبيه(ص)أن موسى (ص)دعا الله فقال :رب أى خالقى :اشرح لى صدرى أى نور لى قلبى والمراد افرح نفسى يالإسلام وكرر ذلك بقوله ويسر لى أمرى أى سهل لى شأنى والمراد وأصلح لى نفسى ،وقال واحلل عقدة من لسانى أى وافكك ربطة فى فمى يفقهوا قولى أى يفهموا حديثى ،وهذا يعنى أن لسانه كان فيه عقدة أى مرض يمنعه من الحديث السليم وهو يطلب إزالته حتى يفهم الناس حديثه الداعى إلى الإسلام ،وقال واجعل لى وزيرا من أهلى أى وعين لى مساعدا من أسرتى هارون (ص)أخى ،وهذا يعنى أنه يشترط فى الوزير أن يكون من أسرته وأن يكون تحديدا هارون (ص)أخيه وقد بين موسى (ص)سبب اشتراطه ذلك وهو اشدد به أزرى أى قوى به شأنى والمراد أن يقوى به نفس موسى (ص)على أمر الدعوة ،وأشركه فى أمرى أى وقاسمه فى شأنى وهو تفسير شد الأزر والمراد أن يقاسمه فى أمر الدعوة فيصبح رسولا مثله ومن هنا نفهم أن موسى طلب الوزير ليشاركه فى الرسولية وبين موسى (ص)سبب طلبه لكل تلك الطلبات فقال كى نسبحك كثيرا أى كى نذكرك كثيرا والمراد كى نطيعك دوما أى كى نتبع حكمك بإستمرار وبين موسى (ص)لله أنه كان بهم بصيرا أى عليما للذى يحتاجونه .
وفى المعنى قال سبحانه :
"قال رب اشرح لى صدرى ويسر لى أمرى واحلل عقدة من لسانى يفقهوا قولى واجعل لى وزيرا من أهلى هارون أخى اشدد به أزرى وأشركه فى أمرى كى نسبحك كثيرا ونذكرك كثيرا إنك كنت بنا بصيرا "
العقد في الحديث :
"من تحلم كاذبا كلف يوم القيامة أن يعقد بين شعيرتين ولن يعقد بينهما "وفى رواية شعيرة " رواه الترمذى والبخارى والخطأ هنا هو أن التحلم ذنب وهو ما يعارض مثلا أن مباشرة الزوجة إذا تحلمها أى تخيلها الإنسان فلا ذنب عليه لأنها مباحة له والخطأ الأخر هو تكليف المتحلم بعقد شعيرة أو شعيرتين وهو يتعارض مع عدم وجود تكليفات للناس غير السجود لله فى الأخرة ،زد على هذا أن الإنسان يأتى وحيدا ليس معه أى شىء بدليل قوله تعالى بسورة الأنعام "لقد جئتمونا فراداى كما خلقناكم أول مرة وتركتم ما خولناكم وراء ظهوركم "ونلاحظ تناقضا بين رواية شعيرتين ورواية شعيرة .
"من استمع إلى حديث قوم وهم إليه كارهون صب فى أذنيه الآنك ومن أرى عينيه فى المنام ما لم ير كلف أن يعقد شعيرة "رواه الطبرانى فى الكبير وأبو نعيم فى الحلية،الخطأ الأول هنا صب الآنك فى أذنى سامع الحديث المكروه وهو ما يعارض أن الله لم يذكر الآنك وهو الرصاص كوسيلة لتعذيب الكفار فى الأخرة وقد حدد الوسائل بأنها الزقوم والحميم والذهب والفضة ومقامع الحديد والظلل والمهاد وثياب النار والخطأ الأخر تكليف الذى يرى عينيه فى المنام ما لم ير بعقد شعيرة مع عدم وجود تكليف فى الأخرة بعد دخول الجنة والنار.
"عليكم بالتسبيح والتهليل والتقديس واعقدن بالأنامل فإنهن يأتين يوم القيامة مسئولات مستنطقات ولا تغفلن فتنسين الرحمة "رواه الترمذى وأبو داود والخطأ هنا أن الأنامل مسئولات مستنطقات وهو ما يخالف أن الله يستنطق الأيدى كلها وليس أصابع اليد وحدها وفى هذا قال تعالى بسورة يس "اليوم نختم على أفواههم وتكلمنا أيديهم وتشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون ".
|